أجل
2024-03-20 - 1445/09/10التعريف
أولًا: المعنى اللغوي:
أصل مادة (أ ج ل) تدل على خمس معانٍ مختلفة، كل واحدةٍ أصلٌ في نفسها (مقاييس اللغة، ابن فارس: ١-٦٤). وأما (الأَجَل): فغاية الوقت، سواء في الموت، أو الدين، وغير ذلك (انظر: العين، الفراهيدي، ٦-١٧٨ ، تهذيب اللغة، الأزهري، ١١-١٣٢).
ويقال للمدة المحددة لحياة الإنسان: أجل، فيقال: دنا أجله، عبارة عن دنو الموت (المفردات، الراغب الأصبهاني: ص ٦٥).
واسْتَأْجَلْتُه فَأَجَلَنِي، جعلني إلى مدةٍ (الصحاح، الجوهري: ٤-١٦٢١).
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
يطلق على الأجل في الاصطلاح على الوقت الذي ينتهي عنده الأجل (معجم وتفسير لغوي لكلمات القرآن، الجمل: ١-٥٨). ويطلق أيضا على مدة الحياة كلها (الكليات، الكفوي: ١-٤٩).
فالأجل: هو الوقت الذي قدر الله تعالى فيه انقضاء الأمور الكونية والشرعية، أو الموعد الذي حُدد غاية لمعاملاتهم.
العناصر
1- مفهوم الأجل
2- حقيقة الآجال
3- أجل الإنسان
4- أجل الأمم
5- أجل الكون
6- الأجل في العبادات والمعاملات
7- الأجل في الآخرة
الايات
1- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)[البقرة: 282].
2- قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا)[آلِ عِمْرَانَ: 145]
3- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)[الْأَنْعَامِ: 2].
4- قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[الْأَنْعَامِ:128-129].
5- قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف:34].
6- قال تعالى: (يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) [إبراهيم: 10].
7- قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ) [هود: 103-104].
8- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان: 29].
9- قال تعالى: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)[الرَّعْدِ: 38].
10- قال تعالى: (يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)[إبراهيم:10].
11- قال تعالى: (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ)[إبراهيم: 44].
12- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى...)[الحج: 5].
13- قال تعالى: (لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ)[الحج: 33]
14- قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ)[العنكبوت:5].
15- قال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الزمر:42].
16- قال تعالى: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)[الْأَحْقَافِ: 3].
17- قال تعالى: (وَأَنفِقُوا مِن مَا رَزَقنَاكُم مِن قَبلِ أَن يَأتيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ) [المنافقون: 9-11].
18- قال تعالى: (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) [المرسلات: 12].
19- قال تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)[نوح:4].
الاحاديث
1- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في قولِ اللهِ، عزَّ وجلَّ: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا إذا تدايَنتُم بدَينٍ إلى أجلٍ مُسَمًّى فاكتُبوهُ ...) إلى آخرِ الآيةِ: "إنَّ أولَ مَن جحَد آدمُ، إنَّ اللهَ ، عزَّ وجلَّ ، أراه ذريتَه فرأى رجلًا أزهرَ ساطعًا نورُه، قال: يا ربِّ مَن هذا؟ قال: هذا ابنُكَ داودُ، قال: يا ربِّ فما عمرُه؟ قال: ستونَ سنةً، قال: يا ربِّ زِدْ في عمُرِه، قال: لا إلا أن تزيدَه مِن عمرِكَ، قال: وما عُمُري قال: ألفُ سنةٍ، قال آدمُ: فقد وهَبتُ له مِن عمُري أربعينَ سنةً؟ قال: فكتَب اللهُ عليه كتابًا وأشهَد عليه ملائكتَه، فلما حضَره الموتُ وجاءتْه الملائكةُ، قال: إنه قد بقي مِن عمُري أربعونَ سنةً، قال: إنَّكَ قد وهَبتَه لابنِكَ داودَ، قال: ما وهَبتُ لأحدٍ شيئًا، قال: فأخرَج اللهُ عزَّ وجلَّ الكتابَ وشهِد عليه ملائكتُه" أخرجه أحمد: (٢٢٧٠)، والطيالسي: (٢٨١٥)، وأبو يعلى: (٢٧١٠) باختلاف يسير.
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: خَطَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا مُرَبَّعًا، وخَطَّ خَطًّا في الوَسَطِ خارِجًا منه، وخَطَّ خُطَطًا صِغارًا إلى هذا الذي في الوَسَطِ مِن جانِبِهِ الذي في الوَسَطِ، وقالَ: هذا الإنْسانُ، وهذا أجَلُهُ مُحِيطٌ به - أوْ: قدْ أحاطَ به - وهذا الذي هو خارِجٌ أمَلُهُ، وهذِه الخُطَطُ الصِّغارُ الأعْراضُ، فإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإنْ أخْطَأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا. رواه البخاري: (٦٤١٧).
3- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يُدْنِي ابْنَ عبّاسٍ، فقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ: إنَّ لنا أبْناءً مِثْلَهُ، فقالَ: إنَّه مِن حَيْثُ تَعْلَمُ، فَسَأَلَ عُمَرُ، ابْنَ عبّاسٍ عن هذِه الآيَةِ: (إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ). فقالَ: أجَلُ رَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أعْلَمَهُ إيّاهُ فقالَ: ما أعْلَمُ مِنْها إلّا ما تَعْلَمُ. أخرجه البخاري: (٣٦٢٧).
4- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما أجَلُكُمْ في أجَلِ مَن خَلا مِنَ الأُمَمِ، كما بيْنَ صَلاةِ العَصْرِ، ومَغْرِبِ الشَّمْسِ، ومَثَلُكُمْ ومَثَلُ اليَهُودِ والنَّصارى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمّالًا، فقالَ: مَن يَعْمَلُ لي إلى نِصْفِ النَّهارِ على قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، فقالَ: مَن يَعْمَلُ لي مِن نِصْفِ النَّهارِ إلى العَصْرِ على قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصارى، ثُمَّ أنتُمْ تَعْمَلُونَ مِنَ العَصْرِ إلى المَغْرِبِ بقِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، قالوا: نَحْنُ أكْثَرُ عَمَلًا وأَقَلُّ عَطاءً، قالَ: هلْ ظَلَمْتُكُمْ مِن حَقِّكُمْ؟ قالوا: لا، قالَ: فَذاكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَن شِئْتُ. رواه البخاري: (٥٠٢١).
5- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "إنَّ أوَّلَ قَسامَةٍ كانَتْ في الجاهِلِيَّةِ لَفِينا بَنِي هاشِمٍ؛ كانَ رَجُلٌ مِن بَنِي هاشِمٍ اسْتَأْجَرَهُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ مِن فَخِذٍ أُخْرى، فانْطَلَقَ معهُ في إبِلِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ به مِن بَنِي هاشِمٍ قَدِ انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جُوالِقِهِ، فَقالَ: أغِثْنِي بعِقالٍ أشُدُّ به عُرْوَةَ جُوالِقِي؛ لا تَنْفِرُ الإبِلُ، فأعْطاهُ عِقالًا فَشَدَّ به عُرْوَةَ جُوالِقِهِ، فَلَمّا نَزَلُوا عُقِلَتِ الإبِلُ إلّا بَعِيرًا واحِدًا، فَقالَ الذي اسْتَأْجَرَهُ: ما شَأْنُ هذا البَعِيرِ لَمْ يُعْقَلْ مِن بَيْنِ الإبِلِ؟ قالَ: ليسَ له عِقالٌ، قالَ: فأيْنَ عِقالُهُ؟ قالَ: فَحَذَفَهُ بعَصًا كانَ فِيها أجَلُهُ...".
6- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كُنَّ أَزْواجُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَهُ، لَمْ يُغادِرْ منهنَّ واحِدَةً، فأقْبَلَتْ فاطِمَةُ تَمْشِي، ما تُخْطِئُ مِشْيَتُها مِن مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، فَلَمّا رَآها رَحَّبَ بها، فَقالَ: مَرْحَبًا بابْنَتي ثُمَّ أَجْلَسَها عن يَمِينِهِ، أَوْ عن شِمالِهِ، ثُمَّ سارَّها فَبَكَتْ بُكاءً شَدِيدًا، فَلَمّا رَأى جَزَعَها سارَّها الثّانِيَةَ فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ لَها: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِن بَيْنِ نِسائِهِ بالسِّرارِ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ؟ فَلَمّا قامَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، سَأَلْتُها ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قالَتْ: ما كُنْتُ أُفْشِي على رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- سِرَّهُ، قالَتْ: فَلَمّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ، بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ، لَما حَدَّثْتِنِي ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَتْ: أَمّا الآنَ، فَنَعَمْ، أَمّا حِينَ سارَّنِي في المَرَّةِ الأُولى، فأخْبَرَنِي أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعارِضُهُ القُرْآنَ في كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، وإنَّه عارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ، وإنِّي لا أُرى الأجَلَ إلّا قَدِ اقْتَرَبَ ... الحديث. أخرجه البخاري: (٣٦٢٣) مختصراً، ومسلم: (٢٤٥٠).
7- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرِّزقَ ليطلُبُ العبدَ كما يطلُبُه أجَلُه". رواه ابن حبان في صحيحه: (٣٢٣٨)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (١٦٣٠).
8- عن ابن مسعودٍ قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلماتٍ فيقال: اكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقيٌ أو سعيدٌ، ثم ينفخ فيه الروح". رواه البخاري: (٣٨٤٥).
الاثار
1- قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ: "(ثم قضى أجلا) [الْأَنْعَامِ: 2] يعني: الموت (وأجل مسمى عنده) [الْأَنْعَامِ: 2] يعني: الآخرة". تفسير ابن كثير
2- قال الحسن: "(ثم قضى أجلا) [الْأَنْعَامِ: 2] وهو ما بين أن يُخلق إلى أن يموت (وأجل مسمى عنده) [الْأَنْعَامِ: 2] وهو ما بين أن يموت إلى أن يبعث". تفسير ابن كثير
3- عن الحسن أنه سئل عن قوله تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا)[البقرة: 231]. قال: "كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها ثم يطلقها ثم يراجعها، يضارها، فنهاهم الله عن ذلك". تفسير الطبري
الاشعار
1- قال أحدهم:
نظلّ نفرحُ بالأيامِ نقطعُها *** وكُلّ يوم مضى يُدني من الأجلِ
نظم اللآلئ في الحكم والأمثال: (35).
2- قال أحدهم:
لكل سنٍ همومٌ للفتى وعنا *** لَا ينقضى الهمّ حَتَّى ينقضى الْأَجَل
السحر الحلا في الحكم والأمثال: (90).
3- قال أحدهم:
لا تطلبن العلم إلا للعمل *** فاعمل بما علمته قبل الأجلِ
أبيات مختارة تشتمل على عقيدة، نصائح، مواعظ، وصايا، حكم، أمثال، أدب لعبد الله بن محمد البصيري: (45).
4- قال أحدهم:
وانظر لنفسك لا تشقى لعيشتها *** قبل الفراق إذا ما جاءك الأجلُ
أبيات مختارة تشتمل على عقيدة، نصائح، مواعظ، وصايا، حكم، أمثال، أدب لعبد الله بن محمد البصيري: (52).
5- قال مكنف بن معاوية:
ترى المرءَ يأملُ يُرى *** ومن دونِ ذلكَ ريبُ الأجلْ
وكم آيسٍ قد أتاه الرَّجا *** وذي طمعٍ قد لواهُ الأملْ
مجمع الحكم والأمثال: (1-293).
6- قال ظافر الحداد
كنْ من الدنيا على وجلِ *** وتوقعْ سرعةَ الأجلِ
آفةُ الألبابِ كامنةُ *** في الهوى والكسبِ والأملِ
تخْدعُ الأنسانَ لذتُها *** فهي مثلُ السمِّ في العملِ
أنتَ في دنياكَ في عملٍ *** واللياليْ فيكَ في عملِ
مجمع الحكم والأمثال: (3-419).
الحكم
1- "ما أحسن الموت إذا حان الأجل". الأمثال المولدة: (423).
