الزبير بن العوام

2024-05-09 - 1445/11/01

التعريف

1- الاسم : الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى ابْنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبٍ.

 

2- الكنية: أَبُو عَبْدِ اللهِ

 

3- اللقب:

حَوَارِيُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

 وَابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَحَدُ العَشرَةِ المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى، وَأَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي سَبِيْلِ اللهِ. أَبُو عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَسْلَمَ وَهُوَ حَدَثٌ، لَهُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. سير أعلام النبلاء: (1/ 41).

 

4- صفته: وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ رَجُلاً طَوِيْلاً، إِذَا رَكِبَ خَطَّتْ رِجْلاهُ الأَرْضَ، وَكَانَ خَفِيْفَ اللِّحْيَةِ وَالعَارِضَيْنِ. سير أعلام النبلاء (1/ 42).

 

- حكى ابن سعد، عن الواقدي قال: كان الزبير بن العوام رجلًا ليس بالقصير ولا بالطويل، إلى الخِفّة ما هو في اللحم، ولحيتُه خفيفة، أسمر اللون أشعَر. طبقات ابن سعد (3/ 95).

 

- وحكى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ربما أخذتُ بالشعر على مَنْكبي الزبير وأنا غُلام، فأتَعلَّق به على ظهره. طبقات ابن سعد: (3/ 100).

 

- وقال هشام: كان أبيض طويلًا، وقيل: أسمر خفيفَ العارِضَين.

وحكى أبو اليقظان، عن هشام بن عروة قال: كان جَدّي الزبير إذا ركب تَخُطّ الأرضَ رجلاه، وكان لا يُغَيِّر شيبَه، قال: وكنتُ وأنا غلام أجذب بشعر كَتفيَه حتى أقوم. مرآة الزمان في تواريخ الأعيان: (6/ 218).

 

3- حَدَّثَ عَنْهُ بَنُوْهُ: عَبْدُ اللهِ، وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَمَالِكُ بنُ أَوْسِ بنِ الحَدَثَانِ، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ، وَمُسْلِمُ بنُ جُنْدَبٍ، وَأَبُو حَكِيْمٍ مَوْلاَهُ، وَآخَرُوْنَ.

اتَّفَقَا لَهُ عَلَى حَدِيْثَيْنِ، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثٍ. سير أعلام النبلاء (1/ 42).

 

5- زوجاته:

تزوج الزبير بن العوام من ثماني نساء هن:

أسماء بنت أبي بكر أُولى زوجاته

 

أم خالد بنت خالد بن سعيد واسمها أمة، وهي ابنه الصحابي خالد بن سعيد بن العاص، وولدت له ولدين هما: عمرو، وخالد، وثلاث بنات هن: حبيبة، سودة، هند.

 

الرباب بنت أنيف ولدت له ولدين هما: مصعب، وحمزة، وبنت واحدة هي: رملة.

 

زينب بنت مرثد بن عمرو تُكنى أم جعفر، وقد ولدت له ولدين هما: جعفر، وعبيدة.

 

أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت زوجة عبد الرحمن بن عوف، ولدت له بنت واحدة هي: زينب.

 

الحلال بنت قيس بن نوفل ولدت له بنت واحدة هي: خديجة الصغرى.

 

عاتكة بنت زيد وقد طلقها قبل استشهاده فاستشهد وهي في عدتها.

 

تماضر بنت الأصبغ كانت زوجة عبد الرحمن بن عوف، تزوجها الزبير وطلقها بعد سبع ليالٍ.

ينظر: التاريخ الإسلامي من تأليف محمود شاكر 4/ 137- 139.

 

6- أبنائه:

كان للزبير أحد عشر ابنًا وتسع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء الشهداء، فقال: “بلغني أن طلحة بن عُبيد الله التيميّ يسمّي بَنيه بأسماءِ الأنبياء، وقد عَلمَ أنْ لا نبيّ بعد محمّد، وإني أُسمّي بَنيّ بأسماء الشهداء لعلّهم أن يُستَشْهَدوا.”، فأولاده البنين هم:

عبد الله بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر، وهو أكبر أبناء الزبير.

 

عروة بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر.

 

المنذر بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر.

 

عاصم بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر.

 

المهاجر بن الزبير، أمه أسماء بنت أبي بكر.

 

جعفر بن الزبير، أمه زينب بنت مرثد.

 

عبيدة بن الزبير، أمه زينب بنت مرثد.

 

عمرو بن الزبير، أمه أمة بنت خالد بن سعيد.

 

خالد بن الزبير، أمه أمة بنت خالد بن سعيد.

 

مصعب بن الزبير، أمه الرباب بنت أنيف.

 

حمزة بن الزبير، أمه الرباب بنت أنيف.

 

وأولاده البنات هن:

خديجة الكبرى، أمها أسماء بنت أبي بكر، هي أكبر بنات الزبير، ولدت قبل غزوة الخندق.

 

أم الحسن، أمها أسماء بنت أبي بكر.

 

عائشة، أمها أسماء بنت أبي بكر.

 

حبيبة، أمها أمة بنت خالد بن سعيد.

 

سودة، أمها أمة بنت خالد بن سعيد.

 

هند، أمها أمة بنت خالد بن سعيد.

 

رملة، أمها الرباب بنت أنيف.

 

زينب، أمها أم كلثوم بنت عقبة.

 

خديجة الصغرى، أمها الحلال بنت قيس.

ينظر: التاريخ الإسلامي من تأليف محمود شاكر 4/ 137- 139.

 

7- أخواته:

وله أربعة إخوة وأربع أخوات:

السائب بن العوام: أمه صفية بنت عبد المطلب فهو شقيق للزبير. أسد الغابة 2/ 307

 

عبد الرحمن بن العوام: أمه أم الخير أميمة. الطبقات الكبرى - محمد بن سعد (٨ - الصفحة ٤١).

 

عبد الله بن العوام: أمه أم الخير أميمة. الإصابة في تمييز الصحابة. (4/ 289).

 

عبد الكعبة بن العوام: أمه صفية بنت عبد المطلب. الطبقات الكبرى (٨ -٤١).

 

أم حبيب بنت العوام: أمها صفية بنت عبد المطلب فتكون شقيقة للزبير. الإصابة في تمييز الصحابة (2- 196).

 

زينب بنت العوام: صحابية، وشاعرة، أسلمت، وتزوجها حكيم بن حزام. الأعلام - خير الدين الزركلي (٣ – ٦٧).

 

هند بنت العوام: زوجة الصحابي زيد بن حارثة. الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 496).

 

أم السائب بنت العوام: قال هشام: “وكان للزبير أخت يقال لها أم السائب بنت العوام”. مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (6/ 226).

العناصر

1- تعريف بالزبير بن العوام وصفاته الخِلقية والخُلقية.

 

2- بيان فضله ومكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم

 

3- بعض ما أثر عنه في شجاعته رضي الله عنه.

 

4- موقفه من الفتنة

 

5- دوره في فتح مصر

 

6- زهده وورعه وما أثر عنه من كرامات.

 

 

الاحاديث

1- عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها: "(الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: ١٧٢]، قالَتْ لِعُرْوَةَ: يا ابْنَ أُخْتِي، كانَ أبَواكَ منهمْ -الزُّبَيْرُ، وأَبُو بَكْرٍ- لَمّا أصابَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ما أصابَ يَومَ أُحُدٍ، وانْصَرَفَ عنْه المُشْرِكُونَ؛ خافَ أنْ يَرْجِعُوا، قالَ: مَن يَذْهَبُ في إثْرِهِمْ؟ فانْتَدَبَ منهمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، قالَ: كانَ فيهم أبو بَكْرٍ والزُّبَيْرُ". أخرجه البخاري (4077).

 

2- جابر بن عبد الله: "قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ الأحْزابِ: مَن يَأْتِينا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنا، ثُمَّ قالَ: مَن يَأْتِينا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنا، ثُمَّ قالَ: مَن يَأْتِينا بخَبَرِ القَوْمِ؟ فَقالَ الزُّبَيْرُ: أنا، ثُمَّ قالَ: إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيَّ، وإنَّ حَوارِيَّ الزُّبَيْرُ". أخرجه البخاري (٤١١٣)، ومسلم (٢٤١٥).

 

3- عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوَارِيِّي مِنْ أَهْلِي. أخرجه النسائي (٨١٥٥ )، وأحمد (١٤٤١٤ ). وصححه الألباني، السلسلة الصحيحة (١٨٧٧).

 

4- عَنْ عروة بن الزبير: "كانت على الزُّبَيْرِ عمامةٌ صفراءُ معتجِرًا بِها يومَ بدرٍ، فقالَ النَّبيُّ صلّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ: "إنَّ الملائِكَةَ نزلَت على سيماءِ الزُّبَيْرِ". الإصابة في تمييز الصحابة (١/٥٤٥) وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (٦٤٧٧): ضعيف.

 

5- أنَّ عبدَ اللهِ بنِ الزُّبيرِ قال يومَ الخندقِ للزُّبيرِ يا أَبَهْ لقد رأيتُك وأنت تحملُ على فرسِكَ الأشقرَ قال: هل رأيتَني أي بنيَّ قال نعم قال كان رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يجمعُ حينئذٍ لأبيك أبوَيه يقولُ: "احمِلْ فداكَ أبي وأمي". ابن جرير الطبري، مسند علي (١٠٩).

 

6- عن عبد الله بن الزبير قال: "كُنْتُ يَومَ الأحْزابِ جُعِلْتُ أنا وعُمَرُ بنُ أبِي سَلَمَةَ في النِّساءِ، فَنَظَرْتُ فإذا أنا بالزُّبَيْرِ على فَرَسِهِ، يَخْتَلِفُ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا، فَلَمّا رَجَعْتُ قُلتُ: يا أبَتِ، رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ، قالَ: أوَهلْ رَأَيْتَنِي يا بُنَيَّ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "مَن يَأْتِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِينِي بخَبَرِهِمْ". فانْطَلَقْتُ، فَلَمّا رَجَعْتُ جَمع لي رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبَوَيْهِ فقالَ: "فِداكَ أبِي وأُمِّي". البخاري (٣٧٢٠)

 

7- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: "طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ". أخرجه الترمذي (٣٧٤١)، والبزار (٨١٨)، وأبو يعلى (٥١٥).

 

8- عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعمرُ في الجنَّةِ، وعُثمانُ في الجنَّةِ، وعليٌّ في الجنَّةِ، وطَلحةُ في الجنَّةِ والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ، وسعدُ بنُ أبي وقّاصٍ في الجنَّةِ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرّاحِ في الجنَّةِ". أخرجه الترمذي (٣٧٤٧). وصححه الألباني (٣٧٤٧).

 

9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنَّ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ على جَبَلِ حِراءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اسْكُنْ حِراءُ؛ فَما عَلَيْكَ إلّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ". وَعليه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، والزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ. رواه مسلم (٢٤١٧)

 

10- أَصابَ عُثْمانَ بنَ عَفّانَ رُعافٌ شَدِيدٌ سَنَةَ الرُّعافِ، حتّى حَبَسَهُ عَنِ الحَجِّ، وأَوْصى، فَدَخَلَ عليه رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ قالَ: اسْتَخْلِفْ، قالَ: وقالُوهُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: ومَنْ؟ فَسَكَتَ، فَدَخَلَ عليه رَجُلٌ آخَرُ -أحْسِبُهُ الحارِثَ- فقالَ: اسْتَخْلِفْ، فقالَ عُثْمانُ: وقالُوا؟ فقالَ: نَعَمْ، قالَ: ومَن هُوَ؟ فَسَكَتَ، قالَ: فَلَعَلَّهُمْ قالُوا: الزُّبَيْرَ، قالَ: نَعَمْ، قالَ: أما والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّه لَخَيْرُهُمْ، ما عَلِمْتُ، وإنْ كانَ لَأَحَبَّهُمْ إلى رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. رواه البخاري (٣٧١٧).

 

11- عن عروة بن الزبير: أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَقِيَ الزُّبَيْرَ في رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ كانُوا تِجارًا قافِلِينَ مِنَ الشَّأْمِ، فَكَسا الزُّبَيْرُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وأَبا بَكْرٍ ثِيابَ بَياضٍ. رواه البخاري (٣٩٠٦)

 

12- عن عكرمة مولى ابن عباس: قال يَهوديٌّ يَومَ قُرَيظةَ: مَن يُبارِزُ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: قُمْ يا زُبَيرُ. فقالَتْ صَفيَّةُ: يا رسولَ اللهِ، واحِدي. فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّهما علا على صاحِبِه قتَلَه. فعَلاه الزُّبَيرُ فقتَلَه، فنَفَّلَه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- سَلَبَه.       السنن الكبرى للبيهقي (٦/٣٠٨).

