يهود بريطانيا.. بين الاستعداء والغطرسة
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/05/28 - 2010/05/12 18:11PM
يهود بريطانيا.. بين الاستعداء والغطرسة
عمرو محمد
عَلَى الرغم من آلة الإعلام الصهيونية التي تفرض دعايتَها الممجوجةَ في بريطانيا، ومحاولات توجيه كل ما يخدم دولة الاحتلال في فلسطين وينال من الحقوق العربية، فإنه لا تزال هناك نظرة سلبية من البريطانيين تجاه اليهود في إنجلترا.
هذا ما تكشفه الإحصائيات الواردة من العاصمة البريطانية لندن بأن 9% من البريطانيين ينظرون سلبًا إلى اليهود، وأن 50% من البريطانيين يرفضون أن يكون رئيس وزرائهم يهوديًّا، و50% يعتقدون أن اليهود في بلادهم أكثر ولاءً لإسرائيل منهم لوطنهم الأم بريطانيا.
ومع هذه النظرة السلبية تجاه اليهود في بريطانيا، فإن المرء لا يمكنه تجاهل النفوذ السياسي والإعلامي والاقتصادي ليهود بريطانيا، على الرغم من هامشيتهم العددية، حيث يبلغ عددهم حسب إحصاءات المجلس اليهودي العالمي في العام 2000 ما لا يزيد على 300 ألف يهودي فقط، في دولة كان عدد سكانها يزيد على 60 مليونًا، وتناقص عددهم إلى نحو 267 ألفًا فقط حاليًا.
نفوذ يهودي
ومع تتبع تناقص أعدادهم، فإن هناك زيادةً في نفوذهم السياسي والاقتصادي والإعلامي، وهو ما ينعكس في عددهم بالحكومة والمؤسسات التشريعية، وكذلك في ما يملكون من مال، وصحف، ومحطات تليفزيونية.
وفي هذا السياق، فإن يهود بريطانيا يتغلغلون داخل الأحزاب البريطانية لا سيَّما حزب العمال، من خلال تغطية حملاتهم الانتخابية، حيث سبق أن قاد اللوبي اليهودي حملة انتخابات رئيس الوزراء السابق توني بلير.
وعلى سبيل المثال لعب اللورد مايكل أبراهام ليفي، مستشار رئيس الوزراء السابق، توني بلير الدور الرئيس في صناعة السياسية البريطانية في الشرق الأوسط، لا سيَّما ما يتعلق بإسرائيل وقضية فلسطين، كما أن هناك لجنة حزب العمال لأصدقاء إسرائيل ولجنة حزب المحافظين لأصدقاء إسرائيل، واليهود يوزِّعون أنفسهم على كلا الحزبين، ويعتبرون الممولين الرئيسيين بعدما أصبح الممولون هم الذين يتحكمون في سياسات الأحزاب.
كما سبق أن اختار حزب المحافظين اليهودي مايكل هاورد، من أصول غير بريطانية، وهو روماني الأصل هاجرت عائلتُه إلى بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، رئيسًا للحزب بالتزكية بعدما انحصرت المنافسة بينه وبين يهودي آخر هو أوليفر ليتوين، وزير الداخلية في حكومة الظل.
كما أن هاوارد نفسه سبق أن أعلن عن تشكيل حكومة ظل ربعها من اليهود البريطانيين، وعين الملياردير اليهودي البريطاني من أصل عراقي اللورد موريس ساعتشي رئيسًا مشاركًا للحزب.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإنه يوجد في البرلمان البريطاني أعضاء يهود أكثر من أي دولة خارج إسرائيل، حتى الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك 44 عضوًا في مجلس اللوردات، و17 عضوًا في مجلس العموم.
كما أن الحكومة البريطانية تضمُّ العديدَ من الوزراء المعروفين بيهوديتهم، ومنهم جاك سترو وزير العدل (من أصل ألماني)، وديفيد ميليباند وزير الخارجية (من أصل بولندي)، وأخوه الأصغر إدوارد وزير الدولة للطاقة والتغير المناخي، وكذلك مارجريت هودج وزيرة الدولة للثقافة والإعلام والرياضة، وإيفان لويس وزيرة التنمية الدولية، ولورد مالوك براون وزير الدولة لشئون إفريقيا وآسيا والأمم المتحدة، بالإضافة إلى النائبة جيليان ميرون الوكيلة البرلمانية بوزارة الخارجية.
وحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، احتلَّ اليهود خمسة مراكز من عشرين مركزًا متقدمًا في قائمة أغنى أغنياء بريطانيا منهم: أبرومفتش، مالك نادي "تشيلسي" الذي يملك 11 بليون جنيه إسترليني من البترول والصناعة، وسير فيليب وليدي جرين اللذان يملكان 3.4 بليون في محلات الأزياء الكبرى، وديفيد وسيمون ريوبن اللذان يملكان 3.4 بليون من بيع المساكن، وجو لويس الذي يملك 8.2 بليون من تجارة العملة، وريتشارد برانسون الذي يملك 7.2 بليون في قطاع المواصلات، والإنترنت، والهواتف.
كما يسيطر اليهود البريطانيون على معظم المؤسسات الصحفية، حيث كان الملياردير الصهيوني اليهودي البريطاني المعروف روبيمثلهم ومنلذي – الذي مات غرقًا في ظروف غامضة قبل سنوات- يمتلك شبكة إعلامية واسعة تضم أكثر من 160 شركة موزعة على 16 دولة تضم صحفًا ووكالات أنباء ومحطات إذاعية وتليفزيونية، كما يسيطر اليهود في بريطانيا على أكبر شركات السينما ومنها "إم جي إم" و"كانون" كما يتوزع الصحفيون اليهود البريطانيون البارزون على الصحف البريطانية المختلفة.
وكانت كبريات الصحف البريطانية قد تناولت في السنوات القليلة الماضية قضيتي: ازدواجية ولاء يهود بريطانيا وقضية مَن يمثلهم ومن يتحدث باسمهم.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "ذاجارديان" مقالًا جاء فيه: إن سياسات مجلس يهود بريطانيا توحي بأن يهود بريطانيا يؤيدون بقوة الحكومة الإسرائيلية وعملياتها العسكرية، وهذا أمر زائف، لأن هناك انقسامًا في الآراء حول الحملات العسكرية في غزة، ولبنان، حيث يوجد يهود مؤيدون لإسرائيل ولكنهم رافضون لسياساتها، وهؤلاء يعطون أولوية لحقوق الإنسان، بمعنى إعطاء أولوية متساوية للفلسطينيين والإسرائيليين في سعيهم لمستقبل آمن وسلمي، ومناهضة كل أشكال العنصرية ضد اليهود والمسلمين وغيرهم.
مواقف ضد الغطرسة الإسرائيلية
وقد سبق أن وقّعت 300 شخصية يهودية بارزة على بيان نشرته صحيفة "التايمز" يدينون فيه إسرائيل، لما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وفي مايو 2008 وقّعت أكثر من 100 شخصية بارزة وأكاديمية من يهود بريطانيا على "عريضة" نشرت في صحيفة "ذا جارديان"، يدعون فيها إلى مقاطعة الاحتفال بمرور ستين عامًا على قيام إسرائيل، قائلين: "إنها قائمة على الإرهاب".
كما سبق أن اتخذ اتحاد المحاضرين الجامعيين الأكبر في بريطانيا الذي يضمُّ 69 ألف عضو قرارًا بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل والأكاديميين الإسرائيليين الذين لا يتخذون موقفًا صريحًا ضد سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها.
وشكلت مجموعة كبيرة من الشخصيات اليهودية المرموقة في بريطانيا منظمة أطلقت عليها اسم (أصوات يهودية مستقلة) للاحتجاج على الانحياز الأعمى لإسرائيل داخل المنظمات اليهودية القائمة، وكذلك تجاهل حقوق الإنسان الفلسطيني والمعاملة الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
ونشرت منظمة "أصوات يهودية مستقلة" إعلانًا في صحف بريطانية بارزة عدة تطالب فيه بنقاش حر حول الشرق الأوسط داخل مجتمع اليهود البريطانيين، وجاء في الإعلان: "حقوق الإنسان عالمية لا يمكن تقسيمها، ويجب التمسك بها دون استثناء، وهذا ينطبق على إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مثلما ينطبق على أي مكان آخر، الفلسطينيون والإسرائيليون يحقُّ لهم، على حد سواء، أن يعيشوا حياتهم في سلم وأمن، الأمن والاستقرار يتطلبان استعداد جميع أطراف الصراع الامتثال للقانون الدولي، لا يوجد مبرِّر لأي شكل من العنصرية، بما في ذلك اللاسامية، والعنصرية المعادية للعرب أو الخوف من الإسلام في أي ظرف.
المعركة ضد اللاسامية حيوية ويجري تقويضها كلما وصفت المعارضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية تلقائيًا بأنها معادية للسامية".
وأطلقت شخصيات يهودية ناشطة من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "دعوة إلى المنطق"، معتبرةً أن تبني يهود الشتات تلقائيًّا سياسة الحكومة الإسرائيلية أمر خطير.
وضمّ موقع "النداء" على "الإنترنت" أكثر من 2250 توقيعًا أغلبية أصحابها من الفرنسيين والبلجيكيين والسويسريين والإيطاليين، وأوضح كاتبو النص "هدفنا أن نعلن مواقف يهود أوروبيين لطالما لزموا الصمت وإسماع صوت يهودي متضامن مع دولة إسرائيل وناقد لخيارات حكومتها الحالية".
وأضافوا: نرى أن وجود إسرائيل مهدَّد مجددًا، فبعيدًا عن إساءة تقدير خطر الأعداء الخارجيين، نعلم أن هذا الخطر كامن أيضًا في الاحتلال والاستمرار بلا انقطاع في الاستيطان في الضفة الغربية والأحياء العربية في القدس الشرقية، وفي ذلك خطأ سياسي وغلط أخلاقي".
وتعدُّ أزمة يهود بريطانيا نسخةً مكررة لأزمات يعانيها اليهود في عدد من الدول الأوروبية على نحو خاص، محركها الرئيس سياسات الحكومات الصهيونية المتعاقبة، وآخرها حكومة الثلاثي نتنياهو -ليبرمان- باراك التي تغالي في غطرستها وتطرفها إلى درجة سيتضح فيها إن عاجلًا أم آجلا، لعموم يهود العالم أن إسرائيل ليست ملاذًا آمنًا وليست وكيلهم الحصري.
المصدر: الإسلام اليوم
عمرو محمد
عَلَى الرغم من آلة الإعلام الصهيونية التي تفرض دعايتَها الممجوجةَ في بريطانيا، ومحاولات توجيه كل ما يخدم دولة الاحتلال في فلسطين وينال من الحقوق العربية، فإنه لا تزال هناك نظرة سلبية من البريطانيين تجاه اليهود في إنجلترا.
هذا ما تكشفه الإحصائيات الواردة من العاصمة البريطانية لندن بأن 9% من البريطانيين ينظرون سلبًا إلى اليهود، وأن 50% من البريطانيين يرفضون أن يكون رئيس وزرائهم يهوديًّا، و50% يعتقدون أن اليهود في بلادهم أكثر ولاءً لإسرائيل منهم لوطنهم الأم بريطانيا.
ومع هذه النظرة السلبية تجاه اليهود في بريطانيا، فإن المرء لا يمكنه تجاهل النفوذ السياسي والإعلامي والاقتصادي ليهود بريطانيا، على الرغم من هامشيتهم العددية، حيث يبلغ عددهم حسب إحصاءات المجلس اليهودي العالمي في العام 2000 ما لا يزيد على 300 ألف يهودي فقط، في دولة كان عدد سكانها يزيد على 60 مليونًا، وتناقص عددهم إلى نحو 267 ألفًا فقط حاليًا.
نفوذ يهودي
ومع تتبع تناقص أعدادهم، فإن هناك زيادةً في نفوذهم السياسي والاقتصادي والإعلامي، وهو ما ينعكس في عددهم بالحكومة والمؤسسات التشريعية، وكذلك في ما يملكون من مال، وصحف، ومحطات تليفزيونية.
وفي هذا السياق، فإن يهود بريطانيا يتغلغلون داخل الأحزاب البريطانية لا سيَّما حزب العمال، من خلال تغطية حملاتهم الانتخابية، حيث سبق أن قاد اللوبي اليهودي حملة انتخابات رئيس الوزراء السابق توني بلير.
