﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ﴾والدعاء للأبناء بالهداية والصلاح
محمد البدر
1438/07/10 - 2017/04/07 08:14AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمَّا بعد : قَالَ تَعَالَى :﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ﴾؛ أي أن الأولاد أمانةً في أعناقكم أيها الآباء ، أمانةٌ وودائع مطلوبٌ من كل أبٍ وأم أن يقوم بحق ابنه عليه ؛ فكما أن الله جل وعلا أوصى الأبناء بالآباء برًا وإحسانًا وطاعةً وتأدُّبا فإنه جل وعلا قد أوصى الآباء بالأبناء عدلًا وتربيةً وحُسن تنشئة .
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ: يجب على الوالدين الاجتهاد في تربية الأبناء وتأديبهم وأطرهم على الحق أطرا ، وإبعادهم عن موجبات سخط الله والأمور التي توقع في النار ، قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ .
عِبَادَ اللهِ: اعلموا أيها الآباء والأمهات أنكم مسؤولين مسؤولية عظيمة ومباشرة عن تربية الأبناء وتنشأتهم على العقيدة الصحيحة الصافية ومحبة الله جل وعلى ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم والصَّحَابَةَ الكرام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين ومن سار على نهجهم واتبع سبيلهم إلى يوم الدين حتى يكون الأبناء نافعين صالحين لهذه الأمة وينتفع الوالدين بهم أدبًا وبرًا وإحسانا .
عِبَادَ اللهِ: ومن مسؤولية الوالدين أيضاً تنشأتهم على الصلاة منذ أول النشأة وحداثة السن ، قَالَ تَعَالَى :﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ .
وَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
ولا يكفي يا عِبَادَ اللهِ: أن يقوم الوالدين بتربية الأبناء التربية البدنية والتربية الصحية ، بل على الوالدين تربية الأبناء على طاعة الله والبُعد عن الحرام واجتناب الآثام والمحافظة على الصلاة وآداء الأمانة وحب الخير للغير وتعليمهم وحثهم على مساعدة كل من يحتاج للمساعدة وتفقد المحتاجين والمساكين واليتامى والأرامل وغيرهم ، وحب هذه البلاد والدفاع عنها لأن فيها مقدسات المسلمين وفيها بيت الله الحرام قبلة المسلمين في كل مكان ومحبة ولاة الأمر امتثالا لأمر الله قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾ وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن هذه البلاد قائمة بأمر الله على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، واغرسوا فيهم محبة العلماء الربانيين والمصلحين الصادقين ، وعلموهم الأدب قبل أي شيء وحسن الأخلاق وإعطاء كل ذي حق حقه وإنزال الناس منازلهم ،وآداب الكلام وآداب الطعام والشراب وآداب اللباس وكل الأخلاق الفاضلة ولابد للوالدين أن يكونوا خير قدوة في ذلك حتى لا يحصل تناقض في شخصية الأبناء .
عِبَادَ اللهِ: لنتقي الله جل وعلا في أنفسنا وفي أبنائنا ولنحرص على تربيتهم وتأديبهم ،حتى يكونوا صالحين ومصلحين وينفع بهم البلاد والعباد والأمة الاسلامية وتنتفعون بهم بعد موتكم فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية:
عِبَادَ اللهِ: وإن من أعظم المعونة ، بل أساس الأمر في هذا الباب ؛ اللجوء إلى الله بالدعاء ، فإن الأمر كله بيد الله ،والتوفيق بيده وحده لا شريك له ، فلن يصلح ابنٌ ولن تصلح بنتٌ إلا إذا أصلحهما الله جل وعلا ؛ ولهذا يجب على الأبوين أن يعتنيا عنايةً دقيقة بأمر الدعاء للأبناء والاجتهاد في هذا الأمر والإلحاح على الله تبارك وتعالى فيه .
ومن دعاء خليل الرحمن ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾
ومن دعاء زكريا عليه السلام ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾
ومن دعاء عباد الرحمن ما جاء في قوله:﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾
الا وصلوا .
