وليس الذكر كالأنثى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ إخوة الإيمان والعقيدة .. اعلموا أن الله تعالى خلق الزوجينِ الذكرَ والأنثى، وميّز بينهما قَدَرَاً وشرعاً، فلمّا كانتِ المرأةُ محِلّاً للحمْلِ والوِلادةِ والرضاع، وتربيةِ الأطفالِ ورعايةِ البيتِ والأُسرة، التي هي نَواةُ المجتمعِ وأساسُه، جعل فِطْرَتَها وتركيبَها وخصائِصَها النفسيةَ، مناسبةً لهذهِ الوظائفِ التي لا يمكنُ للرجلِ القيامُ بها، وأحلَّ لها أشياءَ حرَّمها على الرجل لأنها تناسب المرأة ولا تصلح للرجل، وحرّمَ عليها أشياءَ أحلّها للرجل، لأنها تصلحُ للرجل ولا تصلحُ للمرأة،  ولما كان الرجلُ محِلّاً للقيامِ على المرأة، ومطلوباً منه الإنفاقُ على الأُسرة، مُكلَّفاً بالجمعةِ والجماعةِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ جعلَ اللهُ خِلْقَتَهُ وطبيعتَهُ مناسبةً لهذه التكاليف، وأَحلَّ لهُ وحرّمَ عليهِ ما اقتضتْهُ مَشيئتُه وحِكْمَتُهُ سبحانه. ومن حِكَمِ هذا التفريقِ القَدَرِي والشَّرْعِيِّ أن يتميزَ أحدُ الجنسينِ عن الآخَرِ، ليكونَ كلُّ واحدٍ منهما في مكانهِ اللائقِ به، قائماً بالوظيفةِ التي هُيّئَ لها قَدَرَاً، قائماً بالتكاليفِ التي كُلِّفَ بها شَرْعاً. ولترسيخِ التمييزِ بينهما حُرِّمَ على الرجلِ أن يتشبَّهَ بشيءٍ مما تختصُّ بهِ النساء، وحرَّمَ على المرأةِ أن تتشبهَ بشيءٍ مما يختصُّ به الرجال. سواءٌ كان في اللباسِ أو الزينةِ أو طريقةِ المِشية أو الكلامِ ونحو ذلك. ولخطورةِ التشبُّهِ بينَ الجنسينِ جعلَ اللهُ هذه المعصيةَ كبيرةً مِن الكبائر، صاحبُها مطرودٌ من رحمةِ الله، مرتكبُها عَمْداً ملعونٌ على لسانِ رسولِ الله ﷺ. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الـمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالـمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ. وقال أيضا: لَعَنَ النَّبِيُّ ﷺ الـمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالـمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ. عباد الله .. إنَّ تشبّهَ الرجالِ بالنساءِ مُفْضٍ إلى الميوعةِ والخُنوثة، وما يتبعُ ذلك من القُصورِ عن الرُّجولةِ ووظائِفِها المنوطةِ بها، فمَن كان مُتَخَنِّثاً مائعاً يلبسُ لُبْسَ النساءِ، ويتزيَّنُ بزينةِ النِّساء ويتكلمُ بأُسلوبِ النّساء، كيف تُرجى منه القِوامةُ على أهلِه، والغَيرةُ على عرضِه، والذَّوْدُ عن وطنِه. والمرأة التي تتشبّهُ بالرجالِ لباساً وزينةً وصوتاً وسلوكاً كيف يُنتظر منها أن تكون امرأةً ذاتَ حياء، وحنانٍ وحشمة، صالحةً لرعايةِ الزوجِ والبيتِ والأطفال. وإذا كان التشبهُ مخالفاً للشرع فهو أيضاً مخالفٌ للفطرة التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها، وبوابةٌ للفسادِ الأخلاقي وشيوعِ الشذوذِ الجنسي، وما يترتب على ذلك من قلّةِ النسل، وفُشُوِّ الأمراضِ والطواعين، وخرابِ الديار، ونزولِ العقوبات، فإنَّ اللهَ لما ذكرَ عقوبةَ قومِ لوط وما رماهم به من الحجارةِ الـمُسَوَّمةِ قال جلّ وعلا متوعداً، ومُحذّراً مُنذِراً ]وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ[. نعوذ بالله من غضبِه وعذابِه، ومن سَخَطهِ وعقابِه، ونسأله العفوَ والعافية إنه عَفُوٌّ غفور. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. معاشر المؤمنين ... اتقوا الله حق التقوى، وحافظوا على الأخلاقِ والقِيَم، فقد استُخْدِمتْ وسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ لترويجِ تخنّثِ الرجال، وتَرجُّلِ النساء، مِن قِبَلِ بعضِ ما يسمّى بالمشاهير، ممن يتابعهم ألوفٌ مؤلفة، كثيرٌ منهم من أبناءِ المجتمع وبناتِه، ومن مقاصدِهم أن يكونوا قُدوةً يُقتدى بهم في هذا الانحلالِ الأخلاقي، وأن يكون التشبهُ أمراً مألوفاً لا يُستقبحُ ولا يُستنكر، كلُّ ذلك من أجل أن تشيعَ الفاحشةُ بين المسلمين، وتتهدّمَ قِيَمُهُمْ وأخلاقُهم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ]يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا[. اللهم احفظْ على بلادِنا أَمْنَها واستقرارَها، واحفظ على المجتمع دينه وأخلاقه، واحفظ لنا قيادتنا وولاةَ أمرِنا، اللهم استعملهم في طاعتِك، ونُصرةِ دينِك، وارزقُهم البطانَةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكان، اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقِنَا عذابَ النار، اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِك محمد، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.  
المرفقات

1669317557_وليس الذكر كالأنثى.docx

1669317565_وليس الذكر كالأنثى.pdf

المشاهدات 433 | التعليقات 0