﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾

محمد البدر
1438/02/11 - 2016/11/11 04:10AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
قال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾.[الأحزاب:21] .فالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه هو النجاة في الدنيا والآخرة , فهو القدوة الحسنة في كل أقواله وأفعاله .
وقد أوصى صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بأبي بكر وعمر بن الخطاب فقال : «اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» صَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ .
وأوصى كذلك باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده والاقتداء بهم فَقَالَ«أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانيُّ.
عباد الله :فنحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى القدوة الصالحة النافعة والمثل الأعلى ،وتشتد الحاجة إلى ذلك في هذه الأيام العصيبة التي تعصف ببعض بلدان المسلمين .
عباد الله :ومن أمثال القدوة الصالحة المحمودة اقتداء الذرية بالآباء الصالحين فيما هم عليه من الصلاح والاستقامة، فإن ذلك من أسباب رفعة الدرجات وجمع الشمل في الجنة قال تعالى :﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ ]الطور:21. [
عباد الله :ولا ينكر أحد ما للمدرس القدوة من الأثر الكبير في الرقي وإصلاح المجتمع الإنساني علمياً وخلقياً وأدبياً وصحياً واجتماعياً لأن أثر المدرس الصالح يظهر على نفوس تلاميذه فيغرس فيهم الفضائل والأخلاق الحسنة وما يراه خيراً للأمة والوطن والقدوة الصالحة أفضل من المناهج الدراسية .
عباد الله : الاقتداء الحسن والإتباع الصالح المحمود في الدنيا والآخرة إنما يكون من اللاحق بالسابق في الإيمان بالله والعمل الصالح الذي يحبه ويرضاه، والخلق الجميل الذي مدحه الله قال تعالى :﴿ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ﴾] يوسف:37-38 [فهكذا يكون الأبناء الصالحون خلفاً لمن سلف، ويكون الآباء والمعلمون قدوة للأبناء في الخير، وتكون الذرية تبعاً لهم في ذلك .

أقول قولي هذا واستغفر الله....

الخطبة الثانية :
عباد الله :وفي مجتمعاتنا اي في بلاد المسلمين قدوات سيئة ينبغي ان تجتنب وتترك ومن هذه الأمثلة جماعات وشخصيات ذات مذاهب هدّامة وآراء باطلة وعقائد فاسدة , أحاطها المفسدون التابعون بعبارات التمجيد والإكبار ليتخذها الناس أسوة لهم يقتدون بها في أرائها وأفكارها أمثال ( جماعة التبليغ والاخوان والصوفية والبهرة والرافضة والإباضية والمكارمة والخوارج والدواعش والقاعدة .. وغيرها كثير ) نسأل الله ان لا يمكنهم في الارض وان لايكثرهم , كذلك ما يسمى بنجوم الفن والأناقة والغناء الماجن من رجال ونساء , ليكونوا أسوة للناس يقتدون بهم في تفاهاتهم وسلوكهم المنحرف حتى أمست هذه الأمثلة الساقطة هي القدوة التي تقلدها الأجيال ، كذلك اللاعبين واللاعبات من غير المسلمين وصدق صلى الله عليه وسلم«لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:فَمَنْ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عباد الله :ومن الامثلة على القدوة السيئة أيضاً إذا فسد الآباء واصبحوا قدوة سيئة لأولادهم في الضلال وسيء الأعمال ، فإذا كان الأب لا يصلي بالكلية، أو لا يشهد الجماعة إلا الجمعة، أو حتى الجمعة، أو يتعاطى المسكرات والمخدرات، أو لا يتورع عن كسب المال الحرام، أو لا يغار على محارمه – فكيف تكون حال الذرية قال تعالى :﴿ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴾] الصافات: 69[.الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 1769 | التعليقات 0