يا حوثيين إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ

محمد البدر
1438/11/05 - 2017/07/28 03:26AM

الخطبة الأولى :

أمَّا بَعْدُ:عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ﴾]  البقرة: 125 [

وَقَالَ تَعَالَ :﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾[آل عمران:97]

وَقَالَ تَعَالَى :﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت:67] 

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، فَلاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلاَ يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، فَقُولُوا إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَقِيلَ لأبِي شُرَيْحٍ: مَا قَالَ عَمْرٌو قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ يَا شُرَيْحٍ لاَ يُعِيذُ عَاصِيًا وَلاَ فَارًّا بِدَمٍ وَلاَ فَارًّا بِخَرْبَةٍ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خُطْبَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى في حَجَّةِ الوَدَاعِ:«إنَّ دِماءكُمْ ، وَأمْوَالَكُمْ ، وأعْرَاضَكُمْ ، حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، في شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا، ألا هَلْ بَلَّغْتُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ هي أَطْهَرِ بُقْعَةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَالَّتِي فِيهَا قِبْلَةُ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامَ ،فَمَن يُرِيدُ وَلَيسَ مَن يَفعَلُ ، ومَن يَهُمُّ وَلَيسَ مَن يُنَفِّذُ ، يُذِيقُهُ اللهُ مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ ، فَكَيفَ بِمَن تَجَرَّأَ عَلَى حُرُمَاتِ اللهِ وَاستَخَفَّ بِبَيتِهِ الحَرَامِ ، لإِيذَاءِ عِبَادِ اللهِ وَصَرفِ ضُيُوفِ الرَّحمَنِ عَن بَيتِ اللهِ ،وَأَطلَق صَارُوخًا مُدَمِّرًا عَلَى مَكَّةَ ، وفي الأشهر الحرم قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. كذلك في أشهر الحج قَالَ تَعَالَى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾.وَبِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى تَمَّ اعْتِرَاضُهُ وَتَفْجِيرُهُ لِتَتَفَجَّرَ قُلُوبَ الرَّافِضَةِ الْحَاقِدَةِ ، وَتَمُوتُ غَيْظًا لِأَنَّ لِلْبَيْتِ رَبٌّ يَحْمِيه ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج:25]

وَعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «أَبغَضُ النَّاسِ إِلى اللهِ ثَلاثَةٌ : مُلحِدٌ في الحَرَمِ ، وَمُبتَغٍ في الإِسلامِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ ، وَمُطَّلِبٌ دَمَ امرِئٍ بِغَيرِ حَقٍّ لِيُهرِيقَ دَمَهُ »  رَوَاه البُخَارِيُّ .

عباد الله :اعلَمُوا أَنَّهُ مَهمَا حَاوَلَ هَؤُلاءِ الحُوثِيُّونَ الأَنجَاسُ أَن يَنفُوا عَن أَنفُسِهِم تَعَمُّدَهُم استِهدَافِ مَكَّةَ المُشَرَّفَةِ وَالبَيتِ الحَرَامِ بِذَلكَ الصَّارُوخِ الذي أَطلَقُوهُ يوم الخميس والذي قبله في الأيام الماضية ، أَو يَدَّعُوا أَنَّهُم قَصَدُوا بِهِ جِهَةً أُخرَى ، فَإِنَّهُم كعادتهم كَاذِبُونَ ، فَلَيسَ لِلحَرَمَينِ أَيَّ تَقدِيرٍ في قُلُوبِهِم ، وَهَذِهِ كُتُبُهُم وَتِلكَ مَرَاجِعُهُم ، تَنضَحُ بِادِّعَائِهِم أَنَّ أَرضَ كَربَلاءَ أَفضَلُ مِن مَكَّةَ ، وَأَنَّ زِيَارَةَ قَبرِ الحُسَينِ تَعدِلُ عِشرِينَ حَجَّةً ، وَأَفضَلُ مِن عِشرِينَ عُمرَةً وَحَجَّةً حتى أوصلها بعضهم الى مليونان حجة فكيف يكون عاقلاً من يصدقهم والله المستعان.

عباد الله :دينٌ قام على الكذب والخداع والغدر والخيانة فقد فاقوا اليهود في نقض العهود والمواثيق وترويج الشائعات ونشر القصص الكاذبة والآحاديث الموضوعة ، دينٌ يحث على زيارة الأضرحة والتوسل بها وتمجيد الأئمة الاثناعشرية وتقديم القربات لهم وسجود البعض لمشائخهم من دون الله ، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم يدَّعون الصدق والصلاح والخير والفلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويضمرون الحقد والشر والكذب والخيانة والبهتان لأهل السنة ويظهرون التسمك بالسنة والاخلاص والصدق في القول والعمل ويبطنون الكفر والنفاق قال  تعالى : ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ .

هذا هو دين الحوثيين الرافضة المنافقين يرفعون شعاراً مزيفاً ويصرخون في كل صلاة طاعة للشيطان ويظهرون فيه العداء للكفار واليهود ويضمرون موالات الكفار واليهود ،ويعادون أهل الاسلام ،فهم إرهابيون حقاً لا دين لهم ولا وطن و لا عهد لهم ولا ذمة .   

أقول قولي هذا وأستغفر الله ...

 

الخطبة الثانية :

عِبَادَ اللهِ:من فضلِ الله تعالى ورحمتِهِ بهذه البلدة وأهلِها: أن جعلها على الدوام في سلطان من يُعظِّمُها حتى من الكفَّار, ولم يجعلها قطُّ تحتَ سلطانِ الجبابرةِ العتاة, فهذا حالُها من أولِ الدَّهر, فإنَّ الحبشةَ لما أرادوا البيت بسوءٍ: أخذهُمُ اللهُ, وجعلهم نكالاً وعبرةً لغيرهم . ولما جاءَ المستعمرونَ الأوربيُّونَ, فسيطروا على العالم الإسلامي: حَجَبَ الله عنهم هذه البلاد, وأعتقها من سلطانهم.

وهي الآن في ظل بلد التوحيد وقد سخر الله لها قادة وشعباً من أبناء هذا البلد ومن المقيمين يخدمون هذا البيت وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ويضحون بكل غالي ونفيس من أجله .الا وصلوا عباد الله....

المشاهدات 1228 | التعليقات 1

لا حول ولا قوة إلا بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل.

إنا لله وإنا إليه راجعون