آدم عليه السلام
2024-01-30 - 1445/07/18التعريف
أولًا: آدم لغةً:
(أدم) الهمزة والدال والميم أصلٌ واحدٌ، وهو الموافقة والملاءمة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمغيرة بن شعبة عندما خطب امرأة: (اذهب فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما).
قال الكسائي: يؤدم يعني أن يكون بينهما المحبة والاتفاق، وقيل: إنه الإدام أي: الطعام، يقال: طعامٌ مأدومٌ، وقيل: الأسوة، أدمة أهلي، أي: أسوتهم، والأدمة: الوسيلة.
والأدمة أحسن ملاءمةً للحم من البشرة، ولذلك سمي آدم عليه السلام؛ لأنه أخذ من أدمة الأرض.
والعرب تقول مؤدمٌ مبشرٌ، أي: قد جمع لين الأدمة وخشونة البشرة، فأما اللون الآدم؛ فلأنه الأغلب على بني آدم، وناسٌ تقول: أديم الأرض وأدمتها وجهها، وأدم أدما وأدمة اشتدت سمرته فهو آدم وهي أدماء وجمعها أدم، والآدمي: هو الإنسان نسبة إلى آدم أبو البشر (انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس: ١-٧٢، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية: ١-١٠).
ويقول أبو حيان: “آدم: اسمٌ أعجميٌ كآزر وعابر، ممنوع الصرف للعلمية والعجمة، ومن زعم أنه أفعل مشتقٌ من الأدمة، وهي كالسمرة، أو من أديم الأرض، وهو وجهها، فغير صوابٍ؛ لأن الاشتقاق من الألفاظ العربية قد نص التصريفيون على أنه لا يكون في الأسماء الأعجمية، وقيل: هو عبريٌ من الإدام، وهو التراب” (البحر المحيط: ١- ٢٢٣).
ورد محمود أبو سعدة على هذا الادعاء بقوله: “إن اليهود يدعون أنه علم عبري، ليس له جذر في العبرية إلا (أدم) أي احمر أي المجبول من الحمراء وهو الدال على تربة الأرض عند العبرانيين، وهذا لا يصح بالطبع، وإنما الصحيح هو أن العبرية لم تشتق (أدما) من الجذر العبري (أدم)، وإنما نقلتها نقلًا عن العربية (الأدمة)، اسمًا جامدًا لا اشتقاق له عندها، أما آدم العربي فهو غزير المعاني، من معانيه الامتزاج والخلط” (انظر: العلم الأعجمي في القرآن: ١/١١٧).
ويقول القرطبي في تفسيره: “قيل: هو مشتقٌ من أدمة الأرض وأديمها وهو وجهها، فسمي بما خلق منه، قاله ابن عباسٍ، وقيل: إنه مشتقٌ من الأدمة وهي السمرة. واختلفوا في الأدمة، فزعم الضحاك أنها السمرة، وزعم النضر أنها البياض، وعلى هذا الاشتقاق جمعه أدمٌ وأوادم، كحمرٍ وأحامر، ولا ينصرف بوجهٍ، وعلى أنه مشتقٌ من الأدمة جمعه آدمون، ويلزم قائلو هذه المقالة صرفه، قلت: الصحيح أنه مشتقٌ من أديم الأرض، قال سعيد بن جبيرٍ: إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، ذكره ابن سعدٍ في الطبقات” (الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: ١-٢٧٩)، وما ذهب إليه القرطبي هو ما تطمئن له النفس.
ثانيًا: التعريف بآدم عليه السلام:
هو أول مخلوق من البشر، خلقه الله بيده، وخلق حواء من ضلعه الأيسر، وسمي آدم؛ لأنه خلق من أديم الأرض (انظر: روح المعاني، الألوسي: ٥-٤٣٣).
كنيته: أبو البشر، وقيل: أبو محمدٍ، كني بمحمدٍ خاتم الأنبياء صلوات الله عليهم، قاله السهيلي، وقيل: كنيته في الجنة أبو محمدٍ، وفي الأرض أبو البشر (انظر: لباب التأويل، الخازن: ١/٣٥، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: ١-٢٧٩).
أجمع أهل الأثر أن آدم عليه السلام خلق يوم الجمعة، وكساه الله لباسًا من ظفره، وأسجد له ملائكته (انظر: أخبار الزمان، المسعودي، ص٧١).
العناصر
1- بنو آدم خليفة الله تعالى في أرضه
2- خلق الله تعالى لآدم وحواء.
3- تمرد إبليس ورفضه السجود لآدم
4- طرد إبليس من الجنة
5- إغواء إبليس لآدم وزوجه وإخراجهما وإهباطهما من الجنة
6- قصة ابني آدم عليه السلام
الايات
1- قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 30-39].
2- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران: 33].
3- قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[آل عمران: 59].
4- قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)[المائدة: 27-31].
5- قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ * وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)[البقرة: 11-25].
6- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [الإسراء: 61-64].
7- قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 69-70].
8- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) [الكهف: 50].
9- قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) [مريم: 58].
10- قال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 115-127].
11- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر:28-29].
12- قال تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ)[ص: 71-78].
الاحاديث
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “احْتَجَّ آدَمُ ومُوسى، فقالَ له مُوسى: يا آدَمُ أنْتَ أبُونا خَيَّبْتَنا وأَخْرَجْتَنا مِنَ الجَنَّةِ، قالَ له آدَمُ: يا مُوسى اصْطَفاكَ اللَّهُ بكَلامِهِ، وخَطَّ لكَ بيَدِهِ، أتَلُومُنِي على أمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَنِي بأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسى ثَلاثًا”. أخرجه البخاري: (٦٦١٤)، ومسلم: (٢٦٥٢).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وطُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ على أُولَئِكَ مِنَ المَلائِكَةِ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ على صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حتّى الآنَ”. أخرجه البخاري: (٣٣٢٦)، ومسلم: (٢٨٤١).
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ على أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّماءِ إضاءَةً، لا يَبُولونَ ولا يَتَغَوَّطُونَ، ولا يَتْفِلُونَ ولا يَمْتَخِطُونَ، أمْشاطُهُمُ الذَّهَبُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ومَجامِرُهُمُ الألُوَّةُ الأنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ وأَزْواجُهُمُ الحُورُ العِينُ، على خَلْقِ رَجُلٍ واحِدٍ، على صُورَةِ أبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِراعًا في السَّماءِ”. أخرجه البخاري: (٣٣٢٧) واللفظ له، ومسلم: (٢٧٣٤).
4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “يقولُ اللَّهُ تَعالى: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ، فيَقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، وتَرى النّاسَ سُكارى وما هُمْ بسُكارى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وأَيُّنا ذلكَ الواحِدُ؟ قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا. ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النّاسِ إلّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ”. رواه البخاري: (٣٣٤٨)، ومسلم: (٢٢٢).
5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللَّهَ يقولُ لأهْوَنِ أهْلِ النّارِ عَذابًا: لو أنَّ لكَ ما في الأرْضِ مِن شيءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فقَدْ سَأَلْتُكَ ما هو أهْوَنُ مِن هذا وأَنْتَ في صُلْبِ آدَمَ، أنْ لا تُشْرِكَ بي، فأبَيْتَ إلّا الشِّرْكَ”. رواه البخاري: (٣٣٣٤).
6- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “يُجْمَعُ المُؤْمِنُونَ يَومَ القِيامَةِ فيَقولونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنا إلى رَبِّنا فيُرِيحُنا مِن مَكانِنا هذا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فيَقولونَ له: أنْتَ آدَمُ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، وأَسْجَدَ لكَ المَلائِكَةَ، وعَلَّمَكَ أسْماءَ كُلِّ شيءٍ فاشْفَعْ لنا إلى رَبِّنا حتّى يُرِيحَنا، فيَقولُ لهمْ: لَسْتُ هُناكُمْ فَيَذْكُرُ لهمْ خَطِيئَتَهُ الَّتي أصابَ”. أخرجه البخاري: (٧٥١٦)، ومسلم: (١٩٣).
