"الأحمد": المسلسلات العربية روَّجت لمفاهيم ضدّ الدين

احمد ابوبكر
1438/08/10 - 2017/05/06 07:41AM
[align=justify]انتقد الأكاديمي والخبير الإعلامي الدكتور مالك الأحمد الدور المشبوه الذي قامت وتقوم به المسلسلات العربية التي تعرض على شاشات التلفاز.



وقال إن هدفها: “إشغال الناس عن الشأن العام، وتوجيه الوعي بَعِيدَاً عن المشاركة المجتمعية، وأَضَافَ أنها أعطت انطباعاً خادعاً عن المجتمعات العربية، وسيطر عليها اليساريون والشيوعيون فترة من الزمن، والآن تروج للمفاهيم الليبرالية ولا تهتم بالدين والتدين".



جاء ذلك في سلسلة تغريدات على حساب د. الأحمد في “تويتر" خصصها للحديث عن “المسلسلات العربية ودورها في التغيير الثقافي والاجتماعي".



وقال: “عشرات السنين والمسلسلات العربية وبالأخص المصرية ساهمت وبقوة في صياغة ثقافة المجتمع العربي، ليس فقط للعوام بل حتى للمتعلمين والمثقفين".



وأَضَافَ: بالنسبة للعوام كانت شاشة المساء هي مصدر الترفيه الأول، وكان المسلسل اليومي، هو مجمع العائلة ومصدر التفكه، والاستمتاع وأَيْضَاً مصدر التوجيه، وكانت المسلسلات التلفزيونية مصدر الثقافة الشعبية، بخلاف الصحافة التي اقتصرت على الأخبار والفضائح، والإذاعة اقتصرت على الغناء والسينما محدودة التأثير.



وتابع الأحمد قَائِلاً: التلفاز سيطر على المشهد سنين طويلة، بحكم تواجده في البيوت وتوفر البث، والمادة المسلية الخفيف، واحتكرت الحكومات التلفاز لأسْبَاب سياسية وثقافية، ووظفت الحكومات المسلسلات لإشغال الناس عن الشأن العام، وتوجيه الوعي بَعِيدَاً عن المشاركة السياسية، بالاستفادة من النخب الثقافية غير المتدينة.



وقال د. مالك الأحمد: إن الطبقة المتوسطة هي أخطر الطبقات التي تعرضت لمسخ شديد في الجانب الفكري، حيث تم حصارها ثقافياً وتوجيه اهتماماتها إلى الجانب الفارغ لإضعاف تأثيرهم، وحتى في الغرب وأمريكا تَحْدِيدَاً كان للمسلسلات التلفزيونية الأثر في صياغة عقول عامة الناس، وتسطيح اهتماماتهم وأَيْضَاً إضعاف دورهم الفكري والثقافي.



وأَضَافَ أن: “النخب الحاكمة رغم أنها استغلت التلفاز لتوجيه العامة، إلا أن الطبقة الوسطى، كانت هدفاً رَئِيسَاً لأنها المحرك الفاعل في المجتمع ثقافياً واقتصادياً".



وتناول الأحمد دور المسلسلات المصرية، وقال إنها: “أعطت انطباعاً خادعاً للمجتمع المصري، وأَظْهَرَتْ نماذجَ للشخصية المعتدلة، بنظر اليسار العربي الليبرالي والذي لا يهتم بالدين عادة"، وأضاف: “العامي عادة فلاح، أَوْ عامل، أَوْ حارس، وليس له نصيب من العلم والثقافة، ودوره في المجتمع يقتصر على خدمة الطبقة الوسطى، وليس له أمل في الترقي". وقال: إن المسلسلات العربية اهتمت بفئة محددة من نساء المجتمع، تتمثل في فئة ذات إمْكَانَات مادية جيدة تمتلك سيارة وشقة في منطقة راقية والأَبْنَاء في مدارس خَاصَّة، والبنت تقع في الحب مع زميل الدراسة، وأَضَافَ أن: “المواطن العربي حَسْبَ المسلسلات شخصية اتكالية على الدولة، التي تمثل الأب الحنون الذي يحمي أَبْنَاءه ومَسْؤُول عنهم بالكامل بل يفكر نيابة عنهم! وتابع قائلاً: كانت فترة السبعينيات حتى التسعينيات الفترة الذهبية للمسلسل العربي، وزادت مساحته بعد الفضائيات وبقي المادة الأفضل تلفزيوناً والأكْثَر مشاهدة، ولم يكن للفضائيات دور إِيجَابي في نظرة المسلسلات للمواطن وواصلت نفس النهج، وبَعِيدَاً عن اليسار العربي أصبحنا تحت سيطرة الرأسمالية الليبرالية الغربية، ونَجَحَتِ المسلسلات العربية ردحاً من الزمن في إبقاء الأسر متسمرة أمام الشاشة تنتظر الحلقة القادمة، وتدمع الأعين لقضايا الظلم أو فقد الحبيب حبيبته، ويتابع العامي المسلسل يَوْمِيّاً كي يغطي حاجة عاطفية وجدانية، تنقله إلى عالم الأحلام، بَعِيدَاً عن ضغط الحياة ويعيش حالة من اللاوعي بِسَبَبِ التفاعل السلبي.



وأَضَافَ: أغلب المعالجة الدرامية سطحية، وتفتقد للعمق في معالجة المشكلات الاجتماعية، وهي أقرب ما تكون مادة تخديرية لعامة الناس من أن تكون وسيلة للتوعية.



وقال الأحمد: إن المسلسلات الأمْرِيكية ذات المواسم العديدة المستمرة سنوات، كان لها تأثير ملموس في المجتمع الأمْرِيكي، وساهمت في قبول بعض القيم الجديدة ومهدت لها، وجاذبية الدراما يسرت توجيهها لخدمة السلطات والنخب الثقافية المنحرفة فكرياً تجاه السيطرة على المجتمع ثقافياً، وتساءل الأحمد في ختام تغريداته: “أين الأخيار أصحاب المبادئ؟".

المصدر: متابعات[/align]
المشاهدات 397 | التعليقات 0