"الإيمان هو الحل" خطبة عيد الفطر لعام 1434هـ
مريزيق بن فليح السواط
1434/10/01 - 2013/08/08 00:57AM
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد الله الذي تابع علينا الاحسان والانعام، ووفق من شاء لمواصلة العمل الصالح على الدوام، وتفضل على التائبين بالعفو عن الزلل والأثام، شرع لنا الاعياد وأفاض السرور، ومنَّ علينا بالعطاء والحبور، أحمده سبحانه على امتنانه، واشكره على إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له الولي الحميد، وأشهد أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما تعقبت الدهور، وتكررت الاعياد والشهور.[/font]
[font="]أما بعد:[/font]
[font="] فالتقوى الله عباد الله فمن اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه. [/font]
[font="]ايها المسلمون:[/font]
[font="] دار الدهر دورته، ومضت الايام تلو الايام، فإذا بشهر رمضان ينتهي، وأوقاته المباركة تنقضي، أفل نجمه بعد أن سطع، وأظلم ليله بعد أن لمع فيا ليت شعري من المقبول فيهنا، ومن المحروم فيعزى.[/font]
[font="]عباد الله:[/font][font="] [/font]
[font="] الله أكبر، الله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]انكم في يوم عظيم تبسمت لكم فيه الدنيا أرضها وسمائها، شمسها وضيائها، صمتم لله شهرا كاملا، ترجون ثوابه، وتأملون فضله، وتطلبون مغفرته، وقد خرجتم اليوم في هذا المشهد العظيم، والموقف الكريم، قد علت الفرحة وجوهكم، وتزينت أبدانكم بجديدكم، فأغظتم بذلك الشيطان، وأوليائه من الانس والجان، أظهرتم عظمة دينكم، وشموليته ودعوته لكل خير من أمر الدنيا والاخرة "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".[/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font]
[font="] أيها المسلمون:[/font]
[font="] إن الله خلقنا لأمر عظيم، أمرنا به، ودعانا إليه، وأثنى على أهله، وبيّن عاقبتهم، ورفعة منزلتهم، فهوا اساس قبول الأعمال، وإذا فقد ردت، ولو كانت أعمال الخير ملء الارض، "فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كُفران لسعيه وإنا له كاتبون " وبقدر الإيمان في القلب تكون الإستجابة لأمر الله، والمسارعة للخيرات، والمسابقة للصالحات، والصبر على المشقات، والتضحية بالنفس والنفيس لإرضاء الله تعالى "يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون". [/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] اننا نعيش في عالم ملئ بالصراعات، دائم المشاكل والأزمات، كثُرت فيه الأحداث، وتوالت فيه المصائب، حتى صارت أيامه عصيبة، وأوقاته عجيبة، نشرة أخبار واحدة كفيلة بأن تُعطي المتابع صورة قاتمة عن العالم شرقه وغربه!!! وما يموج فيه من فتن، وما يحل به من أوضاع مضطربة، وتغيرات كونية مختلفة، غدا عالم اليوم يخشى الانهيار ويحسب له ألف حساب، حتى أقوى الدول، وأغنى المجتمعات، تصارع لتبقى، وتزاحم لتكون لها السيادة والتمكن، فقدت هذه الأمم الإيمان فخسرت كل شيء، وأضاعت الإيمان فأضاعت رأس مالها، وأنى لها أن تكسب!! وللأسف لم تسلم بلاد المسلمين بل أصبحت مركز الصراع، ومحتدم النزاع، بعدت عن دينها، وجهلة سر قوتها، وحقيقة نهضتها وعزتها، وأخلدت الى الأرض، ورضيت بالزرع، فتمكّن منها كل عدو غاصب، ومعتد غاشم، صار هاجس الأفراد الخوف من الفقر، وخشية الانهيار الاقتصادي، فابتلوا بالقتل يحصد أرواحهم، والخوف يغشى أرضهم، وقلة ذات اليد والفقر بأرضهم، "والله ما لفقر أخشى عليكم ولكن أن تبسط عليكم الدنيا" هذه وصية النبي الرحيم بأمته، الشفيق باتباعه، لا يخشى عليها الفقر!! وهو من كان يستعيذ بالله من الفقر كل صباح ومساء، وشريعته ودينه انما تحارب الفقر، وتدعو للتكافل الاجتماعي "أريت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين" دين يحارب الفقر ويرتب العذاب على من قصر في البذل "ما سلككم في سقر. قالوا لم نكُ من المصلين. ولم نك نطعم المسكين " دين يحارب الفقر، وينهى عن الظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، ومع ذلك لا يخشى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر علينا، وإنما يخشى أن تبسط الدنيا علينا كما بسطت على من كان قبلنا من الأمم التي أهلكها الله، وأخذها في أوج قوتها، دمر قوم نوح زمن قوتهم وتمكنهم، وأخذ عاد حين قالوا: "من أشد منّا قوة " وآتى ثمود العذاب، وقد جابوا الصخر بالواد، نحتوا الجبال، وبنوا المساكن العظام، وشيدوا المصانع والقلاع، فأتاهم العذاب وقت قوتهم، وحال تمكنهم.[/font]
[font="] لم يذكر الله طاغوتا في كتابه كما ذكر من أمر فرعون، كان يقتل ابناء من بني إسرائيل، ويُسخّر نسائهم في خدمته، ويفعل بهم الأفاعيل ولا حيلة لهم الا الاذعان له، والصبر على ظلمه وبغيه، "إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفةً منهم يُذَبِّحُ أبنائهم ويستحي نسائهم" جعلهم شيعا وطبقات أرذل طبقة، وأقلها منزله، "بنو إسرائيل" فأراد الله أن يمُنّ على الذين استضعفوا ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين، فكان ذلك لبنى اسرائيل حين تركوا التخاذل فترة فأورثهم الله مُلك فرعون، وأسقطوا أعتى طاغية في التاريخ، "وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربَها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعونُ وقومُمُ وما كانوا يعرشون".[/font]
[font="] [/font][font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="] كل ذلك يا عباد الله تحقق بالإيمان، السلاح الذي لا يُهزم، والسيف الذي لا يثلم[/font]
[font="] وبهذا الإيمان دمر الله ملك كسرى وقيصر تحت حوافر خيل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم!! فلم تكن فارس والروم قبل سقوطها، تعاني ضعفا ماديا، أو فراغا سياسيا، بل كانت فارس تستعمر الجزء الشرقي من العالم وتنهب خيراته، والروم يستعمرون الجزء الغربي من العالم ويسرقون ثروته، في أوج قوتهم، وعظمة ملكهم، سقطوا وذهبوا حين واجهوا جيوش التوحيد، وقابلوا أهل الإيمان واليقين، عقد الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جيوشا قليلة العَدد، ضعيفة العُدد، لكنها ذهبت ذات اليمين، وانطلقت ذات الشمال، فأطاحت بأعظم دولتيين، في تاريخ القرون الوسطى!! عاش النبي صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، وأفضل الخلق عند الله، وأحبهم، إليه، يربط الحجر على بطنه من الجوع!! ويمكث الشهر والشهرين لطعام له ولأهل بيته غير التمر والماء!! ومات صلوات الله عليه ولم يشبع من خبز الشعير!! وكان مع صحابته يجوع إذا جاعوا، ويعطيهم من مال الله وما يفئ عليه لا يأخذ منه شيئا!! وكسرى وقيصر يتمتعون بالملذات، ويغرقون في الشهوات!! يأتي أبو عبيده بأعظم مال في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من البحرين، فيضعه عليه الصلاة والسلام في المسجد، ويجتمع الصحابة عليه وقد بلغ منهم الجوع مبلغه، ودفعتهم الحاجة فقد كانوا في أشد مجاعة!! فيقسم لهم منه، ويحذرهم مشفقا عليهم "والله ما لفقر أخشى عليكم" فأثمرت التربية النبوية العظيمة، إيمانا في قلوبهم لا يخفت نوره، ويقينا لا يزعزعه شيء، خرجوا من هذه الجزيرة القاحلة، بخيل ضعيفة، وسيوف قصيرة، فأسقطوا فارس والروم!! هرب كسرى من قصره لم تغن عن جنوده، ولم تمنعه كنوزه، وأخذ ما استطاع ان يحمله من متعه وأمواله؟؟ ففتح سعد بن أبي وقاص المدائن، ودخل إيوان كسرى وهو يتلوا قول الله تعالى "كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم. ونَعْمَةٍ كانوا فيها فاكهين. كذلك وأورثناها قوما أخرين " [/font]