 

13- عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، أنَّ عليًّا قيل له: إنَّ قاتلَ الزُّبَيرِ على البابِ، فقال: لِيَدخُلْ قاتلُ ابنِ صَفيَّةَ النّارَ، سمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: إنَّ لكلِّ نَبيٍّ حَوارِيًّا، وإنَّ الزُّبَيرَ حَوارِيَّ. أخرجه الترمذي (٣٧٤٤)، وأحمد (٧٩٩) واللفظ له، وقال شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند لشعيب (٧٩٩): "إسناده حسن".

 

14- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: "لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ يَا بُنَيِّ إِنَّهُ لَا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلَّا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ وَإِنِّي لَا أُرَانِي إِلَّا سَأُقْتَلُ الْيَوْمَ مَظْلُومًا وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي أَفَتُرَى يُبْقِي دَيْنُنَا مِنْ مَالِنَا شَيْئًا فَقَالَ يَا بُنَيِّ بِعْ مَالَنَا فَاقْضِ دَيْنِي وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ وَثُلُثِهِ لِبَنِيهِ يَعْنِي بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ثُلُثُ الثُّلُثِ فَإِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا فَضْلٌ بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ قَالَ هِشَامٌ وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَازَى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ خُبَيْبٌ وَعَبَّادٌ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ وَتِسْعُ بَنَاتٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ وَيَقُولُ يَا بُنَيِّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ يَا أَبَةِ مَنْ مَوْلَاكَ قَالَ اللَّهُ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِلَّا أَرَضِينَ مِنْهَا الْغَابَةُ وَإِحْدَى عَشْرَةَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ وَدَارَيْنِ بِالْبَصْرَةِ وَدَارًا بِالْكُوفَةِ وَدَارًا بِمِصْرَ قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الَّذِي عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فَيَسْتَوْدِعُهُ إِيَّاهُ فَيَقُولُ الزُّبَيْرُ لَا وَلَكِنَّهُ سَلَفٌ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ وَمَا وَلِيَ إِمَارَةً قَطُّ وَلَا جِبَايَةَ خَرَاجٍ وَلَا شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي غَزْوَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنْ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنْ الدَّيْنِ فَكَتَمَهُ فَقَالَ مِائَةُ أَلْفٍ فَقَالَ حَكِيمٌ وَاللَّهِ مَا أُرَى أَمْوَالَكُمْ تَسَعُ لِهَذِهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ مَا أُرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي قَالَ وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ حَقٌّ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا قَالَ فَإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا تُؤَخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَا قَالَ قَالَ فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا قَالَ فَبَاعَ مِنْهَا فَقَضَى دَيْنَهُ فَأَوْفَاهُ وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ كَمْ قُوِّمَتْ الْغَابَةُ قَالَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ كَمْ بَقِيَ قَالَ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ قَالَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ وَقَالَ ابْنُ زَمْعَةَ قَدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بِمِائَةِ أَلْفٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كَمْ بَقِيَ فَقَالَ سَهْمٌ وَنِصْفٌ قَالَ قَدْ أَخَذْتُهُ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ وَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قَضَاءِ دَيْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبَيْرِ اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ حَتَّى أُنَادِيَ بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ قَالَ فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنَادِي بِالْمَوْسِمِ فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بَيْنَهُمْ قَالَ فَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ وَرَفَعَ الثُّلُثَ فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ". رواه البخاري (٣١٢٩).

 

15- وعن عمرو بن ميمون في حديث طويل جاء فيه: ".... *** فَقَالُوا أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ قَالَ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَوْ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ". رواه البخاري (٣٧٠٠).

 

16- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ سَهْلِ ابْنِ أَخِي كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : "لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَسُؤْنِي قَطُّ، فَاعْرَفُوا ذَلِكَ لَهُ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي رَاضٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ رَاضٍ، فَاعْرَفُوا ذَلِكَ لَهُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي وَأَخْتَانِي، لاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ بِمَظْلِمَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْفَعُوا الْمُسْتَنْكِرَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَقُولُوا فِيهِ خَيْرًا أَيُّهَا النَّاسُ، احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي وَأَخْتَانِي، لاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ بِمَظْلِمَةِ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ارْفَعُوا الْمُسْتَنْكِرَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَقُولُوا فِيهِ خَيْرًا.". المعجم الكبير للطبراني (5640).

 

17- عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ اليَشْكُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُول: سَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَهُوَ يَقُولُ: "طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الجَنَّةِ". أخرجه الترمذي (٣٧٤١)، وضعف الألباني.

 


 

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب: "لو عهدت أو تركت تركة، كان أحبهم إلي الزبير؛ إنه ركن من أركان الدين". مجمع الزوائد (٩/١٥٤).

 

وفي رواية عن هشام بن عروة أن مطيع بن الأسود قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: "من عهد منكم إلى الزبير فإن الزبير عمود من عمد الإسلام". تاريخ دمشق لابن عساكر 18/ 397.

 

2- عروة بن الزبير: كانَ في الزُّبَيْرِ ثَلاثُ ضَرَباتٍ بالسَّيْفِ إحْداهُنَّ في عاتِقِهِ، قالَ: إنْ كُنْتُ لَأُدْخِلُ أصابِعِي فِيها، قالَ: ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يَومَ بَدْرٍ، وواحِدَةً يَومَ اليَرْمُوكِ. قالَ عُرْوَةُ: وقالَ لي عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ حِينَ قُتِلَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ: يا عُرْوَةُ، هلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَما فِيهِ؟ قُلتُ: فيه فَلَّةٌ فُلَّها يَومَ بَدْرٍ، قالَ: صَدَقْتَ بهِنَّ فُلُولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ ثُمَّ رَدَّهُ على عُرْوَةَ. قالَ هِشامٌ: فأقَمْناهُ بيْنَنا ثَلاثَةَ آلافٍ، وأَخَذَهُ بَعْضُنا، ولَوَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ أخَذْتُهُ. [وفي رواية]: كانَ سَيْفُ الزُّبَيْرِ بنِ العَوّامِ مُحَلًّى بفِضَّةٍ قالَ هِشامٌ: وكانَ سَيْفُ عُرْوَةَ مُحَلًّى بفِضَّةٍ. رواه البخاري (٣٩٧٣).

 

3- ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُوْلُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ رَسُوْلِ اللهِ! فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ، وَإِلاَّ فَلاَ". البحر الزخار (١٢/١٨٤). مجمع الزوائد (٩/١٥٤) إتحاف الخيرة المهرة (٧/٢٢٠). صححه شعيب الأرنؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء (١/٤٩) وقال: "رجاله ثقات".