2- قَوْلهم: "إِذا جَاءَ الْحِين حَار الْعين". الْحِين الْأَجَل. جمهرة الأمثال: (1-118).
3- "حَالَ الأَجَلُ دُونَ الأَمَلِ". مجمع الأمثال: (1-204).
4- "طُولُ اللِّسَانِ يُقَصِّرُ الأَجَلَ". مجمع الأمثال: (1-442).
5- "الموت يقطع الأمل، والأمل يقرب الأجل". نظم اللآلئ في الحكم والأمثال: (32).
متفرقات
1- قال ابن عاشور عن قوله تعالى: (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران:١٠٢]: "وهذا المركب مستعملٌ في غير معناه؛ لأنه مستعملٌ في النهي عن مفارقة الدين بالإسلام مدة الحياة، وهو مجازٌ تمثيليٌ علاقته اللزوم، لما شاع بين الناس من أن ساعة الموت أمرٌ غير معلومٍ كما قال الصديق:
كل امرئٍ مصبحٌ في أهله *** والموت أدنى من شراك نعله
فالنهي عن الموت على غير الإسلام يستلزم النهي عن مفارقة الإسلام في سائر أحيان الحياة". التحرير والتنوير.
2- قال ابن كثير عند قوله تعالى: (وأجل مسمى عنده) [الْأَنْعَامِ: 2] قال: "هو يرجع إلى ما تقدم، وهو تقدير الأجل الخاص، وهو عمر كل إنسانٍ، وتقدير الأجل العام، وهو عمر الدنيا بكمالها". تفسير ابن كثير
3- قال الطبري عند قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف:34]. "يعني: وقت لحلول العقوبات بساحتهم، ونزول المثلات بهم على شركهم، فإذا جاء الوقت الذي وقته الله لهلاكهم، وحلول العقاب بهم لا يتأخرون بالبقاء في الدنيا، ولا يمتعون بالحياة فيها عن وقت هلاكهم وحين حلول أجل فنائهم ساعة من ساعات الزمان ولا يتقدمون بذلك أيضًا عن الوقت الذي جعله الله لهم وقتًا للهلاك". تفسير الطبري.
4- قال الطبري عند قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 53]: "يقول تعالى ذكره: ويستعجلك يا محمد هؤلاء القائلون من قومك: لولا أنزل عليه آية من ربه بالعذاب، ويقولون: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ) [الأنفال: ٣٢]. ولولا أجل سميته لهم فلا أهلكهم حتى يستوفوه ويبلغوه، لجاءهم العذاب عاجلًا.
وقوله: (وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) [العنكبوت: 53] يقول: وليأتينهم العذاب فجأة، وهم لا يشعرون بوقت مجيئه قبل مجيئه". تفسير الطبري.
5- قال الطبري عند قوله تعالى: (ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأنعام:60] قال: "يعني تعالى ذكره: (ثم يبعثكم) يثيركم ويوقظكم من منامكم فيه يعني في النهار، والهاء التي في فيه راجعة على النهار (ليقضى أجلٌ مسمى)، يقول: ليقضي الله الأجل الذي سماه لحياتكم وذلك الموت فيبلغ مدته ونهايته". تفسير الطبري
6- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى..) [العنكبوت: ٥٣]: "يخبر تعالى عن جهل المكذبين للرسول وما جاء به، وأنهم يقولون -استعجالا للعذاب، وزيادة تكذيب- (مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ؟ يقول تعالى: (وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى) مضروب لنزوله، ولم يأت بعد، (لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ) بسبب تعجيزهم لنا وتكذيبهم الحق، فلو آخذناهم بجهلهم، لكان كلامهم أسرع لبلائهم وعقوبتهم، ولكن -مع ذلك- فلا يستبطئون نزوله، فإنه سيأتيهم (بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فوقع كما أخبر اللّه تعالى، لما قدموا لـ "بدر" بطرين مفاخرين، ظانين أنهم قادرون على مقصودهم، فأهانهم اللّه، وقتل كبارهم، واستوعب جملة أشرارهم، ولم يبق فيهم بيت إلا أصابته تلك المصيبة، فأتاهم العذاب من حيث لم يحتسبوا، ونزل بهم وهم لا يشعرون". تفسير ابن سعدي.