وعلى سبيل المثال لعب اللورد مايكل أبراهام ليفي، مستشار رئيس الوزراء السابق، توني بلير الدور الرئيس في صناعة السياسية البريطانية في الشرق الأوسط، لا سيَّما ما يتعلق بإسرائيل وقضية فلسطين، كما أن هناك لجنة حزب العمال لأصدقاء إسرائيل ولجنة حزب المحافظين لأصدقاء إسرائيل، واليهود يوزِّعون أنفسهم على كلا الحزبين، ويعتبرون الممولين الرئيسيين بعدما أصبح الممولون هم الذين يتحكمون في سياسات الأحزاب.
كما سبق أن اختار حزب المحافظين اليهودي مايكل هاورد، من أصول غير بريطانية، وهو روماني الأصل هاجرت عائلتُه إلى بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، رئيسًا للحزب بالتزكية بعدما انحصرت المنافسة بينه وبين يهودي آخر هو أوليفر ليتوين، وزير الداخلية في حكومة الظل.
كما أن هاوارد نفسه سبق أن أعلن عن تشكيل حكومة ظل ربعها من اليهود البريطانيين، وعين الملياردير اليهودي البريطاني من أصل عراقي اللورد موريس ساعتشي رئيسًا مشاركًا للحزب.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإنه يوجد في البرلمان البريطاني أعضاء يهود أكثر من أي دولة خارج إسرائيل، حتى الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك 44 عضوًا في مجلس اللوردات، و17 عضوًا في مجلس العموم.
كما أن الحكومة البريطانية تضمُّ العديدَ من الوزراء المعروفين بيهوديتهم، ومنهم جاك سترو وزير العدل (من أصل ألماني)، وديفيد ميليباند وزير الخارجية (من أصل بولندي)، وأخوه الأصغر إدوارد وزير الدولة للطاقة والتغير المناخي، وكذلك مارجريت هودج وزيرة الدولة للثقافة والإعلام والرياضة، وإيفان لويس وزيرة التنمية الدولية، ولورد مالوك براون وزير الدولة لشئون إفريقيا وآسيا والأمم المتحدة، بالإضافة إلى النائبة جيليان ميرون الوكيلة البرلمانية بوزارة الخارجية.
وحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، احتلَّ اليهود خمسة مراكز من عشرين مركزًا متقدمًا في قائمة أغنى أغنياء بريطانيا منهم: أبرومفتش، مالك نادي "تشيلسي" الذي يملك 11 بليون جنيه إسترليني من البترول والصناعة، وسير فيليب وليدي جرين اللذان يملكان 3.4 بليون في محلات الأزياء الكبرى، وديفيد وسيمون ريوبن اللذان يملكان 3.4 بليون من بيع المساكن، وجو لويس الذي يملك 8.2 بليون من تجارة العملة، وريتشارد برانسون الذي يملك 7.2 بليون في قطاع المواصلات، والإنترنت، والهواتف.
كما يسيطر اليهود البريطانيون على معظم المؤسسات الصحفية، حيث كان الملياردير الصهيوني اليهودي البريطاني المعروف روبيمثلهم ومنلذي – الذي مات غرقًا في ظروف غامضة قبل سنوات- يمتلك شبكة إعلامية واسعة تضم أكثر من 160 شركة موزعة على 16 دولة تضم صحفًا ووكالات أنباء ومحطات إذاعية وتليفزيونية، كما يسيطر اليهود في بريطانيا على أكبر شركات السينما ومنها "إم جي إم" و"كانون" كما يتوزع الصحفيون اليهود البريطانيون البارزون على الصحف البريطانية المختلفة.
وكانت كبريات الصحف البريطانية قد تناولت في السنوات القليلة الماضية قضيتي: ازدواجية ولاء يهود بريطانيا وقضية مَن يمثلهم ومن يتحدث باسمهم.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "ذاجارديان" مقالًا جاء فيه: إن سياسات مجلس يهود بريطانيا توحي بأن يهود بريطانيا يؤيدون بقوة الحكومة الإسرائيلية وعملياتها العسكرية، وهذا أمر زائف، لأن هناك انقسامًا في الآراء حول الحملات العسكرية في غزة، ولبنان، حيث يوجد يهود مؤيدون لإسرائيل ولكنهم رافضون لسياساتها، وهؤلاء يعطون أولوية لحقوق الإنسان، بمعنى إعطاء أولوية متساوية للفلسطينيين والإسرائيليين في سعيهم لمستقبل آمن وسلمي، ومناهضة كل أشكال العنصرية ضد اليهود والمسلمين وغيرهم.
مواقف ضد الغطرسة الإسرائيلية
وقد سبق أن وقّعت 300 شخصية يهودية بارزة على بيان نشرته صحيفة "التايمز" يدينون فيه إسرائيل، لما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وفي مايو 2008 وقّعت أكثر من 100 شخصية بارزة وأكاديمية من يهود بريطانيا على "عريضة" نشرت في صحيفة "ذا جارديان"، يدعون فيها إلى مقاطعة الاحتفال بمرور ستين عامًا على قيام إسرائيل، قائلين: "إنها قائمة على الإرهاب".
كما سبق أن اتخذ اتحاد المحاضرين الجامعيين الأكبر في بريطانيا الذي يضمُّ 69 ألف عضو قرارًا بمقاطعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل والأكاديميين الإسرائيليين الذين لا يتخذون موقفًا صريحًا ضد سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها.
وشكلت مجموعة كبيرة من الشخصيات اليهودية المرموقة في بريطانيا منظمة أطلقت عليها اسم (أصوات يهودية مستقلة) للاحتجاج على الانحياز الأعمى لإسرائيل داخل المنظمات اليهودية القائمة، وكذلك تجاهل حقوق الإنسان الفلسطيني والمعاملة الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
ونشرت منظمة "أصوات يهودية مستقلة" إعلانًا في صحف بريطانية بارزة عدة تطالب فيه بنقاش حر حول الشرق الأوسط داخل مجتمع اليهود البريطانيين، وجاء في الإعلان: "حقوق الإنسان عالمية لا يمكن تقسيمها، ويجب التمسك بها دون استثناء، وهذا ينطبق على إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مثلما ينطبق على أي مكان آخر، الفلسطينيون والإسرائيليون يحقُّ لهم، على حد سواء، أن يعيشوا حياتهم في سلم وأمن، الأمن والاستقرار يتطلبان استعداد جميع أطراف الصراع الامتثال للقانون الدولي، لا يوجد مبرِّر لأي شكل من العنصرية، بما في ذلك اللاسامية، والعنصرية المعادية للعرب أو الخوف من الإسلام في أي ظرف.
المعركة ضد اللاسامية حيوية ويجري تقويضها كلما وصفت المعارضة لسياسات الحكومة الإسرائيلية تلقائيًا بأنها معادية للسامية".
وأطلقت شخصيات يهودية ناشطة من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين "دعوة إلى المنطق"، معتبرةً أن تبني يهود الشتات تلقائيًّا سياسة الحكومة الإسرائيلية أمر خطير.
وضمّ موقع "النداء" على "الإنترنت" أكثر من 2250 توقيعًا أغلبية أصحابها من الفرنسيين والبلجيكيين والسويسريين والإيطاليين، وأوضح كاتبو النص "هدفنا أن نعلن مواقف يهود أوروبيين لطالما لزموا الصمت وإسماع صوت يهودي متضامن مع دولة إسرائيل وناقد لخيارات حكومتها الحالية".
وأضافوا: نرى أن وجود إسرائيل مهدَّد مجددًا، فبعيدًا عن إساءة تقدير خطر الأعداء الخارجيين، نعلم أن هذا الخطر كامن أيضًا في الاحتلال والاستمرار بلا انقطاع في الاستيطان في الضفة الغربية والأحياء العربية في القدس الشرقية، وفي ذلك خطأ سياسي وغلط أخلاقي".
وتعدُّ أزمة يهود بريطانيا نسخةً مكررة لأزمات يعانيها اليهود في عدد من الدول الأوروبية على نحو خاص، محركها الرئيس سياسات الحكومات الصهيونية المتعاقبة، وآخرها حكومة الثلاثي نتنياهو -ليبرمان- باراك التي تغالي في غطرستها وتطرفها إلى درجة سيتضح فيها إن عاجلًا أم آجلا، لعموم يهود العالم أن إسرائيل ليست ملاذًا آمنًا وليست وكيلهم الحصري.
المصدر: الإسلام اليوم