يوم عاشوراء بين الذكرى والبشرى
إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/01/12 - 2013/11/15 07:36AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... كلما أقبل شهر الله المحرم تذكرنا يوم عاشوراء بما فيه من ذكرى وبشرى، وفيه من دروس تربي وتزكي الأمم والأفراد.
ففي يوم عاشوراء هلاك الطواغيت، إن هلاك الظالمين نعمة كبرى، ومنة عظمى، قال تعالى ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) حَمْدُ الله تعالى يتمثل فى إهلاكه سبحانه للظالمين وقطعه لدابرهم، وفي ذلك من الإنعام على المستضعفين والرحمة بالمؤمنين ما لا يخفى. فاستحق يوم عاشوراء أن يكون واحداً من أعظم أيام التاريخ، فقد هلك فيه الرمز الأكبر للظلم والطغيان في الأرض على مر العصور، وهو فرعون حاكم مصر في عهد موسى عليه السلام على غير توقع، وبغير تكافؤٍ في موازين القوى – آنذاك – بين أهل الحق وأهل الباطل، لكن الله – جلَّت قدرته – فعال لما يريد، وقد أمر الله عز وجل نبيه موسى بأن يذكِّر بني إسرائيل بنعم الله عليهم، وأعظمها إهلاك فرعون ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) فهلاك فرعون موسى بشرى بهلاك فرعون كل مرحلة من مراحل الصراع.
لم يتعظ فرعون – كشأن كل الطغاة والظالمين – حين رأى آيةً عظيمة من آيات الله أمام عينيه، فها هو البحر ينشق لموسى عليه السلام، وهاهو طريق ممهد يظهر فجأة فوق الماء، فتغافل فرعون عن ذلك كله وسار باطمئنان الجاهل، واستخفاف الغافل يريد اللحاق بهؤلاء الفارين ولكنه وجد نفسه فجأة في وسط الماء، وأدرك مصيره الأسود المحتوم فحاول أن يصنع شيئاً، ولكن الله بعدله العظيم، لم يمكنه من النطق بكلمة التوحيد إلا في الوقت الضائع، حيث لا ينفع أحدًا إيمانُهُ؛ فكان سوء الخاتمة جزاءً وفاقًا لما ارتكبه من جرائم وحشية فى حق الشعب، فقد تطاول على رب العزة حين ادعى وهو الحقير الذليل أنه الإله المعبود، وهكذا تعلمنا تلك النهاية أن جرائم الطغاة لا تذهب سدى في لحظة عابرة، وما أجمل ما حكاه القرآن العظيم عن غرق فرعون حين قال ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) إن الله عز وجل لم يكتف بعقوبة الآخرة – ويا لها من عقوبة!- ولكن سبحانه عاقبه فى الدنيا أيضاً بالطرق، وجعله عبرةً فلم يسمح لجثته بالاندثار، بل جعل بدنه يطفو على سطح الماء ويستقر على نجوة من الأرض، فأخذه المصريون واحتفظوا بجسده كعادتهم بما مكنهم الله من إسرار التحنيط وسلطان العلم، فصار لمن خلفه آية، ليس لجيل أو جيلين، بل لعشرات الأجيال ومئات السنين؛ فسبحان الذي يمهل ولا يهمل!
عباد الله ... يوم عاشوراء يوم تميز الأمة المحمدية بمخالفة أهل الكتاب، قال ابن عباس رضي الله عنهما : حين صام النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى تُوفَي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ما استقر عليه العمل، وما ينبغي اتباعه.
