يوم عرفة وأحكام الأضحية

شايع بن محمد الغبيشي
1444/11/26 - 2023/06/15 14:25PM

يوم عرفة وأحكام الأضحية

الحمد لله ريب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً .

أما بعد :عباد الله نحن في موسم عظيم للتجارة مع الله قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] ويكفي أن يطرق أذاننا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر ) وقوله : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء " رواه البخاري

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه الإمام أحمد

 فيا عبد الله أنت في خير أيام العام والله يحب عملك فيها فنوع الطاعات وشمر إلى الصالحات.

ومن أعظم القربات في هذه الأيام الذكر لقوله تعالى: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فسرت بأنها أيام العشر وأعظم الذكر تلاوة القرآن فينبغي للعبد أن يشتغل في هذه الأيام الفاضلة بكثرة تلاوته والحرص على ختمه.

ومن القرب العظيمة التي تشرع في هذه العشر ذبح الأضحية قال تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ 

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ضحَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشَين أملحَين ذبحهما بيده وسمَّى وكبَّر، وضع رجله على صفاحهما"؛ متفق عليه 

وعن عبدِالله بن عُمر - رضي الله عنهما - قال: "أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة عشر سنين يُضحي"؛ رواه أحمد

ـــ وحكم الأضحية: سنة مؤكدة للقادر عليها، فيضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته وقال بعض أهل العلم: بوجوبها وهو اختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

ــــ وهناك سؤال يتكرر هل تكفي أضحية واحدة عن الأب وعن ابنه المتزوج؟ والجواب إن كان يسكن معه وطعامهم وشرابهم واحد تكفي أضحية واحده يتكفل بها الأب أو الأبن وينوي البقية معه

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال التالي: ثلاثة إخوة في بيت لهم رواتب وكلهم متزوج فهل تجزئهم أضحية واحدة، أم لكل واحد أضحية؟ فأجاب : 

إذا كان طعامهم واحداً، وأكلهم واحداً، فإن الواحدة تكفيهم، يضحي الأكبر عنه وعمن في البيت.

وأما إذا كان كل واحد له طعام خاص، أي: مطبخ خاص به، فهنا كل واحد منهم يضحي؛ لأنه لم يشارك الآخر في مأكله ومشربه.

ــ وقت ذبح الأضحية عباد الله : يكون بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح) "رواه البخاري ومسلم". ويستمر أربعة ايام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل ايام التشريق ذبح "

ويتلفظ الذابح بقوله: "اللهم هذا عني وعن أهل بيتي"؛ كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم.

والسن المعتبرة في الأضاحي : الضأن ستة أشهر والمعز سنة، والبقر سنتان، والإبل خمس سنين ولا يجزئ فيها أقل من هذا السن .
 ولابد أن تكون الأضحية سليمة العيوب المانعة من الإجزاء وهي :
1/ العوراء البين عوَرُها والعمياء من باب أولى .
2/ المريضة البين مرضها والجرباء  .
3/ العرجاء البين عرجها: وهي التي لا تقدر على المشي مع الصحيحة إلى المرعى ومقطوعة الرجل واليد والكسيرة من باب أولى.
4/ العجفاء : التي ليس فيها مُخ، لهزالها وضعفها.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَى نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ واشهد الا إله إلا الله واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد :

عباد الله في أيام العشر يوم عظيم أقسم الله به في كتابه قال تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ قال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ..."؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وعن عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - – قَالَ: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ))؛ رواه مسلم.

ولذا ينبغي للعباد أن يطمعوا بالفوز من العتق في هذا اليوم العظيم ويلهجوا إلى ربهم بالدعاء والضراعة
ويشرع صومه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)؛ رواه مسلم.
ويشرع التكبير المقيد أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات). وصفته أن تقول: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)

اسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لعمل الصالحات والمسابقة إلى الخيرات بمنه وكرمه.

 

المرفقات

1686828355_يوم عرفة وأحكام الأضحية.pdf

المشاهدات 756 | التعليقات 0