"الفوزان": بدأ رمضان وجاء معه المشكّكون والمجادلون

احمد ابوبكر
1435/09/03 - 2014/06/30 13:03PM
قال عضو هيئة كِبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ "صالح بن فوزان الفوزان"، إنه مع قدوم شهر رمضان تكثر التشكيكات والجدليات في بداية دخول الشهر، ومشروعية صلاة التراويح، وعدد ركعاتها، متخطين في ذلك الأدلة المحدّدة لهذه الأمور, مبيناً أنه يجب أن يُعرَف لهذا الشهر العظيم قدره، ويُستغَل بالطاعات من صيامٍ وقيامٍ وتلاوة قرآنٍ واعتكاف، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخصُّه بأنواع الطاعات – إلا أنه في وقتنا الحاضر فرّط فيه الكثير من الناس.

وأضاف "الفوزان" - في كلمة له عبر موقعه الإلكتروني الخاص - هناك طائفة تعد له البرامج الإعلامية التي أكثرها ضياعٌ للوقت من المسلسلات والتمثيليات والمضحكات والمسابقات والترفيهيات. وطائفة تنشغل بأنواع المآكل والمشارب؛ فتجعله شهر أكل وشرب وسهر بدل أن يكون شهر صيامٍ وقيام، يسهرون الليل وينامون النهار ويتركون الصلاة المفروضة في أوقاتها فيضيعونها (أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ). وطائفة تنشغل وتشغل الناس بالتشكيك والجدليات في بداية دخول الشهر، وبداية الصوم اليومي، ومشروعية صلاة التراويح وعدد ركعاتها؛ متخطين بذلك الأدلة المحدّدة لهذه الأمور.

وتابع "الفوزان" قائلاً: بخصوص التشكيك، هناك طائفة تشكّك في اعتماد رؤية الهلال التي جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بداية لدخول الشهر ونهايته، حيث قال - صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً"، فهناك مَن يحاول إلغاء العمل بالرؤية والاعتماد على الحساب الفلكي، وهناك مَن يحاول ربط الرؤية بالحساب الفلكي، فإذا لم توافقه فلا عبرة بها عندهم.

وفي هذه الأيام نشرت الصحف أنه تستحيل رؤية الهلال ليلة الجمعة، هكذا حكموا على المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله، وكم من مرة قالوا مثل هذا الكلام وحصل خلاف ما يقولون، فرُؤي الهلال في الليلة التي نفوا رؤيته فيها، وذلك لأن الرؤية في الغالب لا يدخلها شكٌ، فمن رأى ليس كمَن سمع، (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ)، والحساب عملٌ بشري يدخله الخطأ والنقص وعبادتنا كلها مبنية على الرؤية للهلال، والرؤية لطلوع الفجر، والرؤية لدلوك الشمس، والرؤية لمساواة الظل مع الشخص، والرؤية لغروب الشمس، والرؤية لمغيب الشفق الأحمر لأوقات الصلوات الخمس.

وتابع: طائفة تشكّك في دخول وقت صلاة الفجر ووقت بداية الصيام اليومي، وإيضاح ذلك يكون بالرؤية البصرية التي لا مجال للتشكيك فيها، فإذا خالف الحساب الرؤية فلا اعتبار له, وهناك طائفة تشكّك في مشروعية صلاة التراويح، وقد صح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلّاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم مخافة أن تُفرَض عليهم، ولم يمنعهم من صلاتها جماعة وفرادى حتى جمعهم عمر - رضي الله عنه - في خلافته على إمامٍ واحدٍ؛ لانتفاء المحذور الذي خشيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلاتهم معه.. وطائفة تشكّك في عدد صلاة التراويح، وتريد أن تقصرها على عددٍ معين، وبعضهم يشكّك في صلاة التهجد من آخر الليل في العشر الأواخر، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها.

المصدر: سبق
المشاهدات 993 | التعليقات 0