يوم عاشوراء والمشروع الصفوي
أبو عبد الله الأنصاري
1435/11/04 - 2014/08/30 00:19AM
[align=justify]
يوم عاشوراء والمشروع الصفوي
يوم عاشوراء هو العاشر من المحرم ، وهو يوم من أيام الله المباركة ، صامه أهل الجاهلية ، فلما قدم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة وجد يهود تصومه فسأل عنه فقالوا : يوم عظيم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكراً لله ، فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنا أولى بموسى وأَحَقُّ بصيامه منكم ) فصامه وأمر بصيامه ، بل كان لهذا اليوم مزيد فضيلة على غيره من الأيام كما أخبر الحبر ابن عباس – رضي الله عنه - حين سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : ما علمت أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم رواه مسلم ، وفي رواية لم يكن – صلى الله عليه وآله وسلم - يتوخى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء ، ومن ثم فليس في الإسلام أي شأن لهذا اليوم غير ما ذكر مما أشارت إليه تلك الأحاديث .
غير أن يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين من الهجرة النبوية شهد حادثة من أشد حوادث التاريخ إيلاماً لكل مسلم ، ووقعت فيه فاجعة من أبلغ فواجع الزمن لكل مؤمن ، إنها واقعة مقتل السبط المبارك ، ريحانة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم - ، في يوم عاشوراء أصيب أهل الإسلام بفقد سيد من سادات الدنيا وهو وأخوه الأكبر الحسن سيدا شباب أهل الجنة , إنه الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - , ابن بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة الزهراء رضي الله عنها الذي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط ) .
لقد كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه ، فاجعة من أشد فواجع الدهر ومصيبة من أبلغ مصائب الدنيا ، وهو من غير شك جرم عظيم ممن ارتكبه من الفاجرين ، وإثم كبير ممن تجرأ عليه من المجرمين ، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( لا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب ؛ وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله ) ، وقال في موضع آخر: ( وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) ، وقد برئ المسلمون كافة من تلك الشرذمة الخاسرة من قتلة الحسين وانتظروا عقوبة العاجلة بهم حتى قال الإمام الزهري : ( ما بقي أحد من قتلة الحسين إلا عوقب في الدنيا ) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً عليه : ( فهذا ممكن وأسرع الذنوب عقوبة البغي ، والبغي على الحسين من أعظم البغي ) ، ويقول – أيضاً - : ( وأهل السنة والجماعة يقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيداً ، وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين ) .
معاشر الناس : غير أن الشيعة الروافض لا يتعاملون مع واقعة مقتل الحسين على إنها إحدى الفواجع والمصائب التي جرت على هذه الأمة والتي سبقها من الفواجع والمصائب ما هو أعظم منها وأنكى ، وإنما تعاملوا معها بحساسية بالغة هدفت للوصول لمغزى بالغ الخطورة ، ذلك أنهم صنعوا من تلك الواقعة مشروع تمزيق لهذه الأمة ، وجعلوا منها مفترق طرق لشق جماعة المسلمين إلى فريقين : أولياء الحسين وأعداء وقتلة الحسين ، فالشيعة بزعمهم الكاذب هم أولياء الحسين ، المتظاهرون بالتعاطف معه ، والمتألمون له ولما جرى عليه وعلى آل بيته من القتل والظلم الذي لم يقره مسلم أصلاً ، وهم وحدهم أولياء آل البيت ، ومن ثم يتقمصون لباس المظلومية والاستضعاف ، ويدعون أنهم المعتدى عليه أبداً ومغتَصبو الحقوق أبداً ، بينما الفريق الآخر:الذين هم جميع المسلمين من غير الشيعة هم أعداء الحسين ، وهم قتلة الحسين وظالموه .
