يَوْمُ عَرَفَةَ-الْعِيدِ-الْهَدْيِ والْأَضَاحِيِّ- العفوِ فِي الْقِصَاصُ

محمد البدر
1440/12/05 - 2019/08/06 11:40AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة : 3].
غداً بإذن الله يَوْمُ عَرَفَةَ نسأل الله أن يبلغنا وإياكم هذا اليوم وهو اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ يغيظ الشيطان ،وأجر صيامه لغير الحاج كما قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »رَوَاهُ مُسْلِمُ.
وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُبَاهِي اللَّهَ مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللَّهِ :إِنَّ يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يرجى إجابة الدعاء فيه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وختام أيام العشر يوم العيد ويستحب فيه :
التَّكْبِيرِ :ويشرع التَّكْبِيرِ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ إلى عصر آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
ويستحب الذهاب إِلَى مُصَلَّى الْعِيدِ مَاشِيًا إن تيسر له ذلك ،إلا إذا كان هناك عُذْرٌ مِنْ مَطَرٍ أَوْ غَيْرِهِ فيصلى في المسجد لفعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويستحب حضور الْخُطْبَةَ قَالَ تَعَالَى :﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ والنساء يشهدن العيد مع المسلمين في أي حالة كانت فَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال« لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ،وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ،وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ويستحب الذهاب إِلَى مُصَلَّى الْعِيدِ ومخَالَفَ الطَّريقَ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
خَالَفَ الطَّريقَ: ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ.
ويجوز التَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ بقولنا« تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ» لثبوته عن الصحاب رضي الله عنهم.
وَمِنْ السُّنَّةِ الذبح بعد الصلاة فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ،وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَاعلموا أَنْ فِي الأَضَاحِي أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ: فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تُنْقِي » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ :كَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَذْبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بعد صلاة الْعِيدِ فيأكل منها فَعَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
 
أقول قولي هذا....
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾. وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جِيءَ بِرَجُلٍ قَاتِلٍ فِي عُنُقِهِ النِّسْعَةُ قَالَ فَدَعَا وَلِيَّ الْمَقْتُولِ فَقَالَ « أَتَعْفُو » قَالَ لاَ قَالَ « أَفَتَأْخُذُ الدِّيَةَ »قَالَ لاَ قَالَ « أَفَتَقْتُلُ »قَالَ نَعَمْ. قَالَ « اذْهَبْ بِهِ »فَلَمَّا وَلَّى قَالَ « أَتَعْفُو »قَالَ لاَ قَالَ « أَفَتَأْخُذُ الدِّيَةَ »قَالَ لاَ قَالَ « أَفَتَقْتُلُ »قَالَ نَعَمْ قَالَ « اذْهَبْ بِهِ »فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ «أَمَا إِنَّكَ إِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِ صَاحِبِهِ » قَالَ فَعَفَا عَنْهُ قَالَ فَأَنَا رَأَيْتُهُ يَجُرُّ النِّسْعَةَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
النِّسْعَةُ: حبل من جلد.
وجعلَ لهم الخيرةَ بينَ القصاصِ والدِّيةِ والعفوِ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ فالعفوُ ثوابُه عند اللهِ عظيمَ قَالَ تَعَالَى:﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بعفوٍ إِلّا عِزًّا» رَوَاهُ مُسْلِمُ.
عِبَادَ اللَّهِ: إنَّ منْ حقِّ أولياءِ المقتولِ طلبَ القصاصِ منَ القاتلِ وهوَ حقٌ مشروعٌ قَالَ تَعَالَى :﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾. ولكن العفو هو الأفضل وإن اتفقوا على الدية فلا بأس ولكن لا ينبغي استغلال الدية في أغراض ليست صحيحة وفتح باب المزايدات والمغالاة في مبلغ الدية ولا أن تكون وسيلة لإذلال القاتل وأهله وتعجيزهم وحملهم على فعل أشياء قد تضر بهم او بغيرهم أو تخالف الشرع وخاصة أن منهم مساكين او فقراء أو من ذوي الدخل المحدود والله الهادي إلى سواء السبيل....
 الا وصلوا ..
 
المرفقات

عَرَفَةَ-الْعِيدِ-الْهَدْيِ-والْأَض

عَرَفَةَ-الْعِيدِ-الْهَدْيِ-والْأَض

المشاهدات 1047 | التعليقات 0