يا أهْلَ الإيمانِ 14/2/1439ه

خالد محمد القرعاوي
1439/02/13 - 2017/11/02 21:43PM

الحمدُ للهِ أَكْرَمَنَا بِالإيمانِ,وَهَدَانَا بِبِعْثَةِ سَيِّدِ الأَنَامِ,وَأَدَامَ عَلينَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ,نَشهد ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحَدَهُ لا شَريكَ لَهُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ,وَنَشهد أنَّ مُحمَّداً عبدُ الله وَرَسُولُهُ خَيرُ الأنَامِ, صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليهِ وعلى آلِهِ وَأصحَابِهِ والتَّابِعينَ لَهُمْ بإحسانٍ.أمَّا بعدُ:فَاتَّقُوا اللهَ يَا أهْلَ الإيمانِ حَقَّ التَّقْوى,وتَمَسَّكُوا بالعُرْوَةِ الوُثْقى.أيُّها الأَخُ المؤمنُ:هَنِيئَاً لكَ هذا الوصفُ والعُنوانُ! أنتَ مَنْ يُنادِيكَ الرَّبُّ بِقَولِهِ:(يا أيها الذين آمنوا).أنتَ مَن نَطَقْتَ بِشهادَةِ ألا إله إلا اللهُ, وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ,قُلتَ ذَلكَ بِلِسَانِكَ واعتقدتَهُ بقلبك وأخلصتَ فيه للهِ!أنت مَنْ يَستَغْفِرُ لكَ المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ:(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا).ألا تعلم أنَّ الأنبياءَ الكرامَ يَستغفرونَ لكَ:(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).أَتَدْرِي لِمَاذا؟لأنَّكَ مَحبُوبٌ عندَ اللهِ وعند عبادِهِ,يقولُ اللهُ تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا). بِإيمَانِكَ بِاللهِ وَعَمَلِكَ الصَّالحَ حُزتَ هذا الشرفَ,فاليَكُنْ تحقيقَ الإيمانِ همُّكَ وشغلُكَ,وَلِتَكُن المُحافَظَةُ على دِينِكِ هُو رَأْسُ مَالِكَ.لقد اخْتَارَكَ اللهُ وَشرَّفكَ بِهذا الوَصْفِ فَاعْرِفْ لهُ قَدْرَهُ,وَتَأمَّلْ قَولَهُ تَعالى:(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ).لأنَّهُمْ اتَّبَعُوا أَهْوَائَهُم فَكَانُوا:(كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا).اتَّبَعُوا الهَوَى وَلَم يتَّبِعُوا الإيمَانَ وَالهُدَى,فَكُنْ قَوِيَّاً بِإيمَانِكَ مُعتزَّاً بِدِينِكَ:كَمَا أَرَادَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ،خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ». أَنتَ يامُؤمِنُ:تُحِبُّ النَّاسَ وَيُحبُّوكَ وَيَأْلَفُوكَ,وَغيرُكَ لا هَذا ولا ذَاكَ,عَلامَةُ صِدْقِ إيمَانِكَ,مَا قَالَهُ نَبِيِّنُا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ».ألا تَعْلَمُ أيُّها المُؤمِنُ المُصَلِّي أنَّكَ فِي نَعِيمٍ تُحسَدُ عَليهِ,أنتَ تَقْرَأُ كلامَ اللهِ تَعَالَى وَتَتَدَبَّرُ مَعَانِيهِ,وَغَيرُكَ مَحرُومٌ بَينَ رِوَايَاتٍ سَاقِطَةٍ,وَمَشَاهِدَ سَافِلَةٍ!فالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ.أنت أيُّها المُؤمِنُ:تُحبُّ لإخوانِكَ مَا تُحبُّهُ لِنَفْسِكَ وَتَكْرَهُ لَهم مَا تَكْرَهَهُ لِنَفْسِك,لا تَظْلِمُ أَحَدَا ولا تَسُبُّ وَلا تَشْتُمُ,دَائِمَا فِي حَاجَةِ إخوانِكَ فَهَنِيئَاً لكَ الإيمانُ والعمَلُ الصَّالِحُ, ألا تَعْلَمُ يا مُؤمِنُ أنَّ فَضْلَ اللهِ عليكَ كَبِيرٌ حتَّى بَعْدَ مَمَاتِكَ كمَا قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ،أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ،أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».فَهَل نَقْدِرُ لِهَذا الوَصْفِ قَدْرَهُ؟ وَنَأْخُذُهِ بِحَقِّهِ؟ قَدْ هَيَّئُوكَ لِأَمْرٍ لَو فَطِنْتَ لَهُ          فَارْبَأ بِنَفْسِكَ أنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ                  اللهم إنا نسألك إيمانا صادقا وعملا متقبلا.اللهم أملئ قلوبنا بحبك وتعظيمك يارب العالمين .

أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إليه إنَّه هو الغفورُ الرَّحِيمُ .

الخطبة الثانية/الحمدُ للهِ يَقضِي بِالحقِّ, وَيهْدِي مَن يشاءُ إلى صِراطٍ مُستَقِيمٍ,نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ,وَنشهدُ أنَّ محمدا عبدُالله وَرسولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ المصيرِ,أمَّا بعدُ:فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ:واعلَمُوا أنَّ الإيمانَ ليسَ بِالتَمنِّي ولا بِالتَّحلِّي وَلكنَّ مَا وَقَرَ فِي القَلْبِ وَصَدَّقَهُ العَمَلُ قَالَ اللهُ تَعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).فالإيمانُ الصَّادِقُ يُنتِجُ قَولا سَدِيداً,وَعَمَلاً صَالِحَاً رَشِيداً,يُنْتِجُ حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ وُحسْنَ الاقتداءِ وَكَمَالَ الإتْبَاعِ.الإيمانُ جِدٌّ وعملٌ,وَصَبْرٌ وَمُثَابَرَةٌ وَمُصَابَرَةٌ, الإيمانُ الصَّادِقُ: حَبْسٌ لِلنَّفس على ما تَكرَهُ مِن الطَّاعَاتِ,وَمَنْعٌ لَها عمَّا تحبُّ مِن المَعَاصِي وَالمَلاهِي!مُتَمَثِّلاً قَولَ الرَّسُولِ الأكْرَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ».وَاللهُ تَعَالى يَقُولُ: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).إذا عرفتَ ذَلِكَ يامُؤمِنَ لَمْ يَبْقَ أَمَامَكَ إلَّا التَّمَسُّكُ بِهذا الإيمانِ العَظِيمِ والعَضِّ عليهِ بالنَّواجِذِ!إي ْ واللهِ:(لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ).فَحَافِظ عَلى دِينِكَ وَإيمَانِكَ فَهُوَ عِزُّكَ وَرَأْسُ مَالِكَ,يَجْمَعُهَا قَولَ اللهِ تَعَالَى:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).فاللهم حَبِّبْ إلينَا الإيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا,وَكَرِّه إلينَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ والعِصْيانَ واجْعَلْنا مِن الرَّاشِدِينَ.اللهم إنا نسألك إيمانا صادقا ولسانا ذاكرا وعملا صالحا متقبلا.ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المشاهدات 1016 | التعليقات 0