فهما – في نظر الشيعة الفاسد - طريقان لا ثالث لهما : إما أن تقبل بدين الشيعة المحرف ، وضلالاتهم البعيدة ، وكذبهم وافتراءهم على الله ورسوله ودينه وعلى التاريخ والواقع وتلعن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين شهد الله لهم في محكم كتابه بأنه رضي عنهم ورضوا عنه ، وأنه أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ، إما أن تسبهم وتكفرهم وتلعنهم وتضللهم وتلعن معهم أمهات المؤمنين وخيرات وحليلات رسول رب العالمين بل وتلعن وتعادي أمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - كلها السابقين منها واللاحقين ، إما أن تفعل كل ذلك وإلا فأنت عدو للحسين وعدو لأهل البيت ، وألصق الألقاب بك – في دين الشيعة المحرف - أنك ناصبي ، بمعنى أنك تناصب أهل بيت النبوة العداوة والبغضاء ، لقد افترى الشيعة على التاريخ الإسلامي فرية كبرى زعموا فيها أن الصحابة كانوا أعداءاً لآل البيت ، وأن الخلافة بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - كانت حقاً لعلي ، فاغتصبها منه الصحابة وسلموها لأبي بكر ومن بعده لعمر ومن بعده لعثمان ، فكان الصحابة جميعاً متواطئون على اغتصاب الخلافة على علي ، وهذا من أقبح الكذب والبهتان ، بل عليٌ نفسه لم يفضل نفسه على أحد من هؤلاء الخلفاء الثلاثة ولم يطلب الخلافة لنفسه دونهم ، بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان ، وصحبهم خير صحبة ، وكان أنصح وزير لهم ، وخير عون لهم في جميع أمورهم ، وسمى أحد أبنائه أبا بكر والآخر عمر ، بل وزوج بنته أم كلثوم لعمر ، ولا يشك عامة المسلمين فضلاً عن مثقفيهم بأن ادعاء عداوة الصحابة لآل البيت هي محض فرية وكذب صريح يهدف لتأسيس مشروع تشويه تاريخ الأمة وتمزيق لحمتها وجماعتها ، وقد استثمر الشيعة حادثة مقتل الحسين عليه رضوان الله لتحقيق مشروعهم ذلك ، فعدَّ الشيعة كل مسلم – ليس بشيعي - من قتلة الحسين ومن أعداء الحسين ، وكل أرض – ليست تحت نفوذهم ولا تخضع لدينهم الفاسد - فهي كربلاء التي سفك فيها دم الحسين ، ومهما كنت محباً لآل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومثنياً عليهم ومتولياً لهم ، ومتألماً لما جرى على الحسين – رضي الله عنه - ، فما لم تلعن وتتبرأ من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وما لم تطعن في زوجات رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - أمهات المؤمنين فأنت عدو لآل البيت وأنت ناصبي .
ومن هنا أسس الشيعة الرافضة للشرخ التاريخي الكبير الذي انطلقوا منه في تمزيق هذه الأمة وتفتيتها ، وأسس الشيعة الرافضة بناءاً على ذلك موقفهم العقائدي الذي يعادون به جميع المسلمين ، وعلى أساسه يوجهون لكل مسلم - غير شيعي – تهمة عداوة آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويطلقون على جميع المسلمين اسم النواصب ، ولا تسأل – بعد ذلك - عما امتلأت به كتب علمائهم ومراجعهم القدماء والمعاصرين من الأحكام والفتاوى التي تهدر كل حرمات المسلمين ، فتبيح دماءهم وتحل أعراضهم وأموالهم ، بل ولا ترقب في مسلم ولا مسلمة إلاً ولا ذمة . حتى قال نعمة الجزائري الرافضي ـ عن حكم أهل السنة ـ: إنهم كفار، أنجاس، بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنهم شر من اليهود والنصارى ، قال : وإن من علامات الناصبي تقديمَ غير علي عليه في الإمامة ، وروى الكليني الشيعي : أن الناس كلهم أولاد زنا، أو قال بغايا ، ما خلا شيعتنا .اهـ وافتروا على جعفر الصادق - رحمه الله - أنه سئل : ما تقول في قتل الناصب ؟ فقال : حلال الدم ، ولكني أتقي عليك ، فإن قدرتَ أن تقلب عليه حائطاً ، أو تغرقه في ماء ؛ لكيلا يشهد عليك فافعل ، وهذا رأي الهالك الخميني عامله الله بعدله ، فأنت أيها المسلم مباح الدم مستباح العرض والمال في دين الشيعة الرافضة ، والشيعة كانوا في كل مراحل التاريخ ولا زالوا على أتم الاستعداد لأن يمدوا أيديهم لكل عدو للمسلمين حاقد عليهم طالما أمكنه أن ينكل بالمسلمين ويفعل بهم ما تطيب به نفوس الشيعة وقلوبهم ، وحين كان الصراع على أشده بين أمتنا وأعدائها من التتار والصليبيين كان الشيعة يباشرون أقبح أشكال الخيانة والتآمر على أمة الإسلام ، حتى حملت تلك الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية على تسجيل شهادته التاريخية بخيانات الشيعة التي قال فيها : ( الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام ، وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين - أي ناصروهم - على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس ، وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وباعوهم أولادَ المسلمين بيع العبيد ، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة ، وحمل بعضهم رايةَ الصليب ، وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديماً على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم ) .
