﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
محمد البدر
1433/10/05 - 2012/08/23 19:46PM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله :قال الله عزَّ وجل: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾[الحجر: 99] إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، فإن عمل المؤمن عمل دائب لا ينقضي إلا بالموت،فلئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور، فقد سنّ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صيامَ يوم الاثنين والخميس، وقال: « تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وأوصَى نبيّنا محمّد أبا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ بصيام ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وقال:« صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وأتبِعوا صيامَ رمضان بصيام ستّ من شَوَّال ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وكذلك صيام يوم عرفة ، وصيام عاشوراء و صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا .
عباد الله :ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورغّب فيه وقال:« أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِى جَوْفِ اللَّيْلِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وصَحّ عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله - عزَّ وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: « مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :لقد يسَّر الله لكم سبل الخيرات وفتح أبوابها ودعاكم لدخولها وبيّن لكم ثوابها، منها الوضوء :فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان ، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ « الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ »فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضَ بِهَا لِسَانُهُ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها وهي اثنتا عشرة ركعة:أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة فعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ . ومَن فاتته الراتبة التي قبل الصلاة فلْيصلها بعدها، وهذا الوتر سنّة مؤكدة سنَّه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله وفعله وقال: «مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ . ، فالوتر سنَّة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعها حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم بتركه، وقال الإمام أحمد: مَن ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تُقبل له شهادة ، وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة ،ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر، ومَن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا:فإذا كان عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاه في النهار أربع ركعات لِمَا في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:«كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا لَمْ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ - مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ النَّوْمُ أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» ، واعلموا أن القنوت في الوتر ليس بركن فيه ولا بواجب فيه وإنما هو سنّة:إن فعله الإنسان فهو خير وإن ترَكَه فليس عليه شيء بل الأَولى ألا يداوم عليه، أي:ألا يداوم على القنوت لفعل النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأما الوتر فلْيداوم عليه كل ليلة .
وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
والساعي على الأرملة والمساكين هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم والعائلة الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين فالساعي عليهم كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر .
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالمُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ » وَأحسَبُهُ قَالَ :( وَكالقَائِمِ الَّذِي لاَ يَفْتُرُ ، وَكَالصَّائِمِ الَّذِي لاَ يُفْطِرُ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وكافل اليتيم (القَائِمُ بِأمُوره ):قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافلُ اليَتيِم لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ » وَأَشَارَ الرَّ اوِي وَهُوَ مَالِكُ بْنُ أنَس بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى . رَوَاهُ مُسْلِمٌ .وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا وَكَافلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا » وَأَشارَ بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .أقول قولي هذا واستغفر الله ..
الخطبة الثانية :
أما بعد:عباد الله :ومن سبل الخيرات ،هذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة فلقدكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عباد الله : ومن سبل الخيرات أيضا ً ، الدعاء قال تعالى {وَاذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَانِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وقال جل وعلا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
عباد الله :يتعرض إخواننا المسلمين في الشام وفي اليمن وفي أنحاء عديدة من الأرض للتصفية والاضطهاد لأجل دينهم وحرمانهم من إقامة شرع الله وإتباع سنة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من أحفاد القردة والخنازير الرافضة عليهم من الله ما يستحقون، فادعوا لهم بالنصر والتمكين وادعوا على أعداء الله وأعداء السنة والتوحيد في كل مكان فالدعاء سلاح قوي ودعوة المظلوم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب،وان صدر الدعاء من مؤمن وتوافرت الشروط وانتفت الموانع فهو مستجاب بإذن الله، خاصة إذا كان بظهر الغيب. فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
اللهم انصر إخواننا في الشام وفي اليمن وفي كل مكان، اللهم وحِّد كلمتهم على الحق، اللهم سدِّد رأيهم ورميهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
ألا وصلوا على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير ....
[/align]
أما بعد عباد الله :قال الله عزَّ وجل: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾[الحجر: 99] إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، فإن عمل المؤمن عمل دائب لا ينقضي إلا بالموت،فلئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت،فإنّ الصيام لا يزال مشروعًا في غيره مِن الشهور، فقد سنّ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صيامَ يوم الاثنين والخميس، وقال: « تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وأوصَى نبيّنا محمّد أبا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ بصيام ثلاثةِ أيّام من كلّ شهر وقال:« صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وأتبِعوا صيامَ رمضان بصيام ستّ من شَوَّال ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وكذلك صيام يوم عرفة ، وصيام عاشوراء و صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا .
عباد الله :ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورغّب فيه وقال:« أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِى جَوْفِ اللَّيْلِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وصَحّ عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله - عزَّ وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: « مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :لقد يسَّر الله لكم سبل الخيرات وفتح أبوابها ودعاكم لدخولها وبيّن لكم ثوابها، منها الوضوء :فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان ، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى تُوُفِّىَ فِيهِ « الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ »فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضَ بِهَا لِسَانُهُ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها وهي اثنتا عشرة ركعة:أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة فعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ . ومَن فاتته الراتبة التي قبل الصلاة فلْيصلها بعدها، وهذا الوتر سنّة مؤكدة سنَّه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله وفعله وقال: «مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ . ، فالوتر سنَّة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعها حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم بتركه، وقال الإمام أحمد: مَن ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تُقبل له شهادة ، وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة ،ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر، ومَن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا:فإذا كان عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاه في النهار أربع ركعات لِمَا في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:«كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا لَمْ يُصَلِّ مِنَ اللَّيْلِ - مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ النَّوْمُ أَوْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» ، واعلموا أن القنوت في الوتر ليس بركن فيه ولا بواجب فيه وإنما هو سنّة:إن فعله الإنسان فهو خير وإن ترَكَه فليس عليه شيء بل الأَولى ألا يداوم عليه، أي:ألا يداوم على القنوت لفعل النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأما الوتر فلْيداوم عليه كل ليلة .
وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
والساعي على الأرملة والمساكين هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم والعائلة الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين فالساعي عليهم كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر .
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالمُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ » وَأحسَبُهُ قَالَ :( وَكالقَائِمِ الَّذِي لاَ يَفْتُرُ ، وَكَالصَّائِمِ الَّذِي لاَ يُفْطِرُ ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وكافل اليتيم (القَائِمُ بِأمُوره ):قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافلُ اليَتيِم لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ » وَأَشَارَ الرَّ اوِي وَهُوَ مَالِكُ بْنُ أنَس بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى . رَوَاهُ مُسْلِمٌ .وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا وَكَافلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا » وَأَشارَ بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .أقول قولي هذا واستغفر الله ..
الخطبة الثانية :
أما بعد:عباد الله :ومن سبل الخيرات ،هذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة فلقدكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِى دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عباد الله : ومن سبل الخيرات أيضا ً ، الدعاء قال تعالى {وَاذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَانِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ اذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وقال جل وعلا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
عباد الله :يتعرض إخواننا المسلمين في الشام وفي اليمن وفي أنحاء عديدة من الأرض للتصفية والاضطهاد لأجل دينهم وحرمانهم من إقامة شرع الله وإتباع سنة نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من أحفاد القردة والخنازير الرافضة عليهم من الله ما يستحقون، فادعوا لهم بالنصر والتمكين وادعوا على أعداء الله وأعداء السنة والتوحيد في كل مكان فالدعاء سلاح قوي ودعوة المظلوم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب،وان صدر الدعاء من مؤمن وتوافرت الشروط وانتفت الموانع فهو مستجاب بإذن الله، خاصة إذا كان بظهر الغيب. فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
اللهم انصر إخواننا في الشام وفي اليمن وفي كل مكان، اللهم وحِّد كلمتهم على الحق، اللهم سدِّد رأيهم ورميهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
ألا وصلوا على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير ....
[/align]
الشعبي الشعبي
تعديل التعليق