lماذا عملنا للاسلام ؟ الجزء الأول
عادل السروري
1435/08/13 - 2014/06/11 21:33PM
ماذا عملنا للإسلام 1؟ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيماً وتشريفاً وثناءً، المتصف بصفات الكمال عزّة وقوة وكبرياءً، به نصول وبه نجول، وبه نؤمّل دفع الكروب شدة وبلاءً، ودرءَ الخطوب ضنكا ولأواءً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اختص المسجد الأقصى بالفضائل نعما وآلاءا ، وحذرنا من كيد اليهود ووصفهم بأنهم أشد الناس للمؤمنين عداءً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل هذه الأمة جهاداً وفداءً، وأعظمها قدوة واطصفاءً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ضربوا أروع الأمثلة صفاءً ووفاءً، وطهراً ونقاءً، والتابعين ومن تبعهم وسار على نهجهم اهتداءً واقتفاءً، صلاةً لا تطاولها أرضٌ أرضاً ولا سماءٌ سماءً، وسلم تسليماً يزيده بهجة وبهاءً، ونوراً وضياءً، وبركة وسناءً.
أيها الموحدون : أحباب محمد عليه الصلاة والسلام
عنوان خطبة اليوم ( ماذا عملنا للإسلام ) وسوف ينتظم حديثنا في المحاور التالية :
أولا : لماذا العمل للإسلام ؟
ثانيا : وماذا أعمل للإسلام ؟
ثالثا : الداعية الملائكي
رابعا : الداعية الهدهد
أما لماذا العمل للإسلام فنقول : إن الواقع المرير , والظرف الخطير , الذي تمر به أمة الإسلام , يجعل العمل للإسلام فريضة شرعية , وضرورة بشرية , والله أن العين لتدمع , وان القلب ليحزن , وانا لما حل بإمة التوحيد لمحزنون , فقد اجتمعت قوى الشر من اليهود والنصارى , فرمت بسهامها عن قوس واحدة ، فأصابت الأمة في مَقاتل عدة , ومن أهم المَقاتل التي أصابت الأمة , التخلخل والنكوص والانهزام والاستسلام لرغبات العدو والإذعان بتنفيذ أوامره، فأصبحت الأمة لا تملك من أمرها شيئًا.
أصبحت الأمة قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض , وأستمع معي الى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وهو يقول
((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها))، قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟!، قال: ((كلا، إنكم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل، وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن))، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟! قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)) رواه أبوداود عن ثوبان
أرأيتم كيف يتداعى الناس على موائد الطعام ؟
تفضل يا فلان , وارحب يا علان , هذا ما يحدث لإمة الاسلام , كما بين الحديث الشريف الأمريكان والروس وبريطانيا وفرنسا ودول أوروبا هذه الأمم والتاريخ يشهد , احتلت الارض , وانتهكت العرض ونهبت الثروات .
هذه الأمم زرعت هذا الكيان الغاصب في قلب أمتنا , وسعت بكل جهد على ايجاد الظروف السياسية والاقتصادية المعيقة لانعتاق المسلمين من قبضة اليهود , فمكنت النافقين والعلمانيين والمستغربين والانتهازيين , من تسلم زمام الأمور في البلاد الإسلامية , وقضت على كل توجه شعبي يعمل على أعادة الأمة الى منابع القوة الاسلامية , من خلال محاربة القيادات السياسية والفكرية ذات التوجه الاسلامي والتي تطالب بأن يكون شرع الله هو الحاكم والموجه لشؤون الحياة .
ذلت الأمة بعد عزة، وجهلت الأمة بعد علم، وضعفت الأمة بعد قوة، وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة واقتدار، وأصبحت الأمة الآن تتسول على موائد الفكر الإنساني والعلمي , بعد أن كانت بالأمس القريب منارة تهتدي بها الشعوب الحائرة , وتسترشد بها الأمم التائهة , بسبب بعدها واعراضها عن منهج الله , بسبب ذنوبها وأكلها الربا وخيانتها لميثاق الله , -: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].
إن هذا الواقع الأليم يستنفر جميع الهمم الغيورة، ويستوجب أن يسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال , ماذا عملت للإسلام ؟, ماذا قدمت لدين ؟ , في وقت تحرك فيه أهل الكفر وأهل الباطل بكل رجولة وقوة لباطلهم وكفرهم الذي هم عليه، انتعش أهل الباطل وتحركوا في الوقت الذي تقاعس فيه أهل الحق وتكاسلوا، والله يا إخوة ما انتفش الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله، فلا تلومهم ولوموا أنفسكم .
هل قمت بدورك أيها المسلم الكريم ؟ ستقول : أنا أريد أن أقدم شيئاً لدين الله، وأن أبذل شيئاً لدين الله، ولكن ما هو دوري؟
سؤال وإن كان يمثل في الحقيقة ظاهرة صحية، إلا أنه ينم عن خلل في فهم حقيقة الانتماء لهذا الدين، إلى الحد الذي أصبح فيه المسلم لا يعرف ما الذي يجب عليه أن يقدمه لدين الله - جل وعلا -، لماذا؟ لأن قضية العمل للدين ما تحركت في قلبه إلا في لحظة حماس عابرة، أججها في قلبه عالم مخلص أو داعية صادق، فقام بعد هذه اللحظة الحماسية المتأججة ليسأل عن دوره الذي يجب عليه أن يبذله ويقدمه لدين الله - جل وعلا -، أما لو كانت قضية العمل لدين الله تشغل فكره، وتملأ قلبه، وتحرك وجدانه، ويفكر فيها في الليل والنهار، في النوم واليقظة، في السر والعلانية، لو كانت قضية العمل لدين الله كذلك في قلب كل مسلم ما سأل أبداً هذا السؤال؛ لأنه سيحدد دوره بحسب الزمان الذي يعيشه، وبحسب المكان الذي يتحرك فيه لدين الله؛ لأن قضية العمل لدين الله تملأ عليه همه، وتملأ عليه قلبه، بل وتحرق قلبه في الليل والنهار، ولكن بكل أسف أصبحت قضية العمل لدين الله قضية هامشية ثانوية في حس كثير من المسلمين، بل وأصبح لا وجود لها في حس قطاع عريض آخر ممن يأكلون ملء بطونهم، وينامون ملء عيونهم، ويضحكون ملء أفواههم، بل وينظرون إلى واقع الأمة فيهز الواحد كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه، وكأنه ما خلق إلا ليأكل ويشرب، مبلغ همة الشهادة، والوظيفة والزوجة والشركة ، هذا كل همه في هذه الحياة!! أنا لا أمنع -أيها الحبيب- من أن تحمل في قلبك هموماً كثيرة، أن تحمل هم الوظيفة، وهم الزوجة، وهم الأولاد، وهم السيارة والعمارة،
وهم الدولار والدينار والدنيا، لكن ما هو الهم الأول في خريطة همومك التي تحملها في هذه الدنيا، هل هو هم الدين؟ أم هو هم الدنيا؟.
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، هذه هي الغاية، وتلك هي الوظيفة التي تحولت في حياتنا إلى فرع بل إلى لا شيء في حس كثير ممن ينتسبون إلى هذا الدين، وظن قطاع عريض من المسلمين أن الدعوة إلى الله، وأن بذل الجهد لدين الله إنما هو أمر مقصور على فئة من العلماء الصادقين، والدعاة المخلصين،
أيها الأخيار الكرام، الرسول يحملنا هذه الأمانة: ((بلغوا عني ولو آية)) والحديث في الصحيحين، فهل دعوت إلى الله؟ هل تحركت لدين الله أيها الحبيب؟
تحركوا -أيها المسلمون- من الآن، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل بحسب قدرته، هذا ما قرره علماؤنا في هذا الزمان؛ لأن الكفر انتشر؛ ولأن الإلحاد ظهر؛ ولأن الزندقة كثرت؛ ولأن العلمانيين يهدمون صرح الإسلام في الليل والنهار، فيجب عليك أن تتحرك في حدود قدراتك وإمكانياتك، واعمل ولست مسئولاً عن النتيجة، الله - جل وعلا - يقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 105].
أيها الشباب، لا تسمحوا للشيطان أن يقيدكم عن العمل للإسلام بسبب الذنوب والمعاصي , واعلموا رحمكم الله أن الذين يستصعبون العمل لنصرة الدين من أجل معاصيهم هم في الحقيقة ضحايا لوساوس الشيطان , (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) 155ال سورة عمران
لا تجعلوا المعاصي سببا يحول بينكم وبين العمل الايجابي لهذا الدين , فبض شبابنا يعتذر عن العمل للإسلام بسبب تقصيره بسبب ذنوبه , فيقول أنا أستحي أن أتحرك لدين الله وأنا مقصر، وأنا مذنب، وأنا عاص...، أنا أعلم حقيقة نفسي , متى ستدعو الى دين الله ؟ متى ستخدم الاسلام عندما تتحول الى ملاك ؟ من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , ومتى سيكون ذلك ؟
لن تتحول الى ملاك مهما فعلت , لن تصبح جبريل ولا ميكائيل , انت بشر وستضل بشر , تخطأ وتصيب , حتى تلقى الله , فلا تتخاذل , لو تخاذلت عن العمل لدين الله فقد أضفت إلى تقصيرك تقصيراً، وإلى ذنوبك ذنباً، فلا يحملك ذنبك على أن تترك العمل لدين الله، ولا يمنعك تقصيرك، ولا يمنحك إجازة مفتوحة من العمل للإسلام، لا، خذ هذه الرسالة الرقيقة من أبي محجن الثقفي - رضي الله عنه -، رجل مدمن على شرب الخمر، سبحان الله!! مع أنه فارس مغوار، إذا نزل الميدان أظهر البطولة والرجولة، ولكنه ابتلي بإدمانه على شرب الخمر، ومع ذلك تراه جندياً في صفوف القادسية، هل خرج للقتال؟ نعم. وهو الذي كثيراً ما يؤتى به ليقام عليه الحد، وفي ميدان البطولة والشرف أتي به لقائد الجيش سعد بن أبي وقاص؛ لأنه قد شرب الخمر فلعبت الخمر برأسه مرة أخرى، فأمر سعد بن أبي وقاص -خال رسول الله- أن يمنع أبو محجن من المشاركة في المعركة، وأن يقيد حتى تنتهي المعركة؛ لأنه لا تقام الحدود في أرض العدو. وقيد أبو محجن، وبدأت المعركة، وارتفعت أصوات الأبطال، وقعقعت السيوف والرماح، وتعالت أصوات الخيول، وفتحت أبواب الجنة لتطير إليها أرواح الشهداء، وهنا احترق قلب أبي محجن الذي جيء به وهو على معصية، لم يفهم أبو محجن أن الوقوع في المعصية يمنحه إجازة مفتوحة من العمل لدين الله، من المشاركة لنصرة لا إله إلا الله، وإنما احترق قلبه وبكى، ونادى على زوج سعد بن أبي وقاص –سلمى- وقال لها: أسألك بالله يا سلمى؛ أن تفكي قيدي، وأن تدفعي لي سلاح وفرس سعد؛ لأن سعداً قد أقعده المرض عن المشاركة في القادسية إلا بالتخطيط، فرقت سلمى لحال أبي محجن، ففكت قيده، ودفعت له السلاح والفرس وقال لها: إن قتلت فالحمد لله، وإن أحياني الله - جل وعلا - فلك على أن أعود إلى قيدي؛ لأضعه في رجلي بيدي مرة أخرى، وانطلق أبو محجن، وتغير سير المعركة على يد بطل، على يد فارس، حتى قال سعد -الذي جلس في عريش فوق مكان مرتفع؛ ليراقب سير المعركة-، قال سعد: والله، لولا أني أعلم أن أبا محجن في القيد، لقلت بأن هذا الفارس هو أبو محجن، ولولا أني أعلم أن البلقاء في مكانها لظننت أنها البلقاء، فردت عليه زوجه، وقالت: نعم، إنه أبو محجن وإنها البلقاء، وحكت له ما قد كان!، ولما انتهت المعركة دخل سعد بن أبي وقاص على أبي محجن في موقعه في سجنه، فوجد أبا محجن وقد وضع القيد في رجليه بيديه مرة أخرى، فبكى سعد بن أبي وقاص ورق لحاله، وقال له: قم يا أبا محجن، وفك القيد عن قدميه بيديه، وقال له سعد: والله، لا أجلدك في الخمر بعدها أبداً، فنظر إليه أبو محجن وقال: ربما كنت أزل فيها لأنني أعلم أنني أطهر بعدها بالجلد، أما الآن لا تجلدني، وأنا والله لا أشرب الخمر بعد اليوم أبداً، وصدق مع الله -جل وعلا-.