لقد جعل الشيعة الرافضة من مقتل الحسين منطلقاً لمشروعهم المعادي لأهل الإسلام الذي جعلهم يقفون في معسكر كل عدو للمسلمين مهما كان دينه ، وأياً كان هدفه ، ضد المسلمين أنفسهم ، ضد المسلمين الذين هم نواصب وأعداء لآل البيت في نظر الشيعة .
وما نراه اليوم في بلادنا من عدوان شيعي همجي بربري ينفذه أذناب إيران الحوثيون المجرمون على دماج نموذج لذلك الحقد الشيعي الأسود الذي تحمله قلوب عملاء إيران في اليمن ، حصار وقتل وقصف وقنص واستخدام لكل آلات القتل والإجرام بحجة ماذا ؟ بحجة وجود أجانب سلفيين تكفيريين غير مقيمين بطريقة رسمية ، لم ولن يعرف التاريخ ديناً أشد عداوة وحقداً على الآخرين وأعظم سفكاً واستهتاراً بدماء مخالفيه وانتهاكاً لحرماتهم من دين الشيعة ، وحسبكم أنهم تحت ذريعة حب آل البيت اعتقدوا عداوة أمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - ديناً ، وسجل التاريخ حضورهم مع كل عدو للإسلام صليبياً كان أو وثنياً ، وخانوا المسلمين مراراً ولا يزالون ، وفي سجلهم الحاضر من التآمر على الإسلام وأهله ما يغنينا عن تاريخهم الغابر ، فالشيعة الصارخون بالموت لأمريكا وإسرائيل بالصوت هم اليوم من حلفاء أمريكا وإسرائيل على الحقيقة .
[/align]
يوم عاشوراء هو العاشر من المحرم ، وهو يوم من أيام الله المباركة ، صامه أهل الجاهلية ، فلما قدم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - المدينة وجد يهود تصومه فسأل عنه فقالوا : يوم عظيم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكراً لله ، فقال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أنا أولى بموسى وأَحَقُّ بصيامه منكم ) فصامه وأمر بصيامه ، بل كان لهذا اليوم مزيد فضيلة على غيره من الأيام كما أخبر الحبر ابن عباس – رضي الله عنه - حين سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : ما علمت أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم رواه مسلم ، وفي رواية لم يكن – صلى الله عليه وآله وسلم - يتوخى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء ، ومن ثم فليس في الإسلام أي شأن لهذا اليوم غير ما ذكر مما أشارت إليه تلك الأحاديث .
غير أن يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين من الهجرة النبوية شهد حادثة من أشد حوادث التاريخ إيلاماً لكل مسلم ، ووقعت فيه فاجعة من أبلغ فواجع الزمن لكل مؤمن ، إنها واقعة مقتل السبط المبارك ، ريحانة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم - ، في يوم عاشوراء أصيب أهل الإسلام بفقد سيد من سادات الدنيا وهو وأخوه الأكبر الحسن سيدا شباب أهل الجنة , إنه الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - , ابن بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة الزهراء رضي الله عنها الذي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط ) .
لقد كان مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه ، فاجعة من أشد فواجع الدهر ومصيبة من أبلغ مصائب الدنيا ، وهو من غير شك جرم عظيم ممن ارتكبه من الفاجرين ، وإثم كبير ممن تجرأ عليه من المجرمين ، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( لا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب ؛ وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله ) ، وقال في موضع آخر: ( وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) ، وقد برئ المسلمون كافة من تلك الشرذمة الخاسرة من قتلة الحسين وانتظروا عقوبة العاجلة بهم حتى قال الإمام الزهري : ( ما بقي أحد من قتلة الحسين إلا عوقب في الدنيا ) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً عليه : ( فهذا ممكن وأسرع الذنوب عقوبة البغي ، والبغي على الحسين من أعظم البغي ) ، ويقول – أيضاً - : ( وأهل السنة والجماعة يقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيداً ، وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين ) .
معاشر الناس : غير أن الشيعة الروافض لا يتعاملون مع واقعة مقتل الحسين على إنها إحدى الفواجع والمصائب التي جرت على هذه الأمة والتي سبقها من الفواجع والمصائب ما هو أعظم منها وأنكى ، وإنما تعاملوا معها بحساسية بالغة هدفت للوصول لمغزى بالغ الخطورة ، ذلك أنهم صنعوا من تلك الواقعة مشروع تمزيق لهذه الأمة ، وجعلوا منها مفترق طرق لشق جماعة المسلمين إلى فريقين : أولياء الحسين وأعداء وقتلة الحسين ، فالشيعة بزعمهم الكاذب هم أولياء الحسين ، المتظاهرون بالتعاطف معه ، والمتألمون له ولما جرى عليه وعلى آل بيته من القتل والظلم الذي لم يقره مسلم أصلاً ، وهم وحدهم أولياء آل البيت ، ومن ثم يتقمصون لباس المظلومية والاستضعاف ، ويدعون أنهم المعتدى عليه أبداً ومغتَصبو الحقوق أبداً ، بينما الفريق الآخر:الذين هم جميع المسلمين من غير الشيعة هم أعداء الحسين ، وهم قتلة الحسين وظالموه .
فهما – في نظر الشيعة الفاسد - طريقان لا ثالث لهما : إما أن تقبل بدين الشيعة المحرف ، وضلالاتهم البعيدة ، وكذبهم وافتراءهم على الله ورسوله ودينه وعلى التاريخ والواقع وتلعن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين شهد الله لهم في محكم كتابه بأنه رضي عنهم ورضوا عنه ، وأنه أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ، إما أن تسبهم وتكفرهم وتلعنهم وتضللهم وتلعن معهم أمهات المؤمنين وخيرات وحليلات رسول رب العالمين بل وتلعن وتعادي أمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - كلها السابقين منها واللاحقين ، إما أن تفعل كل ذلك وإلا فأنت عدو للحسين وعدو لأهل البيت ، وألصق الألقاب بك – في دين الشيعة المحرف - أنك ناصبي ، بمعنى أنك تناصب أهل بيت النبوة العداوة والبغضاء ، لقد افترى الشيعة على التاريخ الإسلامي فرية كبرى زعموا فيها أن الصحابة كانوا أعداءاً لآل البيت ، وأن الخلافة بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - كانت حقاً لعلي ، فاغتصبها منه الصحابة وسلموها لأبي بكر ومن بعده لعمر ومن بعده لعثمان ، فكان الصحابة جميعاً متواطئون على اغتصاب الخلافة على علي ، وهذا من أقبح الكذب والبهتان ، بل عليٌ نفسه لم يفضل نفسه على أحد من هؤلاء الخلفاء الثلاثة ولم يطلب الخلافة لنفسه دونهم ، بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان ، وصحبهم خير صحبة ، وكان أنصح وزير لهم ، وخير عون لهم في جميع أمورهم ، وسمى أحد أبنائه أبا بكر والآخر عمر ، بل وزوج بنته أم كلثوم لعمر ، ولا يشك عامة المسلمين فضلاً عن مثقفيهم بأن ادعاء عداوة الصحابة لآل البيت هي محض فرية وكذب صريح يهدف لتأسيس مشروع تشويه تاريخ الأمة وتمزيق لحمتها وجماعتها ، وقد استثمر الشيعة حادثة مقتل الحسين عليه رضوان الله لتحقيق مشروعهم ذلك ، فعدَّ الشيعة كل مسلم – ليس بشيعي - من قتلة الحسين ومن أعداء الحسين ، وكل أرض – ليست تحت نفوذهم ولا تخضع لدينهم الفاسد - فهي كربلاء التي سفك فيها دم الحسين ، ومهما كنت محباً لآل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومثنياً عليهم ومتولياً لهم ، ومتألماً لما جرى على الحسين – رضي الله عنه - ، فما لم تلعن وتتبرأ من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وما لم تطعن في زوجات رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - أمهات المؤمنين فأنت عدو لآل البيت وأنت ناصبي .
ومن هنا أسس الشيعة الرافضة للشرخ التاريخي الكبير الذي انطلقوا منه في تمزيق هذه الأمة وتفتيتها ، وأسس الشيعة الرافضة بناءاً على ذلك موقفهم العقائدي الذي يعادون به جميع المسلمين ، وعلى أساسه يوجهون لكل مسلم - غير شيعي – تهمة عداوة آل بيت النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويطلقون على جميع المسلمين اسم النواصب ، ولا تسأل – بعد ذلك - عما امتلأت به كتب علمائهم ومراجعهم القدماء والمعاصرين من الأحكام والفتاوى التي تهدر كل حرمات المسلمين ، فتبيح دماءهم وتحل أعراضهم وأموالهم ، بل ولا ترقب في مسلم ولا مسلمة إلاً ولا ذمة . حتى قال نعمة الجزائري الرافضي ـ عن حكم أهل السنة ـ: إنهم كفار، أنجاس، بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، وإنهم شر من اليهود والنصارى ، قال : وإن من علامات الناصبي تقديمَ غير علي عليه في الإمامة ، وروى الكليني الشيعي : أن الناس كلهم أولاد زنا، أو قال بغايا ، ما خلا شيعتنا .اهـ وافتروا على جعفر الصادق - رحمه الله - أنه سئل : ما تقول في قتل الناصب ؟ فقال : حلال الدم ، ولكني أتقي عليك ، فإن قدرتَ أن تقلب عليه حائطاً ، أو تغرقه في ماء ؛ لكيلا يشهد عليك فافعل ، وهذا رأي الهالك الخميني عامله الله بعدله ، فأنت أيها المسلم مباح الدم مستباح العرض والمال في دين الشيعة الرافضة ، والشيعة كانوا في كل مراحل التاريخ ولا زالوا على أتم الاستعداد لأن يمدوا أيديهم لكل عدو للمسلمين حاقد عليهم طالما أمكنه أن ينكل بالمسلمين ويفعل بهم ما تطيب به نفوس الشيعة وقلوبهم ، وحين كان الصراع على أشده بين أمتنا وأعدائها من التتار والصليبيين كان الشيعة يباشرون أقبح أشكال الخيانة والتآمر على أمة الإسلام ، حتى حملت تلك الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية على تسجيل شهادته التاريخية بخيانات الشيعة التي قال فيها : ( الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام ، وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين - أي ناصروهم - على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس ، وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وباعوهم أولادَ المسلمين بيع العبيد ، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة ، وحمل بعضهم رايةَ الصليب ، وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديماً على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم ) .
الخطبة الثانية
ولقد جرى بسبب هذه العقيدة الشيعية المعادية للمسلمين الكثير من الكوارث والمآسي عليهم والتي منها كارثة سقوط بغداد وتآمر الوزير ابن العلقمي الشيعي فيها ، يقول ابن كثير عن ابن العلقمي - : ( دبَّر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يُؤرخ أبشعُ منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات) ، والتي قيل أنه قتل فيها ما يقارب ألفي ألف مسلم ، ويستمر مسلسل الحقد والتآمر الشيعي على المسلمين مع كل عدو للإسلام والمسلمين ويسجل التاريخ أمماً من المسلمين كانوا ضحايا لهذا الحقد الشيعي الأسود لنضم إلى ذلك ما جرى على أهل السنة في العراق من القتل الذريع الذي راح ضحيته أكثر من ثلاثمائة ألف سني عراقي عقب احتلال أمريكا للعراق وتسليم الأمريكيين حكم العراق للشيعة الذين تآمروا بزعامة إيران مع أمريكا والغرب على احتلال العراق وبذلوا كل ما في وسعهم لذلك فكافأتهم أمريكا بتسليمهم حكم العراق ، ونشأ تحالف الأمريكان والشيعة على قمع أهل السنة العراقيين ، وكانت العمليات القتالية ضد محافظات الأنبار السنية تنفذ بالشراكة بين الأمريكيين الصليبيين والشيعة الحاقدين ، ومن آثار العداء والحقد الشيعي على المسلمين ما يجري على الشعب السوري من جرائم ومجازر وحرب إبادة تداعى لها شيعة الدنيا بزعامة الشيعة النصيريين الحاكمين في سوريا وبدعم كامل وشامل من إيران الفارسية الحاقدة ، ويناصرهم ويقاتل معهم ضد الشعب السوري السني كلٌ من مليشيات حزب العزى واللات اللبناني ومليشيات أبي الفضل العباس العراقي بل وحتى شيعة أذناب إيران في اليمن الحوثيون الذين شكلوا لواءاً يقتل الشعب السوري تحت مسمى لواء صعدة يقفون صفاً واحداً لقتل الشعب السوري السني ، وإذا بالمحصلة مقتل مائتي ألف مسلم سني وجرح واعتقال وتعذيب وتشريد الملايين من السوريين ، وتدمير البلاد على من فيها ، وضرب الشعب السوري بأفتك الأسلحة المحرمة دولياً وأشدها قتلاً وتنكيلاً ، كل ذلك يفعله الشيعة بدم بارد لأن الذين يقتلونهم من الشعب السوري هم في نظرهم نواصب وأعداءٌ لآل البيت لا عصمة لهم ولا حرمة ، وكما تحالف شيعة العراق مع الصليبيين الأمريكان لاحتلال العراق وضرب وإضعاف وجود أهل السنة فيه ، هاهم الشيعة المجتمعين في سوريا يضعون أيديهم جميعاً في أيدي ملاحدة روسيا المنكرين لوجود الله لضرب الوجود الشعبي السني في سوريا ، إنه الحقد الشيعي الذي يدفع أهله للتحالف مع أعدى أعداء الدين في سبيل القضاء على المسلمين من أهل السنة .لقد جعل الشيعة الرافضة من مقتل الحسين منطلقاً لمشروعهم المعادي لأهل الإسلام الذي جعلهم يقفون في معسكر كل عدو للمسلمين مهما كان دينه ، وأياً كان هدفه ، ضد المسلمين أنفسهم ، ضد المسلمين الذين هم نواصب وأعداء لآل البيت في نظر الشيعة .
وما نراه اليوم في بلادنا من عدوان شيعي همجي بربري ينفذه أذناب إيران الحوثيون المجرمون على دماج نموذج لذلك الحقد الشيعي الأسود الذي تحمله قلوب عملاء إيران في اليمن ، حصار وقتل وقصف وقنص واستخدام لكل آلات القتل والإجرام بحجة ماذا ؟ بحجة وجود أجانب سلفيين تكفيريين غير مقيمين بطريقة رسمية ، لم ولن يعرف التاريخ ديناً أشد عداوة وحقداً على الآخرين وأعظم سفكاً واستهتاراً بدماء مخالفيه وانتهاكاً لحرماتهم من دين الشيعة ، وحسبكم أنهم تحت ذريعة حب آل البيت اعتقدوا عداوة أمة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - ديناً ، وسجل التاريخ حضورهم مع كل عدو للإسلام صليبياً كان أو وثنياً ، وخانوا المسلمين مراراً ولا يزالون ، وفي سجلهم الحاضر من التآمر على الإسلام وأهله ما يغنينا عن تاريخهم الغابر ، فالشيعة الصارخون بالموت لأمريكا وإسرائيل بالصوت هم اليوم من حلفاء أمريكا وإسرائيل على الحقيقة .
[/align]
المرفقات
مكانة-المرأة-في-الاسلام-2-2