﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾
محمد البدر
1441/12/16 - 2020/08/06 06:40AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ﴾.وَقَالَ تَعَالَى :﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ إن الحياة كلها ابتلاء بخيرها وشرها، والمصائب والمشاكل من جملة ما يعرض للإنسان في هذه الدنيا إما ابتلاء لصبره ورضاه بمقدور ربه أو رفعه لدرجاته، وإما عقاب وتنبيه له. يَقُولُ الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَاز – يرَحِمَهُ اللهُ: قد يقع هذا عقوبة، وقد يقع ابتلاء وامتحان؛ ليرفع الله درجاته، قال جل وعلا: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ﴾..﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ﴾هذا كثير يقع بسبب كسب اليد، قد يفعل أشياء تسبب المصيبة، وقد تنزل المصيبة لحكمة بالغة كما يقع للأنبياء وغير الأنبياء؛ ليرفع الله درجاتهم ويعظم أجورهم سبحانه وتعالى، ولهذا يَقُولُ ﷺ: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ »وفي الحَدِيْثِ: « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ » اللهم صل على محمد، فالعبد يصاب بمصيبة من غير سيئة، بل ليرفع الله درجاته ويعظم أجره، إن عظم الجزاء مع عظم البلاء..إنتهى كلامه.
عِبَادَ اللَّهِ : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الطَّاعُونِ ، فَأَخْبَرَنِي:«أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، لَيْسَ مِنَ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُصِيبُهُ إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ، إِلا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ الجميع يعلم أن الحياة الدنيا مليئة بالأمراض والعلل والمصائب والأحزان والمتاعب، وفي الماضي ابتُليت البشرية بأوبئة حصدت ملايين الأرواح، مثل الطاعون والجدري وداء الكوليرا والإيدز وإيبولا و سارس وأنفلونزا الخنازير وغيرها وفي هذا العام 1441هـ انزل الله على عباده في كل العالم دون استثناء جائحة (كورونا المستجد) ولن ترفع الا بإذن الله فادعوا الله أن يصرفها عنا وعن المسلمين ....أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ لا بد أن نتحلى بالصبر والمحافظة على الصلاة والإلحاح في الدعاء واحتساب الأجر والثواب من الله جل وعلى وأن نلجأ إلى الله في كل الملمات وأن نعلم أن كل ما أصابنا هو خير وكفارة قَالَ ﷺ:« قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، وَأَبْشِرُوا فَإِنْ كُلَّ مَا أَصَابَ الْمُسْلِمَ كَفَّارَةٌ لَهُ حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا أَوِ النَّكْبَةُ يُنْكَبُهَا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ ﷺ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمِّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمِّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلاَّ كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
الا وصلوا ..
المرفقات
وَنَبْلُوكُمْ-بِالشَّرِّ-وَالْخَيْر
وَنَبْلُوكُمْ-بِالشَّرِّ-وَالْخَيْر