يقرة تتكلم ذئب يتكلم : تم التعديل
عبدالله منوخ العازمي
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسينا وسيآت اعمالنا ،،،،،،،،،،،،،،،!،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أما بعد :
أيه المؤمنون:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ,
كثير ما كان يجلس مع أصحابه
وكان كثير ما يحدثهم ويقص عليهم من أخبار السابقين
فتارتاً يقص عليهم قصة اصحاب الأخدود
وتارتاً يقص عليهم قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار فأطبقة عليهم الصخرة
وتارتاً يقص عليهم قصة جريج العابد
كيف وقد أمره الله أن يقص القصص علينا من أخبار السابقين حين قال جل وعلى
( فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾
والقصص أيه الأخوة فيها العبرة والاتعاض بمن سبقنا
ايه الأخوة الكرام :
جاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى الصبح ،
ثم أقبل على الناس ، فقال : ( بين رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها،
فقالت
إنا لم نخلق لهذا ، إنما خلقنا للحرث . فقال الناس : سبحان الله، بقرة تتكلم!!
فقال : فإني أؤمن بهذا انا وابو بكر وعمر ، وما هما ثم ّ .
وبينما رجلٌ في غنمه إذ عدا الذئب – أي هجم عليها ليفترسها-
فذهب منها بشاةٍ ، فطلب حتى استنقذها منه ، فقال له الذئب
هذا : استنقذها مني ، فمن له يوم السبع – والسبع هو الاسد او الحيوان المفترس- يوم لا راعي لها غيري ، فقال الناس
سبحان الله ! ذئب يتكلم ، قال : فإني أومن بهذا ، انا وابو بكر وعمر ، وما هما ثمّ ) أي غير موجودان
عباد الله :
حدثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث عن بعض العجائب والغرائب التي وقعت لبعض الناس من قبلنا
حدثنا عن رجل إمتطى ظهر بقرة كما يمتطي الناس ظهور الخيل والحمير والبغال ،
فتباطأت به ، فضربها لتسرع في سيرها ،
فإذا بالبقرة تلتفت إليه ، وتكلمه بكلام البشر قائلة له مستنكرة ركوبه لها مخالفاً سنة الله في خلقه فيها
إنا لم نخلق لهذا ، وإنما خلقنا للحرث ، وكأنها تقول لهُ : أنت ظالم لي بركوبك لي ؛ لأنك استعملتني
فيما لم يخلقني الله له ،... ذلك أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه
فقال الصحابة متعجبين ، وإنه لموضع تعجب: سبحان الله!! ولكن تعجبهم لم يكن تكذيباً للرسول،
فحاشاهم أن يكذبوه ، ولكنهم سمعوا منه ما هو مخالف للمألوف الُمشاهد المعروف، فقال لهم مؤكداً
الخبر ، ومقرراً اياه ، إنه يؤمن بذلك ، ويؤمن به ابو بكر وعمر ، ولم يكونا موجودين
في ذلك اليوم معه في المسجد عندما حدّث بهذا الحديث ، قال ذلك عنهما في غيبتهما،
لعلمهُ بعظيم تصديقهما لربهما، وعظيم يقينهما وإيمانهما بقدرة الله على كل شيء، ومن ذلك إقدار
البقرة على الكلام ،
وحدثهم عن قصة اخرى كان المتكلم فيها ذئب، فقد عدا ذلك الذئب على غنم لأحد الرعاة،
فأخذ منها شاة،
وكان الراعي قويّاً شجاعاً ، فتبع الذئب واستنقذ شاته منه ،
فالتفت الذئب إلى الراعي مستنكراً عليه أخذ الشات منه وقال له
بلسان فصيح
ها أنت استنقذت هذه الشاة مني،
فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟
وهو يشير بيوم السبع إلى واقعة تقع في مقبل الزمان، تترك فيها الأنعام والمواشي وتهمل،
فتعيث السباع فسادًا فيها، لعدم وجود من يحميها ويحرسها،
ويبدوا أن ذلك يقع قرب وقوع الساعة ، عند اشتداد الفتن
وكما تعجب الناس من البقرة التي تتكلم،
تعجبوا ايضاً من الذئب الذي تكلم،
وقالوا ما قالوه اولاً ، ورد عليهم ، بما رده عليهم، في القصة الأولى
وما استغربه الصحابة هو تكليم الحيوانات للبشر بكلام البشر،
أما أن يكلم البشر الحيوان بلغته فذاك أمر آخر
فقد كان نبي الله سليمان عليه السلام
يفقه لغة الطيور والحيوان، وقد أُخبرنا أن جيش سليمان
عندما أتى وادي النمل ( قالَت نَملَةٌ يا أَيُّهَا النَّملُ ادخُلوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنَّكُم سُلَيمانُ وَجُنودُهُ وَهُم لا يَشعُرونَ﴾
وعندما تفقد جنوده ، ومنهم الطيور المجندة في جيشه ،
لم يجد الهدهد وهو أحد جنوده المجندة، فتوعده بالذبح إن لم يأته بما يبرر به غيبته ،
ووقف بين يديه
خاطبه قائلا ً ( أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقينٍ﴾
﴿إِنّي وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وَأوتِيَت مِن كُلِّ شَيءٍ وَلَها عَرشٌ عَظيمٌ﴾
إلى آخر ماقاله لسليمان عليه السلام
ومن ذلك إخبار الهدهد لسليمان عليه السلام
بأخبار ملكة سبأ وقومها، وما هم عليه من الشرك
وتكليف سليمان له بحمل رسالة منه لملكة سبأ ، وتكليفه بحمل ردها على رسالته
ومن ذلك أن بعض الحيوانات كلمت الرسول صلى الله عليه وسلم
وفقه عنها ماتكلمة به ،
فقد شكا جمل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
أن أهله يتعبونه ويجيعونه
أما تكليم الحيوانات للبشر بلغة البشر ، فقد وقع منه ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم
أن الساعة لا تقع حتى تكلم السباع الإنس ، أي بلغتهم ، وذلك كائن
لأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم به
ونحن وإن كنا نعجب من تكليم الحيوانات للإنسان بلغته فإننا نؤمن به تصديقاً لخبر الصادق المصدوق ، وإيمانا
منا بقدرة الله تعالى ،
وقد أخبرنا الله أن أعضاء الإنسان في يوم القيامة تكلمه وتشهد عليه
قال تعالى
﴿وَقالوا لِجُلودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا قالوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ خَلَقَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾
عباد الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم إله الأولين والآخرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
عباد الله اتقوا الله حق التقوى واعلموا أن اجسادكم على النار لا تقوا
ايه الأخوة الكرام
الدروس المستفاد ة من هذه القصص:
١_ استحباب وعض الناس بالوقائع الدالة على عظيم قدرة الله ، فقد جاء في هذا الحديث
أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث بهذا الحديث أصحابه بعد صلاة الصبح
٢_يجوز وعظ الناس بعد الصلاة
٣- بيان عظيم قدرة الله في خلقه، فالله قادر على أن يعلم الحيوان التكلم بلسان الإنسان
٤- يجب على المسلم أن يصدق بالأخبار التي جاء القرآن بها أو صح بها السند إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم
مهما كان الخبر مستغرباً ، أما القصص الموضوعة و المكذوبة التى لم تصح الأحاديث بها فلا تجوز روايتها
إلا لبيان كذبها وضعفها
٥- لا يجوز استعمال الحيوان في غير ما خلقه الله له ، كأن تستعمل الأغنام في الحراثة،
والابقار في الركوب ونقل الأثقال، فالله خلق كل حيوان ليقوم بمهمات تناسب خلقه وقدراته
٦- فضل أبي بكر وعمر، فقد اخبر الرسول
عن عظيم ايمانهما ، وقوة يقينهما ، وكمال معرفتهما لعظيم سلطان الله وكمال قدرته ،
وأنهما يصدقانه فيما أخبر به من غير تردد على الرغم من غيابهما عن صلاة الصبح ، وأغلب الضن أنهما
ما غابا إلا لأنهما كانا خارج المدينة في سرية أو مهمة بعث بهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إليها ، فقد عُلم من سيرتهما أنهما لا يتخلفان عن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كانا في المدينة
هذا وصلوا وسلموا على نبينا محمد، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،