[font="] فالحياة الطيبة، والسعادة الحقيقية، وسب بقاء الأمم، وسر سعادتها، وعنوان تقدمها ونهضتها، ليس في ما تملك من الجانب المادي، والتطور العمراني، مهمها بلغ!! وإنما تكون بقدر ما تكتنز من الإيمان بالله، والتمسك بكتابه، والاهتداء بهديه، "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" لا يشقى فيتسلط عليه العدو، ولا يشقى فيُبتلى بالفقر، ولا يشقى بمرض نفسي، او عذاب من عند الله تعالى، "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةً ولنجزينَّهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون". [/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله ورحمته تفرح المخلوقات، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله ألا الله، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا...[/font]
[font="] أما بعد:[/font]
[font="] فالتقوى الله أيها المسلمون حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى..[/font]
[font="] [/font][font="]الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] إن أعظم نعمة انعمها الله علينا، ان هدانا للإيمان "يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمّنوا علي إسلامكم بل اللهُ يمن عليكم أن هداكم للإيمان أن كنتم صادقين" أنعم الله علينا بنعم عظيمة، وتابع علينا إحسانه وفضله، أنسأ في أجالنا، واطال في أعمارنا، فأدركنا شهر رمضان صياما وقياما، وبلغنا العيد في فرح وسرور، صحيحة أبداننا، أمنة أوطاننا، كثيرة علينا خيرات ربنا، فأحمدوا الله على نعمه، واشكروه عليها بأعمالكم واقوالكم، الزموا العبادة فإنها دليل تمكن الايمان في القلب، وهي المفزع عند تغير الاحوال، والتباس الامور، واحذروا الغفلة فأنها سبب الهلاك، وعنوان الخسارة قال الله تعالى محذرا ما حصل لقوم فرعون "فانتقمنا منهم وأغراقناهم في اليم بأنهم كذبوا بأياتنا وكانوا عنها غافلين".[/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] أيها المسلمون:[/font]
[font="] إن من مقتضيات الإيمان، وأثارة التي يجب أن تظهر الولاء للمؤمنين، والبرأة من المشركين قال تعالى "إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا " وقال سبحانه: "لا تجدُ قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" فالولاء لله ولرسوله ولدينه ولأهل الإسلام محبة ونصرة واكراما، والبرأة من أهل الكفر وعداوتهم والبعد عنهم.[/font]
[font="] محبة المسلمين ونصرتهم أصل عظيم من أصول الدين غاب عند كثير من الناس فأسلموا إخوانهم للعدو، وقصروا في نصرتهم، وخذلوهم مع قدرتهم على نصرتهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يُسلمه". [/font]
[font="] [/font][font="]الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] العيد ميثاق على ميثاق، وعهد على عهد، منهج رباني، وموسم روحاني، ومن تعظيم شعائر الله الفرح بمقدمه، والسرور ببلوغه، والسعادة بحلوله، فيظهر اهل الاسلام الفرح والسرور، والبهجة والحبور، يتسامون عن أحزانهم ويتفائلون به، لتغير أحوالهم، وإصلاح أمورهم، فالفرح بالعيد عبادة يحبها الله "ذلك وممن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " [/font]
[font="] العيد فرصة لصلة الارحام، وتفقد القرابة والجيران، والاحسان إلى الخلق، وشكر الخالق على ما أنعم، إّذا لم يتواصل الناس في العيد متى يتواصلون!! إّذا لم يرموا أحقادهم خلف ظهورهم، ويترفعوا عن أمراض قلوبهم، متى تصح عللهم ويستقيم أمرهم!! كيف وفي صلة الرحم ثواب عظيم، وأجر كريم، وقاطعها متوعد بالعذاب الاليم، :"لا يدخل الجنة قاطع رحم ".[/font]
[font="] كيف والقطيعة محرمة بين المسلمين " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" من يصبر على النار وشدتها، ومن يُعرّض نفسه للفحها وهولها، بسبب يسير، وحظ من الدنيا حقير،[/font]
[font="] العيد يوم أنس وصلة لما أمر الله به أن يوصل، فالقلوب متآلفه، والنفوس متقاربه، فاجعلوا من العيد موسما لتصفية نفوسكم، واصلاح ذات بينكم. [/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد الله الذي تابع علينا الاحسان والانعام، ووفق من شاء لمواصلة العمل الصالح على الدوام، وتفضل على التائبين بالعفو عن الزلل والأثام، شرع لنا الاعياد وأفاض السرور، ومنَّ علينا بالعطاء والحبور، أحمده سبحانه على امتنانه، واشكره على إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له الولي الحميد، وأشهد أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، وأفضل الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما تعقبت الدهور، وتكررت الاعياد والشهور.[/font]
[font="]أما بعد:[/font]
[font="] فالتقوى الله عباد الله فمن اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه. [/font]
[font="]ايها المسلمون:[/font]
[font="] دار الدهر دورته، ومضت الايام تلو الايام، فإذا بشهر رمضان ينتهي، وأوقاته المباركة تنقضي، أفل نجمه بعد أن سطع، وأظلم ليله بعد أن لمع فيا ليت شعري من المقبول فيهنا، ومن المحروم فيعزى.[/font]
[font="]عباد الله:[/font][font="] [/font]
[font="] الله أكبر، الله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]انكم في يوم عظيم تبسمت لكم فيه الدنيا أرضها وسمائها، شمسها وضيائها، صمتم لله شهرا كاملا، ترجون ثوابه، وتأملون فضله، وتطلبون مغفرته، وقد خرجتم اليوم في هذا المشهد العظيم، والموقف الكريم، قد علت الفرحة وجوهكم، وتزينت أبدانكم بجديدكم، فأغظتم بذلك الشيطان، وأوليائه من الانس والجان، أظهرتم عظمة دينكم، وشموليته ودعوته لكل خير من أمر الدنيا والاخرة "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".[/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font]
[font="] أيها المسلمون:[/font]
[font="] إن الله خلقنا لأمر عظيم، أمرنا به، ودعانا إليه، وأثنى على أهله، وبيّن عاقبتهم، ورفعة منزلتهم، فهوا اساس قبول الأعمال، وإذا فقد ردت، ولو كانت أعمال الخير ملء الارض، "فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كُفران لسعيه وإنا له كاتبون " وبقدر الإيمان في القلب تكون الإستجابة لأمر الله، والمسارعة للخيرات، والمسابقة للصالحات، والصبر على المشقات، والتضحية بالنفس والنفيس لإرضاء الله تعالى "يأيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون". [/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] اننا نعيش في عالم ملئ بالصراعات، دائم المشاكل والأزمات، كثُرت فيه الأحداث، وتوالت فيه المصائب، حتى صارت أيامه عصيبة، وأوقاته عجيبة، نشرة أخبار واحدة كفيلة بأن تُعطي المتابع صورة قاتمة عن العالم شرقه وغربه!!! وما يموج فيه من فتن، وما يحل به من أوضاع مضطربة، وتغيرات كونية مختلفة، غدا عالم اليوم يخشى الانهيار ويحسب له ألف حساب، حتى أقوى الدول، وأغنى المجتمعات، تصارع لتبقى، وتزاحم لتكون لها السيادة والتمكن، فقدت هذه الأمم الإيمان فخسرت كل شيء، وأضاعت الإيمان فأضاعت رأس مالها، وأنى لها أن تكسب!! وللأسف لم تسلم بلاد المسلمين بل أصبحت مركز الصراع، ومحتدم النزاع، بعدت عن دينها، وجهلة سر قوتها، وحقيقة نهضتها وعزتها، وأخلدت الى الأرض، ورضيت بالزرع، فتمكّن منها كل عدو غاصب، ومعتد غاشم، صار هاجس الأفراد الخوف من الفقر، وخشية الانهيار الاقتصادي، فابتلوا بالقتل يحصد أرواحهم، والخوف يغشى أرضهم، وقلة ذات اليد والفقر بأرضهم، "والله ما لفقر أخشى عليكم ولكن أن تبسط عليكم الدنيا" هذه وصية النبي الرحيم بأمته، الشفيق باتباعه، لا يخشى عليها الفقر!! وهو من كان يستعيذ بالله من الفقر كل صباح ومساء، وشريعته ودينه انما تحارب الفقر، وتدعو للتكافل الاجتماعي "أريت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين" دين يحارب الفقر ويرتب العذاب على من قصر في البذل "ما سلككم في سقر. قالوا لم نكُ من المصلين. ولم نك نطعم المسكين " دين يحارب الفقر، وينهى عن الظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، ومع ذلك لا يخشى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر علينا، وإنما يخشى أن تبسط الدنيا علينا كما بسطت على من كان قبلنا من الأمم التي أهلكها الله، وأخذها في أوج قوتها، دمر قوم نوح زمن قوتهم وتمكنهم، وأخذ عاد حين قالوا: "من أشد منّا قوة " وآتى ثمود العذاب، وقد جابوا الصخر بالواد، نحتوا الجبال، وبنوا المساكن العظام، وشيدوا المصانع والقلاع، فأتاهم العذاب وقت قوتهم، وحال تمكنهم.[/font]
[font="] لم يذكر الله طاغوتا في كتابه كما ذكر من أمر فرعون، كان يقتل ابناء من بني إسرائيل، ويُسخّر نسائهم في خدمته، ويفعل بهم الأفاعيل ولا حيلة لهم الا الاذعان له، والصبر على ظلمه وبغيه، "إن فرعون علا في الارض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفةً منهم يُذَبِّحُ أبنائهم ويستحي نسائهم" جعلهم شيعا وطبقات أرذل طبقة، وأقلها منزله، "بنو إسرائيل" فأراد الله أن يمُنّ على الذين استضعفوا ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين، فكان ذلك لبنى اسرائيل حين تركوا التخاذل فترة فأورثهم الله مُلك فرعون، وأسقطوا أعتى طاغية في التاريخ، "وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربَها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعونُ وقومُمُ وما كانوا يعرشون".[/font]
[font="] [/font][font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="] كل ذلك يا عباد الله تحقق بالإيمان، السلاح الذي لا يُهزم، والسيف الذي لا يثلم[/font]
[font="] وبهذا الإيمان دمر الله ملك كسرى وقيصر تحت حوافر خيل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم!! فلم تكن فارس والروم قبل سقوطها، تعاني ضعفا ماديا، أو فراغا سياسيا، بل كانت فارس تستعمر الجزء الشرقي من العالم وتنهب خيراته، والروم يستعمرون الجزء الغربي من العالم ويسرقون ثروته، في أوج قوتهم، وعظمة ملكهم، سقطوا وذهبوا حين واجهوا جيوش التوحيد، وقابلوا أهل الإيمان واليقين، عقد الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جيوشا قليلة العَدد، ضعيفة العُدد، لكنها ذهبت ذات اليمين، وانطلقت ذات الشمال، فأطاحت بأعظم دولتيين، في تاريخ القرون الوسطى!! عاش النبي صلى الله عليه وسلم، سيد ولد آدم، وأفضل الخلق عند الله، وأحبهم، إليه، يربط الحجر على بطنه من الجوع!! ويمكث الشهر والشهرين لطعام له ولأهل بيته غير التمر والماء!! ومات صلوات الله عليه ولم يشبع من خبز الشعير!! وكان مع صحابته يجوع إذا جاعوا، ويعطيهم من مال الله وما يفئ عليه لا يأخذ منه شيئا!! وكسرى وقيصر يتمتعون بالملذات، ويغرقون في الشهوات!! يأتي أبو عبيده بأعظم مال في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من البحرين، فيضعه عليه الصلاة والسلام في المسجد، ويجتمع الصحابة عليه وقد بلغ منهم الجوع مبلغه، ودفعتهم الحاجة فقد كانوا في أشد مجاعة!! فيقسم لهم منه، ويحذرهم مشفقا عليهم "والله ما لفقر أخشى عليكم" فأثمرت التربية النبوية العظيمة، إيمانا في قلوبهم لا يخفت نوره، ويقينا لا يزعزعه شيء، خرجوا من هذه الجزيرة القاحلة، بخيل ضعيفة، وسيوف قصيرة، فأسقطوا فارس والروم!! هرب كسرى من قصره لم تغن عن جنوده، ولم تمنعه كنوزه، وأخذ ما استطاع ان يحمله من متعه وأمواله؟؟ ففتح سعد بن أبي وقاص المدائن، ودخل إيوان كسرى وهو يتلوا قول الله تعالى "كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم. ونَعْمَةٍ كانوا فيها فاكهين. كذلك وأورثناها قوما أخرين " [/font]
[font="] فالحياة الطيبة، والسعادة الحقيقية، وسب بقاء الأمم، وسر سعادتها، وعنوان تقدمها ونهضتها، ليس في ما تملك من الجانب المادي، والتطور العمراني، مهمها بلغ!! وإنما تكون بقدر ما تكتنز من الإيمان بالله، والتمسك بكتابه، والاهتداء بهديه، "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" لا يشقى فيتسلط عليه العدو، ولا يشقى فيُبتلى بالفقر، ولا يشقى بمرض نفسي، او عذاب من عند الله تعالى، "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةً ولنجزينَّهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون". [/font]
[font="] [/font]
[font="] الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله ورحمته تفرح المخلوقات، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله ألا الله، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا...[/font]
[font="] أما بعد:[/font]
[font="] فالتقوى الله أيها المسلمون حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى..[/font]
[font="] [/font][font="]الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] عباد الله:[/font]
[font="] إن أعظم نعمة انعمها الله علينا، ان هدانا للإيمان "يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمّنوا علي إسلامكم بل اللهُ يمن عليكم أن هداكم للإيمان أن كنتم صادقين" أنعم الله علينا بنعم عظيمة، وتابع علينا إحسانه وفضله، أنسأ في أجالنا، واطال في أعمارنا، فأدركنا شهر رمضان صياما وقياما، وبلغنا العيد في فرح وسرور، صحيحة أبداننا، أمنة أوطاننا، كثيرة علينا خيرات ربنا، فأحمدوا الله على نعمه، واشكروه عليها بأعمالكم واقوالكم، الزموا العبادة فإنها دليل تمكن الايمان في القلب، وهي المفزع عند تغير الاحوال، والتباس الامور، واحذروا الغفلة فأنها سبب الهلاك، وعنوان الخسارة قال الله تعالى محذرا ما حصل لقوم فرعون "فانتقمنا منهم وأغراقناهم في اليم بأنهم كذبوا بأياتنا وكانوا عنها غافلين".[/font]
[font="] الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] أيها المسلمون:[/font]
[font="] إن من مقتضيات الإيمان، وأثارة التي يجب أن تظهر الولاء للمؤمنين، والبرأة من المشركين قال تعالى "إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا " وقال سبحانه: "لا تجدُ قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" فالولاء لله ولرسوله ولدينه ولأهل الإسلام محبة ونصرة واكراما، والبرأة من أهل الكفر وعداوتهم والبعد عنهم.[/font]
[font="] محبة المسلمين ونصرتهم أصل عظيم من أصول الدين غاب عند كثير من الناس فأسلموا إخوانهم للعدو، وقصروا في نصرتهم، وخذلوهم مع قدرتهم على نصرتهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يُسلمه". [/font]
[font="] [/font][font="]الله أكبر، ألله أكبر، لا إله ألا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[/font][font="][/font]
[font="] العيد ميثاق على ميثاق، وعهد على عهد، منهج رباني، وموسم روحاني، ومن تعظيم شعائر الله الفرح بمقدمه، والسرور ببلوغه، والسعادة بحلوله، فيظهر اهل الاسلام الفرح والسرور، والبهجة والحبور، يتسامون عن أحزانهم ويتفائلون به، لتغير أحوالهم، وإصلاح أمورهم، فالفرح بالعيد عبادة يحبها الله "ذلك وممن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " [/font]
[font="] العيد فرصة لصلة الارحام، وتفقد القرابة والجيران، والاحسان إلى الخلق، وشكر الخالق على ما أنعم، إّذا لم يتواصل الناس في العيد متى يتواصلون!! إّذا لم يرموا أحقادهم خلف ظهورهم، ويترفعوا عن أمراض قلوبهم، متى تصح عللهم ويستقيم أمرهم!! كيف وفي صلة الرحم ثواب عظيم، وأجر كريم، وقاطعها متوعد بالعذاب الاليم، :"لا يدخل الجنة قاطع رحم ".[/font]
[font="] كيف والقطيعة محرمة بين المسلمين " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار" من يصبر على النار وشدتها، ومن يُعرّض نفسه للفحها وهولها، بسبب يسير، وحظ من الدنيا حقير،[/font]
[font="] العيد يوم أنس وصلة لما أمر الله به أن يوصل، فالقلوب متآلفه، والنفوس متقاربه، فاجعلوا من العيد موسما لتصفية نفوسكم، واصلاح ذات بينكم. [/font]
مريزيق بن فليح السواط
الايمان هو الحل
تعديل التعليق