وقفات مع شعبان
محسن الشامي
1437/08/12 - 2016/05/19 21:25PM
الحمد لله رب العالمين أمر العباد بتوحيده، وإخلاص العبادة له وتمجيده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع لعباده كل سبيل يوصلهم إلى مرضاته وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي دل أمته على اتباع سنته وهديه والعض عليها بالنواجذ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن التقوى سبيل النجا، والعمل بالسنة هو سبيل الهداية والرشاد، وأن الإقتداء بخير البرية فيه السعادة والهناء في الدنيا والآخرة{ ياايها الذين آمنو اتقوا الله ولتنظر}
أيُّهَا المُسلِمُونَ:إنَّهُ مَا نَجَحَ مُسلِمٌ في تَألِيفِ قَلبِهِ العِبَادَةَ وَترويضِ نَفسِهِ عَلَيهَا وَتَعوِيدِ جَوَارِحِهِ عَلَى مُدَاوَمَةِ الخَيرِ وَالطَّاعَةِ وَالتَّمَرُّنِ عَلَى القُرُبَاتِ وَالحَسَنَاتِ فِيمَا قَبلَ رَمَضَانَ وَخَاصَّةً في شَعبَانَ إِلاَّ وَجَدَ مِن نَفسِهِ في رَمَضَانَ إِقبَالاً عَلَى العِبَادَةِ وَتَلَذُّذًا بِالطَّاعَةِ وَخِفَّةً إِلى البَذلِ وَمُسَارَعَةً في العَطَاءِ وَبَرَكَةً في الوَقتِ وَالعَمَلِ فمن رحمة الله جل جلاله وفضلِه علينا أن جعل لنا مواسم الخير والبركات فيها نفحات تصيب من يتعرض لها ويغتنمها مواسم يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون،ويتنافس فيها المتنافسون ويرجع فيها المذنبون ولسانُ حالهم يقول{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}فشهر شعبان،فرصة عظيمة لنفض غبار الغفلة عن النفوس والقلوب والاجتهادِ في طاعة علام الغيوب فتعالوا بنا معاشر المؤمنين لنقف وقفات إيمانية مع شهر شعبان المبارك، وقفات نستلهم منها الدروس والعبر:
الوقفة الاولى:وقفة محاسبه يجب على كل مسلم ان ياخذ العبره من سرعة تصرم الايام والليالي فيقف مع نفسه محاسبا حسابا يدفعه الى العمل الصالح وهجر الذنوب والمعاصي ليحاسب كل منا نفسه قبل فوات الآن وحينها لا ينفع الندم ذكر الله تعالى موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم:-الموقف الأول:ساعة الاحتضار حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن ليصلح ما أفسد ويتدارك ما فات{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين}ويكون الجواب على هذه الأمنية {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}
الموقف الثاني:في الآخرة عندما توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار هنالك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى على الحياة ليبدؤوا من جديد عملا صالحا{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ *وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}وإذا عرفنا ذلك يا معشر المسلمين فلنحرص على العمل الصالح مادمنا في زمن المهلة وهاهو رمضان على الأبواب فقف يا عبدالله مع نفسك وقفة محاسبة وهيئها لاستقبال شهر العطايا والمنح الربانية قال علي بن ابي طالب (ارتحلت الدنيا مدبره وارتحلت الاخره مقبله ولكل واحدة منها بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل) فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني
الوقفة الثانية شعبان شهر يغفل الناس عنه استفهم أسامة بن زيد رضي الله عنه عن كثرة صيام النبيى صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان روى الترمذي وغيره عن أسامة بن زيد،قال: قلت: يا رسول الله لمْ أرَكَ تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال:(ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان وهو شهر تُرْفَع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائمٌ(النبي صلى الله عليه وسلم لما أجابَ أسامة عن سؤاله بقوله: (ذلك شهر يغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان)رسالة بعثها الحبيب صلى الله عليه وسلم لكل مسلم مفادها يا مسلم،لا ينبغي لك أن تغفُل عن الله حين يغفُل الناس فكن المقبلُ إذا تولى الناس وكن المتصدق إذا بخلوا وكن القائم إذا ناموا،وكن الذاكر لله إذا أصابتهم الغفلة وابتعدوا .نعم يا مسلمون إن أخطر شيء في حياة الإنسان هو الغفلة،والغفلة عن ماذا؟الغفلة عن أعظم شيء في الوجود ألا هو الصلة بالله وطاعته والتقرب إليه فالغفلة عن الله جل جلاله مُهلكة للإنسان والمصيبة الأعظم أن يغفل العبد عن الله ولقائه وهو القائل{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}نعم أيها المؤمنون إذا تأملنا هذه الآية الكريمة فسنجد أن من غفل توافرت فيه هذه الصفات،الرضا بالحياة الدنيا والاطمئنانُ بها وكأنها النعيم المقيم الذي لا يفنى ولا يزول فغفل عن الموت وما بعد الموت غفل المسكين أنه سيسأل غداً عما جنت يداه فأقبل على الشهوات والملذات لا يفرق بين حلالها وحرامها يتابع نفسه في كل ما تشتهيه بغير تفكير ولا خوف ولا وجل فحَق عليه وعلى أمثاله قول الجبار{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}سلمنا الله وإياكم من الغفلة وجعلنا وإياكم من أهل طاعته على الدوام
الوقفة الثالثة:ليلة النصف من شعبان بين الفضل والبدع فأما فضلها فروى ابن ماجة
وحسنه الألباني عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)وليس هذا بمبرر أن تخص هذه الليلة بمزيد عبادة كما احدث الكثير من جهال الناس من البدع في ليلة النصف من شعبان كالاحتفال بها وتخصيص يومها بصيام وليلها بمزيد قيام وتخصيصها بدعاء خاص وكل هذا من البدع وكل الأحاديث الواردة فيه موضوعه وضعيفه قال الشيخ ابن باز رحمه الله ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ اهـ وخلاصة القول اعلموا رحمني الله واياكم أن فضل الله عظيم ومن فضله هذه الليلة المباركة لست مطالبًا فيها لا بصيام ولا قيام ولا مزيد عبادة,تفقد قلبك وراجع توحيدك ونق قلبك نحو إخوانك أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم،وأن يتولانا في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم بارك الله لي ولكم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على امام المتقين وحجة الله على خلقه اجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله واعلموا أن العاقل هو الذي يأخذ من حياته لمماته ومن دنياه لأخراه فالدنيا مزرعة الآخرة والسعيد من وعظ بغيره،والشقي من وعظ بنفسه
وقفتنا الرابعه:شعبان شهر ترفع فيه الأعمال:فيا ترى أي عمل نريد أن يرفع الى ربنا انريد ما يبيض وجوهنا ام العكس والعياذ بالله اسمعوا ما يقول حبيبكم عن شعبان قال صلى الله عليه وسلم (وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )
أيها المؤمنون:المسلم ليس معصوما عن الخطأ فهو عرضة للوقوع في الذنوب والاثام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبين انه من طبع البشر وبين علاجه عن انس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) نعم ياعبدالله كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فأنت خطَّاء، وصاحب هفوات وفلتات فكم مرة زل بها لسانك، فاغتبت فلاناً أو شتمته وكم امتدت يدك إلى فلان بغير حق وكم نظرت عينيك إلى ما يغضب الله وكم.. وكم.وكم .ولقد قضى الله في سابق علمه أنه لا بد من وقوع الذنوب، حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه،عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)اخرجه مسلم لذلك أوجب الله تعالى على عباده التوبة فقال تعالى{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}فالبدار البدار بالتوبة الصادقة فشهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال الى رب العباد فحري بالمؤمن الصادق أن يقبل بتوبة صادقه وانطلاقه جاده وعزيمه اكيدة فيجدد العهد مع الله بان يلتزم بطاعته وان ياتمر باوامره وينتهي عن مناهيه ويستقيم على دينه حتى يلقاه وما أجمل أن يرفع للعبد في هذا الشهر من العمل ما يسره أن يلقى به ربه فالله الله في صالح العمل فالعبرة بالخواتيم اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان الا وصلوا وسلموا
أيُّهَا المُسلِمُونَ:إنَّهُ مَا نَجَحَ مُسلِمٌ في تَألِيفِ قَلبِهِ العِبَادَةَ وَترويضِ نَفسِهِ عَلَيهَا وَتَعوِيدِ جَوَارِحِهِ عَلَى مُدَاوَمَةِ الخَيرِ وَالطَّاعَةِ وَالتَّمَرُّنِ عَلَى القُرُبَاتِ وَالحَسَنَاتِ فِيمَا قَبلَ رَمَضَانَ وَخَاصَّةً في شَعبَانَ إِلاَّ وَجَدَ مِن نَفسِهِ في رَمَضَانَ إِقبَالاً عَلَى العِبَادَةِ وَتَلَذُّذًا بِالطَّاعَةِ وَخِفَّةً إِلى البَذلِ وَمُسَارَعَةً في العَطَاءِ وَبَرَكَةً في الوَقتِ وَالعَمَلِ فمن رحمة الله جل جلاله وفضلِه علينا أن جعل لنا مواسم الخير والبركات فيها نفحات تصيب من يتعرض لها ويغتنمها مواسم يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون،ويتنافس فيها المتنافسون ويرجع فيها المذنبون ولسانُ حالهم يقول{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}فشهر شعبان،فرصة عظيمة لنفض غبار الغفلة عن النفوس والقلوب والاجتهادِ في طاعة علام الغيوب فتعالوا بنا معاشر المؤمنين لنقف وقفات إيمانية مع شهر شعبان المبارك، وقفات نستلهم منها الدروس والعبر:
الوقفة الاولى:وقفة محاسبه يجب على كل مسلم ان ياخذ العبره من سرعة تصرم الايام والليالي فيقف مع نفسه محاسبا حسابا يدفعه الى العمل الصالح وهجر الذنوب والمعاصي ليحاسب كل منا نفسه قبل فوات الآن وحينها لا ينفع الندم ذكر الله تعالى موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم:-الموقف الأول:ساعة الاحتضار حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن ليصلح ما أفسد ويتدارك ما فات{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين}ويكون الجواب على هذه الأمنية {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}
الموقف الثاني:في الآخرة عندما توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار هنالك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى على الحياة ليبدؤوا من جديد عملا صالحا{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ *وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}وإذا عرفنا ذلك يا معشر المسلمين فلنحرص على العمل الصالح مادمنا في زمن المهلة وهاهو رمضان على الأبواب فقف يا عبدالله مع نفسك وقفة محاسبة وهيئها لاستقبال شهر العطايا والمنح الربانية قال علي بن ابي طالب (ارتحلت الدنيا مدبره وارتحلت الاخره مقبله ولكل واحدة منها بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل) فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني
الوقفة الثانية شعبان شهر يغفل الناس عنه استفهم أسامة بن زيد رضي الله عنه عن كثرة صيام النبيى صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان روى الترمذي وغيره عن أسامة بن زيد،قال: قلت: يا رسول الله لمْ أرَكَ تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان قال:(ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان وهو شهر تُرْفَع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائمٌ(النبي صلى الله عليه وسلم لما أجابَ أسامة عن سؤاله بقوله: (ذلك شهر يغفُل الناس عنه بين رجب ورمضان)رسالة بعثها الحبيب صلى الله عليه وسلم لكل مسلم مفادها يا مسلم،لا ينبغي لك أن تغفُل عن الله حين يغفُل الناس فكن المقبلُ إذا تولى الناس وكن المتصدق إذا بخلوا وكن القائم إذا ناموا،وكن الذاكر لله إذا أصابتهم الغفلة وابتعدوا .نعم يا مسلمون إن أخطر شيء في حياة الإنسان هو الغفلة،والغفلة عن ماذا؟الغفلة عن أعظم شيء في الوجود ألا هو الصلة بالله وطاعته والتقرب إليه فالغفلة عن الله جل جلاله مُهلكة للإنسان والمصيبة الأعظم أن يغفل العبد عن الله ولقائه وهو القائل{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}نعم أيها المؤمنون إذا تأملنا هذه الآية الكريمة فسنجد أن من غفل توافرت فيه هذه الصفات،الرضا بالحياة الدنيا والاطمئنانُ بها وكأنها النعيم المقيم الذي لا يفنى ولا يزول فغفل عن الموت وما بعد الموت غفل المسكين أنه سيسأل غداً عما جنت يداه فأقبل على الشهوات والملذات لا يفرق بين حلالها وحرامها يتابع نفسه في كل ما تشتهيه بغير تفكير ولا خوف ولا وجل فحَق عليه وعلى أمثاله قول الجبار{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}سلمنا الله وإياكم من الغفلة وجعلنا وإياكم من أهل طاعته على الدوام
الوقفة الثالثة:ليلة النصف من شعبان بين الفضل والبدع فأما فضلها فروى ابن ماجة
وحسنه الألباني عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)وليس هذا بمبرر أن تخص هذه الليلة بمزيد عبادة كما احدث الكثير من جهال الناس من البدع في ليلة النصف من شعبان كالاحتفال بها وتخصيص يومها بصيام وليلها بمزيد قيام وتخصيصها بدعاء خاص وكل هذا من البدع وكل الأحاديث الواردة فيه موضوعه وضعيفه قال الشيخ ابن باز رحمه الله ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ اهـ وخلاصة القول اعلموا رحمني الله واياكم أن فضل الله عظيم ومن فضله هذه الليلة المباركة لست مطالبًا فيها لا بصيام ولا قيام ولا مزيد عبادة,تفقد قلبك وراجع توحيدك ونق قلبك نحو إخوانك أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم،وأن يتولانا في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم بارك الله لي ولكم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على امام المتقين وحجة الله على خلقه اجمعين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله واعلموا أن العاقل هو الذي يأخذ من حياته لمماته ومن دنياه لأخراه فالدنيا مزرعة الآخرة والسعيد من وعظ بغيره،والشقي من وعظ بنفسه
وقفتنا الرابعه:شعبان شهر ترفع فيه الأعمال:فيا ترى أي عمل نريد أن يرفع الى ربنا انريد ما يبيض وجوهنا ام العكس والعياذ بالله اسمعوا ما يقول حبيبكم عن شعبان قال صلى الله عليه وسلم (وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )
أيها المؤمنون:المسلم ليس معصوما عن الخطأ فهو عرضة للوقوع في الذنوب والاثام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وبين انه من طبع البشر وبين علاجه عن انس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) نعم ياعبدالله كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فأنت خطَّاء، وصاحب هفوات وفلتات فكم مرة زل بها لسانك، فاغتبت فلاناً أو شتمته وكم امتدت يدك إلى فلان بغير حق وكم نظرت عينيك إلى ما يغضب الله وكم.. وكم.وكم .ولقد قضى الله في سابق علمه أنه لا بد من وقوع الذنوب، حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه،عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)اخرجه مسلم لذلك أوجب الله تعالى على عباده التوبة فقال تعالى{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}فالبدار البدار بالتوبة الصادقة فشهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال الى رب العباد فحري بالمؤمن الصادق أن يقبل بتوبة صادقه وانطلاقه جاده وعزيمه اكيدة فيجدد العهد مع الله بان يلتزم بطاعته وان ياتمر باوامره وينتهي عن مناهيه ويستقيم على دينه حتى يلقاه وما أجمل أن يرفع للعبد في هذا الشهر من العمل ما يسره أن يلقى به ربه فالله الله في صالح العمل فالعبرة بالخواتيم اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلغنا رمضان الا وصلوا وسلموا