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كُنّا مع النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّراعُ -وكانَتْ تُعْجِبُهُ- فَنَهَسَ منها نَهْسَةً. وَقالَ: أَنا سَيِّدُ القَوْمِ يَومَ القِيامَةِ، هلْ تَدْرُونَ بمَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيدٍ واحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النّاظِرُ ويُسْمِعُهُمُ الدّاعِي، وتَدْنُو منهمُ الشَّمْسُ، فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَلا تَرَوْنَ إلى ما أَنْتُمْ فِيهِ إلى ما بَلَغَكُمْ؟ أَلا تَنْظُرُونَ إلى مَن يَشْفَعُ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ؟ فيَقولُ بَعْضُ النّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَهُ فيَقولونَ: يا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وأَمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وأَسْكَنَكَ الجَنَّةَ، أَلا تَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّكَ؟ أَلا تَرى ما نَحْنُ فيه وما بَلَغَنا؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ونَهانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إلى غيرِي، اذْهَبُوا إلى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَما تَرى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلا تَرى إلى ما بَلَغَنا؟ أَلا تَشْفَعُ لَنا إلى رَبِّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي، ائْتُوا النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَيَأْتُونِي فأسْجُدُ تَحْتَ العَرْشِ، فيُقالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وسَلْ تُعْطَهْ. قالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ: لا أَحْفَظُ سائِرَهُ. رواه البخاري: (٣٣٤٠)، ومسلم: (١٩٤).
8- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “لَيْلَةَ أُسْرِيَ برَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِن مَسْجِدِ الكَعْبَةِ” ... إلى أن قال: “فَوَجَدَ في السَّماءِ الدُّنْيا آدَمَ، فَقالَ له جِبْرِيلُ: هذا أبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمَ عليه ورَدَّ عليه آدَمُ، وقالَ: مَرْحَبًا وأَهْلًا بابْنِي، نِعْمَ الِابنُ أنْتَ.. الحديث أخرجه البخاري: (٧٥١٧) ومسلم: (١٦٢).
9- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها”. رواه مسلم: (٨٥٤). وفي رواية: “خيرُ يومٍ طَلَعتْ فيه الشمسُ يومَ الجُمُعةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه قُبِضَ، وفيه تقومُ الساعةُ” أخرجه النسائي: (١٤٣٠).
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بيَدِي فَقالَ: خَلَقَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- التُّرْبَةَ يَومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيها الجِبالَ يَومَ الأحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَومَ الثُّلاثاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَومَ الأرْبِعاءِ، وَبَثَّ فِيها الدَّوابَّ يَومَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ -عليه السَّلامُ- بَعْدَ العَصْرِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ، في آخِرِ الخَلْقِ، في آخِرِ ساعَةٍ مِن ساعاتِ الجُمُعَةِ، فِيما بيْنَ العَصْرِ إلى اللَّيْلِ. رواه مسلم: (٢٧٨٩).
11- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ موسى قال: يا ربِّ، أرِنا آدمَ الذي أخرجَنا ونفسَه منَ الجنةِ، فأراهُ اللهُ آدمَ، فقال: أنت أبونا آدمُ؟ فقال له آدمُ: نعمْ، قال: أنت الذي نفخَ اللهُ فيك من رُوحهِ وعلَّمك الأسماءَ كلَّها وأمر الملائكةَ فسجدوا لكَ؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخْرجتَنا ونفسَك من الجنةِ؟ فقال له آدمُ: ومن أنتَ؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبيُّ بني إسرائيلَ الذي كلَّمك اللهُ من وراء الحجابِ لم يجعلْ بينك وبينه رسولًا مِن خَلْقه؟ قال: نعمْ، قال: أفما وجدتَ أنَّ ذلك كان في كتابِ اللهِ قبل أن أُخلَقَ؟ قال: نعم، قال: فبم تلومُني في شيءٍ سبق منَ اللهِ تعالى فيه القضاءُ قبلي؟ قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك: فحجَّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى” رواه أبو داود: (٤٧٠٢)، وحسنه الألباني.
12- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن اللهَ عزَّ وجلَّ قد أَذْهَبَ عنكم عُبِّيَةَ الجاهليةِ، وفخرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تقيُّ، وفاجرُ شقيٌّ، أنتم بنو آدمَ، وآدمُ مِن ترابٍ، لَيدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ، إنما هم فَحْمٌ مِن فَحْمِ جهنمَ، أو لَيَكُونَنَّ أهونَ على اللهِ مِن الجُعْلانِ التي تَدْفَعُ بأنفِها النَتْنَ”. رواه أبو داود: (٥١١٦)، وحسنه الألباني.
13- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لمّا خلقَ اللَّهُ آدمَ مسحَ ظَهرَه فسقطَ من ظَهرِه كلُّ نسمةٍ هوَ خالقُها من ذرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ وجعلَ بينَ عيني كلِّ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ ثمَّ عرضَهم على آدمَ فقالَ: أي ربِّ من هؤلاءِ؟ قالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُك فرأى رجلًا منهم فأعجبَه وبيصُ ما بينَ عينيهِ فقالَ: أي ربِّ من هذا؟ فقالَ: هذا رجلٌ من آخرِ الأممِ من ذرِّيَّتِك يقالُ لَه داودُ فقالَ: ربِّ كم جعلتَ عمرَه؟ قالَ: ستِّينَ سنةً قالَ: أي ربِّ زدهُ من عمري أربعينَ سنةً فلمّا قضيَ عمرُ آدمَ جاءَه ملَك الموتِ فقالَ: أولم يبقَ من عمري أربعونَ سنةً قالَ: أولم تعطِها ابنَك داودَ؟ قالَ: فجحدَ آدمُ فجحدت ذرِّيَّتُه ونسِّيَ آدمُ فنسِّيت ذرِّيَّتُه وخطئَ آدمُ فخطئت ذرِّيَّتُه” أخرجه الترمذي: (٣٠٧٦)، وصححه الألباني.
14- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ تعالى خلقَ آدمَ من قبضةٍ قبضَها من جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ فجاءَ منْهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِكَ والسَّهلُ، والحزنُ، والخبيثُ والطَّيِّبُ” رواه الترمذي: (٢٩٥٥)، وصححه الألباني.
15- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَمّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إبْلِيسُ يُطِيفُ به، يَنْظُرُ ما هُوَ، فَلَمّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنَّه خُلِقَ خَلْقًا لا يَتَمالَكُ”. رواه مسلم: (٢٦١١).
16- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لمّا نفخ اللهُ في آدمَ الرُّوحَ، فبلغ الرُّوحُ رأسَه عطس، فقال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، فقال له تبارك وتعالى: يرحمُك اللهُ”. أخرجه ابن حبان: (٦١٦٥) باختلاف يسير، والحاكم: (٧٦٨٢)، والضياء في الأحاديث المختارة: (١٦٦٧) مطولاً، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٢١٥٩): صحيح على شرط مسلم.
17- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خلق اللهُ آدمَ حين خلقه فضرب كتِفَه اليُمنى، فأخرج ذُرِّيَّةً بيضاءَ كأنَّهم الذَّرُّ، وضرب كتِفَه اليُسرى، فأخرج ذُرِّيَّةً سوداءَ كأنَّهم الحِمَمُ، فقال للَّذي في يمينِه: إلى الجنَّةِ ولا أُبالي، وقال للَّذي في كتِفِه اليُسرى، إلى النّارِ ولا أُبالي”. أخرجه أحمد: (٢٧٤٨٨)، والبزار: (٤١٤٣)، والطبراني في مسند الشاميين: (٢٢١٣)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٤٩): إسناده صحيح.
18- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ أخذ المِيثاقَ من ظَهْرِ آدمَ عليه السلامُ بنَعْمانَ يومَ عرفةَ، فأَخْرَج من صُلْبِهِ كلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأها، فنَثَرها بين يَدَيْهِ، ثم كَلَّمَهم قِبَلًا، قال: (أَلَسْتُ بربِّكم قالوا بلى شَهِدْنا)... إلى قوله: (المُبْطِلُونَ). أخرجه أحمد: (٢٤٥٥)، والنسائي في السنن الكبرى: (١١١٩١)، والحاكم: (٧٥) باختلاف يسير، وصححه الألباني في شرح الطحاوية (٢٤٠).
19- عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟! قال: “آدمُ”، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! ونبيٌّ كان؟! قال: “نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ”، قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟! قال: “ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا”. أخرجه النسائي: (٥٥٠٧)، وابن ماجه: (٣٨٢٥) مختصراً، وأحمد: (٢١٥٥٢)، وصححه الألباني في هداية الرواة: (٥٦٦٩).
الاثار
1- عَنْ قَتَادَةَ ، وَالْحَسَنِ ، قَالَا: عُرِضَتْ عَلَى آدَمَ ذُرِّيَّتُهُ ، فَرَأَى فَضْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ ، أَفَهَلَّا سَوَّيْتَ بَيْنَهُمْ ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ “ أخرجه عبدالرزاق في مصنفه: (19576).
2- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: “ بَلَغَنِي أَنَّ النَّارَ حِينَ خُلِقَتْ كَادَتْ أَفْئِدَةُ الْمَلَائِكَةِ تَطِيرُ ، فَلَمَّا خُلِقَ آدَمُ سَكَنَتْ “. أخرجه عبدالرزاق في مصنفه: (20896).
3- قال أبي بن كعب رضي الله عنه في قولِ اللهِ – عَزَّ وجَلَّ -: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ)؛ قال: جَمَعَهُم فجَعَلَهُم أزواجًا، ثم صَوَّرَهُم فاسْتَنْطَقَهُم، فتَكَلَّمُوا، ثم أخذ عليهم العهدَ والميثاقَ، (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالوا بلى)، قال: فإني أُشْهِدُ عليكم السماواتِ السَّبْعَ، والْأَرَضِينَ السَّبْعَ، وأُشْهِدُ عليكم أباكم آدمَ أن تقولوا يومَ القيامةِ: لَمْ نَعْلَمْ بهذا، اعلموا أنه لا إِلَهَ غيري، ولا رَبَّ غيري، ولا تُشْرِكُوا بي شيئًا؛ إني سَأُرْسِلُ إليكم رُسُلِي يُذَكِّرُونَكم عَهْدِي وميثاقي، وأُنْزِلُ عليكم كُتُبِي، قالوا: شَهِدْنا بأنك ربَّنا وإِلَهَنا، لا رَبَّ لنا غيرَك، ولا إِلَهَ لنا غيرَك، فأَقَرُّوا بذلك، ورَفَع عليهِم آدمَ – عليه السلامُ – ينظرُ إليهِم، فرأى الغنيَّ والفقيرَ، وحَسَنَ الصورةِ ودُونَ ذلك، فقال: ربِّ ! لولا سَوَّيْتَ بين عبادِك! قال: إني أحببتُ أن أُشْكَرَ، ورأى الأنبياءَ فيهم مِثْلُ السُّرُجِ عليهِم النورُ، خُصُّوا بميثاقٍ آخَرَ في الرسالةِ والنُّبُوَّةِ، وهو قولُه – تبارك وتعالى -: (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ) -إلى قولِه -: (عِيسى ابْنِ مَرْيَمَ)؛ كان في تِلْكِ الأرواحِ، فأَرْسَلَهُ إلى مريمَ -عليهِما السلامُ-. فحَدَّثَ عن أُبَيٍّ: أنه دخل من فِيها. الراوي: • قال الألباني في هداية الرواة (١١٨): حسن الإسناد موقوفا.
4- عَنْ مُجَاهِدٍ، أَوْ غَيْرِهِ، “لَمَّا هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ عز وجل: ابْنِ لِلْخَرَابِ وَلِدْ لِلْفَنَاءِ”. البداية والنهاية: (9-227).
5- عَنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُما قال: “قال اللهُ -تباركَ وتعالى- لِآدمَ: يا آدمُ ما حَمَلكَ على أنْ أكلْتَ مِنَ الشجرَةِ التي نَهَيْتُكَ عَنْها؟ قال: فاعْتَلَّ آدَمُ، فقال: يا رَبِّ، زَيَّنَتْهُ لي حَوّاءُ. قال: فإني عاقَبْتُها أنْ لا تَحْمِلَ إِلّا كُرْهًا، ولا تَضَعَها إلّا كُرْهًا، ودَمَيْتُها في كلِّ شهرٍ مَرَّتَيْنِ. قال: فَرَنَّتْ حَوّاءُ عندَ ذلكَ، فقيلَ لها: عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وعلى بناتِكِ”. رواه ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (١-١١٩) وقال: موقوف صحيح الإسناد.
6- قال أبو جعفر الرازي: عن أبي بن كعب، في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الأعراف: 172] الآية، والتي بعدها، قال: فجمعهم له يومئذٍ جميعًا ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فخلقهم، ثم صوَّرهم، ثم استنطقهم، فتكلَّموا، وأخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهد عليهم أنفسهم، (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) [الأعراف: 172] الآية، قال: فإني أشهد عليكم السماوات السبع، والأرضين السبع، أشهد عليكم أباكم آدم، ألَّا تقولوا يوم القيامة: لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري، ولا رب غيري، ولا تشركوا بي شيئًا، وإني سأرسل إليكم رسلًا، ينذرونكم عهدي، وميثاقي، وأنزل عليكم كتابي، قالوا: نشهد أنك ربنا، وإلهنا، لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذٍ بالطاعة، ورفع أباهم آدم، فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني، والفقير، وحسن الصورة، ودون ذلك، فقال: يا رب، لو سوَّيْت بين عبادك؟ فقال: إني أحببت أن أشكر، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج، عليهم النور، وخصوا بميثاق آخر من الرسالة، والنبوة، فهو الذي يقول الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) [الأحزاب: 7]، وهو الذي يقول: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) [الروم: 30]، وفي ذلك قال: (هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى) [النجم: 56]، وفي ذلك قال: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) [الأعراف: 102]. (تفسير الرازي). ورواه الأئمة عبدالله بن أحمد، وابن أبي حاتم، وابن جرير، وابن مردويه، في تفاسيرهم.
7- ذكر ابن جرير، عن ابن عباس، أن الله قال: “يا آدم، إن لي حرمًا بحيال عرشي فانطلق فابْنِ لي فيه بيتًا، فطُفْ به كما تطوف ملائكتي بعرشي”، وأرسل الله له ملكًا فعرفه مكانه، وعلمه المناسك، وذكر أن موضع كل خطوة خطاها آدم، صارت قرية بعد ذلك”. تفسير الطبري.
8- عن ابن عباس قال: “أن أول طعام أكله آدم في الأرض، أن جاءه جبريل بسبع حبَّات من حِنْطة، فقال: ما هذا؟ قال: هذا من الشجرة التي نُهيت عنها، فأكلت منها، فقال: وما أصنع بهذا؟ قال: ابذره في الأرض فبذره، وكان كل حبة منها زنتها أزيد من مائة ألف، فنبتت، فحصده، ثم درسه، ثم ذراه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، فأكله بعد جهد عظيم، وتعب، ونكد، وذلك قوله تعالى: (فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) [طه: 117]، وكان أول كسوتهما: من شعر الضأن، جزَّاه، ثم غَزَلاه، فنسج آدم له جُبَّةً، ولحواء دِرْعًا، وخِمارًا”. البداية والنهاية: (1/124-125).
9- قال ابن عباس: “كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم قبيلًا من الملائكة قتلهم وألحق فلهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال، وجعل آدم وذريته خليفة”. المحرر الوجيز، ابن عطية: (١-١١٧).
10- قال ابن عباس عند قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها) قال: “هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس، إنسان، ودابة، وأرض، وسهل، وبحر، وجبل، وجمل، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها”. تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير: (١-٢٢٣).
11- عن ابن عباس قال: “علم الله آدم أسماء الخلق، والقرى والمدن والجبال، والسباع، وأسماء الطير، والشجر، وأسماء ما كان وما يكون، وكل نسمة الله عز وجل بارئها إلى يوم القيامة، وعرض تلك الأسماء على الملائكة”. انظر: الكشف والبيان؛ للثعلبي: (١-١٧٨)، المحرر الوجيز؛ لابن عطية: (١-١١٩).
12- عن جابر بن عبد الله: “أن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض هبط بالهند، وأن رأسه كان ينال السماء، وأن الأرض شكت إلى ربها عز وجل ثقل آدم عليه السلام، فوضع الجبار عز وجل يده على رأسه فانحط منه سبعون ذراعًا، فلما أهبط قال: رب هذا العبد الذي جعلت بيني وبينه عداوة إن لم تعينني عليه لا أقوى عليه. فقال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكًا. قال: رب زدني. قال: أجازي بالسيئة السيئة، وبالحسنة عشرًا إلا ما أزيد. قال: رب زدني. قال: باب التوبة له مفتوح ما دام الروح في الجسد. فقال إبليس: يا رب، هذا العبد الذي أكرمته إن لم تعينني عليه لا أقوى عليه. قال: لا يولد له ولد إلا ولد لك. قال: رب زدني. قال: تجري مجرى الدم وتتخذ في صدورهم بيوتًا. قال: رب زدني. قال: (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)[الإسراء: ٦٤]. أخرجه ابن منده في التوحيد، ذكر خلق آدم عليه السلام، رقم ٨٢، ١/٢٢٥. وقال: “هذا إسنادٌ صحيحٌ”.
