وَقَفَاتٌ وَتَأمُّلاتٌ فِي سورة النَّاس 23 ذو القعدة 1437 هـ.

مبارك العشوان
1437/11/21 - 2016/08/24 08:45AM
إنَّ الحمدَ للهِ...أمَّا بَعدُ: فاتقوا اللهَ ... مُسلمون.
عِبادَ الله: روى الإمامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ مِن حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَـقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ). وعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ فَقُلْتُ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ سُورَةَ هُودٍ وَسُورَةَ يُوسُفَ فَقَالَ لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) أخرجه النسائي وصححه الألباني.
وَحَدِيثُ اليومِ رَحِمَكُمُ اللهُ: عَن سُورةِ النَّاسِ.
هِذِهِ السُّورَةُ مَعَ الفلقِ والإخلاصِ مِن أعظَمِ سُوَرِ القرآنِ الكريمِ؛ ومِنْ عِظَمِ شَأنِ هذهِ السُّوَر أنَّ الشَّرعَ حَثَّ على قِرَائتِهَا، في كثيرٍ مِنْ أحْوَالِ المُسْلِمِ اليومِيَّةِ؛ يَقرؤها مُصْبِحاً؛ ويقرؤها مُمْسيا؛ كَمَا في حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه؛ قال: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ قُلْ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وَهَكذا يَقرَؤُهَا المُسلِمُ عِندَ نَومِهِ؛ كَمَا في البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عَنها: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ).
وَهكَذا يُشْرَعُ لِلمُصَلِّي أنْ يَقرَأهَا أدبَارَ الصلواتِ المَفرُوضَةِ، كَمَا في حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي اللهُ عنهُ، قَالَ: ( أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
وَهِيَ مَشرُوعَةٌ كذلكَ في رُقيَةِ المَرِيضِ؛ تَقُولُ عَائِشَةُ رضيَ اللهُ عنها: ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي ) رواه مسلم.
وَهِيَ مِمَّا يَتَعَوَّذُ بِهِ المُسلِمُ عِندَ الخَوفِ وَالفَزَعِ؛ فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ، وَظُلْمَةٌ شَـدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، وَيَقُولُ: ( يَا عُقْبَةُ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا )، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلَاةِ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
أَلَا فَحَافِظُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلى هَذِهِ السُّور، والزَمُوهَا، واحرِصُوا عَلى تَدَبُّرِهَا وَفَهْمِهَا؛ تَعَلَّمُوهَا، وَعَلِّمُوهَا أهلَكُم، فَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالى بِتَدَبُّرِ كِتَابِهِ؛ فَقَالَ سُبحَانَهُ: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }. يقولُ الإمامُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَإنَّ تَدَبُّرَ كتابِ اللهِ مِفتاحٌ لِلعُلُومِ وَالمَعَارِفِ، وَبِهِ يُسْتَنْتَجُ كُلُّ خيرٍ، وتُسْتَخْرَجُ مِنهُ جَمِيعُ العُلُومِ، وَبِهِ يَزْدَادُ الإيمَانُ فِي القلبِ وَتَرْسَخُ شَجَرَتُهُ... ويقولُ رَحِمَهُ اللهُ: وكُلَّمَا ازداد العبدُ تأمُّلاً فِيهِ ازدَادَ عِلماً وَعَمَلاً وَبَصِيرَة... إلى آخِرِ كَلامِهِ رَحِمَهُ الله.
عِبَادَ الله: وَهَذا تَفسِيرُ سُورةِ النَّاسِ لِلإمَامِ السَّعْدِيِّ رَحِمَهُ الله، وَبَعْدَهُ وَقَفَاتٌ وَتَأمُّلاتٌ فِي هذِهِ السُّورة.
أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجيمِ، بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذهِ السُّورَةُ مُشْتمِلَةٌ عَلى الاسْتِعَاذَةِ بِرَبِّ النَّاسِ وَمَالِكِهِم وَإِلَهِهِم، مِنَ الشَّيطَانِ الذي هُوَ أصْلُ الشُرُورِ كُلِّها وَمَادَّتُها، الذي مِنْ فِتنتِهِ وشَرِّهِ، أنَّهُ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، فَيُحَسِّنُ لهمُ الشَّرَّ، ويُرِيهِم إِيَّاهُ في صُورِةٍ حَسَنَةٍ، وَيُنَشِّطُ إِرَادَتَهُم لِفِعْلِهِ، وَيُقَبِّحُ لَهُمُ الخَيْرَ وَيُثَبِّطُهم عنه، ويُرِيهِم إيَّاهُ في صُورَةٍ غيرَ صُورَتِهِ، وَهُوَ دائمًا بِهَذهِ الحَالِ يُوسوسُ وَيَخْنَسُ، أيْ: يَتَأخَّرُ إذا ذَكَرَ العبدُ رَبَّهُ واسْتَعَانَ عَلى دَفْعِه.
فَيَنْبَغِي لَهُ أنْ يَسْتَعِينَ وَيَسْتَعِيذَ وَيَعْتَصِمَ بِرُبُوبِيَّةِ اللهِ للنَّاسِ كُلِّهم.
وأنَّ الخلقَ كُلُهم، دَاخِلُونَ تَحْتَ الرُّبُوبِيَّةِ والمُلكِ، فكُلُّ دَابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، وَبِأُلُوهِيَّتِهِ التي خَلَقَهُم لِأَجْلِهَا، فَلَا تَتِمُّ لَهُم إِلَّا بِدَفْعِ شَرِّ عَدُّوِّهِم، الذي يُرِيدُ أنْ يَقْتَطِعَهُم عَنْهَا، وَيَحُولَ بَيْنَهُم وَبَيْنَهَا، وَيُرِيدُ أنْ يَجْعَلَهُم مِنْ حِزْبِهِ لِيَكُونُوا مِنْ أصْحَابِ السَّعِيرِ.
وَالوَسْوَاسُ كَمَا يَكُونُ مِنَ الجِنِّ؛ يَكُونُ مِنَ الإِنْسِ، وَلِهَذا قَالَ:
{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }. أ هـ
باَرَكَ اللهُ لِي وَلَكُم ... وَأقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأستَغْفِرُ اللهَ...


الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ... أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عِبَادَ الله، وَاحذَرُوا كَيْدَ الشَّيطَانِ؛ فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَدُّوٍ لِبَنِي آدَمَ؛ يَكِيدُ لَهُم، ويَسْعَى لِإِضْلَالِهِم، وَيُحَرِّشُ بَيْنَهُم، وَيَحْزُنُهُم فِي يَقَظَتِهِم وَمَنَامِهِم، وَيَجْرِي مِنْهُم مَجْرَى الــدَّمِ، وَيَرَاهُم مِنْ حَيْثُ لَا يَرَونَهُ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ. ( رواه مسلم ) .
ثُمَّ إنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا حَذَّرَ عِبَادَهُ مِنْ هَذا العَدُوِّ المُبِينِ، وَقَصَّ عَلَيهِم خَبَرَهُ مَعَ آدَمَ عَليهِ السَّلامَ، وَتَوَعُّدَهُ لِذُرِّيَتِهِ: { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } الأعراف 16 ـ 17.
عبادَ الله: إِنَّهُ لَا يُمكِنُ لِبَنِي آدَمَ رَدُّ كَيدِ الشَّيطَانِ وَشَرِّهِ إلَّا بِاللجُوءِ إلى اللهِ، والاعتِصَامِ بِهِ؛ فَهُوَ القَادِرُ وَحْدَهُ عَلى حِمَايَتِهِم.
وَلِهَذا عِبَادَ اللهِ فَإِنَّ عَلى المُسلِمِ أنْ يَلْجَأ إلى اللهِ تَعَالى وَيَعْتَصِمَ بِهِ وَيَأخُذَ بِمَا أَمَرَهُ الشَّرْعُ بِهِ لِيَسْلَمَ مِنْ كَيدِ الشَّيطَانِ الرجيم.
وَمِنْ ذَلِكَ: أنْ يَستَعِيذَ بِاللهِ مِنهُ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَعِندَ نَومِهِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؟ قَالَ: ( قُلْ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، قَالَ: قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
ومَنْ قَالَ: ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ) رواه البخاري ومسلم.
وَآيةُ الكُرْسِي؛ { اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ } اِقْرَأهَا أخِي المُسلِمُ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ: ( لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ) رواهُ البُخاري.
وَ: ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاَثًا ، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ) رواه مسلم.
وَقِرَاءَةُ سُورَة البقرَة؛ جَاءَ فيها قَولُ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلـمَ: ( لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم.
وَ: ( إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ) رواه مسلم.
وَ: ( إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: ( أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فَإِذَا قَالَ: ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
وَعِندَ قِرَاءةِ القرآنِ؛ لِقَولِهِ تَعَالى: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } النحل 98
وَعِندَ إِتيَانِ الرَّجُلِ أهْلَهُ؛ لِمَا جَاءَ فِي الحديثِ: ( أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ ) رواه البخاري
وَعِندَ الغَضَبِ وَنَزْغِ الشيطانِ، قَالَ تَعَالى: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فصلت 36
وَفِي البُخارِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌ ) .
وَ: ( وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا ). رواه البخاري.
وَ: ( إِذَا دَخَلَ الخَلاَءَ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ. ) رواه البخاري. وَمَعنَى دَخَلَ: ( أَرَادَ الدُخُولَ ).
أسْألُ اللهَ جَلَّ وَعَلا أنْ يَعْصِمَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيِم، وَأنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ قَالَ فِيْهِم: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } النحل 99
اللَّهُمَّ أَعِذْنَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ.اللَّهُمَّ أَعِذْنَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ.
اللَّهُمَّ أَعِذْنَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ.
عِبَادَ الله: صَلُّوا وَسَلمُوا...اللَّهمَ صَلِّ عَلى محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ.. اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ... عبادَ الله: اذكروا اللهَ العظيمَ...
المشاهدات 1639 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا