يَا قُرَّةَ الأَعيُنِ 2/11/1445هـ

خالد محمد القرعاوي
1445/10/28 - 2024/05/07 21:23PM
يَا قُرَّةَ الأَعيُنِ 2/11/1445هـ
الحمدُ لله أجزلَ النِّعم وأَسْدَى, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ الأَعلى , وأشهدُ أنَّ محمدا عبدُ اللهِ ورَسُولُهُ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ, والآخرةُ خيرٌ وأبقى. أمَّا بعدُ. فاتَّقُوا اللهَ يا مؤمنونَ؛ واحفظوا وصيةَ اللهِ لكم في أولادِكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا). قَال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه: علِّموا أَنْفُسَكُم وأَهلِيكُم الخيرَ وأدِّبوهم.
عِبَادَ اللهِ: يا لها من نعمةٍ عظيمةٍ أنْ تقرَّ عينُك بذُريَّةٍ صالحةٍ فَإنَّكَ سَتَنْعَمُ بحياةٍ سَعِيدةٍ, وآخرةٍ حميدةٍ. فاللهم يا (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
أيُّها الْمُباركُ: صلاحُ الأَبنَاءِ وَالبَناتِ وَتَوفِيقُهُمْ أُمْنِيَةُ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ! فَنَحْنُ على يقينٍ بقولِ اللهِ: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). فكيفَ نَتعامَلُ يا مُؤمِنُونَ: مع هذهِ الثَّروَةِ الثَّمينَةِ؟ ألا يَتَوَجَّبُ علينا الحفاظُ عليها وَتَنْمِيتُها وَإصْلاحُهَا؟ بلى واللهِ هذا هو مَنطِقُ الشَّرعِ والعقلِ.
عِبَادَ اللهِ: لقد عَلِمَ الأخيارُ أنَّه لا صلاحَ للأبناءِ إلا باللهِ، وأنَّه لا يهدي قلوبَهم أحدٌ سِواهُ، مُؤمِنِينَ بِقَولِ اللهِ تَعالى: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). فلا أنتَ ولا أنا ولا أيَّ إنسانٍ يملكُ مفاتِيحَ القُلوبِ؛ إنَّما يَمْلِكُهَا عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. لقد أدركَ الأنْبِيَاءُ ذلكَ فَلَجَئُوا إلى اللهِ بِالدَّعواتِ, وَتَبَرَّؤا مِنْ حَولِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ. فَإبرَاهِيمُ عليهِ السَّلامُ يقولُ: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ). وزكريَّا عليهِ السَّلامُ يقولُ: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ). وَالْمُؤمِنونَ يَقُولُونَ: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
أيُّها الكرامُ: نحْرِصُ على تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ والْفَتَيَاتِ لأنَّهم الثَّروةُ الغاليةُ والذُّخرُ الثَّمينُ، فَانْحِرَاهُمْ خَطَرٌ كَبِيرٌ! لَيس بِمُسْتَغربٍ أنْ يقعَ من الشَّبابِ والْفَتَيَاتِ الخطأُ والانحرافُ فهم كغيرِهم يُخطئونَ ويُصيبونَ، وفِي حَدِيثٍ حَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ عنهم خاصَّةً: «الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ». ولكنَّ الخطأَ أنْ نتفرَّجَ على الأخطاءِ ولا نسعى لِعلاجها. فَلِيكنْ من أولوياتِ عَمَلِنَا تربيةُ أبْنَائِنَا، ولن يَتَأَتَّى ذَلكَ إلَّا بتوفيقِ اللهِ وتحقيقِ قُدْوَةٍ حَسَنَةٍ مِنَّا؛ قُدْوَةٌ في العِبَادَةِ وَالأَخْلاقِ، قُدْوَةٌ في الأَقْوالِ وَالأَعْمَالِ، قُدْوَةٌ في الْمَخْبَرِ وَالْمَظْهَرِ، مُنْطَلِقِينَ مِنْ قَولِ اللهِ تَعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلواةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَـاقِبَةُ لِلتَّقْوَى). وَمِنْ قَولِ سَيِّدِ الخلْقِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ». أخْرَجَهُ الإمَامُ أَحْمَدُ وَغَيرُهُ.
أيُّها الْولِيُّ الْمُبَارَكُ: هل يخطرُ ببالِ أحدِنا أنْ نجدَ من شَبَابِنَا وَفَتَيَاتِنَا, من يُحاكي الكفرةَ ويضعُ أَسْمَاءَ الْكَفَرَةِ وَصُورَهُمْ على ملابِسِهِمْ؟ هَلْ كنَّا نظنُّ أنْ نجدَ من شَبَابِنَا وَفَتَيَاتِنَا من يُهمِلُونَ الصلواتِ ويتخلَّفونَ عنها جَهَارًا لَيلا وَنَهَارًا؟ هَلْ كَانَ يَخْطُرُ بِبَالِ أَهْلِ الْغَيْرَةِ والْحِشْمَةِ والْرُّجُولَةِ أَنْ يَرى تَبَرُّجَ بِنَاتٍ مُسْلِمَاتٍ خَرَجْنَ مِنْ بُيُوتِ أَهْلِ الْخَيرِ والسُّمْعَةِ الطَّيِّبَةِ, والْسِّيرَةِ الْحَسَنَةِ؟ ألا يُوجَدُ من شَبَابِنَا وَفَتَيَاتِنَا من تعلَّقت قلوبُهم بالْمُسلسَلاتِ والطَّربِ والغناءِ, وَبَثِّ أَحْوَالِهِمْ وَخِزْيِهِمْ عَبْرَ الشَّبَكَاتِ؟ والله إنَّنَا لَنَرَاهُمْ رَأْي العَينِ!
عِبَادَ اللهِ: ألا تَحزَنُونَ لِمَا تَرَونَ مِنْ مَظَاهِرِ التَّهَوُّرِ في السَّيارَاتِ وَأَنْوَاع الدَّرَاجَاتِ التي حَصَدَتِ الأَرْواحِ! والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلْتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ السَّفِيهِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ وَيَلْعَنَكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ). وَرَحِمُ اللهُ ابنَ القيِّمِ حينَ قَالَ: (مَنْ أَهْمَلَ تعليمَ ولدِه ما ينفَعُهُ وتَرَكَهُ سُدَىً فقد أساءَ إليه غايةَ الإساءةِ).
أيُّها الْولِيُّ الْمُبَارَكُ: علينا أن نَتَحلَّى بالصَّبرِ الجميلِ، مَعَ الأَبْنَاءِ والْبَنَاتِ, وَنَسْلُكَ الرَّحمةَ، والحكمةَ، والدًّعَاءَ فَاللهُ تَعالى يَقُولُ: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ). قَال الشَّيخُ السَّعديُّ رَحِمَهُ اللهُ مَا مَفَادُهُ: عَلى الْوَلِيِّ أَنْ يَحُثَّ أهلَهُ على الصَّلاةِ، فإنَّ العبدَ إذا أقامَ صلاتَهُ, كَانَ لِمَا سِوَاهَا مِنْ دِينِهِ أحفظُ وأقومُ، وإذا ضَيَّعَهَا كانَ لِمَا سِواها أضيعُ، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ). أقول قَولي هَذَا، وأَستَغفِر اللهَ لي ولَكم ولسائرِ الْمسلِمين مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هوَ الغَفور الرَّحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ لا هاديَ لِمَنْ أَضَلَّ، ولا مُضِلَّ لِمَن هَدَى، أَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه ِومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أمَّا بعد: عِبَادَ اللهِ: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فمن اتقى اللهَ وقاهُ وأسعدَهُ وأرضاهُ. أيُّها الْولِيُّ الْمُبَارَكُ: أَولادُنَا عِمَادُ ظُهُورِنَا، فَنحنُ لهم سَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ، وَأَرْضٌ ذَلِيلَةٌ، إنْ طَلَبُوا أَعْطَينَاهُمْ, وَإنْ جَنَحُوا وَجَّهْنَاهُمْ وَأدَّبْنَاهُمْ! وِفْقَ مَنْهَجٍ رَسَمَهُ لَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ». فَالصَّالِحُ مِنْهُمْ نِعْمَةً وَزِينَةً, يَمْنَحُكَ في الدُّنيا فَخْرًا، وَيُكْسِبُكَ في القَبْرِ أَجْرًا فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:" إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ". عِبَادَ اللهِ: عَلينَا أنْ نغرسَ في أولادِنا الفضيلةَ وِفْقَ مَنهجِ مُتَوَازِنٍ بينَ التَّرهيبِ والتَّرغيبِ, لا تَساهُلٌ مَقِيتٌ ولا شِدَّةٌ مُفرِطَةٌ, الْقَاعِدَةُ قَولُ اللهِ تَعالى: (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ). في بعضِ الأَحيانِ تَكْمُنُ الْمُشكِلَةُ فِينَا أَنَّنَا لا نَرْضَى مِنْهُمْ بِأَدْنَى خَطَأٍ! مَنْ ذا الذي مَـا سـَاءَ قَــطُّ؟ وَمَنْ لَهُ الحُسْنى فقـطْ؟! هذا مُحالٌ فسبحانَ من خَلَقَ وفَرَقَ! وَالوَسَطُ في ذَلِكَ أَنْ نتَّفِقَ معهم على أَدَاءِ الفَرَائِضِ وَالوَاجِبَاتِ والبُعدِ عن الْمُحَرَّماتِ وَالْمُسْتَقْبَحَاتِ شَرعًا وَعُرفًا, وهذا سيتمُّ بإذنِ اللهِ إذا كانَ بينَنا قَدْرٌ من الثِّقَةِ والاحترامِ.
أيُّها الكرامُ: صلاحُ الأبناء يحتاجُ منَّا إلى كلماتٍ نافعةٍ وتوجيهاتٍ هَادِفَةٍ, وَمَوَاعِظَ مُؤَثِّرةٍ: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). صلاحُ أبنائِكَ يَستَوجبُ منكَ أنْ تُجنِّبَهُمْ الشَّهواتِ الضَّارَّةَ، فَتمكينُهُمْ من الفضائيَّاتِ والشَّبكاتِ على عِلاَّتها يفسدُهُمْ فسادًا يَصعُبُ إصلاحُه فيما بعدُ، وَتَذَكَّرُوا قَولَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».
وبعضُنا قَدْ يُغدِقُ على ولدِهِ في العطاءِ، ويُمَكِّنُهُ من كلِّ ما يُرِيدُ، ظَنًّا مِنْهُ أَنَّهُ يُكرِمُهُ واللهُ تَعَالى وَجَّهَكَ فَقَالَ: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا).
أيُّها الْولِيُّ: أشْغِلْ أولادَكَ بِمَا يَنْفَعُهُمْ دُنْيًا وَأُخْرى فَالفَرَاغُ شَرُّ, وَمِنْ عَوَامِلِ الانْحِرَافِ الفِكْرِيِّ وَالأَخْلاقِيِّ، كما أنَّ تدريبَهم على ما يحتاجونَهُ في حياتِهم ومَنحَهُمُ الثِّقةَ وتَنمِيَةَ مَدَارِكَهم وقدراتِهم؛ خيرٌ لهم, فليس بصحيحٍ تهميشُ الأولادِ في شراءِ أغراضٍ أو مُتَابَعةِ أعمالٍ! فَلْيُخطِئوا مَرَاتٍ لِيُصيبُوا مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ.
عِبَادَ اللهِ: من أُسُسِ التَّربيةِ اختيارُ الرِّفْقَةِ الصَّالِحَةِ، وَرَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ». ونحنُ بحمدِ اللهِ نَنْعَمُ بحلقاتٍ مُباركةٍ لتحفيظِ القرآنِ الكريمِ، وَعِنْدَنَا مَحَاضِنُ تَرْبَوِيَّةٍ آمِنَةٍ.
أيُّهَا الأَبُ الْمُبَارَكُ: احْذَرْ مِنْ وُجُودِ فَجْوَةٍ بينَكَ وَبينَ أَبْنَائِكَ فَإنَّهُ أَمْرٌ خَطِيرٌ، فَقَدْ يَبُوحُ ابنُكَ إلى من لا يُحسِنُ الْنُّصْحَ وَالتَّوجيهَ، فَقُرْبُنا طُمَأْنِينَةٌ لِلأَبْنَاء وَتَأْسِيسٌ لِلمَوَدَّةِ وَالإخَاءِ. رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكاها أنت وليُّها ومولاها. اللهمَّ أصلح لنا نياتِنا وذُرِّياتِنا، اللهمَّ اكفهم شرَّ الأشرار وكيدَ الفجار. اللَّهُمَّ اجعلنا لِنِعمِكَ من الشَّاكرينَ ولكَ من الذَّاكرينَ. اللَّهُمَّ أَصْلح شَبَابَ الإسْلامِ وَالْمُسلِمِينَ وَاجعلهُم هُدَاةً مُهتَدِينَ، اللَّهُمَّ حبِّبْ إليهمْ الإيمانَ وزَيِّنْهُ في قلوبِهم وكرِّه إليهم الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلهم من الرَّاشِدينَ. اللَّهُمَّ احفَظْ حُدُودَنَا وانْصُرْ جُنُودَنَا. اللَّهُمَّ أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ الْمعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر. اللَّهُمَّ وفِّق ولاةَ أمورِنا لِمَا تُحِبُّهُ وترضاهُ، واجْعَلْهُم رَحمَةً على رَعَايَاهُمْ، وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسلامِ والْمُسْلِمِينَ. رَبَّنا اغفِرْ لنا وَلِوالِدِينَا والْمُسلِمينَ أجمَعِينَ. (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
 
 
 
 
 
المشاهدات 909 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا