يا يمن الإيمان

د مراد باخريصة
1434/07/08 - 2013/05/18 05:52AM
[font="]يا يمن الإيمان[/font]
[font="]عباد الله: إن الوضع في البلاد يتصاعد والأزمات تتأزم والأحوال تتعقد كثرت المشاكل وتنوعت الأزمات[/font][font="] وارتفعت حدة الأحداث والمواجهات وأخذت تزداد سخونة والتهابا.[/font]
[font="]مشاكل كثيرة وكبيرة وأزمات عديدة ومتنوعة شرع معطل ودين غائب وظلم واضح وإجرام فادح وأمن منهار[/font][font="] واقتصاد مدهور وكهرباء ضعيفة ومتهالكة وفساد مستشر ومنتشر وحلول تافهة لأزمات معقدة وترقيعات غير مجدية لمشاكل عويصة وأناس حيارى لا يدرون ماذا يفعلون وإلى أين يتجهون وأيديهم في يد مَن يضعون؟.[/font]
[font="]إلى متى ستظل أوضاع اليمن يلفها الغموض وتعتريها الأزمات وتتخللها المحن والملمات مشاكل لا تنتهي وأزمات تتجدد وتدور[/font][font="] فمنذ أكثر من عقدين من الزمن والخلافات تتصاعد بين شمال اليمن وجنوبه ولازالت القضية في تصاعد وإلى اليوم لم يرى الناس حلاً صحيحاً ومقنعاً ومرضياً للأطراف المتصارعة وكلما جاءوا بحل اختلفوا عليه وأثبتوا فشلهم فيه.[/font]
[font="]أنظروا في كل قضايا اليمن ومشاكله ستجد أنها مشاكل قديمة لكنها لم تحل ولم تعالج بطريقة صحيحة فظلت تستفحل وتتراكم [/font][font="]وتكبر مع مرور الزمن حتى صارت اليوم قضايا معقدة يصعب حلها ومهما عملوا لها من حل غير الحل الشرعي فإنها لن تحل.[/font]
[font="]ظنوا أن الحل في الثورة فأقاموا الثورة على أسس ديمقراطية وطالبوا بدولة مدنية فظهر فشلها فقاموا بتشكيل حكومة وفاق وطني من جميع الأطراف علها[/font][font="] أن تكون حلاً لمشكلات البلاد فإذا بالأوضاع تظهر كسابقتها والمشاكل لاتزال كما هي بل أشد وأعقد فقاموا بعقد مؤتمر الحوار الوطني وملئوا الدنيا ضجيجاً حوله وصوروه على أنه المنقذ الوحيد لكل مشاكل اليمن ومعضلاته فإذا بالأيام تكشف لهم زيفه وتظهر حقيقته وحقيقة من يقف وراءه ويشرف عليه وكلما انسحب عضو من أعضائه كشف من عجائبه ماكشف.[/font]
[font="]إن أسلوب المزايدات والمكايدات ورمي التهم على الآخرين وعدم مصارحة الشعب بما يدور في الخفاء ودغدغة عواطف الناس بالكلام المعسول والتصريحات البالية وكثرة الأنباء حول شحنات الأسلحة المهربة[/font][font="] كل هذا لن يقود البلاد إلا إلى مزيد من الفوضى والدمار الذي ستكتوي به البلاد لسنوات قادمة كما اكتوت من جراء تلك السياسات الظالمة في السنوات ماضية.[/font]
[font="]لو نظرنا إلى أوضاعنا هنا في حضرموت فقط بعيداً عن قضايا اليمن كله ومشكلاته المعقدة والمتعددة لوجدنا أن المشاكل لاتزال ترحل من عام إلى عام ولم تحل حلاً جذرياً سليماً.[/font]
[font="]كل عام والناس يعانون من مشكلة الكهرباء والطفي المتكرر مع حرارة الصيف والتهاب الأجواء[/font][font="] فهذه المشكلة قائمة منذ سنوات طويلة ولازالت إلى اليوم كما هي لم يتغير من أمرها شيء فإذا فشلوا في وضع حل لهذه المشكلة البسيطة وعجزوا خلال هذه السنوات كلها عن وقف هذه المعاناة المتكررة فلا شك أنهم سيعجزون من باب أولى عن حل المشكلات الأخرى التي هي أكثر تشعباً وأكثر تعقيداً.[/font]
[font="]مشكلة إضراب الموظفين في جامعة حضرموت تدخل شهرها الثالث وهم لازالوا إلى اليوم مضربين ولاحل وكأنه لايوجد حل مع أن المشكلة مقارنة بغيرها من المشاكل بسيطة جداً بل قد حلت في عدد من الجامعات اليمنية الأخرى فلماذا تبقى هذه المشكلة إلى اليوم قائمة ومعلقة؟ ومثلهم موظفي الكهرباء المضربين وغيرهم وغيرهم ناهيك عن المشاكل الأخرى الكبيرة كمشكلة الوضع الأمني والتعليم المتدهور والاقتصاد المنهار فإذا كانت الدولة تظهر عجزها عن حل تلك المشكلات البسيطة فكيف بحل المشاكل الكبيرة والعويصة.[/font]
[font="]مشكلة الأسرى اليمنيين في كل مكان يعانون والدولة في غفلة عنهم وانشغال عن قضيتهم سجناء يمنيون بالألاف في دول الخليج وخاصة في بلاد الحرمين يعانون أشد المعاناة وأكثر من مائة سجين يمني في قاعدة غوانتنامو وباجرام[/font][font="] لهم أكثر من اثني عشر سنة وهم في الأغلال مقيدون وفي الزنازين والأقفاص مكبلون وقد أخذت معظم الدول رعاياها من هذا السجن اللعين إلا اليمن لم تأخذ من سجنائها أحدا وتركتهم هناك عند الأمريكان يعانون الأمرّين يجبرونهم على أكل الأطعمة القذرة ويستهزئون بهم ويهينونهم ويأخذون المصاحف من أيديهم ويرمون بها في المراحيض أمام أعينهم ويأخذونهم بالقوة ليغتصبونهم وينتهكوا أعراضهم والدولة تولي ظهرها لهم بحجة أنه لا يوجد لديها مكان مهيأ لاستقبالهم ورعايتهم.[/font]
[font="]ومثلهم أسرى كثير من الصيادين اليمنيين المسجونين في أرتيريا وأسرى يمنيين في العراق وفي باكستان وفي غيرها من الدول وحسبنا الله ونعم الوكيل وكأنهم لم يسمعوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه " فكوا العاني فكوا العاني " أي الأسير.[/font]
[font="]هذا هو وضع المواطن اليمني معاناة في بلده ومعاناة في سفره وخارج بلده ولا حول ولا قوة إلا بالله.[/font]
[font="]إنها السياسات المتعفنة التي لاتنطلق من دين الله وشرعه هي التي تعقد الأمور وتأزم المشاكل وتفسد القضايا[/font][font="] ولا حل إلا بالتغيير الجذري وإرجاع القضايا إلى أصولها الصحيحة وحلها حلاً شرعياً صحيحاً.[/font]
[font="]البلاد اليوم تتجه نحو منعطفات خطيرة وفتن كبيرة ومصادمات مخيفة وفوضى عارمة وإذا ضلت الأمور على ما هي عليه فإن الانفجار قادم والفوضى ستعم.[/font]
[font="]البلاد اليوم بحاجة إلى حلول صحيحة من رجالها الصادقين المخلصين لا الحلول المستوردة من الخارج ولا الحلول الداخلية التي تقوم على أطر حزبية وصراعات سياسية ومكايدات مناطقية يقول الله سبحانه وتعالى:[/font][font="] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.[/font]
[font="]الخطبة الثانية:[/font]
[font="]لقد ابتعدنا عن الحل الصحيح وظللنا الطريق القويم وأضعنا السبيل الأمثل لحل الأزمات والخروج من الورطات فظللنا نتيه في واقع مرير ونتخبط في ظلمات مظلمة[/font][font="] وليل حالك أسود لانور فيه ولابصيص فيه للأمل والخروج من هذه الأزمات لأننا فقدنا السراج الذي يبصرنا بالأمور ويرينا الحقائق ويكشف لنا مواطن الخلل ونقاط الضعف.[/font]
[font="]تمسكنا بمناهج غريبة عن منهج الإسلام واحتكمنا إلى شرائع بشرية ودساتير أرضية ليس فيها حلاً ناجعاً ولاتحتوي على أحكام صارمة تحل المشاكل وتقضي على الأزمات[/font][font="] بل إنها على العكس من ذلك فهي مناهج تولد المشاكل وتثير الزوابع وتخلق الفتن وتجعل الناس يتيهون في أمواج متلاطمة ومحن متلاحقة وسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.[/font]
[font="]هل يدرك الناس بكل فصائلهم واتجاهاتهم ومشاربهم أنهم لن يجنوا من السير وراء هذه الأحزاب والتكتلات والفصائل إلا البلاء والدمار[/font][font="] ومتى سيقتنع الناس أن الحل ليس موجوداً في الدولة المدنية ولا في مخرجات الحوار الوطني ولا في الوحدة ولا في الفيدرالية ولا في الانفصال.[/font]
[font="]الحل في كتاب الله وفي تطبيق شرع الله الذي يحسم كل النزاعات ويقضي على كل المشاكل ففيه العدل والخير وفيه الأمن والأمان والهداية والصلاح والعزة والرفعة[/font][font="] والرحمة والإصلاح لكن أين فصائلنا كلها من هذا الحل؟ ولماذا يصرون على التمسك بالمناهج المخالفة للدين؟ وينتظرون الحلول من أعداء الله في الشرق والغرب! ويظلون يلهثون هنا وهناك فمنهم من يلث وراء الديمقراطية والدولة المدنية ومنهم من يلث وراء الاشتراكية ومنهم من يلهث وراء المناطقية فعدن للعدانية وحضرموت للحضارمة وسقطرى للسقاطرة ولم نسمع فصيلاً من هذه الفصائل خرج يوماً في مسيرة أو مظاهرة تطالب بتحكيم شرع الله وإقامة دين الله وأن يكون دستورنا منهج الله لنستظل بشرع الله ولم يلتفوا حول العلماء الربانيين الذين يطالبون بإقامة الدين وتحكيمه.[/font]
[font="] يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} ويقول:[/font][font="] {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ويقول جل وعلا: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.[/font]
[font="]يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".[/font]
[font="]صلوا وسلموا...[/font]
المرفقات

لك الله يايمن الإيمان.doc

لك الله يايمن الإيمان.doc

المشاهدات 1855 | التعليقات 1

والله نتألّم أستاذ مراد على حال إخواننا في اليمن أشد الألم ، يمن الحكمة والإيمان . . !
نتألم والله من الوضع الذي يكابدُهُ أخونا مراد باخريصة . . ومن ألمِ الكلمات هذه التي يشق بها ظلام الليل اليَمَنِي . .
نحن نحسُّ بك أستاذ مراد . . نحس بالسبب الذي جعل خطبتك مائةَ ألف سيفٍ تضربُ الباطلَ ذات اليمين وذات الشّمال . .
لكم الله أستاذ مراد . . لكم الله . . !