13- عن ابن عباسٍ: “قال آدم: أي رب، ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تنفخ في من روحك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى، قال: أي رب، ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى، قال: أرأيت إن أنا تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم، قال: فهو قوله: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ) [البقرة: ٣٧]”. أخرجه الطبري في تفسيره: (١-٥٤٣)، والحاكم في المستدرك، ذكر آدم عليه السلام، رقم: (٢٢٠٠)، ٤-٥٩٤، قال الحاكم: “هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه”، ولم يتعقبه الذهبي.
14- عن ابن عباسٍ قال: “لما أصاب آدم الخطيئة فزع إلى كلمة الإخلاص، فقال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءًا، وظلمت نفسي، فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءًا وظلمت نفسي، فتب علي إنك أنت التواب الرحيم”. البداية والنهاية: (١-١٨٩).
15- عن ابن عباسٍ: “أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر وهو نائمٌ، ولأم مكانه لحمًا”. أخرجه الطبري في تفسيره: (١-٥١٤).
16- قال الحسن: “ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس”. أخرجه الطبري في تفسيره: (١-٦٠٥).
17- قال الحسن البصري: “خلفًا يخلف بعضهم بعضًا، وهم ولد آدم الذين يخلفون أباهم آدم، ويخلف كل قرن منهم القرن الذي سلف قبله”. انظر: جامع البيان؛ للطبري: (١-٤٥١).
القصص
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَمَّا دَخَلْتُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، رَأَيْتُ بِهَا رَجُلًا جَالِسًا تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ، فَيَقُولُ لِبَعْضِهَا إذَا عُرِضَتْ عَلَيْهِ خَيْرًا ويُسَر بِهِ، وَيَقُولُ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَسَدٍ طَيِّبٍ وَيَقُولُ لِبَعْضِهَا إذَا عُرضت عَلَيْهِ: أُفٍّ، وَيَعْبِسُ بِوَجْهِهِ وَيَقُولُ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَسَدٍ خَبِيثٍ”. قَالَ: “قُلْتُ مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، تُعرض عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ، فَإِذَا مَرَّتْ بِهِ رُوحُ الْمُؤْمِنِ مِنْهُمْ سُرَّ بِهَا وَقَالَ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَسَدٍ طَيِّبٍ. وَإِذَا مَرَّتْ بَهْ رُوحُ الْكَافِرِ منهم أنف منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال: رُوحٌ خَبِيثَةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَسَدٍ خَبِيثٍ” السيرة النبوية لابن هشام: (2-4).
متفرقات
1- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قوله في حديث: “خلقت -أي حواء- من ضلع”. قال: “قيل: فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر. وقيل: من ضلعه القصير. أخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم، ومعنى خلقت: أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة”. فتح الباري: (7-10).
2- قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: “فمن تاب أشبه أباه آدم ومن أصر واحتج بالقدر أشبه إبليس”. مجموع الفتاوى: (8/107-108).
3- قال الطبري: “الخليفة، مستخلف في الأرض، ومصير فيها خلفًا”. انظر: جامع البيان: (١-٤٤٨).
4- قال ابن كثير: “فهذه أربع تشريفاتٍ: خلقه له بيده الكريمة، ونفخه فيه من روحه، وأمره الملائكة بالسجود له، وتعليمه أسماء الأشياء. ولهذا قال له موسى الكليم حين اجتمع هو وإياه في الملأ الأعلى وتناظرا: أنت آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء”. البداية والنهاية: (١-٧٨).
5- قال البيضاوي في الحكمة من إخبار الله للملائكة بخلق آدم: “تعليم المشاورة، وتعظيم شأن المجعول، بأن بشر عز وجل بوجود سكان ملكوته، ولقبه بالخليفة قبل خلقه، وإظهار فضله الراجح على ما فيه من المفاسد بسؤالهم، وجوابه وبيان أن الحكمة تقتضي إيجاد ما يغلب خيره، فإن ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير إلى غير ذلك”. أنوار التنزيل، البيضاوي: (١-٦٨).
6- قال الزمخشري في الحكمة من إخبار الله للملائكة بخلق آدم: “ليسألوا ذلك السؤال ويجابوا بما أجيبوا به فيعرفوا حكمته في استخلافهم قبل كونهم، صيانة لهم عن اعتراض الشبهة في وقت استخلافهم، وقيل: ليعلم عباده المشاورة في أمورهم قبل أن يقدموا عليها، وعرضها على ثقاتهم ونصحائهم، وإن كان هو بعلمه وحكمته البالغة غنيًا عن المشاورة”. الكشاف: (١-١٢٤).
7- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “وكان خلق آدم وحواء أعجب من خلق المسيح؛ فإن حواء خلقت من ضلع آدم، وهذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم، وخلق آدم أعجب من هذا وهذا، وهو أصل خلق حواء”. الجواب الصحيح: (٤-٥٥).
8- قال ابن عاشور في الحكمة من خلق آدم من التراب والطين “والمقصود من ذكر هذه الأشياء: التنبيه على عجيب صنع الله تعالى؛ إذ أخرج من هذه الحالة المهينة نوعًا هو سيد أنواع عالم المادة ذات الحياة”. التحرير والتنوير: (١٤-٤٢).
9- قال الطبري: “إن الله جل ثناؤه عرف ملائكته -الذين سألوه أن يجعلهم الخلفاء في الأرض- أنهم من الجهل بمواقع تدبيره ومحل قضائه، قبل إطلاعه إياهم عليه، على نحو جهلهم بأسماء الذين عرضهم عليهم، إذ كان ذلك مما لم يعلمهم فيعلموه، كما علم آدم أسماء ما عرض على الملائكة، ومنعهم علمها إلا بعد تعليمه إياهم.
(فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ) يقول: فلما أخبر آدم الملائكة بأسماء الذين عرضهم عليهم، فلم يعرفوا أسماءهم، وأيقنوا خطأ قيلهم: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ)، قال لهم ربهم: (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) والغيب: هو ما غاب عن أبصارهم فلم يعاينوه”. جامع البيان: (١-٤٩٦).
11- قال الطبري: “خطابٌ من الله جل ثناؤه لخاصٍ من الملائكة دون الجميع، وأن الله إنما خصهم بقيل ذلك امتحانًا منه لهم وابتلاءً؛ ليعرفهم قصور علمهم وفضل كثير ممن هو أضعف خلقًا منهم من خلقه عليهم، وأن كرامته لا تنال بقوى الأبدان وشدة الأجسام، كما ظنه إبليس عدو الله”. جامع البيان: (١-٤٥٦).
12- قال أبو حيان عند قوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها) “الزلة هي سقوطٌ في المعنى؛ إذ فيها خروج فاعلها عن طريق الاستقامة، وبعده عنها، وقرأت: (فأزالهما)، ومعنى الإزالة: التنحية”. البحر المحيط؛ لأبو حيان: (١-٢٦٠).
13- قال سيد قطب: “وإذن فهي المشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد في الوجود، زمام هذه الأرض، وتطلق فيها يده، وتسخير له كل شيء في المهمة الضخمة التي وكلها الله إليه، فهناك وحدة أو تناسق بين النواميس التي تحكم الأرض، والنواميس التي تحكم هذا المخلوق وقواه وطاقاته؛ كي لا يقع التصادم بين هذه النواميس، وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم.
ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال، أو من تجارب سابقة في الأرض، أو من إلهام البصيرة، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق، ثم هم بفطرتهم البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق، يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له، هو وحده الغاية المطلقة للوجود، وهو وحده العلة الأولى للخلق، وهو متحقق بوجودهم هم، يسبحون بحمد الله ويقدسون له”. انظر: في ظلال القرآن الكريم: (١-٥٤).
الإحالات
1- كتاب سيرة آدم عليه الصلاة والسلام ..دراسة تحليلية صلاح عبد الفتاح الخالدي.
2- قصة آدم عليه السلام؛ ياسر برهامي.
3- قصة بدء الخلق وخلق آدم عليه السلام؛ الدكتور علي محمد محمد الصلابي.
4- مراحل خلق الإنسان في آيات القرآن الكريم؛ لمنى رفعت ادعيس عبد الرازق.
5- الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان وتفنيد نظرية داروين؛ لمحمد نبيل النشواتي.