اختلاف
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
أولًا: المعنى اللغوي:
كلمة (اختلاف) تعد مصدرًا من الفعل (اختلف)، وهذا الفعل من الناحية الصرفية فعل يدل على التفاعل والمشاركة، أي: لا يكون إلا بين اثنين فأكثر.
قال صاحب القاموس: "والخلاف: المخالفة...واختلف: ضد اتفق"(القاموس المحيط، الفيروزآبادي: ص ٨٠٨)، أي: "لم يتفق في الرأي، يقال: اختلف بين كذا وكذا"(تكملة المعاجم العربية، رينهارت بيتر آن دوزي ٤-١٧٨).
وذكر الزبيدي أن "الخلفة، بالكسر: الاسم من الاختلاف، أي: خلاف الاتفاق، أو مصدر الاختلاف؛ أي: التردد، ومنه قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) [الفرقان:٦٢]"(تاج العروس، الزبيدي ٢٣-٢٥١).
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
الاختلاف في الاصطلاح لا يختلف عن المعنى اللغوي، "فالاختلاف والمخالفة -في الاصطلاح-: أن يأخذ كل واحد طريقًا غير طريق الآخر في حاله أو قوله، والخلاف أعم من الضد؛ لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين"(المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٢٩٤).
وقال المناوي: "الاختلاف: افتعال من الخلاف، وهو تقابل بين رأيين فيما ينبغي انفراد الرأي فيه، ذكره الحرالي"(التوقيف، المناوي ص ٤١).
العناصر
1- الاختلاف سنة كونية
2- اجتماع كلمة المسلمين مقصد من مقاصد الشرع الحكيم
3- منهج المؤمنين عند حدوث الاختلاف
4- من أسباب الاختلاف
5- من آثار الاختلاف
6- أنواع اختلاف الفتيا الشرعية
7- ما العمل عند اختلاف أهل العلم في الفروع؟
8- موقفنا اختلاف العلماء
9- من الموضوعات الكبيرة المختلف فيها
الايات
1- قال الله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)[الْبَقَرَةِ: 109]. الحسد يؤدي إلى رد الحق والاختلاف.
2- قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[البقرة:١١٣].
3- قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)[الْبَقَرَةِ:176].
4- قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[البقرة:213].
5- قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)[الْبَقَرَةِ:253].
6- قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[آل عمران: 19].
7- قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[آل عمران:55].
8- قال تعالى: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[آل عمران: 61].
9- قال تعالى: قال الله تعالى: (واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) [آل عمران: 103].
10- قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آل عمران: 105].
11- قال تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا)[النِّسَاءِ: 55].
12- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[النساء:59].
13- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[المائدة:27- 30].
14- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الأنعام: 141].
15- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[الْأَنْعَامِ: 159].
16- قال تعالى: (ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[الأنفال:46].
17- قال تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [يونس:19].
18- قال تعالى: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[يُونُسَ: 93].
19- قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ)[هود:110].
20- قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)[هُودٍ: 118-119]
21- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[الرَّعْدِ: 3-4]
22- قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[النَّحْلِ:64].
23- قال تعالى: (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ)[مَرْيَمَ: 37].
24- قال تعالى: (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)[الْحَجِّ: 69].
25- قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[النَّمل: 76].
26- قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)[الروم: 22].
27- قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)[الرُّومِ: 31-32].
28- قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[السَّجْدَةِ: 25].
29- قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشُّورَى: 13].
30- قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)[الزُّخْرُفِ: 63].
31- قال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)[الشُّورَى: 14].
32- قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات:9-10].
33- قال تعالى: (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)[الذَّارِيَاتِ: 8- 9].
الاحاديث
1- عنْ أَبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قالَ: سَأَلْتُ عائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: بأَيِّ شَيءٍ كانَ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرائِيلَ، وَمِيكائِيلَ، وإسْرافِيلَ، فاطِرَ السَّمَواتِ والأرْضِ، عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبادِكَ فِيما كانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ؛ إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ"(رواه مسلم:٧٧٠).
2- عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أنَّها سَمِعَتْ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "ليسَ الكَذّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا"(رواه البخاري:٢٦٩٢).
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤالِهِمْ واخْتِلافِهِمْ على أَنْبِيائِهِمْ، فَإِذا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فاجْتَنِبُوهُ، وإذا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ"(أخرجه البخاري:٧٢٨٨، ومسلم:١٣٣٧).
4- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًاً كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ"(أخرجه البخاري:٣٥٦٠، ومسلم:٢٣٢٧). قال ابن حجر -رحمه الله-: "مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا أَيْ مَا لَمْ يَكُنِ الْأَسْهَلُ مُقْتَضِيًا لِلْإِثْمِ فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يَخْتَارُ الْأَشَدَّ".
5- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح وحسنه الألباني).
6- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم"(رواه البخاري:2457).
7- عن عبد الله بن العباس قال خرج عمر بن الخطاب يريد الشام حتى إذا كان في بعض الطريق لقيه أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام قال فاستشار الناس فأشار عليه المهاجرون والأنصار أن يمضي وقالوا قد خرجنا لأمر ولا نرى أن نرجع عنه وقال الذين أسلموا يوم الفتح معاذ الله أن نرى هذا الرأي أن نختار دار البلاء على دار العافية وكان عبد الرحمن بن عوف غائبا فجاء فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه" قال فنادى عمر في الناس فقال إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال له أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أفرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله قال نعم قال وقال له أرأيت لو رعى الجدبة وترك الخصبة أكانت معجزة قال نعم قال فسر إذا قال، فسار حتى أتى المدينة فقال هذا المحل وهذا المنزل إن شاء الله قال الزهري فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رجع بالناس يومئذ من سرغ (رواه عبدالرزاق في مصنفه:20159).
8- عن شقيق قال كنت جالسا مع عبد الله وأبى موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد الرحمن أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا كيف يصنع بالصلاة فقال عبد الله لا يتيمم وإن لم يجد الماء شهرا. فقال أبو موسى فكيف بهذه الآية في سورة المائدة (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا) فقال عبد الله لو رخص لهم في هذه الآية - لأوشك إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا بالصعيد. فقال أبو موسى لعبد الله ألم تسمع قول عمار بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له فقال "إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا". ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه. فقال عبد الله أولم تر عمر لم يقنع بقول عمار (رواه مسلم:844).
9- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم (رواه البخاري:4119).
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " النّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ"(رواه البخاري: ٣٤٩٥، ومسلم:٢٦٣٨).
11- عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: اخْتَلَفَ في ذلكَ رَهْطٌ مِنَ المُهاجِرِينَ، والأنْصارِ فقالَ الأنْصارِيُّونَ: لا يَجِبُ الغُسْلُ إلّا مِنَ الدَّفْقِ، أوْ مِنَ الماءِ. وقالَ المُهاجِرُونَ: بَلْ إذا خالَطَ فقَدْ وجَبَ الغُسْلُ، قالَ: قالَ أبو مُوسى: فأنا أشْفِيكُمْ مِن ذلكَ فَقُمْتُ فاسْتَأْذَنْتُ على عائِشَةَ فَأُذِنَ لِي، فَقُلتُ لَها: يا أُمّاهْ، أوْ يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، إنِّي أُرِيدُ أنْ أسْأَلَكِ عن شيءٍ وإنِّي أسْتَحْيِيكِ، فقالَتْ: لا تَسْتَحْيِي أنْ تَسْأَلَنِي عَمّا كُنْتَ سائِلًا عنْه أُمَّكَ الَّتي ولَدَتْكَ، فإنَّما أنا أُمُّكَ، قُلتُ: فَما يُوجِبُ الغُسْلَ؟ قالَتْ على الخَبِيرِ سَقَطْتَ، قالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ومَسَّ الخِتانُ الخِتانَ فقَدْ وجَبَ الغُسْلُ"(رواه مسلم:٣٤٩).
12- عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: لَمّا حُضِرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ، وفي البَيْتِ رِجالٌ فيهم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ، قالَ: هَلُمَّ أكْتُبْ لَكُمْ كِتابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، قالَ عُمَرُ: إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- غَلَبَهُ الوَجَعُ وعِنْدَكُمُ القُرْآنُ فَحَسْبُنا كِتابُ اللَّهِ، واخْتَلَفَ أهْلُ البَيْتِ واخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَن يقولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كِتابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، ومِنْهُمْ مَن يقولُ ما قالَ عُمَرُ، فَلَمّا أكْثَرُوا اللَّغَطَ والِاخْتِلافَ عِنْدَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ: "قُومُوا عَنِّي". قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَكانَ ابنُ عَبّاسٍ يقولُ: إنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حالَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وبيْنَ أنْ يَكْتُبَ لهمْ ذلكَ الكِتابَ مِنَ اخْتِلافِهِمْ ولَغَطِهِمْ (أخرجه البخاري:٧٣٦٦، واللفظ له، ومسلم:١٦٣٧).
13- عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي رضي الله عنه قال: أتينا العرباضَ بنِ ساريةَ، وهو ممن نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه فسلَّمنا، وقلنا: أتيناك؛ زائرين، وعائدين، ومقتبسِين. فقال العرباضُ: صلى بنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوبُ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ! كأن هذه موعظةُ مُودِّعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ"(أخرجه أبو داود:٤٦٠٧، وصححه الألباني).
14- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: صَلّى بنا عُثْمانُ بمِنًى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ، فقِيلَ ذلكَ لِعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، فاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ قالَ: صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مع أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطّابِ بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِن أَرْبَعِ رَكَعاتٍ رَكْعَتانِ مُتَقَبَّلَتانِ (رواه مسلم:٦٩٥).
15- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجماعةُ رَحمةٌ والفُرقةُ عذابٌ"(أخرجه أحمد:١٨٤٧٢ ، وابن ابي عاصم في السنة:٩٣، والقضاعي في مسند الشهاب:١٥، وحسنه الألباني في تخريج كتاب السنة:٩٣).
16- عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فإذا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عنْه"(أخرجه البخاري:٥٠٦٠، ومسلم:٢٢٦٧).
17- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، وسَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ خِلافَها، فَجِئْتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخْبَرْتُهُ، فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكَراهيةَ، وقالَ: "كِلاكُما مُحْسِنٌ، ولا تَخْتَلِفُوا، فإنَّ مَن كانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا"(رواه البخاري:٣٤٧٦).
18- "اختلافُ أمَّتي رحمةٌ"(قال الألباني في صفة الصلاة (٥٨): باطل لا أصل له).
الاثار
1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن الصراط محتضر؛ تحضره الشياطين، ينادون: يا عبد الله! هلم هذا الطريق! ليصدوا عن سبيل الله؛ فاعتصموا بحبل الله، فإن حبل الله هو كتاب الله"(جامع البيان، الطبري:٧-٧٢).
2- قال أبو بن كعب رضي الله عنه عند قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ... بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)[الأعراف:١٧٢] قال: "ورفع عليهم آدم عليه السلام فجعل ينظر إليهم فرأى الغني والفقير، وحسن الصورة ودون؛ ذلك فقال: رب! لولا سويت بين عبادك! قال: إني أحببت أن أشكر"(أخرجه أحمد في مسنده، رقم: ٢١٢٣٢).
3- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "قوله (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) فإن الله سبحانه أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين: أن يدعوهم إلى حكم الله، وينصف بعضهم من بعض، فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله، حتى ينصف المظلوم من الظالم، فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ، فحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم، حتى يفيئوا إلى أمر الله، ويقروا بحكم الله"(جامع البيان؛ للطبري)
4- قال قتادة: "لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم"(الدر المنثور، السيوطي:٤-٧٦).
5- عن قتادة رحمه الله قال: "إياكم والفرقة فإنها هلكة"(جامع البيان لابن جرير:25-16).
6- قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما يسرني أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة"(فيض القدير للمناوي:1-209).
7- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال تمتعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: فقال عروةُ بنُ الزبيرِ نهى أبو بكرٍ وعمرُ عن المتعةِ فقال: ابنُ عباسٍ ما يقولُ عُرَيَّةُ قال: يقول نهى أبو بكرٍ وعمرُ عن المتعةِ فقال ابنُ عباسٍ أراهم سيَهلكون أقولُ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ويقولُ نهى أبو بكرٍ وعمرُ (رواه أحمد:٣١٢١، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).
القصص
1- عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- صلى في منى خلف عثمان أربعاً، فقيل له: عتبت على عثمان ثم صليت أربعاً؟! قال: "الخلاف شر"(رواه أبو داود:1960).
2- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَاتَ وأَبُو بَكْرٍ بالسُّنْحِ، -قَالَ إسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بالعَالِيَةِ- فَقَامَ عُمَرُ يقولُ: واللَّهِ ما مَاتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَتْ: وقَالَ عُمَرُ: واللَّهِ ما كانَ يَقَعُ في نَفْسِي إلَّا ذَاكَ، ولَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ، فَلَيَقْطَعَنَّ أيْدِيَ رِجَالٍ وأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أبو بَكْرٍ فَكَشَفَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا ومَيِّتًا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُذِيقُكَ اللَّهُ المَوْتَتَيْنِ أبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أيُّها الحَالِفُ، علَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أبو بَكْرٍ وأَثْنَى عليه، وقَالَ: ألا مَن كانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فإنَّ مُحَمَّدًا قدْ مَاتَ، ومَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فإنَّ اللَّهَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وقَالَ: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر: ٣٠]، وقَالَ: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: ١٤٤]، قَالَ: فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، قَالَ: واجْتَمعتِ الأنْصَارُ إلى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقالوا: مِنَّا أمِيرٌ ومِنكُم أمِيرٌ، فَذَهَبَ إليهِم أبو بَكْرٍ، وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فأسْكَتَهُ أبو بَكْرٍ، وكانَ عُمَرُ يقولُ: واللَّهِ ما أرَدْتُ بذلكَ إلَّا أنِّي قدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قدْ أعْجَبَنِي، خَشِيتُ ألَّا يَبْلُغَهُ أبو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ أبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ في كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، فَقَالَ حُبَابُ بنُ المُنْذِرِ: لا واللَّهِ لا نَفْعَلُ، مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: لَا، ولَكِنَّا الأُمَرَاءُ، وأَنْتُمُ الوُزَرَاءُ، هُمْ أوْسَطُ العَرَبِ دَارًا، وأَعْرَبُهُمْ أحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ، أوْ أبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أنْتَ؛ فأنْتَ سَيِّدُنَا، وخَيْرُنَا، وأَحَبُّنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ عُمَرُ بيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ. وقَالَ عبدُ اللَّهِ بنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ القَاسِمِ، أخْبَرَنِي القَاسِمُ، أنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: شَخَصَ بَصَرُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى، ثَلَاثًا، وقَصَّ الحَدِيثَ. قَالَتْ: فَما كَانَتْ مِن خُطْبَتِهِما مِن خُطْبَةٍ إلَّا نَفَعَ اللَّهُ بهَا، لقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ، وإنَّ فيهم لَنِفَاقًا، فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بذلكَ، ثُمَّ لقَدْ بَصَّرَ أبو بَكْرٍ النَّاسَ الهُدَى، وعَرَّفَهُمُ الحَقَّ الذي عليهم، وخَرَجُوا به يَتْلُونَ (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) إلى (الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: ١٤٤]. (رواه البخاري:٣٦٦٧).
3- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: خرج عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه يريدُ الشامَ فذكر الحديثَ قال: وكان عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ رضي الله عنه غائبًا فجاء فقال: إنَّ عندي مِنْ هذا عِلمًا سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: "إذا سمِعتم به في أرضٍ فلا تَقْدَموا عليه وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرُجوا فرارًا منه"(رواه أحمد في مسنده:٣-١٣٨، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).
4- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما يريان أن المعتدة الحامل إذا مات عنها زوجها تعتد بأطول الأجلين من أربعة أشهر وعشر.. أو وضع الحمل، فإذا وضعت الحمل قبل أربعة أشهر وعشر لم تنقضي العدة عندهما وبقيت حتى تنقضي أربعة أشهر وعشر، وإذا انقضت أربعة أشهر وعشر من قبل أن تضع الحمل بقيت في عدتها حتى تضع الحمل؛ لأن الله تعالى يقول: (وأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ)[الطلاق: 4] . ويقول: (والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ ويَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً)[سورة البقرة: 234]. وبين الآيتين عموم وخصوص وجهي. وطريق الجمع بين ما بينهما عموم وخصوص وجهي أن يؤخذ بالصورة التي تجمعهما، ولا طريق إلى ذلك إلا ما سلكه علي وابن عباس رضي الله عنهم ولكن السنة فوق ذلك فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في حديث سبيعة الأسلمية أنها نفست بعد موت زوجها بليال فأذن لها رسول الله أن تتزوج"، ومعنى ذلك أننا نأخذ بآية سورة الطلاق التي تسمى سورة النساء الصغرى، وهي عموم قوله تعالى: (وأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) .. وأنا أعلم علم اليقين أن هذا الحديث لو بلغ علياً وابن عباس لأخذا به قطعاً، ولم يذهبا إلى رأيهما. (البيان (مجلة 238 عددا) المؤلف: تصدر عن المنتدى الإسلامي:1-17).
5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لَمّا تُوُفِّيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واسْتُخْلِفَ أبو بَكْرٍ، وكَفَرَ مَن كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، قالَ عُمَرُ: يا أبا بَكْرٍ، كيفَ تُقاتِلُ النّاسَ، وقدْ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النّاسَ حتّى يقولوا: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فمَن قالَ: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، فقَدْ عَصَمَ مِنِّي مالَهُ ونَفْسَهُ إلّا بحَقِّهِ، وحِسابُهُ على اللَّهِ قالَ أبو بَكْرٍ: واللَّهِ لَأُقاتِلَنَّ مَن فَرَّقَ بيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، فإنَّ الزَّكاةَ حَقُّ المالِ، واللَّهِ لو مَنَعُونِي عَناقًا كانُوا يُؤَدُّونَها إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقاتَلْتُهُمْ على مَنْعِها قالَ عُمَرُ: فَواللَّهِ ما هو إلّا أنْ رَأَيْتُ أنْ قدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أبِي بَكْرٍ لِلْقِتالِ، فَعَرَفْتُ أنَّه الحَقُّ. (أخرجه البخاري:٦٩٢٤، ومسلم:٢٠).
6- عن عبيدة أنَّه قال في هذه الآيةِ: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها)[النساء: ٣٥]. قال: جاء رجُلٌ وامرأةٌ إلى عليٍّ، ومع كلِّ واحدٍ منهما فِئامٌ مِن الناسِ، فأمَرهم عليٌّ، فبعَثوا حَكَمًا مِن أهلِهِ وحَكَمًا مِن أهلِها، ثم قال للحكَمَيْنِ: أتَدريانِ ما عليكما؟ عليكما إن رأَيْتُما أن تَجمَعا أن تَجمَعا، وإن رأَيْتُما أن تُفرِّقا أن تُفرِّقا. قال: قالت المرأةُ: رَضِيتُ بكتابِ اللهِ بما عليَّ فيه ولي، وقال الرَّجُلُ: أمّا الفُرْقةُ فلا، فقال عليٌّ: كذَبْتَ واللهِ حتى تُقِرَّ بمِثْلِ الذي أقَرَّتْ به. (شرح السنة؛ للبغوي٢٣٤٧، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح).
7- عن ابن أبي مليكة قال: " كادَ الخَيِّرانِ أنْ يَهْلِكا: أبو بَكْرٍ وعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما؛ رَفَعا أصْواتَهُما عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ عليه رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فأشارَ أحَدُهُما بالأقْرَعِ بنِ حابِسٍ أخِي بَنِي مُجاشِعٍ، وأَشارَ الآخَرُ برَجُلٍ آخَرَ -قالَ نافِعٌ: لا أحْفَظُ اسْمَهُ- فَقالَ أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ: ما أرَدْتَ إلّا خِلافِي، قالَ: ما أرَدْتُ خِلافَكَ، فارْتَفَعَتْ أصْواتُهُما في ذلكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ)[الحجرات: ٢] الآيَةَ. قالَ ابنُ الزُّبَيْرِ: فَما كانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هذِه الآيَةِ حتّى يَسْتَفْهِمَهُ. ولَمْ يَذْكُرْ ذلكَ عن أبِيهِ. يَعْنِي أبا بَكْرٍ (رواه البخاري:٤٨٤٥).