 

4- مروان بن الحكم: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمانَ أتاهُ رَجُلٌ فقالَ: اسْتَخْلِفْ، قالَ: وقِيلَ ذاكَ؟ قالَ: نَعَمْ، الزُّبَيْرُ، قالَ: أما واللَّهِ إنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أنَّه خَيْرُكُمْ ثَلاثًا. رواه البخاري (٣٧١٨).

 

5- عن شيخ قدم من الموصل قال: "صحِبْتُ الزُّبيرَ بنَ العَوّامِ في بعضِ أسفارِه فأصابَتْه جَنابةٌ بأرضٍ قَفْرٍ فقال استُرني فسترْتُه فحانت مِنِّي التفاتةٌ إليه فرأيْتُه مُجَدَّعًا بالسِّيوفِ فقلْتُ واللهِ لقد رأيْتُ بك آثارًا ما رأيْتُها بأحَدٍ قطُّ قال وقد رأيْتَ ذلك قلْتُ نعم قال أما واللهِ ما منها جِراحةٌ إلّا مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وفي سبيلِ اللهِ". مجمع الزوائد (٩/١٥٣).

 

6- عن هشام بن عروة: "أوصى الزبيرُ إلى ابنِهِ عبدِ اللهِ صبيحةَ الجملِ فقال: ما مِنِّي عضوٌ إلا وقد جُرِحَ مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، حتى انتهى ذلكَ إلى فَرْجِهِ". رواه الترمذي (٣٧٤٦).

 

7- عن عروة بن الزبير قال: "أنَّ أصْحابَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالُوا لِلزُّبَيْرِ يَومَ اليَرْمُوكِ: ألا تَشُدُّ فَنَشُدَّ معكَ، فَحَمَلَ عليهم، فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ على عاتِقِهِ، بيْنَهُما ضَرْبَةٌ ضُرِبَها يَومَ بَدْرٍ قالَ عُرْوَةُ: فَكُنْتُ أُدْخِلُ أصابِعِي في تِلكَ الضَّرَباتِ ألْعَبُ وأنا صَغِيرٌ". رواه البخاري (٣٧٢١).

 

8- عن أسماء بنت أبي بكر: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وما له في الأرْضِ مِن مالٍ ولا مَمْلُوكٍ، ولا شَيءٍ؛ غيرَ ناضِحٍ وغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أعْلِفُ فَرَسَهُ، وأَسْتَقِي الماءَ، وأَخْرِزُ غَرْبَهُ، وأَعْجِنُ، ولَمْ أكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وكانَ يَخْبِزُ جاراتٌ لي مِنَ الأنْصارِ، وكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وكُنْتُ أنْقُلُ النَّوى مِن أرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتي أقْطَعَهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على رَأْسِي، وهي مِنِّي على ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا والنَّوى على رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ومعهُ نَفَرٌ مِنَ الأنْصارِ، فَدَعانِي، ثُمَّ قالَ: إخْ إخْ؛ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أَسِيرَ مع الرِّجالِ، وذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وغَيْرَتَهُ، وكانَ أغْيَرَ النّاسِ، فَعَرَفَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلتُ: لَقِيَنِي رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وعلى رَأْسِي النَّوى، ومعهُ نَفَرٌ مِن أصْحابِهِ، فأناخَ لِأرْكَبَ، فاسْتَحْيَيْتُ منه وعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فقالَ: واللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوى كانَ أشَدَّ عَلَيَّ مِن رُكُوبِكِ معهُ، قالَتْ: حتّى أرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ بَعْدَ ذلكَ بخادِمٍ تَكْفِينِي سِياسَةَ الفَرَسِ، فَكَأنَّما أعْتَقَنِي". رواه البخاري (٥٢٢٤).

 

9- عن عبد الله مولى أسماء: "أنَّهُ كانَ يَسْمَعُ أسْماءَ تَقُولُ كُلَّما مَرَّتْ بالحَجُونِ: صَلّى اللَّهُ على رَسولِهِ مُحَمَّدٍ لقَدْ نَزَلْنا معهُ هاهُنا ونَحْنُ يَومَئذٍ خِفافٌ، قَلِيلٌ ظَهْرُنا، قَلِيلَةٌ أزْوادُنا، فاعْتَمَرْتُ أنا وأُخْتي عائِشَةُ، والزُّبَيْرُ، وفُلانٌ وفُلانٌ، فَلَمّا مَسَحْنا البَيْتَ أحْلَلْنا، ثُمَّ أهْلَلْنا مِنَ العَشِيِّ بالحَجِّ.". رواه البخاري (١٧٩٦).

 

10- عن هشام بن عروة: "أن الزبيرَ وقَف على ولدِه وجعل للمردودَةِ من بناتِه أن تسكنَ غيرَ مضرَّةٍ ولا مضرًّا بها فإن استغنت بزوجٍ فلا حقَّ لها فيه". إرواء الغليل (١٥٩٥) وصححه الألباني.

 

11- عن مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ، قَالَ: "كَانَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدِّي إِلَيْهِ الْخَرَاجَ فَلَا يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْ خَرَاجِهِمْ شَيْئًا". البيهقي (15787).

القصص

 1- عروة بن الزبير: خاصَمَ الزُّبَيْرَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ، فَقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: يا زُبَيْرُ اسْقِ، ثُمَّ أرْسِلْ، فَقالَ الأنْصارِيُّ: إنَّه ابنُ عَمَّتِكَ، فَقالَ عليه السَّلامُ: اسْقِ يا زُبَيْرُ، ثُمَّ يَبْلُغُ الماءُ الجَدْرَ، ثُمَّ أمْسِكْ فَقالَ الزُّبَيْرُ: فأحْسِبُ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ في ذلكَ: (فلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بيْنَهُمْ) [النساء: ٦٥]. البخاري (٢٣٦١).

 

2- أسماء بنت أبي بكر: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وما له في الأرْضِ مِن مالٍ ولا مَمْلُوكٍ، ولا شَيءٍ؛ غيرَ ناضِحٍ وغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أعْلِفُ فَرَسَهُ، وأَسْتَقِي الماءَ، وأَخْرِزُ غَرْبَهُ، وأَعْجِنُ، ولَمْ أكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وكانَ يَخْبِزُ جاراتٌ لي مِنَ الأنْصارِ، وكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وكُنْتُ أنْقُلُ النَّوى مِن أرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتي أقْطَعَهُ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- على رَأْسِي، وهي مِنِّي على ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا والنَّوى على رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ومعهُ نَفَرٌ مِنَ الأنْصارِ، فَدَعانِي، ثُمَّ قالَ: إخْ إخْ؛ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أَسِيرَ مع الرِّجالِ، وذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وغَيْرَتَهُ، وكانَ أغْيَرَ النّاسِ، فَعَرَفَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلتُ: لَقِيَنِي رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وعلى رَأْسِي النَّوى، ومعهُ نَفَرٌ مِن أصْحابِهِ، فأناخَ لِأرْكَبَ، فاسْتَحْيَيْتُ منه وعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فقالَ: واللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوى كانَ أشَدَّ عَلَيَّ مِن رُكُوبِكِ معهُ، قالَتْ: حتّى أرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ بَعْدَ ذلكَ بخادِمٍ تَكْفِينِي سِياسَةَ الفَرَسِ، فَكَأنَّما أعْتَقَنِي". أخرجه البخاري (٥٢٢٤)، ومسلم (٢١٨٢).

 

************

1- إسلامه: أسلم الزبير صغيرًا، واختُلِف في سن إسلامه، فقيل أنه أسلم وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات. الاستيعاب في معرفة الأصحاب (ـ2/ 89)

 

وكان الزبير من أوائل المسلمين، فبعدما أسلم أبو بكر الصديق أخذ يدعو للإسلام، وكان ممن أسلم على يديه الزبير، قال ابن إسحاق: “فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ - يعني أَبي بَكْرٍ - فِيمَا بَلَغَنِي: الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَسَلَّمَ وَمَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَأَنْبَأَهُمْ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَبِمَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَآمَنُوا وَأَصْبَحُوا مُقِرِّينَ بِحَقِّ الإِسْلامِ، فَكَانَ هَؤُلاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَى الإِسْلامِ، فَصَلَّوْا وَصَدَّقُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَآمَنُوا بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ”. تاريخ دمشق لابن عساكر 18/ 348.

 

وكان عمّه نوفل يُعذِّبه ليرجع عن الإسلام، فكان يعلقه في حصير، ويدخّن عليه، وكان الزبير يقول: “لا أكفر أبدًا.”. كتاب: موسوعة فقه الابتلاء، علي بن نايف الشحود، (4/ 336).

 

وعن أبي الأسود أن الزيبر بن العوام أسلم وهو ابن ثمان سنين فجعل عمه يعذبه بالدخان كي يترك الإسلام فيأبى الزبير فلما رأى عمه أنه لا يتركه تركه. تاريخ دمشق لابن عساكر 18/ 349.

 

وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ ابْنُ ثَمَانِ سِنِيْنَ، وَنَفَحَتْ نَفْحَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ أُخِذَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلاَمٌ ابْنُ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً بِيَدِهِ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ، وَقَالَ: الغُلاَمُ مَعَهُ السَّيْفُ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟). فَأَخْبَرَهُ، وَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ. سير أعلام النبلاء 1/ 41- 42.

 

2- موقفه من الفتنة: بعث الزبير بن العوام أبو حبيبة مولى عروة إلى عثمان وهو محصور يقرئه السلام ويقول: "إني على طاعتي لم أبدل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنتُ رجلاً من القوم، وإن شئت أقمتُ، فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به" فطلب منه عثمان البقاء في مكانه "عسى الله أن يدفع بك عني". ابن عساكر: تأريخ دمشق- ترجمة عثمان- ص: 374 نقلاً عن مصعب بن عبد الله الزبيري، وإسناد مصعب حسن.

 