بخلاف عاشوراء في كربلاء مما عكر صفو هذا اليوم ما أدمى قلوب المسلمين ولا زال الجرح نازغا مما ساهم في إشعال الخلاف بين السنة والشيعة كلما عادت الذكرى، ويصر الشيعة على اجترار التاريخ بالطريقة التي يحبونها فإلى متى ستظل الأمة تدفع ضريبة قتل الحسين ؟! وما ذنب الأجيال التي لم تشهد الأحداث ولم ترض بها وكيف تحاسب على أخطاء قديمة تعيق وحدتهم في الظروف الراهنة في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى الوحدة ؟
نسيت النصرانية خلافها مع اليهود وبرءوهم من دم المسيح ليكونوا يدا واحدة على الإسلام وأهله، فلمصلحة من يظل دم الحسين حاجزا بين وحدة المسلمين ليوم الناس هذا؟ فهل يرضى الحسين بما يفعله المدعون لحبه من قتل وتشريد لأهل السنة في إيران والعراق وسوريا أخيرا وليست آخرا؟ وما الذنب الذي ارتكبه هؤلاء المساكين في حق الحسين وأهل البيت حتى يفعل بهم ما تشيب لهوله الولدان؟
مجمل الحدث: توافرت رسائل أهل العراق للحسين رضي الله عنه تطالبه بأن يخرج إليهم وأنهم قد أعدوا الجموع لنصرته على يزيد بن معاوية وذكروا أنهم سبعون ألفا يمكنهم أن يحسموا الموقف لصالحه، كما ذكروا مخالفات ليزيد بن معاوية أغلبها مكذوب عليه وضخموها بما يجعل الخروج عليه واجبا شرعيا، فقرر الحسين الخروج على يزيد استنادا إلى ما وصل إليه من مخالفات يرتكبها يزيد تجعل الخروج عليه جائزا ولغلبة ظنه بأن قوة شيعة أبيه علي رضي الله عنه في العراق كفيلة بحسم الموقف كما أخبروه هم بذلك.
رفض الصحابة خروج الحسين ونصحوه بعدم الاستجابة لشيعة العراق الذين خذلوا أباه وحاولوا اغتيال أخيه عدة مرات، كما أن الصحابة لم يصدقوا كل ما يقال عن يزيد.
وبالجملة: اجتهد الحسين وكان خروجه حسب ما توافر لديه من أسباب مشروعا. ولكن أهل العراق( شيعة أبيه) خذلوه وتركوه وحده يواجه جيشا كبيرا وانتهى الأمر باستشهاده وكان ذلك في يوم عاشوراء سنة 61ه، فيا أسفا على المصائب مرة ويا أسفا على قتل الحسين ألف مرة.
استغل الشيعة هذا الحدث في التشنيع على أهل السنة ونسجوا روايات تشيب لهولها الولدان، والراجح أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين بل أمر بمنعه فقط ولكن بعض القواد أساء وظلم وتولى كبرها ولطخ يديه بهذا العمل الشنيع، وقد أكرم يزيد نسوة أهل البيت على ما هو مفصل في المصادر الصحيحة.. ولكن الشيعة الذين كتبوا للحسين ليخرج إليهم هم الذين خذلوه وورطوه في الخروج فعلام يبكي الشيعة الآن؟! هؤلاء الشيعة خذلوا الحسين وجعلوا يتباكون على قتله ويتخذون من يوم عاشوراء مأتما متجددا يضربون صدورهم بالسلاسل والجنازير في مشهد مقزز لا ينبغي أن يحسب على الإسلام أبدا، إنهم تاجروا بالحدث للتشنيع على أهل السنة واستمالة قلوب الناس لقضية الحسين ليبشروا بالفكر الشيعي في بلاد المسلمين فهم كذبوا عليه ليخرجوه أولا ثم خذلوه ثانيا وتاجروا بقضيته ثالثا.
فنسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... في يوم العاشوراء .. اليهود يفرحون ، والشيعة يبكون ، وأهل السنة يصومون اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وشكرًا لله على نصر الحق وإزهاق الباطل.
فهنيئًا لمن استغل يوم عاشوراء بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به، وللأسف كيف فرَّط بعض المسلمين هذا اليوم مع علمهم بفضل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال ( ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي ) قالوا: يا رسول الله ومن يأبي؟ قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) وعن العرباض بن سارية في حديثه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
اللهم جنِّبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم ارزقنا اتباع هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم أدركنا شفاعته وأورثنا حوضه وارزقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا.
عباد الله ... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه....