7- قال ابن تيمية رحمه الله: "الأجل الأول هو أجل كل عبد، الذي ينقضي به عمره والأجل المسمى عنده هو: أجل القيامة العامة. ولهذا قال: (مسمى عنده) فإن وقت الساعة لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو). بخلاف ما إذا قال: مسمى كقوله: (إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى) إذ لم يقيد بأنه مسمى عنده فقد يعرفه العباد.
وأما أجل الموت فهذا تعرفه الملائكة الذين يكتبون رزق العبد وأجله وعمله وشقي أو سعيد. كما قال في الصحيحين عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق المصدوق-: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقال: اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح) فهذا الأجل الذي هو أجل الموت قد يعلمه الله لمن شاء من عباده وأما أجل القيامة المسمى عنده فلا يعلمه إلا هو ". مجموع الفتاوى: (14-488).
8- قال الألوسي: "ورأيت في نسخة لبعض الأفاضل كانت عندي وفُقِدَت في حادثة بغداد، ألفت في هذه المسألة، وفيها أنه ما من شيء إلا ويمكن تغييره وتبديله حتى القضاء الأزلي، واستدل لذلك بأمور:
منها: أنه قد صح من دعائه صلى الله عليه وسلم في القنوت: (وقني شر ما قضيت)، وفيه طلب الحفظ من شر القضاء الأولي، ولو لم يمكن تغييره ما صح طلب الحفظ منه.
ومنها: ما صح في حديث التراويح من عذره صلى الله عليه وسلم عن الخروج إليها، وقد اجتمع الناس ينتظرونه لمزيد رغبتهم فيها بقوله: (خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها)، فإنه لا معنى لهذه الخشية لو كان القضاء الأزلي لا يقبل التغيير، فإنه إن كان قد سبق القضاء بأنها ستفرض فلا بد أن تفرض، وإن سبق القضاء بأنها لا تفرض فمحال أن تفرض على ذلك الفرض، على أنه قد جاء في حديث فرض الصلاة ليلة المعراج بعد ما هو ظاهر في سبق القضاء بأنها خمس صلوات مفروضة لا غير، فما معنى الخشية بعد العلم بذلك لولا العلم بإمكان التغيير والتبديل.
ومنها: ما صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يضطرب حاله الشريف ليلة الهواء الشديد حتى أنه لا ينام، وكان يقول في ذلك: (أخشى أن تقوم الساعة)، فإنه لا معنى لهذه الخشية أيضًا مع إخبار الله تعالى أن بين يديها ما لم يوجد إذ ذاك؛ كظهور المهدي، وخروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وغير ذلك مما يستدعي تحققه زمانًا طويلًا، فلو لم يكن عليه الصلاة والسلام يعلم أن القضاء يمكن تغييره، وأن ما قضي من أشراطها يمكن تبديله، ما خشي صلى الله عليه وسلم من ذلك.
ومنها: أن المبشرين بالجنة كانوا من أشد الناس خوفًا من النار، حتى أن منهم من كان يقول: “ليت أمي لم تلدني”، وكان عمر رضي الله تعالى عنه يقول: “لو نادى منادٍ: كل الناس في الجنة إلا واحدًا، لظننت أني ذلك الواحد”، وهذا مما لا معنى له مع إخبار الصادق وتبشيره له بالجنة، والعلم بأن القضاء لا يتغير.
ومنها: أنه لولا إمكان التغيير لَلُغِيَ الدعاء؛ إذ المدعو به إما أن يكون قد سبق القضاء بكونه، فلا بد أن يكون، وإلا فمحال أن يكون، وطلب ما لا بد أن يكون، أو محال أن يكون، لغوٌ مع أنه قد ورد الأمر به، والقول بأنه لمجرد إظهار العبودية والافتقار إلى الله تعالى وكفى بذلك فائدة، يأباه ظاهر قوله: (ﭟ ﭠ ﭡ) [غافر: ٦٠].
وأيضًا: أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: “لا ينفع الحذر من القدر، ولكن الله تعالى يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر”". روح المعاني