[/align]
أمَّا بعد : قَالَ تَعَالَى :﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ﴾؛ أي أن الأولاد أمانةً في أعناقكم أيها الآباء ، أمانةٌ وودائع مطلوبٌ من كل أبٍ وأم أن يقوم بحق ابنه عليه ؛ فكما أن الله جل وعلا أوصى الأبناء بالآباء برًا وإحسانًا وطاعةً وتأدُّبا فإنه جل وعلا قد أوصى الآباء بالأبناء عدلًا وتربيةً وحُسن تنشئة .
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالأَمِيرُ الَّذِى عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ: يجب على الوالدين الاجتهاد في تربية الأبناء وتأديبهم وأطرهم على الحق أطرا ، وإبعادهم عن موجبات سخط الله والأمور التي توقع في النار ، قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ .
عِبَادَ اللهِ: اعلموا أيها الآباء والأمهات أنكم مسؤولين مسؤولية عظيمة ومباشرة عن تربية الأبناء وتنشأتهم على العقيدة الصحيحة الصافية ومحبة الله جل وعلى ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم والصَّحَابَةَ الكرام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أجمعين ومن سار على نهجهم واتبع سبيلهم إلى يوم الدين حتى يكون الأبناء نافعين صالحين لهذه الأمة وينتفع الوالدين بهم أدبًا وبرًا وإحسانا .
عِبَادَ اللهِ: ومن مسؤولية الوالدين أيضاً تنشأتهم على الصلاة منذ أول النشأة وحداثة السن ، قَالَ تَعَالَى :﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ .
وَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
ولا يكفي يا عِبَادَ اللهِ: أن يقوم الوالدين بتربية الأبناء التربية البدنية والتربية الصحية ، بل على الوالدين تربية الأبناء على طاعة الله والبُعد عن الحرام واجتناب الآثام والمحافظة على الصلاة وآداء الأمانة وحب الخير للغير وتعليمهم وحثهم على مساعدة كل من يحتاج للمساعدة وتفقد المحتاجين والمساكين واليتامى والأرامل وغيرهم ، وحب هذه البلاد والدفاع عنها لأن فيها مقدسات المسلمين وفيها بيت الله الحرام قبلة المسلمين في كل مكان ومحبة ولاة الأمر امتثالا لأمر الله قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾ وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وأن هذه البلاد قائمة بأمر الله على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، واغرسوا فيهم محبة العلماء الربانيين والمصلحين الصادقين ، وعلموهم الأدب قبل أي شيء وحسن الأخلاق وإعطاء كل ذي حق حقه وإنزال الناس منازلهم ،وآداب الكلام وآداب الطعام والشراب وآداب اللباس وكل الأخلاق الفاضلة ولابد للوالدين أن يكونوا خير قدوة في ذلك حتى لا يحصل تناقض في شخصية الأبناء .
عِبَادَ اللهِ: لنتقي الله جل وعلا في أنفسنا وفي أبنائنا ولنحرص على تربيتهم وتأديبهم ،حتى يكونوا صالحين ومصلحين وينفع بهم البلاد والعباد والأمة الاسلامية وتنتفعون بهم بعد موتكم فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية:
عِبَادَ اللهِ: وإن من أعظم المعونة ، بل أساس الأمر في هذا الباب ؛ اللجوء إلى الله بالدعاء ، فإن الأمر كله بيد الله ،والتوفيق بيده وحده لا شريك له ، فلن يصلح ابنٌ ولن تصلح بنتٌ إلا إذا أصلحهما الله جل وعلا ؛ ولهذا يجب على الأبوين أن يعتنيا عنايةً دقيقة بأمر الدعاء للأبناء والاجتهاد في هذا الأمر والإلحاح على الله تبارك وتعالى فيه .
ومن دعاء خليل الرحمن ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾
ومن دعاء زكريا عليه السلام ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾
ومن دعاء عباد الرحمن ما جاء في قوله:﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾
الا وصلوا .
[/align]