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... كلما أقبل شهر الله المحرم تذكرنا يوم عاشوراء بما فيه من ذكرى وبشرى، وفيه من دروس تربي وتزكي الأمم والأفراد.
ففي يوم عاشوراء هلاك الطواغيت، إن هلاك الظالمين نعمة كبرى، ومنة عظمى، قال تعالى ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) حَمْدُ الله تعالى يتمثل فى إهلاكه سبحانه للظالمين وقطعه لدابرهم، وفي ذلك من الإنعام على المستضعفين والرحمة بالمؤمنين ما لا يخفى. فاستحق يوم عاشوراء أن يكون واحداً من أعظم أيام التاريخ، فقد هلك فيه الرمز الأكبر للظلم والطغيان في الأرض على مر العصور، وهو فرعون حاكم مصر في عهد موسى عليه السلام على غير توقع، وبغير تكافؤٍ في موازين القوى – آنذاك – بين أهل الحق وأهل الباطل، لكن الله – جلَّت قدرته – فعال لما يريد، وقد أمر الله عز وجل نبيه موسى بأن يذكِّر بني إسرائيل بنعم الله عليهم، وأعظمها إهلاك فرعون ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) فهلاك فرعون موسى بشرى بهلاك فرعون كل مرحلة من مراحل الصراع.
لم يتعظ فرعون – كشأن كل الطغاة والظالمين – حين رأى آيةً عظيمة من آيات الله أمام عينيه، فها هو البحر ينشق لموسى عليه السلام، وهاهو طريق ممهد يظهر فجأة فوق الماء، فتغافل فرعون عن ذلك كله وسار باطمئنان الجاهل، واستخفاف الغافل يريد اللحاق بهؤلاء الفارين ولكنه وجد نفسه فجأة في وسط الماء، وأدرك مصيره الأسود المحتوم فحاول أن يصنع شيئاً، ولكن الله بعدله العظيم، لم يمكنه من النطق بكلمة التوحيد إلا في الوقت الضائع، حيث لا ينفع أحدًا إيمانُهُ؛ فكان سوء الخاتمة جزاءً وفاقًا لما ارتكبه من جرائم وحشية فى حق الشعب، فقد تطاول على رب العزة حين ادعى وهو الحقير الذليل أنه الإله المعبود، وهكذا تعلمنا تلك النهاية أن جرائم الطغاة لا تذهب سدى في لحظة عابرة، وما أجمل ما حكاه القرآن العظيم عن غرق فرعون حين قال ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) إن الله عز وجل لم يكتف بعقوبة الآخرة – ويا لها من عقوبة!- ولكن سبحانه عاقبه فى الدنيا أيضاً بالطرق، وجعله عبرةً فلم يسمح لجثته بالاندثار، بل جعل بدنه يطفو على سطح الماء ويستقر على نجوة من الأرض، فأخذه المصريون واحتفظوا بجسده كعادتهم بما مكنهم الله من إسرار التحنيط وسلطان العلم، فصار لمن خلفه آية، ليس لجيل أو جيلين، بل لعشرات الأجيال ومئات السنين؛ فسبحان الذي يمهل ولا يهمل!
عباد الله ... يوم عاشوراء يوم تميز الأمة المحمدية بمخالفة أهل الكتاب، قال ابن عباس رضي الله عنهما : حين صام النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى تُوفَي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ما استقر عليه العمل، وما ينبغي اتباعه.
