(يااا الله ما لنا غيرك يا الله )
عمر الدهيشي
1433/05/13 - 2012/04/05 10:42AM
عباد الله..حين نستمتع بنسائم الصباح ونستقبل يوماً عامراً برزق دار وخير مدرار وأمن في الطرق والدار بين الأهل والأبناء والإخوة والخلاء نغدو ونروح نتبوأ من الأرض حيث نشأ نسعى لطلب رزق لصلة رحم لقضاء حاجات نبني مجداً نشيد ذكراً لا نملك بعد ذلك إلا اللهج بلسان ذاكر وقلب مخبت بالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .. مع استحضار وتذكر من حرموا هذا النعيم واستبدلوا بجحيم يصلونه صباح مساء من انعدام الأمن وشح الغذاء ونضوب الماء تحت لهيب النار وبين أصوات المدافع وطلقات الرصاص وسقوط البنايات وتدمير الآليات واستنشاق رائحة الدم التي طمت وطغت على كل رائحة طيبة وكريهة فرحماك ربي رحماك بالشيوخ الركع والأطفال الرضع والنساء الوضع والشباب العزل فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وقال ﷺ : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)رواه البخاري أي فلا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه وفي رواية (ولا يسلمه في مصيبة نزلت به).
عباد الله..أي قلوب تحمله تلك النفوس البشرية الشرسة ، التي لبست لباس الآدمية وظهرت مظهر الإنسانية إلا أن بداخلها نفوسا مفترسة وقلوبا متوحشة سَبُعيُة الطباع خبيثة الطينة تهارش كل من لا تخافه، لا ترقب في صغير ولا كبير ولا تفرق بين شيخ كبير ولا مريض قعيد أو طفل رضيع، نفوس أشربت روح الانتقام،وغذيت بالكراهية والطغيان فإن لم يردعها إيمان وإسلام وخلق وإحسان ورحمة وعطف فلا أقل من روح وطنية وأخوة عرقية تكفها عن السفه وتردعها عن البطش الذي أعمها وأصمها وأبكمها، ولكنه الطغيان الذي أعمها والإسراف الذي أنساها والعدوان الذي أطغاها (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ولكن عزاءنا أن سنة الله باقية وعادته سبحانه بهتك أستار الظالمين معلومة (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون). وقال تعالى(الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبا المرصاد).
عباد الله..وإن تعجب فعجب حال أولئك الأبطال،والثلة الرجال ،الذين لم تردعهم قوة الظلمة وصلف الأعداء مع قلة حيلتهم وضعف عتادهم وسعة جرحهم الغائر، إلا أنهم وإن كانوا قلة في العدد وضعفاً في العُدَد فلهم قوة في المدد ،وثبات من الله الواحد الأحد (كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) فالقوة الحقيقة والزاد النافذ هي قوة القلب وثبات الفؤاد والتعلق بالله وحده،وإن تكالب الأعداء وتنوع البلاء،وهذا حال الإيمان والتصديق إذا خالط بشاشة القلوب وتغلغل في النفوس،كما قال هرقل عندما سأل أبا سفيان إذ كان كافراً عن أتباع الرسول الله ﷺ (أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟قال : لا، فقال: وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب)رواه البخاري،فكم سمعنا ورأينا تلك الدعوات والهتافات من أولئك القوم (ما لنا غيرك يا الله) والله إنها لتهز الفؤاد ويرتعد لها الجسد لصدقها وخلوصها ودلالاتها وقد قال ﷺ (ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) رواه الترمذي.
عباد الله..إذا التقى الصفان ورفعة الرايات وتمايزت الصفوف واستبان الحق من الباطل ،فليس هناك عودة إلى الوراء ورجوع القهقرى بدعوى التمني أو بحجة التريث أو الإرجاف بتداول الحيلة الشيطانية والمكيدة الأبليسية (لو فعلوا كذا لكان كذا) سواء بالقلم أو اللسان أو عبر الوسائل المقروءة أو المرئية فإن لو تفتح عمل الشيطان كما قال عليه الصلاة والسلام، وقد روي في الحديث (ما من امرئ مسلم يخذل أمرأً مسلما في موضع ينتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ؛ إلا خذله الله – تعالى – في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص من عرضه وينتهك فيه من حرمته ؛ إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) رواه المنذري وله شواهد. وقد قال لقمان الحكيم : إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصَّبِر وأحر من الجمر،وفي الهدي النبوي (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) . فلنحذر التثبيط والتبطيأ بالقول أو الفعل، فإن للكلمة أثراً وللقول صدى، ولتتوحد الكلمة ويتكاتف العطاء وتتضاعف الدعوات ، ويزداد البذل الحسي والمعنوي،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) أقول ما تسمعون وأستغفر..
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فاتقوا الله حق التقوى
عباد الله..إن التعلق بالأشخاص أو الحكومات بالدول والاعتماد عليهم وتسليم الشؤون الكلية إليهم من الحمق والضلال ،فالأشخاص والجماعات والدول تبحث عن مصلحتها وما يكون فيه خيرها ونفعها ولا لوم عليها، ولن تكون أو يكون أحرص عليك من نفسك وصالح أمرك،فالكيس والعاقل من علق قلبه بالله تعالى واعتمد على ربه واستعان بالله تعالى ثم بخلق الله تعالى على ما يستطيعون ويقدرون، واجتهد في الأسباب المعينة للقيام بما يصلح الحال ويحسن المآل، فالصديق قد يكون عدواً والحبيب قد يتحول بغيضاً وفي وصايا النبي صلى لابن عباس رضي الله عنهما (وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)رواه الترمذي.
عباد الله.. مع شدة البأس وضيق الحال بإخواننا في الشام إلا أن الفرج قريب والنصر قادم بإذن الله متى ما علقت القلوب بالله تعالى وتظافرت الجهود فبزوغ الفجر الذي يبدد الظلام ويسفر عن كون كله نور وضياء لا يأتي إلا بعد غلس الليل وشدة ظلمته (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) ويقول تعالى (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) وما البطش الأخير والعمى الحاصل من النظام النصيري في استمرار آلة القتل وتزايد أعداد القتلى إلا صحوة الموت التي يعقبها زوال واضمحلال بإذن الله، هذا وإن بشائر الخير تتوالى وإن كانت مع شدة ومسغبة إلا أن ما عاناه أهل الشام من النظام النصيري طيلة عقود خمسة ماضية أضعاف أضعاف فاللهم اربط على قلوب أهلنا في الشام وثبت أقدامهم وأنزل السكينة عليهم وأفرغ عليهم الصبر إفراغا اللهم احفظ نساءهم وأطفالهم وأعراضهم اللهم مدهم بجند من جندك يا قوي يا عزيز. هذا وصلوا وسلموا..
عباد الله..أي قلوب تحمله تلك النفوس البشرية الشرسة ، التي لبست لباس الآدمية وظهرت مظهر الإنسانية إلا أن بداخلها نفوسا مفترسة وقلوبا متوحشة سَبُعيُة الطباع خبيثة الطينة تهارش كل من لا تخافه، لا ترقب في صغير ولا كبير ولا تفرق بين شيخ كبير ولا مريض قعيد أو طفل رضيع، نفوس أشربت روح الانتقام،وغذيت بالكراهية والطغيان فإن لم يردعها إيمان وإسلام وخلق وإحسان ورحمة وعطف فلا أقل من روح وطنية وأخوة عرقية تكفها عن السفه وتردعها عن البطش الذي أعمها وأصمها وأبكمها، ولكنه الطغيان الذي أعمها والإسراف الذي أنساها والعدوان الذي أطغاها (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ولكن عزاءنا أن سنة الله باقية وعادته سبحانه بهتك أستار الظالمين معلومة (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون). وقال تعالى(الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبا المرصاد).
عباد الله..وإن تعجب فعجب حال أولئك الأبطال،والثلة الرجال ،الذين لم تردعهم قوة الظلمة وصلف الأعداء مع قلة حيلتهم وضعف عتادهم وسعة جرحهم الغائر، إلا أنهم وإن كانوا قلة في العدد وضعفاً في العُدَد فلهم قوة في المدد ،وثبات من الله الواحد الأحد (كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) فالقوة الحقيقة والزاد النافذ هي قوة القلب وثبات الفؤاد والتعلق بالله وحده،وإن تكالب الأعداء وتنوع البلاء،وهذا حال الإيمان والتصديق إذا خالط بشاشة القلوب وتغلغل في النفوس،كما قال هرقل عندما سأل أبا سفيان إذ كان كافراً عن أتباع الرسول الله ﷺ (أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟قال : لا، فقال: وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب)رواه البخاري،فكم سمعنا ورأينا تلك الدعوات والهتافات من أولئك القوم (ما لنا غيرك يا الله) والله إنها لتهز الفؤاد ويرتعد لها الجسد لصدقها وخلوصها ودلالاتها وقد قال ﷺ (ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) رواه الترمذي.
عباد الله..إذا التقى الصفان ورفعة الرايات وتمايزت الصفوف واستبان الحق من الباطل ،فليس هناك عودة إلى الوراء ورجوع القهقرى بدعوى التمني أو بحجة التريث أو الإرجاف بتداول الحيلة الشيطانية والمكيدة الأبليسية (لو فعلوا كذا لكان كذا) سواء بالقلم أو اللسان أو عبر الوسائل المقروءة أو المرئية فإن لو تفتح عمل الشيطان كما قال عليه الصلاة والسلام، وقد روي في الحديث (ما من امرئ مسلم يخذل أمرأً مسلما في موضع ينتهك فيه حرمته ، وينتقص فيه من عرضه ؛ إلا خذله الله – تعالى – في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص من عرضه وينتهك فيه من حرمته ؛ إلا نصره الله في موطن يحب نصرته) رواه المنذري وله شواهد. وقد قال لقمان الحكيم : إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصَّبِر وأحر من الجمر،وفي الهدي النبوي (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) . فلنحذر التثبيط والتبطيأ بالقول أو الفعل، فإن للكلمة أثراً وللقول صدى، ولتتوحد الكلمة ويتكاتف العطاء وتتضاعف الدعوات ، ويزداد البذل الحسي والمعنوي،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) أقول ما تسمعون وأستغفر..
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فاتقوا الله حق التقوى
عباد الله..إن التعلق بالأشخاص أو الحكومات بالدول والاعتماد عليهم وتسليم الشؤون الكلية إليهم من الحمق والضلال ،فالأشخاص والجماعات والدول تبحث عن مصلحتها وما يكون فيه خيرها ونفعها ولا لوم عليها، ولن تكون أو يكون أحرص عليك من نفسك وصالح أمرك،فالكيس والعاقل من علق قلبه بالله تعالى واعتمد على ربه واستعان بالله تعالى ثم بخلق الله تعالى على ما يستطيعون ويقدرون، واجتهد في الأسباب المعينة للقيام بما يصلح الحال ويحسن المآل، فالصديق قد يكون عدواً والحبيب قد يتحول بغيضاً وفي وصايا النبي صلى لابن عباس رضي الله عنهما (وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)رواه الترمذي.
عباد الله.. مع شدة البأس وضيق الحال بإخواننا في الشام إلا أن الفرج قريب والنصر قادم بإذن الله متى ما علقت القلوب بالله تعالى وتظافرت الجهود فبزوغ الفجر الذي يبدد الظلام ويسفر عن كون كله نور وضياء لا يأتي إلا بعد غلس الليل وشدة ظلمته (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) ويقول تعالى (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) وما البطش الأخير والعمى الحاصل من النظام النصيري في استمرار آلة القتل وتزايد أعداد القتلى إلا صحوة الموت التي يعقبها زوال واضمحلال بإذن الله، هذا وإن بشائر الخير تتوالى وإن كانت مع شدة ومسغبة إلا أن ما عاناه أهل الشام من النظام النصيري طيلة عقود خمسة ماضية أضعاف أضعاف فاللهم اربط على قلوب أهلنا في الشام وثبت أقدامهم وأنزل السكينة عليهم وأفرغ عليهم الصبر إفراغا اللهم احفظ نساءهم وأطفالهم وأعراضهم اللهم مدهم بجند من جندك يا قوي يا عزيز. هذا وصلوا وسلموا..