﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

محمد البدر
1438/02/04 - 2016/11/04 01:08AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
قال تعالى : ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾. [إبراهيم:37].
وقال تعالى : ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾[العنكبوت:67]
وقال تعالى : ﴿وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا﴾ [القصص:57]
وقال صلى الله عليه وسلم "إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ فَلاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا ، وَلاَ يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا فَقُولُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ"، وهو الذي قال في خطبة حجة الوداع: "كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا".متفق عليه .
عباد الله :هذه هي مكةُ وهي بكةُ، والحرَمُ, والبلدَةُ, والمسجدُ الحرام, وهي: البلدُ الأمينُ, وأمُّ القرى، التي عظَّمها الله تعالى, ورفَع قدرَهَا, واختارها على سائر البقاع؛ لتكونَ ملاذاً للناس وأمناً, تهفو إليها الأفئدةُ من كلِّ مكــان, حتى ما يكادَ يراها أحدٌ إلا ويشتاق إليها, ولا يشبعُ منها وفي مكةَ الكعبةُ المشرَّفةُ: قبلَةُ الخلقِ ، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ افْتَتَحَ مَكَّةَ: لاَ هِجْرَةَ وَلكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا، فَإِنَّ هذَا بَلَدٌ حَرَّمَ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ، وَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ َلأحَدٍ قَبْلِى، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا، وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ قَالَ: قَالَ: إِلاَّ الإِذْخِرَ متفق عليه .
ومن فضلِ الله ورحمتِهِ بهذه البلدة وأهلِها: أن جعلها على الدوام في سلطان من يُعظِّمُها ويحميها, ولم يجعلها قطُّ تحتَ سلطانِ الجبابرةِ العتاة, فهذا حالُها من أولِ الدَّهر, فإنَّ الحبشةَ لما أرادوا البيت بسوءٍ: أخذهُمُ اللهُ, وجعلهم نكالاً وعبرةً لغيرهم ولما جاءَ المستعمرونَ الأوربيُّونَ, فسيطروا على العالم الإسلامي: حَجَبَ الله عنهم هذه البلاد, وأعتقها من سلطانهم. وهي محميةٌ فقد حفَّها الله بالملائكة من كلَّ صوبٍ ونَقَب. فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي الدَّجَّالُ الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ الْمَلاَئِكَةَ يَحْرُسُونَهَا فَلاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلاَ الدَّجَّالُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. رواه الترمذي وصححه الالباني .
حتى الدجال, الذي يَعُمُّ سلطانُهُ الأرض كلَّها: لا يستطيعُ دخول مكة. وكلُّ جيشٍ يُحاول غزوها: فإنَّ مصيرَهُ الخسفُ؛ فعن عَائِشَةُ رضى الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ » قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ قَالَ «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ»رواه البخاري
أقول قولي هذا واستغفر الله....

الخطبة الثانية :
عباد الله :قَالَ تَعَالَى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾[الحج:25] يحرم أن يهم المسلم بالسيئة في مكة المكرمة ، وأن من يفعل ذلك - أي الهم بالسيئات - يعاقب ولو لم يفعل السيئة، فكما أن الحسنات تضاعف في مكة فإن السيئات تضاعف كذلك، والى هذا أشار الله
وَهَا هُوَ الحوثي ذنب إيران ، يُطْلِقُ صَارُوخًا عَلَى أَطْهَرِ بُقْعَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ عَلَى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، وَبِفَضْلِ اللَّهِ وتوفيقه تَمَّ اعْتِرَاضُهُ من قبل قواتنا المسلحة حماة الدين وحراس السنة والتوحيد ، وبذلك اختار الحوثني لنفسه نهايته واقتراب تمزقه وانحلاله وافتضح أمره وظهرت نواياه وخبث طويته فحقده لا يخفا على أحد أرد ببيت الله الحرام سوء فرد الله كيده في نحره .
فيا ياعباد الله احذروا وتذكروا وصية أسد السنة في زماننا صاحب السمو الملكي الامير نايف ابن عبدالعزيز يرحمه الله نسأل الله ان يتقبله من الشهداء .
يقول رحمه الله :نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا،دافعوا عن دينكم قبل كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم .....
الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 1295 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا