وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائ
محمد البدر
1439/03/05 - 2017/11/23 22:48PM
الخطبة الأولى:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ :قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوني يُحبِبْكُمُ اللهُ وَيَغفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لاَ يَجِدُوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيمًا ﴾.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ :بَيَّنَتِ الآيات السابقة وَغَيرُها أَنَّ حَقَّ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِيمَانُ بِهِ وَاتِّبَاعُهُ وَطَاعَتُهُ، وَتَحكِيمُهُ وَرَدُّ مَا يُتَنَازَعُ فِيهِ إِلَيهِ، وَالرِّضَا بِحُكمِهِ وَالتَّسلِيمُ لَهُ، وَتَعزِيرُهُ وَتَوقِيرُهُ وَنَصرُهُ، وَالصَّلاةُ عَلَيهِ وَالتَّسلِيمُ، وَمَحَبَّتُهُ وَتَقدِيمُهُ على النَّفسِ وَالأَهلِ وَالمَالِ ،ولا شَكَّ أَنَّ أَهَمَّ تِلكَ الحُقُوقِ وَأَعظَمَهَا وَالذي هُوَ في الحَقِيقَةِ نَاتِجُهَا وَثَمَرَتُهَا وَلُبُّها وَالدَّلِيلُ وَالبُرهَانُ على الصِّدقِ فِيهَا - إنما هو طَاعَتُهُ وَامتِثالُ أَمرِهِ، وَذَلِكَ الحَقُّ هُوَ أَعظَمُ حُقُوقِ الرُّسُلِ التي جَعَلَهَا اللهُ لهم مِن لَدُنْ نُوحٍ إلى محمدٍ عليهم الصلاةُ والسلامُ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَرسَلنَا مِن رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذنِ اللهِ﴾.
عِبَادَ اللهِ : اعلَمُوا أَنَّهُ لا يجوزُ لأَحَدٍ وَلا يَحِلُّ لِمُؤمِنٍ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَن يَأتيَ فَيَزعُمَ أَنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيئًا فَوقَ هَذَا، مُدَّعِيًا أَنَّهُ يُحِبُّهُ وَيُجِلُّهُ وَيُوَقِّرُهُ، كَمَا يَفعَلُهُ بَعضُ مَن بُلُوا بِإِحيَاءِ البِدَعِ وَإِمَاتَةِ السُّنَنِ من الرَّافِضَةِ المَخذُولِينَ أَوِ الصُّوفِيَّةِ المُخَرِّفِينَ مِن غُلُوٍّ في أَهلِ البَيتِ والذينَ يُقِيمُونَ في مِثلِ هَذِهِ الأَيَّامِ مَا يُسَمَّى بِالمَولِدِ النَّبَوِيِّ، حَيثُ يُنشِدُونَ الأَشعَارَ الشِّركِيَّةَ، وَيَتَغَنَّونَ بِالمَدَائِحِ الكُفرِيَّةِ، وَيَستَغِيثُونَ بِالرَّسُولِ، وَيَسأَلُونَهُ قَضَاءَ الحَاجَاتِ، أَو يَرجُونَهُ لِشِفَاءِ الأَمرَاضِ أَو تَفرِيجِ الكُرُبَاتِ، أَو أُولَئِكَ الذين يَستَقبِلُونَ قَبرَهُ وَيَطلُبُونَهُ الشَّفَاعَةَ لهم أَو يَتَوَسَّلُونَ بِهِ.
عِبَادَ اللهِ : كَانَت حَيَاتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطبِيقًا عَمَلِيًّا لِلتَّوحِيدِ الخَالِصِ، وَتَعلِيمًا لِصَفَاءِ العَقِيدَةِ، وَدَعوَةً إِلى سَلامَةِ القَصدِ، وَنهيًا عَنِ الشِّركِ وَالكُفرِ، وتَحذِيرًا مِنَ الغُلُوِّ فِيهِ عليه الصلاةُ والسلامُ؛عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ لا تَجعَلْ قَبرِي وَثَنًا يُعبَدُ ، اِشتَدَّ غَضَبُ اللهِ على قَومٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِم مَسَاجِدَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«لا تُطرُوني كَمَا أَطرَتِ النَّصَارَى ابنَ مَريم، فَإِنما أَنَا عَبدٌ، فَقُولُوا: عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ قُل يَا أَهلَ الكِتَابِ لاَ تَغلُوا في دِينِكُم غَيرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهوَاءَ قَومٍ قَد ضَلُّوا مِن قَبلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾.
وَلَمَّا أَمَرَنَا اللهُ سُبحَانَهُ أَن نَسأَلَهُ في كُلِّ صَلاةٍ أَن يَهدِيَنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ المُغَايِرِينَ لِلمَغضُوبِ عَلَيهِم وَلِلضَّالِّينَ - كان ذَلِكَ ممَّا يُبَيِّنُ أَنَّ العَبدَ يُخَافُ عَلَيهِ أَن يَنحَرِفَ إِلى هَذِينِ الطَّرِيقَينِ، وَقَد وَقَعَ ذَلِكَ كَمَا أَخبرَ بِهِ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كَانَ قَبلَكُم حَذوَ القُذَّةِ بِالقُذَّةِ، حتى لَو دَخَلُوا جُحرَ ضَبٍّ لَدَخَلتُمُوهُ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَن» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
أقول قولي هذا....
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ : اعلَمُوا أًنَّ مَا يُقِيمُهُ بَعضُ الجُهَّالِ في الثَّاني عَشَرَ مِن شَهرِ رَبيعٍ الأَوَّلِ مِن كُلِّ عَامٍ ممَّا يُسَمُّونَهُ عِيدَ المَولِدِ النَّبَوِيِّ لَهُوَ مِن جُملَةِ الأَعمَالِ المُحدَثَةِ المَردُودَةِ، وَالتي لَو كَانَت خَيرًا لَسَبَقَنَا إِلَيهَا سَلَفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَإِنَّهُم كَانُوا أَشَدَّ مِنَّا مَحَبَّةً لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعظِيمًا لَهُ، وَهُم عَلَى الخَيرِ أَحرَصُ وَإِلى البِرِّ أَسبَقُ، وَلَكِنَّهُم عَلِمُوا أَنَّ مَحَبَّتَهُ عليه الصلاةُ والسلامُ وَتَعظِيمَهُ في مُتَابَعَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمرِهِ وَإِحيَاءِ سُنَّتِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَنَشْرِ مَا بُعِثَ بِهِ وَالجِهَادِ عَلَى ذَلِكَ بِالقَلبِ وَاليَدِ وَاللِّسَانِ، فَعَمِلُوا بِذَلِكَ وَسَارُوا عَلَيهِ.
ألا وصلوا عبادالله ...
أسامة كمال ساحلي
جزاك الله خيرا
تعديل التعليق