ولا تعتدوا (موافقة لتعميم الوزارة)ــ مختصرة ومشكولة (PDF - DOC)
عبدالله اليابس
ولا تعتدوا الجمعة 2/6/1442هـ
الحَمْدُ للهِ الـمُنْعِمِ عَلَى عِبَادِهِ بِدِينِهِ القَوِيمِ وَشِرْعَتِهِ، وَهَدَاهُمْ لِاتِّبَاعِ سَيِّدِ الـمُرْسَلِينَ وَالتَّمَسُّكِ بِسُنَّتِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيهِمْ مِنْ وَاسِعِ فَضْلِهِ وَعَظِيمِ رَحْمَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ الـمَيِّتِ، وَيُخْرِجُ الـمَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، يُسَبِّحُ لَهُ اللَّيلُ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُبْحُ إِذَا تَنَفَّسَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ سَيِّدُ الـمُرْسَلِينَ، وَقَائِدُ الغُرِّ الـمُحَجَّلِينَ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَصَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِ بَيْتِهِ الطَّيِبِينَ الطَاهِرِينَ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الـمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى أَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: {ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}..
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ.. كِتَابُ اللهِ تَعَالَى هُوَ الـمَنْهَجُ الحَقُّ لِلْبَشَرِيَّةِ، فَمَنْ تَبِعَ أَوَامِرَهُ وَاِجْتَنَبَ مَنَاهِيْهِ أَفْلَحَ وَنَجَحَ، وَسَعِدَ فِي الدَّارَيْنِ.
هَذَا الكِتَابُ العَزِيْزُ هُوَ البَلْسَمُ لِجِرَاحِ النَّاسِ، وَهُوَ الفَيْصَلُ عِنْدَ التَرَدُّدِ، وَهُوَ الـمُرْشِدُ لِكُلِّ تَائِهٍ.
إِذَا قَرَأَ الـمُؤْمِنُ فِي القُرْآنِ أَوَامِرَ اللهِ تَعَالَى فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يُرْعِيَ لَهَا سَمْعَهُ، وَأَنْ يُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِهِ لِيُفْلِحَ، وَإِذَا سَمِعَ النَّهْيَ أَرْعَى لَهُ سَمْعَهُ كَذَلِكَ، فَفِي ذَلِكَ نَجَاتُهُ مِنْ شُرُورِ الدُّنْيَا وَالآخِرَة.
حَدِيْثُنَا اليَوْمَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى عَنْ نَهْيٍ وَرَدَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى مَرَّتَيْنِ، مَرَّةً فِي سُورَةِ البَقَرَةِ وَالأُخْرَى فِي سُورَةِ الـمَائِدَة، أَلَا وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَعْتَدُوا}.
وَرَدَ هَذَا النَّهْيُ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ فِي سُورَةِ البَقَرَةِ فِي ضِمْنِ آيَةٍ تَتَحَدَّثُ عَنْ القِتَالِ فِي سَبِيلِ الله، {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
فَفِي وَقْتِ الحَرْبِ وَالْتِحَامِ الصُفُوفِ، وَتَطايُرِ الجَمَاجِمِ، يَنْهَى اللهُ تَعَالَى عَنِ الاِعْتِدَاءِ، سَوَاءً بِقْتْلِ مَنْ لَا يُقَاتِلُ كَالنِّسَاءِ والشُيُوخِ وَالصِّبْيَانِ، أَوْعَنْ قَتْلِ الحَيَوَانَاتِ وَقْطْعِ الأَشْجَارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَجَاءَتِ الآيَةُ الأُخْرَى فِي سِيَاقِ النَّهْيِ عَنِ الاِعْتِدَاءِ فِي أَحْكَامِ الدِّيْنِ بِتَحْرِيمِ مَا لَمْ يُحْرِّمْهُ اللهُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
وَإِذَا تَأَمَّلْنَا خِتَامَ الآيَتَيْنِ نَجِدُ أَنَّهُمَا خُتِمَتَا بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
اللهُ تَعَالَى لَا يُحِبُّ أَيَّ مُعْتَدٍ، وَنَهَى سُبْحَانَهُ عَنِ الاِعْتِدَاءِ حَالَ الحَرْبِ، فِي ذَلِكَ الـمَوْضِعِ الذِي يُتَصَوَّرُ فِيهِ الاِعْتِدَاءُ.. وَنَهَى حَتَّى عَنِ الاِعْتِدَاءِ عَلَى مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللهِ إِذَا لَمْ يُحَارِبْنَا، وَنَهَى عَنِ الاِعْتِدَاءِ عَلَى الجَمَادَاتِ وَالحَيَوانِ.. وَالسُؤَالُ: كَيْفَ بَعْدَ ذَلِكَ يَعْتَدِي الـمُسْلِمُ عَلَى أَخِيْهِ؟
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَكُونُوُا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الـمُسْلِمُ أَخُو الـمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا "وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" بِحَسْبِ اِمْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أخاهُ الـمُسْلِمَ، كُلُّ الـمُسْلِمِ عَلَى الـمُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ).
دِمَاءُ الـمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالُهُم وَأَعْرَاضُهُم مُحَرَّمَةٌ، لَا يَجُوزُ الاِعْتِدَاءُ عَلَيْهَا.
لَا يَجُوزُ الاِعْتِدَاءُ عَلَيْهَا.. سَوَاءً كَانَ الـمُعْتِدِي بِيَدِهِ سُلْطَةٌ كَالـمَسْؤُولِ وَالـمُدِيرِ وَالكَفِيلِ وَنَحْوِهِمْ، أَوْ كَانَ غَيْرَ ذِي سُلْطَةٍ.
فَمَنْ تَجَاوَزَ وَاِعْتَدَى عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلْعُقُوْبَةِ، فَالاِعْتِدَاءُ فِي أَمْرِ الدِّيْنِ أَوِ الدُّنْيَا سَبَبٌ لِلْعُقُوبَةِ العَاجِلَةِ، لَمَّا عَصَى قَوْمُ مُوسَى عَلَيْهِ السَلَامُ ضَرَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الذِلَّةَ وَالـمَسْكَنَةَ، وَحَلَّ عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهُ تَعَالَى، قَالَ اللهُ: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ}
وَلَمَّا اِعْتَدَى أَصْحَابُ السَبْتِ قَالَ اللهُ عَنْهُم: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ}، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ}، وَالآيَاتُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ كَثِيْرَةٌ.
وَالاِعْتِدَاءُ عَلَى النَّاسِ وَالبَغْيُ عَلَيْهِمْ جَرِيْمَةٌ عَظِيْمَةٌ، وَلِذَلِكَ عَجَّلَ اللهُ تَعَالَى عُقُوبَتَهَا فِي الدُّنْيَا، رَوَى أَبُو دَاوودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعْ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ البَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ).
قَالَ صَفِيُّ بنُ رَبَاح ٍالتَّمِيمِيُّ لِبَنِيهِ: "يَا بَنِيَّ.. اِعْلَمُوا أَنَّ أَسْرَعَ الجُرْمِ عُقُوبَةً البَغِيُ، وَشَرَّ النُّصْرَةِ التَّعَدِّي، وَأَلْأَمَ الأَخْلَاقِ الضِّيقُ، وَأَسْوَأَ الأَدَبِ كَثْرَةُ العِتَابُ".
أيُّهَا الظَالِمُ مَهْلَاً *** أَنْتَ بِالحَاكِمِ غِرُّ
لَيْسَ تَلْقَى دَعْوَةُ المظـ *** ـلُومِ دُونَ اللهِ سِتْرُ
فَخَفِ اللهَ فَمَا يَخْـ *** ـفَى عَلَيْهِ مِنْهُ سِرُّ
يَجْمَعُ الظَالِمَ وَالـمَظْـ *** ـلُومَ بَعْدَ الـمَوْتِ جِسْرُ
حَيْثُ لَا يَمْنَعُ سُلْطَانٌ *** وَلَا يُسْمَعُ عُذْرُ
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّـهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَرَاقِبُوهُ فِيْ السِّرِّ وَالَّنَجْوَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَنَا عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى..
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ.. لِلْعُدْوَانِ عَلَى النَّاسِ صُوَرٌ كَثِيْرَةٌ، فَمِنْ هَذِهِ الصُوَرُ الاِعْتِدَاءُ عَلَى أَمْوَالِ النَّاسِ وَمُمْتَلَكَاِتهِمْ، رَوَى البُخَاريُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ). أَيْ أَنَّهُ يُوضَعُ عَلَيْهِ هَذَا الـمُقْتَطَعُ ظُلْمًا كَالطَّوْقِ عَلَى عُنُقِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَكُونُ ثِقْلُهُ كَثِقْلِ الأَرَضِينَ السَبْعِ.
وَمِنْ صُوَرِ العُدْوَانِ التَسَلُّطُ بِحُكْمِ الـمَنْصِبِ أَوِ الجَاهِ، سَوَاءً كَانَ مُدِيْرًا، أَوْ مُوَظَّفًا أَوْ كَفِيْلاً لِعَامِلٍ أَمْ غَيْرِ ذَلِكَ، رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ أُمِّ الـمُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيئًا فَشَقَّ عَلَيهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بهِ).
وَمِنْ صُوَرِ الاِعْتَداءِ اِبْتِلَاءُ النَّاسِ بِالدَّعَاوَى الكَيْدِيَّةِ، وَإِرْهَاقُهُمْ بِالتِرْدَادِ عَلَى الـمَحَاكِمِ، رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّما أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ)، وَرَوى أَبُو دَاووُدَ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنِ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعلَمُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ)، وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الوُكَلَاءُ وَالـمُحَامُونَ عَمَّنْ يَعْلَمُونَ بُطْلَانَ دَعَاوِيْهِمْ، قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}.
وَمِنْ صُوَرِ الاِعْتِدَاءِ التَطَاوُلُ عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ وَأَشْخَاصِهِمْ فِي الـمَجَالِسِ أَوْ وَسَائِلِ الاِتِّصَالِ وَالتَّوَاصُلِ، سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ بِاسْمِ حَقِيْقِيٍّ أَوْ مُسْتَعَارٍ، رَوَى أَبُو دَاوودَ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الـمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اِتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحُهُ فِي بَيْتِهِ).
فَلْنَتَّقِ اللهَ عِبَادَ اللهَ، وَلْنَجْتَنِبِ العُدْوَانَ فِي كُلِّ تَصَرُّفَاتِنَا.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَأَكْثِرُوا مِنْهَ فِي هَذَا اليَومِ الجُمُعَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1610635943_ولا تعتدوا 2-6-1442.docx
1610635958_ولا تعتدوا 2-6-1442.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق