( وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ )

مبارك العشوان 1
1445/02/15 - 2023/08/31 19:43PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ )  مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الخَمْرُ أُمُّ الخَبَائِثِ؛ وَمِفْتَاحُ الشُّرُورِ؛ مَنْ شَرِبَهَا جَرَّأَتُهُ عَلَى غَيْرِهَا، وَمَنْ عُصِمَ مِنْهَا سَلِمَ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الشُّرُورِ.

يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلِيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ، وَلَبَنٍ  فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، قَالَ جِبْرِيلُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

شُرْبُ الخَمْرِ عَلَامَةٌ عَلَى الفَسَادِ، وَقُرْبِ قِيَامِ السَّاعَةِ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحَينِ: ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ  وَيَثْبُتَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا ).

شَارِبُ الخَمْرِ مُرْتَكِبٌ لِكَبِيرَةٍ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُـوبِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } 90-91المائدة 

يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَأَيُّ مَعْصِيَةٍ أَعْظَمُ وَأَقْبَحُ مِنْ مَعْصِيَةٍ تُدَنِّسُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ الخُبْثِ، وَتُوقِعُهُ فِي أَعْمَالِ الشَّيْطَانِ وَشِبَاكِهِ، فَيَنْقَادُ لَهُ كَمَا تَنْقَادُ البَهِيْمَةُ الذَّلِيْلَةُ لِرَاعِيْهَا، وَتَحُولُ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ فَلَاحِهِ، وَتُوقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَ المُؤْمِنِيْنَ، وَتَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ؟  فَهَلْ فَوْقَ هَذِهِ المَفَاسِدِ شَيءٌ أَكْبَرُ مِنْهَا؟ ! اهـ

وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.  وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ: ( مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا  حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ جَاءَ الشَّرْعُ المُطَهَّرُ بِتَحْرِيْمِ الخَمْــرِ وَالعِقَابِ الدُّنْيَوِيِّ وَالأُخْرَوِيِّ لِشَارِبِهَا؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلمَ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي: ( أَلَا إِنَّ الخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ )

وَفِي الصَّحِيحَينِ أيضًا: ( كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ )

وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ: ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ... ) الخ رواه البخاري.

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: سَأَلَ قَوْمٌ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ وَشِرَائِهَا وَالتِّجَارَةِ فِيهَا، فَقَالَ: أَمُسْلِمُونَ أَنْتُمْ ؟

قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يَصْلُحُ بَيْعُهَا، وَلَا شِرَاؤُهَا، وَلَا التِّجَارَةُ فِيهَا... ) الخ

أَمَّا حَدُّ شَارِبِ الخَمْرِ؛ فَعَـنْ أَنَسِ رَضِـيَ اللهُ عَنْـهُ، أَنَّ نَبِــيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ  وَالنِّعَالِ، ثُمَّ جَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ، وَدَنَا النَّاسُ مِنَ الرِّيفِ وَالْقُرَى، قَالَ : مَا تَرَوْنَ فِي جَلْدِ الْخَمْرِ؟

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا كَأَخَفِّ الْحُدُودِ، قَالَ: فَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ: وَالنَّهْيُ عَنِ الخَمْرِ وَالوَعِيْدُ عَلَيْهَا؛ نَهْيٌ وَوَعِيْدٌ عَلَى المُخَدِّرَاتِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا وَاخْتِلَافِ مُسَمَّيَاتِهَا.

بَلْ إِنَّهَا أَشَدُّ وَأَخْبَثُ وَأَشَرُّ مِنَ الْخَمْرِ وَكِلَاهُمَا خَبِيثٌ وشَرٌّ.

يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ:  وَالْحَشِيشَةُ الْمَصْنُوعَةُ مِنْ وَرَقِ الْعِنَبِ حَرَامٌ أَيْضًا يُجْلَدُ صَاحِبُهَا كَمَا يُجْلَدُ شَارِبُ الْخَمْرِ وَهِيَ أَخْبَثُ مِنْ الْخَمْرِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا تُفْسِدُ الْعَقْلَ وَالْمِزَاجَ حَتَّى يَصِيرَ فِي الرَّجُلِ تَخَنُّثٌ وَدِيَاثَةٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْفَسَادِ... الخ

وَسُئِلَ الشَّيْخُ ابنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: عَنْ حُكْمِ المَخَدِّرَاتِ المُوجُودَةِ حَالِيًّا وَالَّتِي لَمْ تَكُنْ مُوجُودَةً فِي أَيَّامِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْثَالَ الحُبُوبِ وَغَيْرِهَا...

فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللهُ: بِأَنَّ جَمِيْعَ أَنْوَاعِ المُسْكِرَاتِ المَأْكُولَةِ وَالمَشْرُوبَةِ كُلُّهَا مُحَرَّمَةٌ... وَقَالَ: فَالحُبُوبُ الضَّارَّةُ أَوِ المُخَدِّرَةُ أَوِ الشَّرَابُ أَوِ المَأْكُولُ كَالحَشِيْشَةِ؛ كُلُّ شَيءٍ يَحْصُلُ بِهِ هَذَا المَعْنَى مِنْ إِسْكَارٍ وَمَضَرَّةٍ عَلَى مُتَعَاطِيْهِ فَإِنَّهُ مُحَرَّمٌ، حَتَّى وَلَوْ لَمْ يُسْكِرْ، إِذَا كَانَ يَضُرُّ بِصَاحِبِهِ وَيُسَبِّبُ عَلَيْهِ أَضْرَارًا بَيِّنَةً فَإِنَّهُ مُحَرَّمٌ، كَالتَّدْخِيْنِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ مِمَّا يَضُرُّ وَلَكِنَّهُ لَا يُسْكِرُ، فَإِنْ أَسْكَرَ فَهُوَ مُحَرَّمٌ لِإِسْكَارِهِ، وَإِنْ أَضَرَّ فَهُوَ مُحَرَّمٌ لِإِضْرَارِهِ وَإِفْسَادِهِ الأَبْدَانَ وَإِضْرَارِهِ بِالعُقُولِ...الخ.

حَمَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ مُسْلِمٍ مِنَ الشُّرُورِ.

وَبَارَكَ لَنَا فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاعْلَمُوا أَنَّ الشَّرْعَ المُطَهَّرَ قد جَاءَ بِحِفْظِ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ؛ وَهِيَ الدِّيْنُ وَالنَّفْسُ وَالعَقْلُ وَالعِرْضُ وَالمَالُ، وَحَذَّرَ مِنْ كُلِّ مَا فِيهِ إِفْسَادٌ لِهَذِهِ الضَّرُورِيَّاتِ؛ وَفِي تَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ وَإِدْمَانِهَا غَايَةُ الإِضْرَارِ بِهَا

فَأَمَّا إِضْرَارُهَا بِالدِّين وَصَدُّهَا عَنْهُ؛ فَعَظِيْمٌ جِدًّا.

فَمُتَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ عَاصٍ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ؛ مُطِيعٌ لِلشَّيْطَانِ يَرْتَكِبُ المَعَاصِي وَيُجَاهِرُ بِهَا وَلَا يُبَالِي؛ يَقْتَرِفُ المُوبِقَاتِ وَيَتْرُكُ الفَرَائِضَ وَالوَاجِبَاتِ وَلَا يُبَالِي.

وَأَمَّا إِضْرَارُ المُخَدِّرَاتِ بِالنَّفْسِ فَظَاهِرٌ بَيِّنٌ، وَشَوَاهِدُهُ كَثِيْرَةٌ، وَكَمْ هِيَ الوَفِيَّاتُ وَالِانْتِحَارُ بِسَبَبِ المُخَدِّرَاتِ، كَمْ يَقَعُ مِنْ حَوَادِثِ السَّيَّارَاتِ بِسَبَبِهَا، وَالقَتْلِ بِسَبَبِهَا، وَكَمْ كَانَتِ المُخَدِّرَاتُ سَبَبًا لِأَنْوَاعٍ مِنَ الجَرَائِمِ؛ فَالمُدْمِنُ لَا يَتَوَرَّعُ عَنْ جَرِيْمَةٍ.

وَأَمَّا إِضْرَارُ المُخَدِّرَاتِ بِالعَقْلِ وَتَدْمِيرُهَا لَهُ؛ فَقَدْ قَرَّرَهُ الطِّبُّ، وَشَهَدُ لَهُ الوَاقِعُ المُؤْلِمُ؛ فَكَمْ يَعِيشُ فِي مُجْتَمَعِنَا  وَكَمْ فِي المَصَحَّاتِ؛ مِمَّنْ فَقَدُوا عُقُوْلَهُمْ؛ وَقَدْ كَانُوا قَبْلَ الوُقُوعِ فِي المُخَدِّرَاتِ مِنْ أَعْقَلِ النَّاسِ وَأَزْكَاهُمْ.

يَقُولُ الحَسَنُ البَصْرِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ: لَو كَانَ العَقْلُ يُشْتَرَى لَتَغَالَى النَّاسُ فِي ثَمَنِهِ، فَالعَجَبُ مِمَّنْ يَشْتَرِي بِمَالِهِ مَا يُفْسِدُهُ.

وَفِي المُخَدِّرَاتِ إِفْسَادٌ لِلْمَالِ؛ وَوَضْعٌ لَهُ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ وَسَيُسْأَلُ الإِنْسَانُ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيْمَ أَنْفَقَهُ.

أَفْسَدَ المُدْمِنُونَ أَمْوَالَهُمْ، وَتَرَكُوا وَظَائِفَهُم وَأَعْمَالَهُمْ  وَبَاعُوا مُمْتَلَكَاتِهِمْ، ثُمَّ لَجَأوا إِلَى سُؤَالِ النَّاسِ، وَإِلَى النَّهْبِ وَالسَّرِقَاتِ.

وَأَمَّا إِضْرَارُ المُخَدِّرَاتِ بِالْأَعْرَاضِ؛ فَإِنَّ المُدْمِنَ لَا يُؤْتَمَنُ عَلَى عِرْضٍ، وَلَا عَلَى مَحَارِمَ؛ بِلْ قَدْ يَكُونُ خَطَرُهُ عَلَى أَقَارِبِهِ أَشَدُّ؛ وَكَمْ آلَمَ النَّاسَ مِنَ القَصَصِ فِي بَيْعِ المُدْمِنِيْنَ لِأَعْرَاضِهِمْ، وَهَتْكِهِمْ لِحُرُمَاتِهِمْ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ.

عِبَادَ اللهِ: أَيُّهَا الآبَاءُ، أَيُّهَا المُرَبُّونَ، أَيُّهَا المُعَلِّمُونَ، أَيُّهَا النَّاصِحُونَ؛ َتَنَبَّهُوا فَإِنَّ الأَمْرَ خَطِيْرٌ، وَإِنَّ المَسْؤُولِيَّةَ عَظِيْمَةٌ.

تَوَاصَوا بِالْحَقِّ، تَآمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوا عَنِ المُنْكَرِ تَعَاوَنُوا فِي صَدِّ هَذَا الخَطَرِ عَنْ أَنْفُسِكُمْ وَعَنْ أُسَرِكُمْ وَعَنْ مُجْتَمَعِكُمْ وَعَنْ بِلَادِكُمْ؛ رَبُّوا أَوْلَادَكُمْ وَمَنْ تَحْتَ أَيْدِيْكُمْ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى، وتَعْظِيْمِ حُرُمَاتِهِ.

حَذِّرُوهُمْ مَجَالِسَ السُّوءِ، وَرُفْقَةَ السُّوءِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ.

حَذِّرُوهُمْ مِنَ الدُّخَّانِ وَالشِّيْشَةِ؛ بَيِّنُوا لَهُمْ حُرْمَتَهَا وَخَطَرَهَا وَضَرَرَهَا، وَأَنَّهَا مِفْتَاحُ الشَّرِّ؛ مَا إِنْ يُخْدَعَ الشَّابُّ بِهَا، وَيَقَعَ فِيْهَا؛ إِلَّا وَيَقَعَ فِي المُخَدِّرَاتِ.

وَيَا مَنِ اِبْتُلِيْتَ بِهَذِهِ السُّمُومِ، يَا مَنْ وَقَعْتَ فِي المُخَدِّرَاتِ تَدَارَكْ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرُطَ الأَمْرُ عَلَيْكَ؛ فَتَنْدَمَ حِيْنَ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ. تَدَارَكْ نَفْسَكَ، وَأَشْفِقْ عَلَى دِيْنِكَ وَعَقْلِكَ، أَشْفِقْ عَلَى أَبْنَائِكَ وَبَنَاتِكَ، وَأَسْعِدْ وَالِدَيْكَ وَأُسْرَتَكَ.

تُبْ إِلَى اللهِ فَإِنَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَإِنَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ، يُنَادِي تَعَالَى مَنْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر 53 

اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ، وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ؛ اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا جَمِيْعًا مِنْ هَذَا الشَّرِّ  وَوَفِّقْنَا لِكُلِّ خَيْرٍ، اللَّهُمَّ أَعْظِمِ الأَجْرَ، وَأَجْزِلِ الثَّوَابَ، لِكُلِّ مَنْ سَعَى فِي حِمَايَةِ البِلَادِ وَالعِبَادِ مِنْ هَذَا الدَّاءِ؛ مِنْ جُنُودٍ مُخْلِصِينَ  وَدُعَاةِ وَمُعَلِّمِينَ وَمُصْلِحِينَ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَاتَمِ المُرْسَلِيْنَ، وَالمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

المرفقات

1693500148_( وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ).pdf

1693500168_( وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ).docx

المشاهدات 337 | التعليقات 0