فهذه رسالة رقيقة يرسلها أبو محجن الثقفي للعصاة من أمثالي، لأهل الذنوب من أمثالي؛ من أجل ألا تمنحهم ذنوبهم ومعاصيهم إجازة مفتوحة من أن يتحركوا لدين الله، ومن أن تحترق قلوبهم بالعمل لدين الله .
عليك أن تجعل من الدعوة قربة تتقرب بها الى الله , تكفر بها عن ذنوبك ومعاصيك , هذا ما فهمه ابو محجن , وضع نصب عينيك قول الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )(33)فصلت
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]
الخطبة الثانية
أيها المسلم الكريم : أنت مطالب بأن تعمل للإسلام حتى وإن وجد في مجتمعك من يعمل للإسلام , فكيف إذا لم يكن في المجتمع من يعمل للإسلام ؟
امتكم تحاك ضدها الفتن , وتعصف بها المؤامرات , أثخنتها الجراح , مسها القرح , نزل بها من البلاء ما الله به عليم , ولذلك فهي تحتاج اليكم جميعا بلا استثناء , كل في موقعه , وبحسب امكاناته وقدراته , لابد أن تتظافر كل الجهود , حتى تنهض الأمة من كبوتها , لا تتنصل من المسؤولية وتلقي بها على الأخرين , هناك من يقول لا يفتى ومالك في المدينة , أذا حضر الماء بطل التيمم , لا تمنح نفسك أجازه من العمل لدين الله , بل كن كهدهد سليمان _الهدهد- ذلكم الطائر الأعجم حين كان في مملكة ضخمة على رأسها نبي، وقد سخر فيها الإنس والجن والطير والريح لهذا الملك النبي- لم يفهم من ذلك أنه قد أخذ إجازة من أجل ألا يعمل لدين الله، الهدهد؟ إي والله تحرك ليعمل للدين؟! بل جاء إلى هذا الملك النبي ليكلمه بكل ثقة: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) [النمل: 22-24]، ويعلن الهدهد براءته من عقيدة الشرك والكفر ويقول: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [النمل: 25-26]، هدهد لم يعجز أن يجد لنفسه دوراً في مملكة موحدة لا في بيئات، لا في بلد نحت شريعة الله، بل في مملكة موحدة على رأسها ملك نبي، الكل يتنافس فيها على العمل لدين يقول جندي فيها انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك فيقول له جندي آخر انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك , مع ذلك لم يعجز أن يجد لنفسه دوراً ليعمل لدين الله، فهل تعجز -أيها المسلم وأيها الشاب- أن تجد لنفسك دوراً الآن حتى تعطي نفسك إجازة مفتوحة ألا تتحرك، وألا تعمل شيئاً لدين الله , أتدرون ماذا كنت النتيجة , اسلمت تلك الملكة وامتها جميعا , اسلم أهل اليمن جميعا بسبب ذلك الهدهد ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (النمل
...............الدعاء
الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيماً وتشريفاً وثناءً، المتصف بصفات الكمال عزّة وقوة وكبرياءً، به نصول وبه نجول، وبه نؤمّل دفع الكروب شدة وبلاءً، ودرءَ الخطوب ضنكا ولأواءً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اختص المسجد الأقصى بالفضائل نعما وآلاءا ، وحذرنا من كيد اليهود ووصفهم بأنهم أشد الناس للمؤمنين عداءً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل هذه الأمة جهاداً وفداءً، وأعظمها قدوة واطصفاءً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين ضربوا أروع الأمثلة صفاءً ووفاءً، وطهراً ونقاءً، والتابعين ومن تبعهم وسار على نهجهم اهتداءً واقتفاءً، صلاةً لا تطاولها أرضٌ أرضاً ولا سماءٌ سماءً، وسلم تسليماً يزيده بهجة وبهاءً، ونوراً وضياءً، وبركة وسناءً.
أيها الموحدون : أحباب محمد عليه الصلاة والسلام
عنوان خطبة اليوم ( ماذا عملنا للإسلام ) وسوف ينتظم حديثنا في المحاور التالية :
أولا : لماذا العمل للإسلام ؟
ثانيا : وماذا أعمل للإسلام ؟
ثالثا : الداعية الملائكي
رابعا : الداعية الهدهد
أما لماذا العمل للإسلام فنقول : إن الواقع المرير , والظرف الخطير , الذي تمر به أمة الإسلام , يجعل العمل للإسلام فريضة شرعية , وضرورة بشرية , والله أن العين لتدمع , وان القلب ليحزن , وانا لما حل بإمة التوحيد لمحزنون , فقد اجتمعت قوى الشر من اليهود والنصارى , فرمت بسهامها عن قوس واحدة ، فأصابت الأمة في مَقاتل عدة , ومن أهم المَقاتل التي أصابت الأمة , التخلخل والنكوص والانهزام والاستسلام لرغبات العدو والإذعان بتنفيذ أوامره، فأصبحت الأمة لا تملك من أمرها شيئًا.
أصبحت الأمة قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض , وأستمع معي الى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وهو يقول
((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها))، قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟!، قال: ((كلا، إنكم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل، وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن))، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟! قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)) رواه أبوداود عن ثوبان
أرأيتم كيف يتداعى الناس على موائد الطعام ؟
تفضل يا فلان , وارحب يا علان , هذا ما يحدث لإمة الاسلام , كما بين الحديث الشريف الأمريكان والروس وبريطانيا وفرنسا ودول أوروبا هذه الأمم والتاريخ يشهد , احتلت الارض , وانتهكت العرض ونهبت الثروات .
هذه الأمم زرعت هذا الكيان الغاصب في قلب أمتنا , وسعت بكل جهد على ايجاد الظروف السياسية والاقتصادية المعيقة لانعتاق المسلمين من قبضة اليهود , فمكنت النافقين والعلمانيين والمستغربين والانتهازيين , من تسلم زمام الأمور في البلاد الإسلامية , وقضت على كل توجه شعبي يعمل على أعادة الأمة الى منابع القوة الاسلامية , من خلال محاربة القيادات السياسية والفكرية ذات التوجه الاسلامي والتي تطالب بأن يكون شرع الله هو الحاكم والموجه لشؤون الحياة .
ذلت الأمة بعد عزة، وجهلت الأمة بعد علم، وضعفت الأمة بعد قوة، وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة واقتدار، وأصبحت الأمة الآن تتسول على موائد الفكر الإنساني والعلمي , بعد أن كانت بالأمس القريب منارة تهتدي بها الشعوب الحائرة , وتسترشد بها الأمم التائهة , بسبب بعدها واعراضها عن منهج الله , بسبب ذنوبها وأكلها الربا وخيانتها لميثاق الله , -: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].
إن هذا الواقع الأليم يستنفر جميع الهمم الغيورة، ويستوجب أن يسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال , ماذا عملت للإسلام ؟, ماذا قدمت لدين ؟ , في وقت تحرك فيه أهل الكفر وأهل الباطل بكل رجولة وقوة لباطلهم وكفرهم الذي هم عليه، انتعش أهل الباطل وتحركوا في الوقت الذي تقاعس فيه أهل الحق وتكاسلوا، والله يا إخوة ما انتفش الباطل وأهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله، فلا تلومهم ولوموا أنفسكم .
هل قمت بدورك أيها المسلم الكريم ؟ ستقول : أنا أريد أن أقدم شيئاً لدين الله، وأن أبذل شيئاً لدين الله، ولكن ما هو دوري؟
سؤال وإن كان يمثل في الحقيقة ظاهرة صحية، إلا أنه ينم عن خلل في فهم حقيقة الانتماء لهذا الدين، إلى الحد الذي أصبح فيه المسلم لا يعرف ما الذي يجب عليه أن يقدمه لدين الله - جل وعلا -، لماذا؟ لأن قضية العمل للدين ما تحركت في قلبه إلا في لحظة حماس عابرة، أججها في قلبه عالم مخلص أو داعية صادق، فقام بعد هذه اللحظة الحماسية المتأججة ليسأل عن دوره الذي يجب عليه أن يبذله ويقدمه لدين الله - جل وعلا -، أما لو كانت قضية العمل لدين الله تشغل فكره، وتملأ قلبه، وتحرك وجدانه، ويفكر فيها في الليل والنهار، في النوم واليقظة، في السر والعلانية، لو كانت قضية العمل لدين الله كذلك في قلب كل مسلم ما سأل أبداً هذا السؤال؛ لأنه سيحدد دوره بحسب الزمان الذي يعيشه، وبحسب المكان الذي يتحرك فيه لدين الله؛ لأن قضية العمل لدين الله تملأ عليه همه، وتملأ عليه قلبه، بل وتحرق قلبه في الليل والنهار، ولكن بكل أسف أصبحت قضية العمل لدين الله قضية هامشية ثانوية في حس كثير من المسلمين، بل وأصبح لا وجود لها في حس قطاع عريض آخر ممن يأكلون ملء بطونهم، وينامون ملء عيونهم، ويضحكون ملء أفواههم، بل وينظرون إلى واقع الأمة فيهز الواحد كتفيه ويمضي وكأن الأمر لا يعنيه، وكأنه ما خلق إلا ليأكل ويشرب، مبلغ همة الشهادة، والوظيفة والزوجة والشركة ، هذا كل همه في هذه الحياة!! أنا لا أمنع -أيها الحبيب- من أن تحمل في قلبك هموماً كثيرة، أن تحمل هم الوظيفة، وهم الزوجة، وهم الأولاد، وهم السيارة والعمارة،
وهم الدولار والدينار والدنيا، لكن ما هو الهم الأول في خريطة همومك التي تحملها في هذه الدنيا، هل هو هم الدين؟ أم هو هم الدنيا؟.
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، هذه هي الغاية، وتلك هي الوظيفة التي تحولت في حياتنا إلى فرع بل إلى لا شيء في حس كثير ممن ينتسبون إلى هذا الدين، وظن قطاع عريض من المسلمين أن الدعوة إلى الله، وأن بذل الجهد لدين الله إنما هو أمر مقصور على فئة من العلماء الصادقين، والدعاة المخلصين،
أيها الأخيار الكرام، الرسول يحملنا هذه الأمانة: ((بلغوا عني ولو آية)) والحديث في الصحيحين، فهل دعوت إلى الله؟ هل تحركت لدين الله أيها الحبيب؟
تحركوا -أيها المسلمون- من الآن، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ومسلمة كل بحسب قدرته، هذا ما قرره علماؤنا في هذا الزمان؛ لأن الكفر انتشر؛ ولأن الإلحاد ظهر؛ ولأن الزندقة كثرت؛ ولأن العلمانيين يهدمون صرح الإسلام في الليل والنهار، فيجب عليك أن تتحرك في حدود قدراتك وإمكانياتك، واعمل ولست مسئولاً عن النتيجة، الله - جل وعلا - يقول: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 105].
أيها الشباب، لا تسمحوا للشيطان أن يقيدكم عن العمل للإسلام بسبب الذنوب والمعاصي , واعلموا رحمكم الله أن الذين يستصعبون العمل لنصرة الدين من أجل معاصيهم هم في الحقيقة ضحايا لوساوس الشيطان , (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) 155ال سورة عمران
لا تجعلوا المعاصي سببا يحول بينكم وبين العمل الايجابي لهذا الدين , فبض شبابنا يعتذر عن العمل للإسلام بسبب تقصيره بسبب ذنوبه , فيقول أنا أستحي أن أتحرك لدين الله وأنا مقصر، وأنا مذنب، وأنا عاص...، أنا أعلم حقيقة نفسي , متى ستدعو الى دين الله ؟ متى ستخدم الاسلام عندما تتحول الى ملاك ؟ من الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , ومتى سيكون ذلك ؟
لن تتحول الى ملاك مهما فعلت , لن تصبح جبريل ولا ميكائيل , انت بشر وستضل بشر , تخطأ وتصيب , حتى تلقى الله , فلا تتخاذل , لو تخاذلت عن العمل لدين الله فقد أضفت إلى تقصيرك تقصيراً، وإلى ذنوبك ذنباً، فلا يحملك ذنبك على أن تترك العمل لدين الله، ولا يمنعك تقصيرك، ولا يمنحك إجازة مفتوحة من العمل للإسلام، لا، خذ هذه الرسالة الرقيقة من أبي محجن الثقفي - رضي الله عنه -، رجل مدمن على شرب الخمر، سبحان الله!! مع أنه فارس مغوار، إذا نزل الميدان أظهر البطولة والرجولة، ولكنه ابتلي بإدمانه على شرب الخمر، ومع ذلك تراه جندياً في صفوف القادسية، هل خرج للقتال؟ نعم. وهو الذي كثيراً ما يؤتى به ليقام عليه الحد، وفي ميدان البطولة والشرف أتي به لقائد الجيش سعد بن أبي وقاص؛ لأنه قد شرب الخمر فلعبت الخمر برأسه مرة أخرى، فأمر سعد بن أبي وقاص -خال رسول الله- أن يمنع أبو محجن من المشاركة في المعركة، وأن يقيد حتى تنتهي المعركة؛ لأنه لا تقام الحدود في أرض العدو. وقيد أبو محجن، وبدأت المعركة، وارتفعت أصوات الأبطال، وقعقعت السيوف والرماح، وتعالت أصوات الخيول، وفتحت أبواب الجنة لتطير إليها أرواح الشهداء، وهنا احترق قلب أبي محجن الذي جيء به وهو على معصية، لم يفهم أبو محجن أن الوقوع في المعصية يمنحه إجازة مفتوحة من العمل لدين الله، من المشاركة لنصرة لا إله إلا الله، وإنما احترق قلبه وبكى، ونادى على زوج سعد بن أبي وقاص –سلمى- وقال لها: أسألك بالله يا سلمى؛ أن تفكي قيدي، وأن تدفعي لي سلاح وفرس سعد؛ لأن سعداً قد أقعده المرض عن المشاركة في القادسية إلا بالتخطيط، فرقت سلمى لحال أبي محجن، ففكت قيده، ودفعت له السلاح والفرس وقال لها: إن قتلت فالحمد لله، وإن أحياني الله - جل وعلا - فلك على أن أعود إلى قيدي؛ لأضعه في رجلي بيدي مرة أخرى، وانطلق أبو محجن، وتغير سير المعركة على يد بطل، على يد فارس، حتى قال سعد -الذي جلس في عريش فوق مكان مرتفع؛ ليراقب سير المعركة-، قال سعد: والله، لولا أني أعلم أن أبا محجن في القيد، لقلت بأن هذا الفارس هو أبو محجن، ولولا أني أعلم أن البلقاء في مكانها لظننت أنها البلقاء، فردت عليه زوجه، وقالت: نعم، إنه أبو محجن وإنها البلقاء، وحكت له ما قد كان!، ولما انتهت المعركة دخل سعد بن أبي وقاص على أبي محجن في موقعه في سجنه، فوجد أبا محجن وقد وضع القيد في رجليه بيديه مرة أخرى، فبكى سعد بن أبي وقاص ورق لحاله، وقال له: قم يا أبا محجن، وفك القيد عن قدميه بيديه، وقال له سعد: والله، لا أجلدك في الخمر بعدها أبداً، فنظر إليه أبو محجن وقال: ربما كنت أزل فيها لأنني أعلم أنني أطهر بعدها بالجلد، أما الآن لا تجلدني، وأنا والله لا أشرب الخمر بعد اليوم أبداً، وصدق مع الله -جل وعلا-.
فهذه رسالة رقيقة يرسلها أبو محجن الثقفي للعصاة من أمثالي، لأهل الذنوب من أمثالي؛ من أجل ألا تمنحهم ذنوبهم ومعاصيهم إجازة مفتوحة من أن يتحركوا لدين الله، ومن أن تحترق قلوبهم بالعمل لدين الله .
عليك أن تجعل من الدعوة قربة تتقرب بها الى الله , تكفر بها عن ذنوبك ومعاصيك , هذا ما فهمه ابو محجن , وضع نصب عينيك قول الله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )(33)فصلت
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]
الخطبة الثانية
أيها المسلم الكريم : أنت مطالب بأن تعمل للإسلام حتى وإن وجد في مجتمعك من يعمل للإسلام , فكيف إذا لم يكن في المجتمع من يعمل للإسلام ؟
امتكم تحاك ضدها الفتن , وتعصف بها المؤامرات , أثخنتها الجراح , مسها القرح , نزل بها من البلاء ما الله به عليم , ولذلك فهي تحتاج اليكم جميعا بلا استثناء , كل في موقعه , وبحسب امكاناته وقدراته , لابد أن تتظافر كل الجهود , حتى تنهض الأمة من كبوتها , لا تتنصل من المسؤولية وتلقي بها على الأخرين , هناك من يقول لا يفتى ومالك في المدينة , أذا حضر الماء بطل التيمم , لا تمنح نفسك أجازه من العمل لدين الله , بل كن كهدهد سليمان _الهدهد- ذلكم الطائر الأعجم حين كان في مملكة ضخمة على رأسها نبي، وقد سخر فيها الإنس والجن والطير والريح لهذا الملك النبي- لم يفهم من ذلك أنه قد أخذ إجازة من أجل ألا يعمل لدين الله، الهدهد؟ إي والله تحرك ليعمل للدين؟! بل جاء إلى هذا الملك النبي ليكلمه بكل ثقة: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) [النمل: 22-24]، ويعلن الهدهد براءته من عقيدة الشرك والكفر ويقول: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [النمل: 25-26]، هدهد لم يعجز أن يجد لنفسه دوراً في مملكة موحدة لا في بيئات، لا في بلد نحت شريعة الله، بل في مملكة موحدة على رأسها ملك نبي، الكل يتنافس فيها على العمل لدين يقول جندي فيها انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك فيقول له جندي آخر انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك , مع ذلك لم يعجز أن يجد لنفسه دوراً ليعمل لدين الله، فهل تعجز -أيها المسلم وأيها الشاب- أن تجد لنفسك دوراً الآن حتى تعطي نفسك إجازة مفتوحة ألا تتحرك، وألا تعمل شيئاً لدين الله , أتدرون ماذا كنت النتيجة , اسلمت تلك الملكة وامتها جميعا , اسلم أهل اليمن جميعا بسبب ذلك الهدهد ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (النمل
...............الدعاء
المرفقات
470.doc
المشاهدات 2522 | التعليقات 2
بداية ترحيبنا الحار وتهانينا الخالصة للشيخ عادل السروري على انضمامه لقافلة فرسان المنابر في هذه الملتقيات الحوارية وامتطائه صهوة فرسه في هذا الميدان الفسيح.
فبورك فيك شيخ عادل ونفع الله بك كلمات نافعة وأحرف ساطعة وعبارات ماتعة كتب الله لنا ولكم القبول
وكما ذكر حبيبنا الشيخ والمدرب رشيد استمر في عطائك وأبرز جهودك.
رشيد بن ابراهيم بوعافية
ماشاء الله خطبة مباركة ترفع وتدفع . لا تحرمنا أخي الفاضل من إبداعاتك وكلماتك . جعلها الله في ميزان حسناتك .
تعديل التعليق