ولكم في القصاص حياة
هلال الهاجري
1434/03/26 - 2013/02/07 20:07PM
الحمدُ للهِ منزلِ القرآنِ .. حرمَ قتلَ النفسِ الإنسانيةِ إلا بحقِها .. وشرعَ الحدودَ والقصاصَ حمايةً لها .. وجعلَ جريمةَ الاعتداءِ عليها اعتداءً على البشريةِ كلِها فقالَ تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) .. وأشهدُ إن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له .. وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه .. بعثَه اللهُ تعالى رحمةً للعالمين وهدايةً للمسترشدين .. صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدينِ .. أما بعد:
(وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
في الجاهلية:
قامتْ حربُ البَسُوسِ والتي كانت بين بكرٍ وتغلب .. وكانَ سببُها أن كليباً بنَ ربيعةٍ من تغلب قتلَ ناقةَ البسوسِ بنتِ منقذٍ وهي خالةُ جساسِ بن مرةٍ من بكر، وكان كليبٌ زوجاً لجليلةَ أخت جساس، فاستجارت البسوسُ بجسَّاسٍ، فقتلَ جَّساسُ كليباً، فقامت الحربُ التى قادها المُهَلهَلُ أخو كليبٍ ثأراً لأخيه واستمرت أربعينَ سنةً وأنهكت الجميعُ .. ومما قالَه المُهَلهَلُ فى وصفِ هذه المعاركِ في آخرِها: (قد فَنيَ الحيَّانِ، وثكلتْ الأمهاتُ، وتيّتمَ الأولادُ، دموعٌ لا تنقطعُ، وأجسادٌ لا تُدفنُ).
وفي هذه الأيام:
رجلٌ يقتلُ قريبَه .. صديقٌ يقتلُ صديقَه .. ابنٌ يقتلُ أباه .. زوجٌ يقتلُ زوجتَه وأبنائَه .. خادمةٌ تقتلُ ابنةَ كفيلِها .. مفحطٌ يقتلُ متفرجين .. تاجرُ مخدراتٍ يقتلُ آلافَ المتعاطينَ بسمومِه .. أمٌ تقتلُ وليدَها الذي جاءَ نتيجةُ سفاحٍ .. مثيرو شغبٍ يطلقون النارَ على مواطنين .. سيولٌ تقتلُ المئاتِ بسببِ المشاريعِ المتعثرةِ أو المغشوشةِ .. ما الذي حدثَ في مجتمعِنا المحافظِ؟ .. لماذا أصبحنا نسمعُ هذه الجرائمَ بشكلٍ يومي .. وكنا لا نسمعُ بها إلا نادراً؟
فأين الخللُ؟ .. وما هو السببُ الحقيقي لكثرةِ القتلِ في المجتمعاتِ؟ ..
أيها المؤمنون ..
اسمعوا إلى قولِ الحقِ تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .. فهذا تشريعُ العليمِ الحكيمِ .. فلا يردعُ الناسَ .. ولا يوقفُ الدماءَ .. إلا هذا الحُكمُ العادلُ الذي يطفئُ نارَ الثأرِ من صدورِ أولياءِ المقتولِ .. ويعاقبُ المجرمَ بمثلِ جنايتِه كما قالَ تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ).
وقد يسألُ سائلٌ فيقول:كيف يكونُ قطعُ الرؤوس .. وإزهاقُ النفوسِ .. حياةً؟
يقولُ ابنُ كثيرٍ رحمَه اللهُ تعالى في تفسيرِ الآيةِ: (يَقُول تَعَالَى وَفِي شَرْع الْقِصَاص لَكُمْ وَهُوَ قَتْل الْقَاتِل حِكْمَة عَظِيمَة وَهِيَ بَقَاء الْمُهَج وَصَوْنهَا لِأَنَّهُ إِذَا عَلِمَ الْقَاتِل أَنَّهُ يُقْتَل اِنْكَفَّ عَنْ صَنِيعه فَكَانَ فِي ذَلِكَ حَيَاة لِلنُّفُوسِ).
ولك أن تنظرَ في المجتمعاتِ التي لا تطبقُ الحدودَ الشرعيةَ .. مع شدةِ قوانينِهم .. وصرامةِ أنظمتِهم .. إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقضوا على الجريمةِ .. ولا أن يخففوا منها .. وإن ادعَّوا أن تنفيذَ الحدودِ يتنافى مع حقوقِ الإنسانِ ومع متطلباتِ العصرِ الحديثِ .. وللأسفِ أن بعضَ من ينتمي إلى الإسلامِ قد انخدعَ بشعاراتِهم الكاذبةِ .. (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ..
قالَ الشيخُ محمد خاطر -مفتي جمهورية مصر العربية سابقاً- وهو يردُ على هذه الشبهةِ ويتكلمُ عن زمنِ الملكِ عبدالعزيزِ رحمَه اللهُ تعالى: (وما لنا نذهبُ بعيداً في الردِ على هؤلاء الذين يقولون: إن تنفيذَ الحدودِ في العصرِ الحديثِ يتنافى مع مدنيتِهم الكاذبةِ ولا يلائمُها، ولا يأتي بالنتيجةِ المطلوبةِ، وأمامَ أعينِهم من المُشَاهدِ الملموسِ المحسوسِ ما يقضي على كلِ ما يزعمون، فلقد نفذتْ المملكةُ العربية السعودية الحدودَ فاستقرَ الأمنُ واستتبَ، وأَمِنَ الناسُ على أموالِهم وأعراضِهم، وكلنا يعرفُ ما كان يلاقيه الحجيجُ قبلَ تنفيذِ الحدودِ من ترويعٍ وخوفٍ واعتداءٍ على النفسِ والمالِ، فما استقرَ إلا من بعدِ تنفيذِها، وإنك لترى بعينيك أصحابَ المتاجرِ والحوانيتِ يتركونَها مفتحةَ الأبوابِ دون حُراسٍ، ويذهبون لأداءِ العبادةِ والصلاةِ وهم في غايةِ الاطمئنانِ .. ثم إن هذا الأمنَ في المملكةِ لم يحدث في مجتمعٍ متقوقعٍ انعزلَ بنفسِه وأهلِه عن العالمِ والحضارةِ، بل بلغَ في الحضارةِ شأواً مع الأمنِ والأمانِ). انتهى كلامُه
وقبلَ القصاصِ .. جاءت الشريعةُ الإسلاميةِ بالوقايةِ من القتلِ بوسائلَ مختلفةٍ:
منها التربيةُ الإيمانيةُ لأفرادِ المجتمعِ حتى يمنعَهم ما في قلوبِهم من خشيةِ اللهِ تعالى وخوفِ عقابِه من هذا الفعلِ الشنيعِ .. قالَ تعالى: ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .. و النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) .. وغيرها من الآياتِ والأحاديثِ الزاجرةِ والرادعةِ عن القتلِ ..
ومنها الحثُ على العباداتِ التي تزيدُ في الترابطِ بين أفرادِ المجتمعِ كصلاةِ الجماعةِ والزكاةِ والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ والتعاونِ على البرِ والتقوى حتى يتحققَ فيهم قولُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى)
حتى أدركَ الباحثُ الكندي جيراردين ورئيسُ تحريرِ مجلةِ الجريمةِ والعدالةِ التي تُصدرُها جامعةُ أوتاوا أن التشريعاتِ الوقائيةَ أكثرُ أثراً من التشريعاتِ الجزائيةِ فيقولُ: (ويُلحظُ أن الأثرَ الرئيسِ لتطبيقِ الشريعةِ الإسلاميةِ في نظامِ العدالةِ الجنائيةِ في المملكةِ العربية السعودية، هو في البرامجِ الوقائيةِ أكثرُ منه في توقيعِ العقوباتِ القانونيةِ، ولا يعني ذلك أنه لا يُبذل مجهودٌ في عقابِ المجرمين، بل المقصودُ هو التأكيدُ على الوقايةِ من وقوعِ الجريمةِ، إذ إن برامجَ الوقايةِ تأخذُ ثلاثةَ أشكالٍ واسعةٍ، هي التقيدُ بأحكامِ الدينِ بما في ذلك إقامةِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والصومِ، والحجِ، وكلُها تهدفُ إلى تربيةِ الشعورِ بالأخوةِ بين الناسِ، وهو الشعورُ الذي يمنعُ ارتكابَ الجريمةِ.ثم إن هناك نشراً وتوضيحاً لمبدأِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، وهذا النشرُ يعينُ الناسَ على معرفةِ الفرقِ بينَ المعروفِ والمنكرِ ومعرفةِ الفلسفةِ المشتملةِ فيه.
وأخيراً هناك التربيةُ الإسلاميةُ – تربيةُ الشبابِ تربيةً إسلاميةً – وهذه التربيةُ تعينُ الفردَ في أن يحيا حياةً سعيدةً، تكتنفُها خشيةُ اللهِ واتباعِ أوامرِه واجتنابِ نواهيه) انتهى كلامُه
فإذا وقعتِ الجريمةُ الكبرى .. فإن لأولياءِ المقتولِ وهم ورثتُه الخيارُ بينَ القصاصِ أو الديةِ أو العفو كما قالَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ) .. فلا يعابُ عليه ما اختارَ منها .. فهو حقُه الذي أعطاه الشرعُ .. فإن عفا لوجِه اللهِ تعالى فقد جاء فضلُ ذلك في قولِه تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) .. وقولِ النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ تعالى لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ
الحمدُ للهِ غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقابِ ذي الطولِ لا إلهَ إلا هو إليه المصيرُ .. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له خالقُ الخلقِ ومدبرُ الأمرِ له الفضلُ الكبيرُ .. وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَنا محمداً عبدُه ورسولُه .. الرحمةَ المهداةَ .. والنعمةَ المسداةَ .. والسراجَ المنيرَ .. صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلمَ تسليماً كثيراً .. أما بعد:فإذا وقعتِ الجريمةُ الكبرى .. فإن لأولياءِ المقتولِ وهم ورثتُه الخيارُ بينَ القصاصِ أو الديةِ أو العفو كما قالَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ، إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ) .. فلا يعابُ عليه ما اختارَ منها .. فهو حقُه الذي أعطاه الشرعُ .. فإن عفا لوجِه اللهِ تعالى فقد جاء فضلُ ذلك في قولِه تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) .. وقولِ النبي صلى اللهُ عليه وسلمَ: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ تعالى لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ
وأما القاتلُ فقد قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمَه اللهُ تعالى:
(قَاتِلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ عَلَيْهِ (حَقَّانِ) : حَقٌّ لِلَّهِ بِكَوْنِهِ تَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ وَانْتَهَكَ حُرُمَاتِهِ .. فَهَذَا الذَّنْبُ يَغْفِرُهُ اللَّهُ بِالتَّوْبَةِ الصَّحِيحَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا). أَيْ لِمَنْ تَابَ .. وَقَالَ: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (أَنَّ رَجُلًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَجُلًا ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ : هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ : أَبَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ تَكُونُ لَك تَوْبَةٌ، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ: وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَك وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، وَلَكِنْ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا فَإِنَّ فِيهَا قَوْمًا صَالِحِينَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فِي الطَّرِيقِ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ; فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَأَمَرَ أَنْ يُقَاسَ فَإِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ أُلْحِقَ بِهِ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ).
وَالْحَقُّ الثَّانِي: حَقُّ الْآدَمِيِّينَ. فَعَلَى الْقَاتِلِ أَنْ يُعْطِيَ أَوْلِيَاءَ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ فَيُمَكِّنَهُمْ مِنْ الْقِصَاصِ، أَوْ يُصَالِحَهُمْ بِمَالِ، أَوْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ الْعَفْوَ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَدَّى مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهِمْ وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ التَّوْبَةِ) انتهى كلامُه
فإن أُقيمَ عليه الحدُ فهو كفارةٌ له من هذا الذنبِ العظيمِ كما قالَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: (بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَقْتُلُوا أولـَادَكُمْ وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلَا تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفي مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إلى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِك).
اللهم أعزَ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَ الشركَ والمشركينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، وانصر عبادَك المؤمنين، واخذلِ الطغاةَ وكلَ من خذلَ الدينَ .. اللهم انصر دينَك وكتابَك وسنةَ نبيِك وعبادَك المؤمنين.
اللهم آمنا في أوطانِنا، وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيد بالحقِ إمامَنا ووليَ أمرِنا، ووفقه لما تحبُ وترضى، وارزقه البطانةَ الصالحةَ، وأعزَه بطاعتِك، وأعزَ به دينَك، واجمع به كلمةَ المسلمينَ على الحقِ يا ربَ العالمين .. اللهم وفق ولاةَ أمورِ المسلمينَ للعملِ بكتابِك وبسنةِ نبيِك محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلمَ واجعلهم رحمةً لرعاياهم .. اللهم وأبرم لأمةِ الإسلامِ أمرَ رشدٍ يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُذَلُّ فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤْمَرُ فيه بالمعروفِ، ويُنْهَى فيه عن المنكرِ، إنك على كلِ شيءٍ قدير.
المرفقات
ولكم في القصاص حياة.zip
ولكم في القصاص حياة.zip
المشاهدات 4443 | التعليقات 2
جزاك الله خير
عبدالله العبدلي
بارك الله فيك ونفع بك وجعلها في موازينك الصالحة
تعديل التعليق