يوسف عليه السلام
الدكتور صالح بن سليمان الضلعان
1437/01/17 - 2015/10/30 10:34AM
[type=233218]يوسف عليه السلام
الحمد لله؛ عالم السر والنجوى، وكاشف الغم والبلوى؛ أحمده، وأشكره، وأتوب إليه، وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
قال تعالى:(وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) [هود: 120].
إن في القصص القرآني تثبيتاً للإيمان وعبراً للمعتبرين.
فما أحوجنا أن نستلهم الدروس والعبر من القصص القرآني في هذا الزمن؛ لتنير لنا الطريق؛ لتزول فيه سحب الظلام.
ومن تلكم القصص قصة نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، التي قال الله تعالى فيها: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف: 3].
بيع -عليه السلام- ومكث في قصر العزيز تقياً عابداً متعلقاً بالحي القيوم، وتمر الأيام ويزداد حسناً إلى حسنه، وجمالاً إلى جماله، فتراوده امرأة العزيز، فيا للفتنة العظيمة! شاب أعزب غريب، شاب فيه هيجان الشهوة، ليس له أهل يعود إليهم، وغريبٌ لا يخشى على نفسه من السمعة القبيحة كما يخشى صاحب الوطن (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ) [يوسف: 23] تعرضت له كثيرا ًوتجملت له دائماً، وهي ذات منصب وذات جمال، ملكة في قصر ملك، ولكن الله معه يحفظه ويسدده، وفي يوم من الأيام غلقت الأبواب وخَلَت هي وإياه، ولكن الله سبحانه وَتَعَالى يراهما (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) [الشعراء: 218219] الذي يسمع ويرى، تجملت وتزينت وخطرت وهمت به وهم بها، خليا بالمعصية لكن ما خليا عن عين الله:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها إن الذي خلق الظلام يراني
قال تعالى: (لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) [يوسف: 24] فما هو برهان ربه يا ترى؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم أن برهان ربه الذي رآه واعظ الله في قلب كل مؤمن، والحياء من الله والخجل من الله، فارتد عن المعصية، وعاد منيباً إلى الله: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 4041] تذكر الوقوف بين يدي الله يوم يحشرهم حفاة عراة غرلاً بهما، فبرهان ربه: واعظ الله في قلبه، يعظه بالتوحيد، ويناديه بالتقوى.
فيا من يتطلع على المقاطع والصور المحرمة! أليس لك في يوسف عليه السلام قدوة؟!
ويا من يعامل ربه بالمعاصي ويرتكب الجرائم ويحرص على الفاحشة! أما رأيت يوسف عليه السلام قد خلا بامرأة جميلة ذات منصب فتذكر واعظ الله في قلبه؟!
يوسف عليه السلام تعرض لمحنة في عرضه فاستعلى عليها وملك غرائزه؛ أين هذا ممن كانت الشهوة هي المسيرة له .
ايها الاحبة:
لا بد لنا أن نبعد عن فلذات أكبادنا ما يلهب غرائزهم، ونغرس فيهم تقوى الله وخشيته والخوف من عقابه؛ لتكون حواجز أمامهم في طريق المعاصي، ونعلمهم أمثال هذه القصة، ونستخرج لهم منها العبرة، ونعلمهم الإخلاص؛ لأنه من أكبر الأسباب لحصول كل خير واندفاع كل شر؛ كما قال تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف: 24].
فإذا أخلص العبد لله، حماه الله من المحن وجنبه الشرور. انظروا إلى هذا التقي النقي الورع، انظروا إلى من راقب الله فأسعده الله، ونجاه الله وحفظه. فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج، وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له وشدة هربه منها.
وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الأسواق المختلطة، والفرار من الخلوة بالأجنبيات، والنظر الى المشاهد التي لا يجوز النظر اليها لهو الفوز العظيم.
فمن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال العالم لقاتل المائة نفس: "ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أَمَّا بَعْدُ، ثم ماذا كان بعد هذا؟
قال الله عز وجل: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ) [يوسف: 25] يريد أن يهرب وهي تلاحقه (وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) [يوسف: 25] شقت قميصه وهي تلاحقه وتدعوه إلى نفسها وهو يلتجئ إلى الله ويصيح بأعلى صوته، وصوته يدوي في القصر، قَالَ (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) [يوسف: 23] إنه استحضر مراقبة الله ، و أن الله يسمع ويرى ، وأنّه لا تخفى عليه خافية ، ( ما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرضِ ولا رطبٍ ولا يابس إلا في كتاب مبين ) ، فمتى ما تذكّر الإنسانُ هذه الرقابةَ الصارمةَ التي لا يفلتُ منها شيءٌ ارتدعَ وانزجَرَ .
وتأمل كيف دعا يوسف عليه السلام بهذا الدعاء الحارّ { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } ، إنها الضراعة واللجوء إلى الله ... ولا حظ أن يوسف استقبل الإلقاء في البئر بالصبر ، واستقبل العبودية بصبر ، واستقبل السجن بصبر ، ولكنه شكا هذه الشكوى الحارة عندما تعرض لفتنة الجمال { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } ، ففتنة الجمال هي التي تعصف برأس الحكيم ، ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) .
فلترفع يديك أيها الأخ كلما هاجتْ بك شهوةٌ ، أو عرضت لك فتنة ، أو خطر لك خاطرُ سوء .. ارفع يديك وقل ياربّ .. واستعن بربٍّ كريم .. وسله أن يصرف عنك كيد الشيطانِ .. وثقْ في فضله وعطائِهِ .
وقد نجّى الله عبده ونبيّه يوسف عليه السلام من فتنةٍ محدقةٍ ، فصار مثلاً للعفةِ والحياءِ والورعِ .. فكن لمنهجِهِ متبعاً ، ولخطواتِهِ مقتفياً ...
هذا، وصلّوا وسلِّموا على الرّحمة المهداة والنّعمة المسداة نبيِّكم محمّد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربُّكم جلّ في علاه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهمَّ صلِّ على محمّد وعلَى آل محمّد كمَا صلّيت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اجعل لنا و للمسلمين من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..[/type]
الحمد لله؛ عالم السر والنجوى، وكاشف الغم والبلوى؛ أحمده، وأشكره، وأتوب إليه، وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
قال تعالى:(وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) [هود: 120].
إن في القصص القرآني تثبيتاً للإيمان وعبراً للمعتبرين.
فما أحوجنا أن نستلهم الدروس والعبر من القصص القرآني في هذا الزمن؛ لتنير لنا الطريق؛ لتزول فيه سحب الظلام.
ومن تلكم القصص قصة نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، التي قال الله تعالى فيها: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف: 3].
بيع -عليه السلام- ومكث في قصر العزيز تقياً عابداً متعلقاً بالحي القيوم، وتمر الأيام ويزداد حسناً إلى حسنه، وجمالاً إلى جماله، فتراوده امرأة العزيز، فيا للفتنة العظيمة! شاب أعزب غريب، شاب فيه هيجان الشهوة، ليس له أهل يعود إليهم، وغريبٌ لا يخشى على نفسه من السمعة القبيحة كما يخشى صاحب الوطن (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ) [يوسف: 23] تعرضت له كثيرا ًوتجملت له دائماً، وهي ذات منصب وذات جمال، ملكة في قصر ملك، ولكن الله معه يحفظه ويسدده، وفي يوم من الأيام غلقت الأبواب وخَلَت هي وإياه، ولكن الله سبحانه وَتَعَالى يراهما (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) [الشعراء: 218219] الذي يسمع ويرى، تجملت وتزينت وخطرت وهمت به وهم بها، خليا بالمعصية لكن ما خليا عن عين الله:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها إن الذي خلق الظلام يراني
قال تعالى: (لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) [يوسف: 24] فما هو برهان ربه يا ترى؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم أن برهان ربه الذي رآه واعظ الله في قلب كل مؤمن، والحياء من الله والخجل من الله، فارتد عن المعصية، وعاد منيباً إلى الله: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 4041] تذكر الوقوف بين يدي الله يوم يحشرهم حفاة عراة غرلاً بهما، فبرهان ربه: واعظ الله في قلبه، يعظه بالتوحيد، ويناديه بالتقوى.
فيا من يتطلع على المقاطع والصور المحرمة! أليس لك في يوسف عليه السلام قدوة؟!
ويا من يعامل ربه بالمعاصي ويرتكب الجرائم ويحرص على الفاحشة! أما رأيت يوسف عليه السلام قد خلا بامرأة جميلة ذات منصب فتذكر واعظ الله في قلبه؟!
يوسف عليه السلام تعرض لمحنة في عرضه فاستعلى عليها وملك غرائزه؛ أين هذا ممن كانت الشهوة هي المسيرة له .
ايها الاحبة:
لا بد لنا أن نبعد عن فلذات أكبادنا ما يلهب غرائزهم، ونغرس فيهم تقوى الله وخشيته والخوف من عقابه؛ لتكون حواجز أمامهم في طريق المعاصي، ونعلمهم أمثال هذه القصة، ونستخرج لهم منها العبرة، ونعلمهم الإخلاص؛ لأنه من أكبر الأسباب لحصول كل خير واندفاع كل شر؛ كما قال تعالى: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف: 24].
فإذا أخلص العبد لله، حماه الله من المحن وجنبه الشرور. انظروا إلى هذا التقي النقي الورع، انظروا إلى من راقب الله فأسعده الله، ونجاه الله وحفظه. فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج، وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له وشدة هربه منها.
وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الأسواق المختلطة، والفرار من الخلوة بالأجنبيات، والنظر الى المشاهد التي لا يجوز النظر اليها لهو الفوز العظيم.
فمن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال العالم لقاتل المائة نفس: "ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أَمَّا بَعْدُ، ثم ماذا كان بعد هذا؟
قال الله عز وجل: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ) [يوسف: 25] يريد أن يهرب وهي تلاحقه (وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) [يوسف: 25] شقت قميصه وهي تلاحقه وتدعوه إلى نفسها وهو يلتجئ إلى الله ويصيح بأعلى صوته، وصوته يدوي في القصر، قَالَ (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) [يوسف: 23] إنه استحضر مراقبة الله ، و أن الله يسمع ويرى ، وأنّه لا تخفى عليه خافية ، ( ما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرضِ ولا رطبٍ ولا يابس إلا في كتاب مبين ) ، فمتى ما تذكّر الإنسانُ هذه الرقابةَ الصارمةَ التي لا يفلتُ منها شيءٌ ارتدعَ وانزجَرَ .
وتأمل كيف دعا يوسف عليه السلام بهذا الدعاء الحارّ { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } ، إنها الضراعة واللجوء إلى الله ... ولا حظ أن يوسف استقبل الإلقاء في البئر بالصبر ، واستقبل العبودية بصبر ، واستقبل السجن بصبر ، ولكنه شكا هذه الشكوى الحارة عندما تعرض لفتنة الجمال { وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } ، ففتنة الجمال هي التي تعصف برأس الحكيم ، ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام : (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )) .
فلترفع يديك أيها الأخ كلما هاجتْ بك شهوةٌ ، أو عرضت لك فتنة ، أو خطر لك خاطرُ سوء .. ارفع يديك وقل ياربّ .. واستعن بربٍّ كريم .. وسله أن يصرف عنك كيد الشيطانِ .. وثقْ في فضله وعطائِهِ .
وقد نجّى الله عبده ونبيّه يوسف عليه السلام من فتنةٍ محدقةٍ ، فصار مثلاً للعفةِ والحياءِ والورعِ .. فكن لمنهجِهِ متبعاً ، ولخطواتِهِ مقتفياً ...
هذا، وصلّوا وسلِّموا على الرّحمة المهداة والنّعمة المسداة نبيِّكم محمّد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربُّكم جلّ في علاه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهمَّ صلِّ على محمّد وعلَى آل محمّد كمَا صلّيت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اجعل لنا و للمسلمين من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية، اللهم اصرف عنا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين..[/type]