8- قال يونس الصدفي: "ما رأيتُ أعقلَ مِن الشافعي؛ ناظرتُه يومًا في مسألة تم افترَقنا، ولقيتُه فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتَّفق في مسألة، قال الذهبي: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفِقه نفسه، فما زال النُّظراءُ يختلفون"(سير أعلام النبلاء:10/16-17).
9- رسالة الليث بن سعد إلى الإمام مالك رحمهما الله: "سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله الا هو أما بعد: عافانا الله وإياك، وأحسن لنا العاقبة في الدنيا والآخرة، قد بلغني كتابك تذكر فيه من صلاح حالكم الذي يسرني، فأدام الله ذلك لكم، وأتمه بالعون على شكره والزيادة من احسانه ..." ثم يقول: "وإنه بلغك أني افتي الناس بأشياء مخالفة لما عليه الناس عندكم، وأني يحق عليّ الخوف على نفسي لاعتماد من قبلي على ما أفتيهم به، وأن الناس تبع لأهل المدينة التي كانت اليها الهجرة، وبها نزل القرآن، وقد أصبت بالذي كتبت به من ذلك إن شاء الله تعالى ووقع مني بالموقع الذي تحب، وما أجد أحدا ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا، ولا أشد تفضيلا لعلماء أهل المدينة الذين مضوا، ولا آخذ لفتياهم فيما اتفقوا عليه مني والحمد لله رب العالمين لا شريك له ثم يمضي الإمام الليث بن سعد في رسالته موردا أوجه الاختلاف بينه وبين الإمام مالك رحمهما الله تعالى حول حجية عمل أهل المدينة مبينا أن كثيرا من السابقين الأولين الذين تخرجوا في مدرسة النبوة حملوا الى مشارق الارض ومغاربها، وهم يجاهدون، ما تعلموه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبيّن أن التابعين قد اختلفوا في أشياء وكذلك من أتى بعدهم من أمثال: ربيعة بن أبي عبد الرحمن حيث يذكر بعض مآخذه عليه، ثم يقول: "ومع ذلك بحمد الله عند ربيعة خير كثير، وعقل أصيل، ولسان بليغ، وفضل مستبين، وطريقة حسنة في الإسلام، ومودة صادقة لإخوانه عامة، ولنا خاصة، رحمه الله وغفر له وجزاه بأحسن ما عمله" ثم يذكر من أمثلة الاختلاف بينه وبين الإمام مالك قضايا عديدة مثل: الجمع ليلة المطر والقضاء بشاهد ويمين ومؤخر الصداق لا يقيض إلا عند الفراق وتقديم الصلاة على الخطبة في الاستسقاء ... وقضايا خلافية أخرى، ثم قال في نهاية الرسالة " وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا، وأنا أحب توفيق الله إياك، وطول بقائك، لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة، وما أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك، مع استئناسي بمكانك وإن نأت الدار، فهذه منزلتك عندي ورأيي فيك فاستيقنه، ولا تترك الكتاب إليّ بخبرك وحالك وحال ولدك وأهلك، وحاجة إن كانت لك، أو لأحد يوصل بك فإني أسر بذلك، كتبت إليك ونحن معافون والحمد لله، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر ما ألانا، وتماما ما أنعم به علينا، والسلام عليكم ورحمة الله"(الرسالة كاملة في إعلام الموقعين:3/83-88).
10- سأل الإمام الشافعي محمدا بن الحسن: نشدتك الله من كان أعلم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مالك أو أبو حنيفة؟ فيقول محمد: مالك، ولكن صاحبنا أقيس. يقول الشافعي: قلت نعم، ومالك أعلم بكتاب الله من أبي حنيفة، فمن كان أعلم بكتاب الله وسنة رسوله كان أولى بالكلام، فيسكت الإمام محمد بن الحسن"(الانتقاء:16).
11- قال الإمام الشافعي: "ذاكرت محمد بن الحسن يوما، فدار بيني وبينه كلام واختلاف، حتى جعلت أنظر الى أوداجه تدر، وتتقطع أزراره"(الانتقاء:16).
12- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركت في هذا المسجد -مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم- مائة وعشرين من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما منهم أحد يسأل عن حديث أو فتيا إلاّ ودّ أن أخاه كفاه ذلك" وفي لفظ آخر: كانت المسالة تعرض على أحدهم فيردها إلى الآخر ويردها الآخر حتى ترجع الى الذي سأل عنها أول مرة (إتحاف السادة المتقين:1/279-280).
13- روي: أن ابن عيينة ذكر مرة حديثا فقيل له: إن مالكا يخالفك في هذا الحديث، فقال القائل: أتقرنني بمالك؟ ما أنا ومالك إلا كما قال جرير:
وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن *** لم يستطع صولة البزل القناعيس
(الانتقاء:36).
14- كان شعبة بن الحجاج أميرا للمؤمنين في الحديث، وأبو حنيفة من أهل الرأي بالمكانة التي عرفنا، ورغم تباين منهجيهما فقد كان شعبة كثير التقدير لأبي حنيفة، تجمع بينهما مودة ومراسلة، وكان يوثّق أبا حنيفة، ويطلب إليه أن يحدّث، ولما بلغه نبأ موته قال: لقد ذهب معه فقه الكوفة تفضل الله عليه علينا برحمته (الانتقاء:126).
15- عن عبد الله بن المبارك روايات كثيرة في الثناء على أبي حنيفة: فقد كان يذكر عنه كل خير، ويزكيه، ويأخذ من قوله، ويثني عليه، ولا يسمح لأحد أن ينال منه في مسجده، وحاول بعض جلسائه يوما أن يغمز أبا حنيفة فقال له: اسكت، والله لو رأيت أبا حنيفة لرأيت عقلا ونبلا (الانتقاء:147). هذا مع مخالفته له رحمه الله.
16- سئل الفضل بن موسى السيناني: "ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في أبي حنيفة؟ قال: إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه وبما لا يعقلونه من العلم، ولم يترك لهم شيئا فحسدوه"(الانتقاء:147). هذا مع مخالفته له رحمه الله.
17- قال القرطبي: "كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من المالكية وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً . وصلى أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلى خلفه أبو يوسف ولم يعد"(الألفة واجتماع الأمة).
الاشعار
قال جهاد جحا:
مهما العقول تباينت فيما ترى *** تبقى القلوب بودها دوما تفي
إن كان رأيي غير رأيك يا أخي *** ما شأن ود بيننا ان يختفي
متفرقات
1- قال القاسم بن محمد رحمه الله: "لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيراً منه قد عمل عمله"(جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر:2-80).
2- قال ابن القاسم رحمه الله: "سمعت مالكاً والليث يقولان في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما قال ناس: فيه توسعة، ليس كذلك، إنما هو حق وصواب"(جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر:2-81).
3- قال ابن بطال رحمه الله في شرح حديث: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ قُلُوبُكُمْ، فإذا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عنْه" قال: "فيه الحثُّ على الأُلفة والتحذير من الفرقة في الدين، فكأنه قال: اقرؤوا القرآن، والزَموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه، فإذا اختلفتم فقوموا عنه؛ أي: فإذا عرض عارضٌ بشُبهة توجب المنازعة الداعية إلى الفُرقة، فقوموا عنه؛ أي: فاتركوا تلك الشبهة الداعية إلى الفرقة، وارجعوا إلى المحكم الموجب للأُلفة، وقوموا للاختلاف وعما أدى إليه، وقاد إليه، لا أنه أمر بترك قراءة القرآن باختلاف القراءات التي أباحها لهم؛ لأنه قال لابن مسعود والرجل الذي أنكر عليه مخالفتَه له في القراءة: (كلاهما محسن)، فدل أنه لم ينهَه عما جعله فيه محسنًا، وإنما نهاه عن الاختلاف المؤدي إلى الهلاك بالفرقة في الدين"().
4- قال ابن كثير -رحمه الله- عند قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) قال: "أي: ولا يزال الخلاف بين الناس في أديانهم، واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم"(تفسير القرآن العظيم).
5- قال الدهلوي: "وكان السلف لا يختلفون في أصل المشروعية، وإنما كان اختلافهم في أَولى الأمرين، ونظيره اختلاف القراء في وجوه القراءات"(الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف للدهلوي، ص: 65-66).
6- قال الدهلوي: "من الخلافات الحاصلة بين الصحابة الكرام والتابعين من بعدهم - أن منهم مَن كان يقرأ البسملة، ومنهم مَن لا يقرؤها، ومنهم مَن يجهر بها، ومنهم مَن يُسر، وكان منهم من يقنت في الفجر، ومنهم من لا يقنت، ومنهم مَن يتوضأ من الرعاف والقيء والحجامة، ومنهم من لا يتوضأ من ذلك، ومنهم من يرى في لمس المرأة نقضًا للوضوء، ومنهم من لا يرى ذلك، ومنهم من يتوضأ من أكل لحم الإبل، أو ما مسَّته النار مسًّا مباشرًا، ومنهم من لا يرى في ذلك بأسًا إن هذا كله لم يمنع من أن يصلِّي بعضهم خلف بعض"(الإنصاف للدهلوي، ص: 66-67).
7- ذكر ابن القيم أن المسائل الخلافية الفقهية التي وقعت بين ابن مسعود وعمر رضي الله عنها بلغت نحو مائة مسألة، وذكر منها:
1- موضوع التطبيق في الصلاة؛ حيث كان ابن مسعود يطبق، وعمر يضع اليدين على الركبتين.
2- ومنها أن ابن مسعود كان يقول في الحرام: هي يمين، وعمر كان يقول: طلقة واحدة.
3- مسألة زواج الرجل بزانيته، فعُمر يأمر الزاني أن يتزوَّج التي زنَى بها، وابن مسعود يرى أنهما ما يزالان زانيين (الموافقات؛ للشاطبي:424-426).
8- قال الإمام الشافعي: "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة"(الانتقاء:136).
9- "اختلاف الإمام علي كرم الله وجهه مع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك في مسألة القِران في الحج؛ حيث بنى بها عليًّا قاصدًا معلنًا، بينما عثمان يرى خلافه"(فتح الباري:3/421-422)
10- قال ابن رجب رحمه الله عند حديث: "فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا" قال: "هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بما وقع في أمته بعده، من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه، وفي الأعمال والأقوال والاعتقادات، وهذا موافق لما روي عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة، وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان عليه وأصحابه؛ ولذلك في هذا الحديث أمر عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة"(جامع العلوم والحكم:263).
11- قال ابن تيمية رحمه الله: "لا بد أن تقع الذنوب من هذه الأمة، ولا بد أن يختلفوا؛ فإن هذا من لوازم الطبع البشري، لا يمكن أن يكون بنو آدم إلا كذلك"(مجموع الفتاوى: 8-70).
12- قال ابن حزم رحمه الله: "الله تعالى- نص على أن الاختلاف شقاق، وأنه بغي، ونهى عنه وعن التنازع والتفرق في الدين، وأوعد على الاختلاف بالعذاب العظيم، وبذهاب الريح، وأخبر أن الاختلاف تفرق عن سبيل الله، ومن عاج عن سبيل الله فقد وقع في سبيل الشيطان، قال تعالى: (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)[البقرة: 256]، وقد نص على أن الاختلاف ليس من عنده، معنى ذلك: أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده تعالى إرادة كون، كما أراد كون الكفر وسائر المعاصي"(الإحكام:5-65).
13- قال ابن حزم رحمه الله: "وهذا من أفسد قول يكون؛ لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا ما لا يقوله مسلم؛ لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط، وأما الحديث المذكور فباطل مكذوب، من توليد أهل الفسق"(الإحكام:5-64).
14- قال المزني رحمه الله: "ولو كان الاختلاف رحمة، لكان الاجتماع عذاباً؛ لأن العذاب خلاف الرحمة"(البحر المحيط، الزركشي:3-586).
15- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً علة إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- بوقوع الافتراق في أمته: "كان يحذر أمته؛ لينجو من شاء الله له السلامة"(اقتضاء الصراط:1-127).
16- قال ابن عاشور: "فعلينا أن نفرق بين إرادة الله القدرية للخلاف، وبين إرادته الشرعية له؛ فإن إرادة الله للخلاف قدراً لا يستلزم إرادته له شرعاً، ولا ريب أن الله لا يقدر لعباده شيئاً إلا لحكمة علمناها أو جهلناها، ومما يظهر من حكمة تقدير الله للخلاف، أن يحرص العبد المكلف على تحري الصواب، ويبذل الجهد لموافقة الحق، مع مراقبة الله تعالى سبحانه في طلب انجلاء الحق في مواقع النزاع؛ تعظيماً لله ولحرماته"(التحرير والتنوير:1-974).
17- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها، كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها"(مجموع الفتاوى:22-254).
18- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) [هُودٍ: 118-119] قال: "أَيِ: اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ -سُبْحَانَهُ- أَنَّهُ خَلَقَهُمْ لِيَكُونَ مِنْهُمُ السُّعَدَاءُ وَالْأَشْقِيَاءُ، وَالْمُتَّفِقُونَ وَالْمُخْتَلِفُونَ، وَالْفَرِيقُ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ، وَالْفَرِيقُ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ؛ لِيَتَبَيَّنَ لِلْعِبَادِ عَدْلُهُ وَحِكْمَتُهُ؛ وَلِيَظْهَرَ مَا كَمَنَ فِي الطِّبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؛ وَلِتَقُومَ سُوقُ الْجِهَادِ وَالْعِبَادَاتِ الَّتِي لَا تَتِمُّ وَلَا تَسْتَقِيمُ إِلَّا بِالِامْتِحَانِ وَالِابْتِلَاءِ"(تيسير الكريم الرحمن).
19- قال ابن القيم: "فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان -ولو كان مع من يبغضه ويعاديه- ورد الباطل مع من كان -ولو كان مع من يحبه ويواليه- فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق؛ فهذا أعلم الناس وأهداهم سبيلًا، وأقومهم قيلًا، وأهل هذا المسلك إذا اختلفوا -أي: فيما بينهم- فاختلافهم اختلاف رحمة وهدى، يقر بعضهم بعضًا عليه ويواليه ويناصره، وهو داخل في باب التعاون والتناظر الذي لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم؛ بالتناظر والتشاور، وإعمالهم الرأي وإجالتهم الفكر في الأسباب الموصلة إلى درك الصواب"(الصواعق المرسلة:2-514).
20- قال الرازي: "لما بين أنه أمر كل الأنبياء والأمم بالأخذ بالدين المتفق عليه؛ كان لقائل أن يقول: فلماذا نجدهم -أي الأمم- متفرقين؟ فأجاب الله تعالى عنهم بقوله: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)[الشُّورَى:14] يعني أنهم ما تفرقوا إلا من بعد أن علموا أن الفرقة ضلالة، ولكنهم فعلوا ذلك للبغي وطلب الرياسة! فحملتهم الحمية النفسانية، والأنفة الطبعية على أن ذهب كل طائفة إلى مذهب، ودعا الناس إليه، وقبح ما سواه طلبًا للذكر والرياسة، فصار ذلك سببًا لوقوع الاختلاف"(مفاتيح الغيب:٢٧-٥٨٨).
21- قال الرازي: "وإنما كانوا كذلك؛ لإرادتهم الرفعة في الدنيا، وطلبهم لذاتها، والترؤس على عامتهم، وأخذ أموالهم بغير حق، وكانت الرسل تبطل عليهم ذلك؛ فيكذبونهم لأجل ذلك، ويوهمون عوامهم كونهم كاذبين! ويحتجون في ذلك بالتحريف وسوء التأويل، ومنهم من كان يستكبر على الأنبياء استكبار إبليس على آدم"(مفاتيح الغيب:٣-٦٤٨).
22- قال ابن حزم رحمه الله: "فإن قال قائل: إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس! أفيلحقهم هذا الذم؟ قيل -وبالله التوفيق-: كلا، ما يلحق أولئك شيء من هذا؛ لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله ووجه الحق؛ فالمخطئ منهم مأجور أجراً واحداً لنيته الجميلة في إرادة الخير، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم؛ لأنهم لم يتعمدوه ولا قصدوه ولا استهانوا بطلبهم، والمصيب منهم مأجور أجرين، وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة، فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه، وإنما الذم المذكور والوعيد الموصوف لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى- الذي هو القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه، وقيام الحجة عليه، وتعلق بفلان وفلان، مقلداً عامداً للاختلاف، داعياً إلى عصبية وحمية الجاهلية، قاصداً للفرقة، متحرياً في دعواه برد القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهؤلاء المختلفون المذمومون.
وطبقة أخرى، وهم: قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى، إلى طلب ما وافق أهواءهم، من قول كل قائل؛ فهم يأخذون ما كان رخصة من قول كل عالم، مقلدين غير طالبين ما أوجبه النص عن الله -تعالى- وعن رسوله صلى الله عليه وسلم" (الإحكام:5/67-68).
23- قال ابن حزم رحمه الله: "وإذا صح الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم فلا يجوز أن يحرم على من بعدهم ما حل لهم من النظر، وأن يمنعوا من الاجتهاد الذي أداهم إلى الاختلاف في تلك المسألة، إذا أدى إنساناً بعدهم دليل إلى ما أدى إليه دليل بعض الصحابة"(النبذة الكافية في أحكام أصول الدين:21).
24- قال ابن القيم رحمه الله: "ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه؛ لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعداوتهم، وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، فكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله، لم يضر ذلك الاختلاف؛ فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية، ولكن إذا كان الأصل واحداً، والغاية المطلوبة واحدة، والطريق المسلوكة واحدة، لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافاً لا يضر، كما تقدم من اختلاف الصحابة؛ فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد، وهو كتاب الله وسنة رسوله، والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله، والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة، وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة"(الصواعق المرسلة:2-519).
25- قال الشنقيطي: "فهذا أعظم برهان قاطع على وجود فاعل مختار، يفعل ما يشاء كيف يشاء، سبحانه جل وعلا عن الشركاء والأنداد"(أضواء البيان:٢-٣٤٢).
26- قال الرازي "واعلم أن الحسد ربما أفضى إلى التنازع والتقاتل"(مفاتيح الغيب، الرازي:٣-٦٤٨).
27- قال ابن عاشور: "فإن قيل: كيف أغريت بينهم العداوة وهم لم يزالوا إلبًا على المسلمين؟
فجوابه: أن العداوة ثابتة بينهم في الدين بانقسامهم فرقًا، وذلك الانقسام يجر إليهم العداوة وخذل بعضهم بعضًا، ثم إن دولهم كانت منقسمة ومتحاربة، ولم تزل كذلك، وإنما تألبوا في الحروب الصليبية على المسلمين، ثم لم يلبثوا أن تخاذلوا وتحاربوا، ولا يزال الأمر بينهم كذلك إلى الآن، وكم ضاعت مساعي الساعين في جمعهم على كلمة واحدة، وتأليف اتحادٍ بينهم، وكان اختلافهم لطفًا بالمسلمين في مختلف عصور التاريخ الإسلامي، على أن اتفاقهم على أمة أخرى لا ينافي تمكن العداوة فيما بينهم، وكفى بذلك عقابًا لهم على نسيانهم ما ذكروا به"(التحرير والتنوير:٦-١٤٩).
28- قال ابن عاشور: "فمعنى قوله تعالى: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)[الأنبياء:79] أنه ألهمه وجهًا آخر في القضاء هو أرجح؛ لما تقتضيه صيغة التفهيم من شدة حصول الفعل أكثر من صيغة الإفهام، فدل على أن فهم سليمان في القضية كان أعمق، وذلك أنه أرفق بهما، فكانت المسألة مما يتجاذبه دليلان فيصار إلى الترجيح، والمرجحات لا تنحصر، وقد لا تبدو للمجتهد، والله تعالى أراد أن يظهر علم سليمان عند أبيه ليزداد سروره به، وليتعزى على من فقده من أبنائه قبل ميلاد سليمان"(التحرير والتنوير).
29- قال ابن القيم رحمه الله: "ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه؛ لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم: بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكلٌ من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله؛ لم يضر ذلك الاختلاف، فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية، ولكن إذا كان الأصل واحدًا، والغاية المطلوبة واحدة، والطريق المسلوكة واحدة؛ لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافًا لا يضر"(الصواعق المرسلة:٢-٥١٩).
30- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها: كثرة التفرق والفتن بينهم في المذاهب وغيرها"(الفتاوى الكبرى:٢-١٠٩).
31- قال ابن تيمية: "وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشايخها؛ وأمرائها وكبرائها؛ هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [المائدة:١٤] فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به؛ وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب"(مجموع الفتاوى:٣-٤٢١).
32- قال المقبلي: "والعجب ممن يقول "الاختلاف رحمة"، مع بيان الكتاب والسنة في غير موضع أنه عذاب وبلاء على هذه الأمة"(العلم الشامخ:485).
33- قال المقبلي رحمه الله: "وأي فتنة أشد من الخلاف؛ بل هو أصل الفتن، نسأل الله السلامة"(العلم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء والمشايخ:486).
34- قال عبد الكريم زيدان: "الائتلاف والاتفاق خير من الاختلاف قطعاً، حتى في المسائل الاجتهادية السائغ الاختلاف فيها، فلا يجوز الحرص على الاختلاف، والرغبة فيه، وإن كان سائغاً؛ لأن معنى ذلك جواز تعمده ووقوعه، ومعنى ذلك جواز مخالفة مقتضى الدليل الشرعي؛ حتى يحصل الخلاف، وهذا باطل قطعاً، وأيضاً فإن من شروط الاختلاف السائغ، تجريد القصد للوصول إلى الحق والصواب، وهذا لا يتفق مع الرغبة في وقوعه"(الوجيز في أصول الفقه:338).
35- قال الشاطبي رحمه الله: "ومعنى هذا أنهم فتحوا للناس باب الاجتهاد، وجواز الاختلاف فيه؛ لأنهم لو لم يفتحوه، لكان المجتهدون في ضيق؛ فوسع الله على الأمة بوجود الخلاف الفروعي فيهم، فكان فتح باب للأمة؛ للدخول في هذه الرحمة".
36- وقال أيضاً: "فيحمل أن يكون من جهة فتح باب الاجتهاد، وأن مسائل الاجتهاد قد جعل الله منها سعة بتوسعة مجال الاجتهاد لا غير ذلك. قال القاضي إسماعيل: إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة في اجتهاد الرأي، فأما أن يكون توسعة أن يقول الإنسان بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا، ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا، قال ابن عبد البر: كلام إسماعيل هذا حسن جداً"(الموافقات في أصول الشريعة:ج2: ص82).
37- قال ابن تيمية رحمه الله: "والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر عظيم، من خفاء الحكم، ولهذا صنف رجل كتاباً سماه (كتاب الاختلاف)؛ فقال أحمد: (سمه كتاب السعة) وإن الحق في نفس الأمر واحد، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه؛ لما في ظهوره من الشدة عليه، ويكون من باب قوله تعالى: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)[المائدة:101]"(مجموع الفتاوى:8-74).
38- قال ابن القيم رحمه الله: "فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان، ومع من كان، ولو كان مع من يبغضه ويعاديه، ورد الباطل مع من كان، ولو كان مع من يحبه ويواليه؛ فهو ممن هدي لما اختلف فيه من الحق؛ فهذا أعلم الناس وأهداهم سبيلاً وأقومهم قيلاً.
وأهل هذا المسلك إذا اختلفوا فاختلافهم اختلاف رحمة وهدى، يقر بعضهم بعضاً عليه، ويواليه ويناصره، وهو داخل في باب التعاون والتناظر الذي لا يستغني عنه الناس في أمور دينهم ودنياهم، بالتناظر والتشاور، وإعمالهم الرأي، وإجالتهم الفكر في الأسباب الموصلة إلى درك الصواب؛ فيأتي كل بما قدحه زناد فكره، وأدركته قوة بصيرته، فإذا قوبل بين الآراء المختلفة والأقاويل المتباينة، وعرضت على الحاكم الذي لا يجور، وهو كتاب الله وسنة رسوله، وتجرد الناظر عن التعصب والحمية، واستفرغ وسعه، وقصد طاعة الله ورسوله، فقل أن يخفى عليه الصواب من تلك الأقوال، وما هو أقرب إليه، والخطأ وما هو أقرب إليه؛ فإن الأقوال المختلفة لا تخرج عن الصواب وما هو أقرب إليه، والخطأ وما هو أقرب إليه، ومراتب القرب والبعد متفاوتة. وهذا النوع من الاختلاف لا يوجب معاداة ولا افتراقاً في الكلمة، ولا تبديداً للشمل؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل كثيرة... فلم ينصب بعضهم لبعض عداوة، ولا قطع بينه وبينه عصمة، بل كان كل منهم يجتهد في نصر قوله بأقوى ما يقدر عليه، ثم يرجعون بعد المناظرة إلى الألفة والمحبة، والمصافاة والموالاة، من غير أن يضمر بعضهم لبعض ضغناً، ولا ينطوي له على معتبة ولا ذم، بل يدل المستفتي عليه مع مخالفته له، ويشهد له بأنه خير منه وأعلم منه.
فهذا الاختلاف أصحابه بين الأجرين والأجر، وكل منهم مطيع لله بحسب نيته واجتهاده وتحريه الحق.
وهنا نوع آخر من الاختلاف وهو وفاق في الحقيقة وهو اختلاف في الاختيار والأولى بعد الاتفاق على جواز الجميع كالاختلاف في أنواع الأذان والإقامة وصفات التشهد والاستفتاح وأنواع النسك الذي يحرم به قاصد الحج والعمرة وأنواع صلاة الخوف والأفضل من القنوت أو تركه ومن الجهر بالبسملة أو إخفائها ونحو ذلك فهذا وإن كان صورته صورة اختلاف فهو اتفاق في الحقيقة"(الصواعق المرسلة:2-516، وما بعدها).
39- قال ابن القيم رحمه الله: "وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية ولكن إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافا لا يضر كما حصل من اختلاف بين الصحابة فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة"(الصواعق المرسلة:2-519، وما بعدها).
40- قال ابن عطية: "وفي هذا من فعلهم كفر كل طائفة بكتابها؛ لأن الإنجيل يتضمن صدق موسى وتقرير التوراة، والتوراة تتضمن التبشير بعيسى وصحة نبوته، وكلاهما تضمن صدق محمد صلى الله عليه وسلم، فعنفهم الله تعالى على كذبهم، وفي كتبهم خلاف ما قالوا.
وفي قوله تعالى: (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ)[البقرة: 113] تنبيه لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على ملازمة القرآن والوقوف عند حدوده"(المحرر الوجيز:١-١٩٨).
41- قال الرازي: "أما قوله تعالى: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ)[البقرة:١١٣] فإنه يقتضي أن من تقدم ذكره يجب أن يكون عالمًا لكي يصح هذا الفرق، فبين تعالى أنهم مع المعرفة والتلاوة إذا كانوا يختلفون هذا الاختلاف؛ فكيف حال من لا يعلم!"(مفاتيح الغيب).
42- قال النسفي في تفسيره: "قوله تعالى: (فَرَّقُوا دِينَهُمْ) جعلوه أديانًا مختلفة لاختلاف أهوائهم، (وَكَانُوا شِيَعًا) فرقًا كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها، (كُلُّ حِزْبٍ) منهم (بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)[الروم: 32] فرح بمذهبه مسرور يحسب باطله حقًا"( مدارك التنزيل).
43- قال الطبري: "يعني بذلك جل ثناؤه: (وَلَا تَكُونُوا) يا معشر الذين آمنوا (كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) من أهل الكتاب، (وَاخْتَلَفُوا) في دين الله وأمره ونهيه، (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) من حجج الله فيما اختلفوا فيه، وعلموا الحق فيه؛ فتعمدوا خلافه! وخالفوا أمر الله، ونقضوا عهده وميثاقه جراءة على الله! (وَأُولَئِكَ لَهُمْ) يعني: ولهؤلاء الذين تفرقوا واختلفوا من أهل الكتاب من بعد ما جاءهم (عَذَابٌ) من عند الله (عَظِيمٌ)، يقول جل ثناؤه: فلا تتفرقوا يا معشر المؤمنين في دينكم تفرق هؤلاء في دينهم، ولا تفعلوا فعلهم، وتستنوا في دينكم بسنتهم؛ فيكون لكم من عذاب الله العظيم مثل الذي لهم"(جامع البيان).
44- قال ابن تيمية: "من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين، فإن الله تعالى يقول: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)[الأنفال:١]، ويقول: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آل عمران:١٠٣]، ويقول: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[آل عمران:١٠٥]. وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف، وتنهى عن الفرقة والاختلاف"(مجموع الفتاوى:٢٨-٥١).
45- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا الأصل العظيم -وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا وأن لا يتفرق- هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة"(مجموع الفتاوى:٢٢-٣٥٩).
46- قال الشوكاني رحمه الله: "فأما الجدال لاستيضاح الحق، ورفع اللبس، والبحث عن الراجح والمرجوح، وعن المحكم والمتشابه، ودفع ما يتعلق به المبطلون من متشابهات القرآن، وردهم بالجدال إلى المحكم؛ فهو من أعظم ما يتقرب المتقربون"(فتح القدير:٤-٥٥٢).
47- قال الرازي عند قوله تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا): "قوله تعالى: (وإنْ) إشارة إلى ندرة وقوع القتال بين طوائف المسلمين، فإن قيل: فنحن نرى أكثر الاقتتال بين طوائفهم؟! نقول قوله تعالى: (وإنْ) إشارة إلى أنه ينبغي أن لا يقع إلا نادرًا، غاية ما في الباب أن الأمر على خلاف ما ينبغي"(مفاتيح الغيب). وقال أيضا: "فالواجب على الأمير دفعهم، وإن كان هو الأمير؛ فالواجب على المسلمين منعه بالنصيحة فما فوقها، وشرطه: أن لا يثير فتنة مثل التي في اقتتال الطائفتين أو أشد منهما"(مفاتيح الغيب).
48- قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "إِذَا تَرَجَّحَ عِنْدَ الْمُسْتَفْتِي أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ: إمَّا لِرُجْحَانِ دَلِيلِهِ بِحَسَبِ تَمْيِيزِهِ وَإِمَّا لِكَوْنِ قَائِلِهِ أَعْلَمَ وَأَرْوَعَ: فَلَهُ ذَلِكَ".
49- قال الأمين الشنقيطي: "ولا شك أن اختلاف الألوان والمناظر والمقادير والهيئات وغير ذلك:
فيه الدلالة القاطعة على أن الله -جل وعلا- واحد، لا شبيه له ولا نظير ولا شريك، وأنه المعبود وحده.
وفيه الدلالة القاطعة على أن كل تأثير فهو بقدرة وإرادة الفاعل المختار -سبحانه-، وأن الطبيعة لا تؤثر في شيء إلا بمشيئته -جل وعلا-، كما أوضح ذلك في قوله: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[الرعد:٤].
فالأرض التي تنبت فيها الثمار واحدة؛ لأن قطعها متجاورة، والماء الذي تسقى به ماء واحد، والثمار تخرج متفاضلة، مختلفة في الألوان والأشكال والطعوم، والمقادير والمنافع"(أضواء البيان، الشنقيطي:٣-١٨).
50- قال ابن عاشور: "والحسد يكون أعظم ما يكون: إذا كان الحاسد يرى نفسه أولى بالنعمة المحسود عليها، فكان ذلك الداعي فتنة عظيمة في نفوس المشركين؛ إذ جمعت كبرًا وعجبًا وغرورًا بما ليس فيهم، إلى احتقارٍ للأفاضل وحسدٍ لهم، وظلم لأصحاب الحق، وإذ حالت بينهم وبين الإيمان والانتفاع بالقرب من مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم"(التحرير والتنوير؛ سورة الأنعام الآية: 53).
51- "قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس بعقول ومدارك متباينة، إلى جانب اختلاف الألسنة والألوان والتصورات والأفكار، وكل تلك الأمور تفضي إلى تعدد الآراء والأحكام، وتختلف باختلاف قائليها، وإذا كان اختلاف ألسنتنا وألواننا ومظاهر خلقنا آية من آيات الله تعالى؛ فان اختلاف مداركنا وعقولنا وما تثمره تلك المدارك والعقول آية من آيات الله تعالى كذلك، ودليل من أدلة قدرته البالغة"(أدب الاختلاف في الإسلام، طه العلواني ص: ٢٤).
الإحالات
1- أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمه الفقهاء؛ لمحمد عوامة.
2- أدب الاختلاف في الإسلام؛ لطه جابر فياض العلواني.
3- إتمام المنة و النعمة في ذم اختلاف الأمة لعبد اللطيف التميمي.
4- الاختلاف رحمه أم نقمة؛ للأمين الحاج محمد أحمد.
5- الإيقاف على سبب الاختلاف للعلامة السندي.
7- الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه لمحمد صالح العثيمين.
8- ذم الفرقة والاختلاف في الكتاب والسنة لعبد الله الغنيمان.
9- رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية.
10- موقف الأمة من اختلاف الأئمة لعطية محمد سالم 1410.
11- الخلاف أنواعه وضوابطه وكيفية التعامل معه؛ لحسن بن حامد بن مقبول العصيمي.