وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (الحليم) 13/11/1444هـ

خالد محمد القرعاوي
1444/11/12 - 2023/06/01 12:36PM
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (الحليم) 13/11/1444هـ
الحمدُ للهِ؛ الْعَظِيمِ الْحَلِيمِ، أَشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَأَشهدُ أَنَّ مَحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الهادِي الْكَرِيمُ، صَاحِبُ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ, والدِّينِ القَويمِ, صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الكِرَامِ، والتَّابِعِينَ لَهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ على الدَّوَامِ. أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ حَقَّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوا رَبَّكُمْ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى.
أَيُّها الْمُسلِمُونَ: أَسْمَاءُ اللهِ كُلُّها حُسْنَى وَصِفَاتُهُ كُلُّها عُلَا، وَلِكُلِّ اسمٍ وَصِفَةٍ عُبُودِيَّةٌ خاصَّةٌ, لِذَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ). وفي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ». والْمُؤْمِنُ لا يَسْتَغْنِي عَنِ التَّعَرُّفِ عَلَى اللهِ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، بِأْنْ يُحْصِيَها وَيَعْمَلَ بِمُقْتَضَاهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ كُلَّمَا ازْدَدْنَا مَعْرِفَةً بالرَّبِّ ازْدَادَ تَوْحِيدُنَا وَتَوْقِيرُنَا وَحُبُّنَا لَهُ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ.
عِبَادَ اللهِ: الْيَوْمَ نَتَأَمَّلُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ العِظَامِ الْحُسْنَى وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً، إِنَّهُ سُبْحَانَهُ: "الْحَلِيمُ" قَالَ اللهُ تَعَالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ). وَقَالَ تَعَالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ). وَقَالَ اللهُ تَعَالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا).
وَقَد وَصَفَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ بِأَنَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ؛ فَكَانَ عِنْدَمَا يُصِيبُهُ كَرْبٌ يَقُولُ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ". وَعِنْدَ حَثِّ النَّاسِ عَلى الْحَيَاءِ وَالسَّتْرَ أَبْلَغُ مَا يَقُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ" .صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
عِبَادَ اللهِ: الْحلِيمُ هو الذي لا يُعَاجِلُ عِبَادَهُ بِعُقَوبَتِهِمْ على ذُنُوبِهِمْ, بَلْ هُوَ الْمُمْهِلُ لَهُمْ. وَهوَ الْحَلِيمُ فَلَا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ ∗∗ بِعُقُوبَةٍ لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ
فَاللهُ سُبْحَانَه كَمُلَ فِي حِلْمِهِ فَهُوَ يُشَاهِدُ مَعَاصِيَ الْعُصَاةِ، وَيَرَى مُخَالَفَتَهُمْ لِأَوَامِرِهِ، وَيَسْمَعُ مَا يُؤْذِيه مِنَ السَّبِّ وَالشَّتْمِ لَهُ وَلِأَوْلِيَائِهِ، فَلَا يَعْجَلُ بِالْغَضَبِ، وَلَا بِالانْتِقَامِ مَعَ قُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ عَلَى ذَلِكَ؛ لا لِضَعْفٍ ولا حَاجَةٍ لأَحَدٍ! إنَّمَا لأَنَّهُ سُبْحَانَه هُوَ الْحَلِيمُ الغَفُورُ عَنِ الْعَبْدِ.
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا). إخْوَانِي تَأَمَّلُوا الأحَادِيثَ الآتِيةَ لِتُدْرِكُوا سَعَةَ حِلْمِ الْمَولى عَلى مَنْ أَشْرَكَ بِهِ وَعَصَاهُ, فَكَيفَ بِمَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَ رِضَاهُ! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَشْتِمُنِي ابْنُ آدَمَ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي، وَيُكَذِّبُنِي وَمَا يَنْبَغِي لَهُ، أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ: لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي". وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ». قَالَ ابنُ القِيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "واللهُ تَعالى مَعَ هَذا الشَّتْمِ لَهُ وَالتَّكْذِيبِ لَهُ يَرْزُقُ الشَّاتِمَ الْمُكَذِّبَ وَيُعَافِيهِ وَيَقْبَلُ تَوبَتَهُ وَيُبَدِّلُ سَيِّئَاتِهِ بِحَسَنَاتٍ فَهُوَ الْحَلِيمُ الغَفُورُ". انتهى عِبَادَ اللهِ: اللهُ تَعَالى حَلِيمٌ حَتَّى مَعَ أَطْغَى الطُّغَاةِ لِمَنْ قَالَ: أَنا رَبُّكُمُ الأَعْلى, وَمَنْ عَلَا فِي الْأَرْضِ, وَأَكْثَرَ فِيهَا الْفَسَادَ, مَعَ كُلِّ ذَلِكَ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى). وَمِنْ حِلْمِهِ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ: (يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا). مِمَّا قَالَهُ العَلاَّمَةُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "مِنْ تَمَامِ رَحْمَةِ اللهِ، وَسَعَةِ حِلْمِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، أَنَّهُ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ عن الزَّوَالِ، فَإنَّهُمَا لَو زَالَتَا مَا أَمْسَكَهُمَا أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، وَلَعَجَزَتْ قُدَرُهُمُ وَقُوَاهُمُ عَنْهُمَا. وَلَكِنَّهُ قَضَى أنْ يَكُونَا كَمَا وُجِدَا، لِيَحْصُلَ لِلْخَلْقِ القَرَارُ، وَالنَّفْعُ، وَالاعْتِبَارُ، وَلِيَعْلَمُوا كَمَالَ حِلْمِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، بِإمْهَالِ الْمُذْنِبِينَ، وَعَدَمِ مَعَاجَلَتِهِ لِلعَاصِينَ، مَعَ أَنَّه لَو أَمَرَ السَّمَاءَ لَحَصَبَتْهُمْ، وَلَو أَذِنَ لِلأَرْضِ لابْتَلَعَتْهُمْ، وَلَكِنَ وَسِعَتْهُمْ مَغْفِرَتُهُ، وَحِلْمُهُ، وَكَرَمُهُ {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}". فَالَّلهُمَّ يَا حَلِيمًا على مَنْ عَصَاكَ, يَا قَرِيبًا مِمَّنْ دَعَاكَ, تُبْ عَلينَا وَاغْفِرْ لَنَا, وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ, أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِر الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطبة الثانية
الحمدُ للهِ الشَّكُورِ الْحَلِيمِ، أَشْهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَهُ، فَضَّلَنَا بالإسلامِ، وَأَشْهَدُ أنَّ محمداَ عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفى على الأَنَامِ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ على الدَّوامِ. أَمَّا بعد: فاتَّقُوا اللهَ يَا مُؤمِنُون, وخُذُوا بِمَا يَنشُر الْمَوَدَّةَ وَالوِئَامَ, تَدخُلوا الجنَّة بِسَلامٍ! أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: لَا يَتَّصِفُ بِالْحِلْمِ إِلَّا مَنْ قَدَرَ عَلَى الانْتِقَامِ، فَالْحِلْمُ الْمَمْدُوحُ الْمَحْبُوبُ للهِ تَعَالَى هُوَ النَّاشِئُ عَنِ الْقُدْرَةِ؛ أَمَّا حِلْمُ الْعَاجِزِينَ فَلَيْسَ بِمَمْدُوحٍ. وَحِلْمُ اللهِ جَلَّ وَعَلَا لا لِعَجْزِهِ عَنْهُمْ؛ وَإِنَّمَا إِمْهَالٌ لَهُمْ؛ فَيَحْلُمُ عَلَيْهِمْ وَيَرْحَمُهُمْ؛ عَسَى أَنْ يَتُوبُوا وَيَعُودُوا؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ وَالْحَلِيمُ. وَلِذا اقْتَرَنَتْ صِفَةُ الْحَلِيمِ بِصِفَةِ الْغَفُورِ فِي آيَاتٍ عِدَّةٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ). وَقَالَ: (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا). فَحِلْمُ اللهِ لَيْسَ نَاشِئًا مِنَ الذُّلِّ؛ وَإِنَّمَا مِنَ الْكَرَمِ وَالْفَضْلِ. (وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ). وَلَا يَتَّصِفُ بِالْحِلْمِ إِلَّا الْحَكِيمُ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَضَعُ الْأُمُورَ فِي مَوَاضِعِهَا! عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَزْدَادُ مَحَبَّةً للهِ تَعَالَى إِذَا تَعَرَّفَ عَلَى اسْمِ الْحَلِيمِ، وَيَزْدَادُ حَيَاءً مِنْهُ، فَيُحِبُّهُ الْحُبَّ كُلَّهُ؛ حَتَّى يُثْمِرَ عَنِ الْأُنْسِ بِهِ فِي قَلْبِهِ، وَالْمُبَادَرَةِ إِلَى طَاعَتِهِ، وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ. وَهُوَ يَفْتَحُ بَابَ الرَّجَاءِ، وَيَقْضِي عَلَى الْيَأْسِ وَالْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، فَيَشْرَعُ الْعَاقِلُ بِالتَّوْبَةِ؛ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ الْحَلِيمَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يَقِفْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ؛ لِأَنَّ اللهَ يُمْهِلُ وَلا يُهْمِلُ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اتِّصَافَ اللهِ بِالْحِلْمِ يَقُودُنَا إِلَى أَنْ نَتَّصِفَ بِالْحِلْمِ قَولاً وَعَمَلاً؛ فَإِبْرَاهِيمُ عَليهِ السَّلامُ حَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ. وَأَثْنَى الرَّسُولُ الْكَرِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلى أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسٍ بِقَولِهِ: "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُولُهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). الْحِلْمُ يُكسِبُكَ مَحَبَّةَ اللهِ وَرِضْوَانَهُ, فَقَدْ قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إنَّ اللهَ يحبُّ الغَنيَّ الْحَلِيمَ الْمُتَعففَ، وَيُبْغِضُ البَذِيءَ الفَاجِرَ السَّائلَ الْمُلِحَّ".
عِبَادَ اللهِ: لا يَقُلْ أَحَدٌ مِنْكُمْ أنَا طَبْعِي كَذا وَحَسْبُ, فَقَدْ قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّى الشَّرَّ يُوقَه". صَدَقَ مَنْ قَالَ الْحِلْمُ سَيِّدُ الأَخْلاقِ, فَالْحَلِيمُ لَا يَنْدَمُ فَهُوَ فِي أَمَانٍ وَسَلَامٍ فِي دَاخِلِه، وَخَارِجِهِ، وَسَلَامٌ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرَتِهِ، فَحَيَاتُهُ كُلُّهَا بَرْدٌ وَسَلَامٌ. وَفِي الْحِلْمِ رَدْعٌ لِلسَّفِيهِ عَن الأَذَى ** وَفي الْخَرْقِ إغْرَاءٌ فَلا تَكُ أَخْرَقًا فاللهم اهدنِا لأحسنِ الأخلاقِ والأقوالِ والأعمالِ لا يهدي لأحسَنِها إلا أنت, واصرف عنَّا سيئَها لا يَصرِفُ عنَّا سيئَها إلا أنت. اللهم زيِّنا بزينة التقوى والإيمان, اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولِكَ مُحمَّدِ، وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين. اللهم ارزقنا إتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَا, اللهم احشرنا في زمرتِهِ وارزقنا السَّيرَ على سُنَّتِهِ ياربَّ العالمين, اللهم وفق وُلاةَ أُمُورِ المُسْلِمينَ عَامَّةً, وَولاة أمورنا خاصَّةً لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى واجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين. اللهم اعز الإسلامَ والمُسلمين وانصُرْ واحفظ جُنُودَنا المُرابِطِينَ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ, اللهم اغفر لنا ولوالدينا وذرَارينا والمُسْلِمينَ. عبادَ اللهِ: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المشاهدات 738 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا