وَمَضَى رَمَضَانُ.!

بندر المقاطي
1435/09/26 - 2014/07/23 15:06PM
وَمَضَى رَمَضَانُ.!
جامع عمر t 27/9/1435هـ
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ الذِي تَفرَّدَ بالكبرياءِ والكمال، وتوحَّد بالبقاءِ والعزِّ الذي لا نفادَ له ولا زوال، فسبحانهُ من إلهٍ أتمَّ على عبادهِ النِّعمة، وكتبَ على نفسهِ الرحمة، نَحْمَدُهُ وَنَشْكُرُهُ عَلَى أنْ هدانا للإسلام، وَمَنَّ علينا بالصيامِ والقيام، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الكبيرُ المُتعال، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المبعوثُ بأكملِ شريعةٍ وأشرفِ الخِصَال، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، صلاةً تَتَجَدَدُ بالغُدوِّ والآصَال، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (. أَمَّا بَعْدُ يَا عِبَادَ الله:

فَأُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَزَّ، اتَقُوهُـ فَإِنَّ تَقْوَاهُ هِيَ سَبِيْلُ الصَّلاحِ وَالمَغْفِرَةِ، وَطَرِيْقُ الفَلاحِ وَالنَّجَاةِ وَالفَوزِ العَظِيْمِ، التَّقْوَى نَجَاةٌ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَالنِّيْرَانِ، وَفَوزٌ بِجَنَاتِ الرَبِّ وَالرِّضْوَانِ، وَاعْتَبِرُوا مِنْ تَصَرُمِ اللَّيَالِي وَالأَيْامِ، فَأَيَامُنَا تَمْضِي سِرَاعاً، وَلَيَالِيْنَا تَنْقَضِي خِفَافاً، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ عَلَيْنَا، كُلَّمَا قَلَّتْ أَعْمَارُنَا، وَدَنَتْ آجَالُنَا، يَا ابْنَ آدَمْ إِنَمَا أَنْتَ أَيْامٌ، كُلَّمَا مَضَى يَوْمٌ مَضَى بَعْضُكَ.!
أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:
مَضَتْ الأَيْامُ تِلْوَ الأَيْامِ، وَهَاهُوَ شَهْرُنَا قَدْ أَزِفَ عَلَى الرَّحِيلِ وَالانْصِرَامِ، تَلَذَّذَ فِيْهِ المُصَلُّونَ بِالقِيَامِ، وَاسْتَمْتَعَ فِيْهِ الصَّابِرُونَ بِالصِّيَامِ، فَهَكَذَا هِيَ الدُّنْيَا وَالأَيْام، سُطُوعٌ وَأُفُولٌ، ابْتِدَاءٌ وَانْقِضَاءٌ، أَنْوَارٌ وَظَلامٌ.!
إِنَّ فِي رَمَضَانَ عِبْرَةً لِمَنِ اعْتَبَرَ.. فِي بِدَايَتِهِ وَنِهَايَتِهِ.. وَفِي لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ.. وَفِي اخْتِلَافِ عَمَلِ النَّاسِ فِيهِ.. بَيْنَ صَائِمٍ وَمُفْطِرٍ، وَقَائِمٍ وَنَائِمٍ، وَقَارِئٍ وَلَاهٍ، وَجَادٍّ وَعَابِثٍ.. عَاشُوا الشَّهْرَ نَفْسَهُ، وَقَضَوُا الْوَقْتَ عَيْنَهُ، وَلَكِنْ شَتَّانَ بَيْنَهُمَا )وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(.
إِنَّ أُنَاسًا جَدُّوا وَاجْتَهَدُوا وَتَعِبُوا فِي رَمَضَانَ، وَمَنَعُوا أَنْفُسَهُمْ زُورَ الْمَجَالِسِ، وَفُضُولَ الْمُخَالَطَةِ، وَلَغْوَ الْكَلَامِ، وَحَبَسُوهَا عَلَى صَالِحِ الْأَعْمَالِ.. وَإِنَّ أُنَاسًا آخَرِينَ.. مَا تَرَكُوا فِي رَمَضَانَ بَابًا مِنَ التَّرْفِيهِ إِلَّا أَتَوْهُ، وَلَا مَجْلِسًا لِلَّغْوِ وَالزُّورِ وَالْإِثْمِ إِلَّا حَضَرُوهُ، وَلَا طَرِيقًا لِاكْتِسَابِ الْآثَامِ إِلَّا سَلَكُوهُ.. ثُمَّ مَاذَا بَعْدُ؟!
مَضَى رَمَضَانُ عَلَى الْفَرِيقَيْنِ يَوْمًا بِيَوْمٍ، وَلَيْلَةً بِلَيْلَةٍ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ.. وَبَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ يُخْتَمُ عَمَلُ رَمَضَانَ، وَلَا تُفَضُّ صَحِيفَتُهُ إِلَّا يَوْمَ الْحِسَابِ، لِيَرَى كُلُّ عَامِلٍ مَا عَمِلَ، فَإِمَّا وَجَدَ خَيْرًا يَسُرُّه وَيَنْفَعُهُ، وَإِمَّا وَجَدَ شَرًّا يَسُوءُهُ وَيَضُرُّهُ.
لَا تَبْقَى مَشَقَّةُ الطَّاعَةِ، وَلَا لَذَّةُ الْمَعْصِيَةِ، يَزُولُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي وَقْتِهِ، وَيَبْقَى الْأَثَرُ وَالنَّتِيجَةُ، وَتُكْتَبُ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ.
عِبَادَ الله:
إِنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَمِنَّتِهِ عَلَيْنَا، أَنْ شَرَعَ لَنَا وَهُوَ الكَرِيْمُ فِي خِتَامِ شَهْرِنَا، عِبَادَاتٍ جَلِيْلَةٍ يَزْدَادُ بِهَا إِيمَانُنَا، وَتَكْمُلُ بِهَا عِبَادَاتُنَا، وَتَتِمُّ بِهَا النِّعْمَةُ عَلَيْنَا، وَهِيَ الاسْتِغْفَارُ وَالتَّكْبِيْرُ وَزَكَاةُ الفِطْرِ وَصَلاةُ العِيْدِ.
فَالاسْتِغْفَارُ يَرْفَعُ خَلَلَ التَّقْصِيرِ وَيَمحُو الأَوْزَارَ، وَيُرقِّعُ مَا تَخَرَقَ مِنَ الصِّيَامِ بِاللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَالاسْتِغْفَارُ يَكُونُ فِي خِتَامِ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ كُلِّهَا.
وَأَمَا التَّكْبِيرُ فَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: )وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّروا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(، أَيْ: عَلَى مَا وَفَقَكُمْ اللهُ لَهُ مِنَ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الطَّاعَاتِ فِي هَذَا الشَّهْرِ، وَمِنْ صِيَغِ التَّكْبِيْرِ: (اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، وَللهِ الحَمدُ(.
يَبْدَأُ مِنْ غُرُوْبِ الشَّمْسِ لَيْلَةَ العِيْدِ، وَحَتَى صُعُودِ الإِمَامِ عَلَى المِنْبَرِ لِخُطْبَةِ العِيْدِ، يَجْهَرُ بِهِ الرِّجَالُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالأَسْواقِ وَالبُيُوتِ، وَالنِّسَاءُ يُكَبِرْنَّ سِرَاً.
وَقَدْ فَرَضَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا زَكَاةَ الْفِطْرِ، وَأَوْجَبَهَا عَلَيْنَا، وَهِيَ زَكَاةُ أَبْدَانِنَا بِأَنْ أَبْقَانَا اللهُ تَعَالَى حَوْلًا كَامِلًا، وَهِيَ تُرَقِّعُ مَا تَخَرَّقَ مِنْ صِيَامِنَا، وَتَنْفَعُ الْمَسَاكِينَ مِنْ إِخْوَانِنَا المسلمين؛ كَمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ y قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللهِ e زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَمِقْدَارُهَا صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ، فَفِي الصَّحِيْحَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ y قَالَ: (فَرَضَ رَسُولُ اللهِ e زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ) أخرجه الشيخان، وَيُسْتَحَبُ إِخْرَاجُهَا عَنِ الحَمْلِ الذِي فِي بَطْنِ أُمِّهِ.
وَالصَّاعُ يُسَاوِي ثَلاثَةَ كِيْلُوَاتٍ تَقْرِيبَاً، وَلا يَجُوزُ إِخْرَاجُ زَكَاةُ الفِطْرِ نَقْداً، بَل يَجِبُ أَنْ تَكُونُ طَعَاماً يُؤْكَلُ مِنْ غَالِبِ قُوتِ أَهْلِ البَلَد، وَإِخْرَاجُهَا عِنْدَنَا الآنَ مِنَ الأَرُزِّ هُوَ الأَفْضَلُ.
وَالخَدَمُ وَالسَّائِقِينَ الأَصْلُ أَنَّ زَكَاتَهُمْ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ أَخْرَجَ أَهْلُ البَيْتِ الزَّكَاةَ عَنْهُمْ فَلا بَأْسَ بِذَلِكَ، والأفضَلُ أَنْ تُدفَعَ الزَّكَاةُ فِي المَكَانِ الَّذِي يَأْتِيْكَ الفِطْرُ وَأَنْتَ فِيْهِ، ولَوْ أَخْرَجْتَهَا فِي بَلَدِكَ الأَصْلِيِّ جَازَ.
وتُؤَدَّى زكاةُ الفطرِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ، لِحَدِيْثِ ابْنِ عُمَرَ y: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e أَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ)، وَيَجُوزُ تَقْدِيمُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، وَلا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا بَعْدَ الصَّلاة، فِإِنْ أَخَّرَهَا بَعدَ الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يَقْضِيْهَا مَعَ الإِثْمِ.
وَصَلاةُ العِيْدُ هِيَ شَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ تعالى, يَخْرُجُ الْمُسْلِمُونَ أَجْمَعُونَ إِلَى مُصَلَّى الْعِيدِ، مُكَبِّرِينَ مُهَلِّلِينَ تَعَبُّدَاً للهِ وَاتِّبَاعَاً لِرَسُولِهِ e، وهي فَرْضُ كِفَايَةٍ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا صَلَّاهَا البَعْضُ سَقَطَ الإِثْمُ عَنِ البَاقِينَ عَلَى الرَّاجِحِ، وَالقَولُ بِأَنَّهَا فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ قَولٌ قَوِيٌّ، يَنْبَغِي عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا وَلا يُفَوِّتَ عَلَى نَفْسِهِ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَلا يَتَخَلَّفَ عَنْهَا إِلا بِعُذْرٍ.
وَيُسَنُّ للمُؤْمِنِ قَبْلَ خُرُوْجِهِ لِصَلاةِ العِيْدِ، أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَتَنَظَّفَ، وَيَلْبَسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَيَمَسَّ مِنْ أَجْوَدِ طِيْبِهِ، وَيُسَنُّ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى تَمَرَاتٍ يُوْتِرُهُنَّ.
وَصَلاةُ العِيْدِ لَيْسَ لَهَا صَلاةٌ نَافِلَةٌ، لا قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا، فِإِنْ كَانَتْ فِي مُصَلَّى جَلَسَ، وَإِنْ كَانَتْ فِي مَسْجِدٍ فِإِنَّهُ يُصَلِّي تَحِيَةَ الْمَسْجِدِ، وَيَنْشَغِلُ بِالذِّكْرِ وَالتَّكْبِيْرِ وَالدُّعَاءِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، حَتَى دُخُوْلِ الإِمَامِ.
وَمَنْ فَاتَهُ شَيءٌ مِنَ الصَّلاةِ قَضَاهُ، وَمَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ العِيْدِ كَامِلَةً فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ.

فاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَلاتَنَا وَصِيَامَنَا وَصَالِحَ أَعْمَالِنَا، واجْعَلْنَا مِمَّنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إِيمَانَاً وَاحْتِسَابَاً، وَاجْعَلْنَا مِمَنْ كَتَبْتَهُمْ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيةُ
الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه. أَمَّا بَعْدُ:
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ.. )وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ(.. وَامْلَئُوا قُلُوبَكُمْ بِتَعْظِيمِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِهِ، وَرَجَاءِ رَحْمَتِهِ، وَالْخَوْفِ مِنْ عَذَابِهِ؛ فَإِنَّ رَبَّكُمْ عِنْدَ ظَنِّ عِبَادِهِ بِهِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:
لِنَجْعَلْ حَيَاتَنَا كُلَّهَا رَمَضَانَ، وَلْنُحْسِنْ خِتَامَ هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَلَعَلَّنَا لَا نُدْرِكُ أَمْثَالَهَا، وَلْنُكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، وَلْنَسْأَلِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الْعَفْوَ وَالْقَبُولَ وَالغُفْرَانَ.
فَفِي آخِرِ الشَّهْرِ.. يَا لَيْتَ شِعْرِي مَنِ الْمَقْبُولُ مِنَّا فَنُهَنِيْهِ، وَمَنِ الْمَحْرُومُ فَنُعَزِيْهِ، أَيُّهَا الْمَقْبُولُ هَنِيْئَاً لَكَ.. وَيَا أَيُّهَا الْمَحْرُومُ جَبَرَ اللهُ كَسْرَكَ..
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ، أَنْ تَجْمَعَنَا فِي مِثْلِهِ فَبَارِكْ لَنَا فِيْهِ، وَإِنْ قَضَيْتَ بِقَطْعِ آجَالِنَا وَمَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَأَحْسِنِ الخِلافَةَ عَلَى بَاقِيْنَا، وَأَوْسِعِ الرَّحْمَةَ عَلَى مَاضِيْنَا، وَعُمَنَّا جَمِيْعَاً بِرَحْمَتِكَ وَغُفْرَانِكَ، وَاجْعَلِ الْمَوْعِدَ بَحْبُوحَةَ جَنَّاتِكَ وَرِضْوَانِكَ.
عَسَى وَعَسَى مِنْ قَبْلِ التَّفَرُقِ إِلى كُلِّ مَا نَرْجُو مِنَ الخَيْرِ نَلْتَقِي
فَيُجبَرُ مَكسُـــــورٌ وَيُقبَلُ تَائبٌ وَيُعتَقُ خَطَـــــــاءٌ وَيَسْعَدُ مَنْ شَقِـي
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَنْ قَبِلْتَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ.. وَأَسْعَدْتَهُ بِطَاعَتِكَ فَاسْتَعَدَّ لِمَا أَمَامَهُ.. وَغَفَرْتَ زَلَــلَهُ وَإِجْرَامَهُ.. بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ..
أَيُّهَا المُؤْمِنُونُ: صلوا وسلموا على محمد..
فإنَّ الله قد أمركم بالصلاة والتسليم عليه، فقال في محكم تنزيله: )إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(.
فاللَّهُمَّ صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن أصحابه الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وأذلَّ الشركَ والمشركين.
اللَّهُمَّ كُنْ لِإِخْوَانِنَا الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي غَزَّةَ وسوريا وفي كل مكان, اللَّهُمَّ انصرهم واحْفَظْ دِمَاءَهُمْ، اللَّهُمَّ احْفَظْ أَمْوَالَهُمْ وَأَعْرَاضَهُمْ, اللَّهُمَّ عليك بعَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ رُدَّ كَيْدِ الْيَهُودِ الْغَاصِبِينَ فِي نُحُورِهِمْ، يا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ لِلْحُكْمِ بِكِتَابِكَ وَالْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ, وَوَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا خَاصَّةً لِكُلِّ خَيْرٍ, اللَّهُمَّ خُذْ بِأَيْدِيهِمْ لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ عَلَيْنَا دِينَنَا وَأَمْنَنَا وَاسْتِقْرَارَنَا.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلادَنَا ومُقَدَّسَاتِنَا أَوْ أَرَادَ وُلَاةَ أَمْرِنَا وعُلَمَاءَنَا أَوْ أَرَادَ شَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ، واجعلْ تدبيرهُ في تدميره.
اللَّهُمَّ اشْرَحْ صُدُورَنَا لِطَاعَتِكَ وَأَعِنَّا عَلَى أَنْفُسِنَا.
اللَّهُمَّ اهْدِنَا لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ لا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّءَ الأَخْلاقِ لا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْت.
رَبَّنَا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين..
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ الله:
) ..اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا (
الأحزاب 41-42.
المرفقات

وَمَضَى رَمَضَانُ.!.doc 2معدلة.doc

وَمَضَى رَمَضَانُ.!.doc 2معدلة.doc

المشاهدات 3225 | التعليقات 5

وَمَضَى رَمَضَانُ.!
مرفق ملف وورد

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/4/4/0/3/وَمَضَى%20رَمَضَانُ.!.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/4/4/0/3/وَمَضَى%20رَمَضَانُ.!.doc


المراجع التي اقتبستُ واستفدتُ منها:
1. دروس في رمضان لفضيلة الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله.
2. مثبــت: خطبة 27-9-1435 رمضان والدنيا إبراهيم بن محمد الحقيل
3. دروس الشهر بعد صلاة العصر للشيخ/ حميد بن محمد الحميد


جزاك الله خيرا


وأنت كذلك يا شيخ شبيب جزاك الله من الخير أوفره،،


http://www.youtube.com/watch?v=RE721V2cIU0&list=UUDjBy7BsRgPvV6iyw0o5cBg