بخلاف عاشوراء في كربلاء مما عكر صفو هذا اليوم ما أدمى قلوب المسلمين ولا زال الجرح نازغا مما ساهم في إشعال الخلاف بين السنة والشيعة كلما عادت الذكرى، ويصر الشيعة على اجترار التاريخ بالطريقة التي يحبونها فإلى متى ستظل الأمة تدفع ضريبة قتل الحسين ؟! وما ذنب الأجيال التي لم تشهد الأحداث ولم ترض بها وكيف تحاسب على أخطاء قديمة تعيق وحدتهم في الظروف الراهنة في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى الوحدة ؟
نسيت النصرانية خلافها مع اليهود وبرءوهم من دم المسيح ليكونوا يدا واحدة على الإسلام وأهله، فلمصلحة من يظل دم الحسين حاجزا بين وحدة المسلمين ليوم الناس هذا؟ فهل يرضى الحسين بما يفعله المدعون لحبه من قتل وتشريد لأهل السنة في إيران والعراق وسوريا أخيرا وليست آخرا؟ وما الذنب الذي ارتكبه هؤلاء المساكين في حق الحسين وأهل البيت حتى يفعل بهم ما تشيب لهوله الولدان؟
مجمل الحدث: توافرت رسائل أهل العراق للحسين رضي الله عنه تطالبه بأن يخرج إليهم وأنهم قد أعدوا الجموع لنصرته على يزيد بن معاوية وذكروا أنهم سبعون ألفا يمكنهم أن يحسموا الموقف لصالحه، كما ذكروا مخالفات ليزيد بن معاوية أغلبها مكذوب عليه وضخموها بما يجعل الخروج عليه واجبا شرعيا، فقرر الحسين الخروج على يزيد استنادا إلى ما وصل إليه من مخالفات يرتكبها يزيد تجعل الخروج عليه جائزا ولغلبة ظنه بأن قوة شيعة أبيه علي رضي الله عنه في العراق كفيلة بحسم الموقف كما أخبروه هم بذلك.
رفض الصحابة خروج الحسين ونصحوه بعدم الاستجابة لشيعة العراق الذين خذلوا أباه وحاولوا اغتيال أخيه عدة مرات، كما أن الصحابة لم يصدقوا كل ما يقال عن يزيد.
وبالجملة: اجتهد الحسين وكان خروجه حسب ما توافر لديه من أسباب مشروعا. ولكن أهل العراق( شيعة أبيه) خذلوه وتركوه وحده يواجه جيشا كبيرا وانتهى الأمر باستشهاده وكان ذلك في يوم عاشوراء سنة 61ه، فيا أسفا على المصائب مرة ويا أسفا على قتل الحسين ألف مرة.
استغل الشيعة هذا الحدث في التشنيع على أهل السنة ونسجوا روايات تشيب لهولها الولدان، والراجح أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين بل أمر بمنعه فقط ولكن بعض القواد أساء وظلم وتولى كبرها ولطخ يديه بهذا العمل الشنيع، وقد أكرم يزيد نسوة أهل البيت على ما هو مفصل في المصادر الصحيحة.. ولكن الشيعة الذين كتبوا للحسين ليخرج إليهم هم الذين خذلوه وورطوه في الخروج فعلام يبكي الشيعة الآن؟! هؤلاء الشيعة خذلوا الحسين وجعلوا يتباكون على قتله ويتخذون من يوم عاشوراء مأتما متجددا يضربون صدورهم بالسلاسل والجنازير في مشهد مقزز لا ينبغي أن يحسب على الإسلام أبدا، إنهم تاجروا بالحدث للتشنيع على أهل السنة واستمالة قلوب الناس لقضية الحسين ليبشروا بالفكر الشيعي في بلاد المسلمين فهم كذبوا عليه ليخرجوه أولا ثم خذلوه ثانيا وتاجروا بقضيته ثالثا.
فنسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... في يوم العاشوراء .. اليهود يفرحون ، والشيعة يبكون ، وأهل السنة يصومون اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وشكرًا لله على نصر الحق وإزهاق الباطل.
فهنيئًا لمن استغل يوم عاشوراء بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به، وللأسف كيف فرَّط بعض المسلمين هذا اليوم مع علمهم بفضل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال ( ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي ) قالوا: يا رسول الله ومن يأبي؟ قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) وعن العرباض بن سارية في حديثه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ).
اللهم جنِّبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم ارزقنا اتباع هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم أدركنا شفاعته وأورثنا حوضه وارزقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدًا.
عباد الله ... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه....
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
لله درك شيخ إبراهيم العنوان موعظة بمفرده وملفت بعباراته فكيف بمن يغوص في لجج مضمونه ومحتواه
بورك فيك ونفع بك وبكل المشاركين والمعلقين
تعديل التعليق