لَمّا وقَفَ الزُّبَيْرُ يَومَ الجَمَلِ دَعانِي، فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ فَقالَ: يا بُنَيِّ، إنَّه لا يُقْتَلُ اليومَ إلّا ظالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ، وإنِّي لا أُرانِي إلّا سَأُقْتَلُ اليومَ مَظْلُومًا، وإنَّ مِن أَكْبَرِ هَمِّي لَدَيْنِي، أَفَتُرى يُبْقِي دَيْنُنا مِن مالِنا شيئًا؟ فَقالَ: يا بُنَيِّ بعْ مالَنا، فاقْضِ دَيْنِي. وأَوْصى بالثُّلُثِ، وثُلُثِهِ لِبَنِيهِ -يَعْنِي بَنِي عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ- يقولُ: ثُلُثُ الثُّلُثِ، فإنْ فَضَلَ مِن مالِنا فَضْلٌ بَعْدَ قَضاءِ الدَّيْنِ شَيءٌ، فَثُلُثُهُ لِوَلَدِكَ -قالَ هِشامٌ: وكانَ بَعْضُ ولَدِ عبدِ اللَّهِ قدْ وازى بَعْضَ بَنِي الزُّبَيْرِ؛ خُبَيْبٌ وعَبّادٌ، وله يَومَئذٍ تِسْعَةُ بَنِينَ، وتِسْعُ بَناتٍ- قالَ عبدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ يُوصِينِي بدَيْنِهِ، ويقولُ: يا بُنَيِّ إنْ عَجَزْتَ عنْه في شَيءٍ، فاسْتَعِنْ عليه مَوْلايَ، قالَ: فَواللَّهِ ما دَرَيْتُ ما أَرادَ حتّى قُلتُ: يا أَبَةِ مَن مَوْلاكَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فَواللَّهِ ما وقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِن دَيْنِهِ، إلّا قُلتُ: يا مَوْلى الزُّبَيْرِ اقْضِ عنْه دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ، فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، ولَمْ يَدَعْ دِينارًا ولا دِرْهَمًا إلّا أَرَضِينَ، منها الغابَةُ، وإحْدى عَشْرَةَ دارًا بالمَدِينَةِ، ودارَيْنِ بالبَصْرَةِ، ودارًا بالكُوفَةِ، ودارًا بمِصْرَ، قالَ: وإنَّما كانَ دَيْنُهُ الذي عليه أنَّ الرَّجُلَ كانَ يَأْتِيهِ بالمالِ، فَيَسْتَوْدِعُهُ إيّاهُ، فيَقولُ الزُّبَيْرُ: لا، ولَكِنَّهُ سَلَفٌ؛ فإنِّي أَخْشى عليه الضَّيْعَةَ، وما ولِيَ إمارَةً قَطُّ ولا جِبايَةَ خَراجٍ، ولا شيئًا إلّا أَنْ يَكونَ في غَزْوَةٍ مع النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، أَوْ مع أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ: فَحَسَبْتُ ما عليه مِنَ الدَّيْنِ، فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ ومِئَتَيْ أَلْفٍ، قالَ: فَلَقِيَ حَكِيمُ بنُ حِزامٍ عَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ، فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، كَمْ على أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ فَكَتَمَهُ، فَقالَ: مِئَةُ أَلْفٍ، فَقالَ حَكِيمٌ: واللَّهِ ما أُرى أَمْوالَكُمْ تَسَعُ لِهذِه، فَقالَ له عبدُ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَكَ إنْ كانَتْ أَلْفَيْ أَلْفٍ ومِئَتَيْ أَلْفٍ؟ قالَ: ما أُراكُمْ تُطِيقُونَ هذا، فإنْ عَجَزْتُمْ عن شَيءٍ منه فاسْتَعِينُوا بي، قالَ: وكانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرى الغابَةَ بسَبْعِينَ ومِئَةِ أَلْفٍ، فَباعَها عبدُ اللَّهِ بأَلْفِ أَلْفٍ وسِتِّ مِئَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قامَ فَقالَ: مَن كانَ له على الزُّبَيْرِ حَقٌّ، فَلْيُوافِنا بالغابَةِ، فأتاهُ عبدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ، وكانَ له على الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِئَةِ أَلْفٍ، فَقالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُها لَكُمْ، قالَ عبدُ اللَّهِ: لا، قالَ: فإنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوها فِيما تُؤَخِّرُونَ إنْ أَخَّرْتُمْ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: لا، قالَ: قالَ: فاقْطَعُوا لي قِطْعَةً، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: لكَ مِن هاهُنا إلى هاهُنا، قالَ: فَباعَ منها، فَقَضى دَيْنَهُ فأوْفاهُ، وبَقِيَ منها أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ونِصْفٌ، فَقَدِمَ على مُعاوِيَةَ، وعِنْدَهُ عَمْرُو بنُ عُثْمانَ، والمُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ، وابنُ زَمْعَةَ، فَقالَ له مُعاوِيَةُ: كَمْ قُوِّمَتِ الغابَةُ؟ قالَ: كُلُّ سَهْمٍ مِئَةَ أَلْفٍ، قالَ: كَمْ بَقِيَ؟ قالَ: أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ونِصْفٌ، قالَ المُنْذِرُ بنُ الزُّبَيْرِ: قدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بمِئَةِ أَلْفٍ، قالَ عَمْرُو بنُ عُثْمانَ: قدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بمِئَةِ أَلْفٍ، وقالَ ابنُ زَمْعَةَ: قدْ أَخَذْتُ سَهْمًا بمِئَةِ أَلْفٍ، فَقالَ مُعاوِيَةُ: كَمْ بَقِيَ؟ فَقالَ: سَهْمٌ ونِصْفٌ، قالَ: قدْ أَخَذْتُهُ بخَمْسِينَ ومِئَةِ أَلْفٍ، قالَ: وباعَ عبدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ نَصِيبَهُ مِن مُعاوِيَةَ بسِتِّ مِئَةِ أَلْفٍ، فَلَمّا فَرَغَ ابنُ الزُّبَيْرِ مِن قَضاءِ دَيْنِهِ، قالَ بَنُو الزُّبَيْرِ: اقْسِمْ بيْنَنا مِيراثَنا، قالَ: لا، واللَّهِ لا أَقْسِمُ بيْنَكُمْ حتّى أُنادِيَ بالمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ: أَلا مَن كانَ له على الزُّبَيْرِ دَيْنٌ، فَلْيَأْتِنا فَلْنَقْضِهِ، قالَ: فَجَعَلَ كُلَّ سَنَةٍ يُنادِي بالمَوْسِمِ، فَلَمّا مَضى أَرْبَعُ سِنِينَ قَسَمَ بيْنَهُمْ، قالَ: فَكانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، ورَفَعَ الثُّلُثَ، فأصابَ كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ ومِئَتا أَلْفٍ، فَجَمِيعُ مالِهِ خَمْسُونَ أَلْفَ أَلْفٍ، ومِئَتا أَلْفٍ". البخاري (٣١٢٩).

 

وقد بيَّن كل من طلحة بن عبيد الله التيمي، والزبير بن العوام- وهما من العشرة المبشرة بالجنة- أنهما بايعا مكرهين تحت التهديد من قتلة عثمان. ابن أبي شيبة: المصنف 11: 107 و 15: 261 بإسناد صحيح، والبلاذري: أنساب الأشراف 2: 537.

 

- كان التيار الآخر ممثلاً بطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة أم المؤمنين، وكانوا يضغطون بقوة لإنفاذ القصاص بقتلة عثمان، ويرون أن علياً قد تخلى عن القصاص. سعيد بن منصور: السنن 2: 335 - 336 رقم 2942 بإسناد صحيح.

 

- وماذا عن القائد الآخر الزبير بن العوام؟

قال مطرف بن عبد الله بن الشخير- شاهد عيان ثقة فاضل-: "قلنا للزبير: يا أبا عبد الله، ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قُتل، ثم جئتم تطلبون بدمه!!. قال الزبير: إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان (واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة)، لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت". رواه أحمد، وابن أبي خيثمة في التأريخ الكبير 50: 77 ، وانظر البزار: كشف الأستار 4: 91 رقم 3266 من طريق مطرف أيضاً، وابن أبي شيبة: المصنف 11: 115 عن الحسن البصري، وتاريخ الطبري (9/ 218).

 

- وقد غلب المعارضون على البصرة دون أن يتمكن عثمان بن حنيف واليها لعلي من مقاومتهم، لأن قبائل البصرة انضم معظمها إليهم، وقد ألقي القبض على الوالي، ثم أطلق سراحه ليلتحق بعلي.. واتجه المعارضون إلى بيت المال ودار الرزق فاعترضهم حكيم بن جبلة العبدي أحد الثوار المشاركين في حصار الدار بالمدينة، ومعه سبعمائة من قومه وجرت معركة قُتل فيها حكيم بن جبلة وسبعون من قومه كانوا قد شاركوا في حصار دار عثمان رضي الله عنه بالمدينة.

وسيطر المعارضون بقيادة الزبير بن العوام على البصرة، وقوي موقفهم باستيلائهم على بيت المال، وفيه الذهب والفضة. تاريخ الطبري: (4: 469) من مرسل الزهري بسند صحيح إليه. البلاذري: أنساب الأشراف 2: 39 ب بسند حسن. ابن أبي شيبة: المصنف 15: 280 بإسناد صحيح.

 

- وعن الزبير بن العوام: "قال رجُلٌ للزُّبَيرِ: ألا أَقتُلُ لكَ علِيًّا؟ قال: كيفَ تَقتُلُه؟ قال: أَفتِكُ بِه قال: لا، قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: الإيمانُ قيَّد الفَتكَ لا يُفتَكُ مؤمِن"ٌ. أخرجه أحمد (١٤٢٦).

 

3- دوره في فتح مصر:

ذكر فتح مصر: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي روى خليفة عن غير واحد: “أن في سنة عشرين كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص أن يسير إلى مصر، فسار وبعث عمر الزبير بن العوام مردفاً له ومعه بسر بن أبى “1” أرطاة وعمير بن وهب الجمحي وخارجة بن حذافة العدوي حتى أتى بابليون “2”، فحصنوا، فافتتحها عنوة وصالحه أهل الحصن؛ وكان الزبير أول من ارتقى سور المدينة ثم تبعه الناس، فكلم الزبير عمرًا أن يقسمها بين من افتتحها، فكتب عمرو إلى عمر بذلك ثم رقي إلى المنبر وقال: “لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد، إن شئت قتلت، وإن شئت بعت، وإن شئت خمست”. انتهى كلام الذهبىّ. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لأبي المحاسن، جمال الدين: (1/ 8).

 

وكانت الروم قد خندقوا خندقاً وجعلوا له أبواباً وبثوا في أفنيتها حسك الحديد، فالتقاهم القوم حين أصبحوا وخرج خارجة من ورائهم فانهزموا حتى دخلوا الحصن وقاتلهم قتالا شديدا بصبحهم وعشيهم، فلما أبطأ الفتح على عمرو كتب إلى عمر رضي الله عنه يستمده ويعلمه بذلك، فأمده بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد- في قول- وقيل: خارجة بن حذافة الرابع، لا يعدون مسلمة. وقال عمر له: اعلم أن معك أثنى عشر ألفًا ولن تغلب اثنا عشر ألفاً من قلة. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لأبي المحاسن، جمال الدين: (1/ 8).

 

قدم الزبير رضي الله عنه إلى عمرو في اثني عشر ألفاً وأن عمراً لما قدم من الشأم كان في عدة قليلة فكان يفرق أصحابه ليرى العدو أنهم أكثر مما هم، فلما انتهى إلى الخندق بادره رجل بأن قال: قد رأينا ما صنعت وإنما معك من أصحابك كذا وكذا فلم يخطئوا برجل واحد، فأقام عمرو على ذلك أياماً يغدو في السحر فيصف أصحابه على أفواه الخندق عليهم السلاح، فبينماهم على ذلك إذ جاءه خبر الزبير بن العوام في اثني عشر ألفًا فتلقاه عمرو، ثم أقبلا فلم يلبث الزبير أن ركب وطاف بالخندق ثم فرق الرجال حول الخندق وألح عمرو على القصر ووضع عليه المنجنيق. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لأبي المحاسن، جمال الدين (1/ 9).

الاشعار

1-وَفِيْهِ يَقُوْلُ عَامِرُ بنُ صَالِحٍ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ:

جَدِّي ابْنُ عَمَّةِ أَحْمَدٍ وَوَزِيْرُهُ *** عِنْدَ البَلاَءِ وَفَارِسُ الشَّقْرَاءِ

وَغَدَاةَ بَدْرٍ كَانَ أَوَّلَ فَارِسٍ *** شَهِدَ الوَغَى فِي اللاَّمَةِ الصَّفْرَاءِ

نَزَلَتْ بِسِيْمَاهُ المَلاَئِكُ نُصْرَةً *** بِالحَوْضِ يَوْمَ تَأَلُّبِ الأَعْدَاءِ

سير أعلام النبلاء 1/ 47.

 

2- قَالَ حَسَّانُ يَمْدَحُ الزُّبَيْرَ:

أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ *** حَوَارِيُّهُ وَالقَوْلُ بِالفِعْلِ يُعْدَلُ

أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيْقِهِ *** يُوَالِي وَلِيَّ الحَقِّ وَالحَقُّ أَعْدَلُ

هُوَ الفَارِسُ المَشْهُوْرُ وَالبَطَلُ الَّذِي *** يَصُوْلُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ مُحَجَّلُ

إِذَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ حَشَّهَا *** بِأَبْيَضَ سَبَّاقٍ إِلَى المَوْتِ يُرْقِلُ

وَإِنَّ امْرَءاً كَانَتْ صَفِيَّةُ أُمَّهُ *** وَمِنْ أَسَدٍ فِي بَيْتِهَا لَمُؤَثَّلُ

لَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ قُرْبَى قَرِيْبَةٌ *** وَمِنْ نُصْرَةِ الإِسْلاَمِ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ

فَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ *** عَنِ المُصْطَفَى وَاللهُ يُعْطِي فَيُجْزِلُ

ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فَعَالِ مُعَاشِرٍ *** وَفِعْلُكَ يَا ابْنَ الهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ

الحاكم في المستدرك: (٥٦٦٣)

 

3- قالت زوجته عاتكة بنت زيد في رثائه:

غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ *** يَوْمَ اللِّقَاءِ وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ

يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ *** لا طَائِشًا رَعِشَ البَنَانِ وَلا اليَدِ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ *** فِيمَا مَضَى مِمَّا تَرُوحُ وَتَغْتَدِي

كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَثْنِهِ *** عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الفَدْفَدِ

وَاللَّهِ رَبِّكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا *** حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ المُتَعَمِّدِ

الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 83.

 

4- وقالت أخته زينب بنت العوام في رثائه:

أعيني جودا بالدموع فأشرعا *** على رجل طلق اليدين كريم

زبيرٍ وعبد الله يدعى لحادثٍ *** وذي خله منا وحمل يتيم

قتَلْتُمْ حــــَوَارِيَّ النَّبِيِّ وَصِـــــــــهْرَهُ *** وَصَاحِبَهُ فَاسْتَبشرُوا بجَحِيــــــــمِ

وَقَدْ هَدَّنِي قَتْلُ ابْن عــــَفَانَ قَــبْلَهُ *** وَجَادَتْ عَلَيهِ عَبْرَتِي بِسَجُـــــــومِ

أعَيْنَيَّ جُودا بِالدُّمُوعِ وَأْفـــــــــــرِغَا *** عَلَى رَجُلٍ طَلْقِ اليَدَينِ كَرِيــــــــــمِ

وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الله يُدْعَى بِحَارِثٍ *** وَذِي خَلَّةٍ مِنَّا وَحَــــــــــــــــمْلِ يَتِيمِ

فَكَيْفَ بِنَا أمْ كَيْفَ بالدِّينِ بَعْدَمـــَا *** أصِيبَ ابْنُ أرْوَى وابْنُ أمِّ حَكِيمِ

أسد الغابة 6/ 133.

 

5- فقال ابن الزبير رضه في ذاك:

يذكرني الزبير صهيل طرفٍ *** تناوله ابن جرموز بغدر

فقلت لصاحبي أرود قليلاً *** لأقضي حاجتي ووفاء نذري

فإن أرجع فذاك رجوع جنحي *** وإلا فانعني أو بح بسري

فجئت أقوده والنجم عالٍ *** وما هي من أبي بكرٍ بنكر

وقد كان الزبير فتى معدٍّ *** إذا فزعوا وفارس حي فهر

وأجودهم على العلات كفاًّ *** وأعودهم على عسرٍ بيسر

وأقومهم ممر الحق فيهم *** وأتركهم لشبهة كل أمر

وقالوا قد هوت لأبيك أمٌّ *** فقلت لهم ألا لا لست أدري

أرى أمرين في عرفٍ ونكر *** ولست بعاذرٍ إلا بعذر

فإن تكن المنية أقصدته *** فكل فتى إلى الغابات يجري

كتاب الفنون لابن عقيل 1/ 46.

 

 6- وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى:

إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَنْ تَضَمَّنَ قَبْرَهُ *** وَادِي السِّبَاعِ لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ

لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ *** سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ

وَبَكَى الزُّبَيْرَ بَنَاتُهُ فِي مَأْتَمٍ *** مَاذَا يَرُدُّ بُكَاءُ مَنْ لا يَسْمَعُ!.

الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 83.

 

7- روي عن الزبير أنه لما انْصَرف عَن الْجمل قال:

ترك الْأُمُور الَّتِي تخشى عواقبها *** لله أَنْفَع فِي الدُّنْيَا وَفِي الدّين

نَادَى عَليّ بِأَمْر لست أنكرهُ *** قد كَانَ ذَاك لعمر الله مذ حِين

فَقلت لبيْك من عدل أَبَا حسن *** بعض الَّذِي قلت مِنْك الْيَوْم يَكْفِينِي

فاخترت عاراً على نَار مؤججة *** أَنى يقوم لَهَا خلق من الطين

فاليوم أنزع من غي إِلَى رشد *** وَمن مُنَازعَة الشحنا إِلَى اللين

الوافي بالوفيات 14/ 122.

 

8- فلما نفر عثمان وشخص معاوية والأمراء معه واستقل على الطريق رجز به الحادي فقال:

قد علمت ضوامر المطي * وضامرات عوج القسي

أن الأمير بعده علي * وفي الزبير خلف رضي

 طلحة الحامي لها ولي

الكامل في التاريخ - ابن الأثير (٣- ١٥٦).

 

 

الحكم

1- "أفرس من الزبير بن العوام". جمهرة الأمثال: (2/ 110).

متفرقات

1- قال إسحاق بن يحيى : عن موسى بن طلحة قال : كان علي، والزبير، وطلحة، وسعد، عذار عام واحد، يعني ولدوا في سنة. وقال المدائني : كان طلحة، والزبير، وعلي، أترابا. سير أعلام النبلاء 1/ 42.

 

2- قال النَّوَويُّ في شرح حديث (اهَدَأْ، فما عليكَ إلَّا نَبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شَهيدٌ): "في هَذا الحَديثِ مُعجِزاتٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ مِنها إخبارُهُ أنَّ هَؤُلاءِ شُهداءُ، وماتوا كُلُّهم غَيرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بَكْرٍ شُهداءَ؛ فإنَّ عُمرَ وعُثمانَ وعَلِيًّا وطَلَحةَ والزُّبَيْرَ رَضِيَ اللهُ عنهم قُتِلوا ظُلمًا شُهداءَ، فقَتْلُ الثَّلاثةِ مَشهورٌ، وقُتِلَ الزُّبَيْرُ بوادي السِّباعِ بقُربِ البَصرةِ مُنصَرِفًا تارِكًا للقِتالِ. شرح مسلم 15/190.

 

3- في حديث عن عُروةَ أنَّ أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للزُّبَيرِ يَومَ اليَرْموك: "ألا تَشُدُّ فنشُدُّ مَعَك؟...." قال ابنُ هُبَيرةَ: "في هَذا الحَديثِ مِنَ الفِقْهِ شِدَّةُ بأسِ الزُّبَيْرِ، وأنَّه لَمَّا أغراهُ قَومٌ بالحَملةِ ولاحَ لهُ أنَّهم لا يَشُدُّونَ مَعَهُ، حَمَل إذ عَزَم، وأنَّه شَقَّ الصُّفوفَ حَتَّى تَجاوَزَها، ويَدُلُّ عَلى ذلك عَودةٌ مِن ورائِها حينَ ضُربَ ضَربَتين عَلى عاتِقِه، كانَ بَينَهما ضَربةٌ ضُرِبَها يَومَ بَدرٍ، وأنَّ ذلك كانَ مِنَ الآثارِ المُستَحسَنةِ؛ حَتَّى قال عُروةُ بنُ الزُّبَيْرِ: كُنتُ أُدخِلُ يَدي فيها ألعَبُ بها". الإفصاح 1/ 317.

 

3- وفي الأثر عن مَروانَ بنِ الحَكَمِ قال: "أصابَ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ رُعافٌ شَديدٌ سَنةَ الرُّعافِ......." قال ابنُ هُبَيرةَ: "فيه مِنَ الفِقْهِ أنَّ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللهُ عنه كانَ مِنَ الشَّرَفِ والمَقامِ في الإسلامِ بحَيثُ تَسبِقُ الظُّنونُ إلى أنَّه هو المُستَخلَفُ بَعدَ عُثمانَ". الإفصاح 1/ 237.

 

4- قال الدَّاودي: "لا أعلَمُ رجلًا جمع لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبَوَيه إلَّا الزُّبَيرَ وسَعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ، كان يَقولُ له: "ارْمِ فِداك أبِّي وأمِّي"، وإنَّما كانَ يَقولُ لغَيرِهِما: "ارْمِ فِداك أبي" أو "فَدَتْكَ أمِّي"، وهيَ كلِمةٌ تُقالُ للتَّبجيلِ ليسَ عَلى الدُّعاءِ ولا عَلى الخَبَرِ". التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن 17/ 491.

 

5- في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: "ارْمِ فِداك أبِّي وأمِّي" قال عليٌّ القاري: "في هَذِه التَّفديةِ تَعظيمٌ لقَدرِه واعتِدادٌ بعَمَلِه واعتِبارٌ بأمرِه؛ وذلك لأنَّ الإنسانَ لا يُفَدِّي إلَّا مَن يُعظِّمُه فيَبذُلُ نَفسَهُ أو أعَزَّ أهلِهِ له". مرقاة المفاتيح 9/ 3949.

 

الإحالات

1- محض المرام في فضائل الزبير بن العوام؛ لابن المبرد.

 

2- الزبير بن العوام فارس الإسلام؛ لفاطمة هانم طه.