وَقَفَاتٌ مَعَ سُورَةِ العَصْرِ ( الجُزْءُ الثَّانِي )
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى - أَيُّهَا النَّاسُ - وَأَطِيْعُوهُ، وَحَاذِرُوا غَضَبَهُ وَلَا تَعْصُوهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ:
{ وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }
يُقسِمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالعَصْرِ؛ وَهُوَ: الدَّهْرُ كُلُّهُ لَيْلُهُ وَنَهَارُهُ أَنَّ الإنْسَانَ فِي خُسْرٍ، وَهَلَكَةٍ وَنُقْصَانٍ؛ إِلَّا مَنِ اِسْتَثْنَاهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ؛ يَقُولُ الإِمَامُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَالخَسَارُ مَرَاتِبُ مُتعدِّدَةٌ مُتَفَاوِتَةٌ: قَدْ يَكُونُ خَسَارًا مُطلْقًا، كَحَالِ مَنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَفَاتَهُ النَّعِيْمُ، وَاسْتَحَقَّ الجَحِيْمَ، وَقَدْ يَكُونُ خَاسِرًا مِنْ بَعْضِ الوُجُوهِ دُونَ بَعْضٍ، وَلهِذَا عَمَّمَ اللهُ الخَسَارَ لِكْلِّ إِنْسَانٍ، إِلَّا مَنِ اتَّصَفَ بِأَرْبَعِ صِفَاتٍ، ثُمَّ ذَكَرَهَا رَحِمَهُ اللهُ. اهـ
فَلْنَحْرِصْ - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى هَذِهِ الصِّفَاتِ؛ لِنَفُوزَ بِالجِنَانِ وَنَسْلَمَ مِنَ الخُسْرَانِ.
أوَّلُ تِلْكَ الصِّفَاتِ - وَفَّقَكُمُ اللهُ: الإِيْمَانُ التَّامُّ وَالتَّصْدِيْقُ الجَازِمُ بِكُلِّ مَا أَمَرَ اللهُ بِالإِيْمَانِ بِهِ، وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أُصُولُ الإِيْمَانِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ، المَذْكُورَةِ فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ عَلَيهِ السَّلَامُ، لَمَّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ عَنِ الإِيْمَانِ، فَقَالَ: ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ).رواه مسلم.
الصِّفَةُ الثَّانِيَةُ: العَمَلُ الصَّالِحُ، وَيَشْمَلُ أَفْعَالَ الخَيْرِ كُلَّهَا، الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ، القَولِيَّةَ، وَالفِعْلِيَّةَ، المُتَعَلِّقَةَ بِحَقِّ اللهِ تَعَالَى، والمُتَعَلِّقَةَ بِحُقُوقِ عِبَادِهِ.
وَالعَمَلُ لَا يَكُونُ صِالِحًا وَلَا مَقْبُولًا؛ إِلَّا إِذَا تَحَقَّقَ فِيْهِ أمْرَانَ لَا يُغْنِي أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ.
الأَوَّلُ: إِخْلَاصُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَالثَّانِي: المُتَابَعَةُ فِيْهِ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ؛ كَمَا قَال تَعَالَى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك 2 أَيْ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ.
الإِخْلَاصُ شَرْطٌ لِقَبُولِ العَمَلِ، وَهُوَ: أَنْ يَقْصُدَ بِعَمَلِهِ التَّقَرُّبَ إِلَى اللهِ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً وَمَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا، وَيُنَقِّي أَعْمَالَهُ مِنْ قَصْدِ ثَنَاءِ النَّاسِ، أَوِ نَيْلِ المَنْزِلَةِ فِي قُلُوبِهِمْ، أَوْ تَحْصِيلِ شَيءٍ مِمَّا فِي أَيْدِيْهِمْ، أَوِ اتِّقَاءِ مَذَمَّتِهِمْ؛ قَالَ تَعَالَى: { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي، فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الزمر 11ـ 15
الإِخْلَاصُ ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ هُوَ مَحَلُّ الاِهْتِمَامِ، وَهُوَ مَنَاطُ السَّعَادَةِ أَوِ الشَّقَاءِ، وَالثَّوَابِ أَوِ العِقَابِ، وَالقَبُولِ أَوِ الرَّدِّ؛ فَفِي الحَدِيثِ: ( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) رواه البخاري ومسلم
الإِخْلَاصُ هُوَ رُوُحُ العَمَلِ وَأَسَاسُهُ وَبَرَكَتُهُ.
وَإِذَا خَلَا العَمَلُ مِنَ الإِخْلَاصِ، وَحَلَّ مَحَلَّهُ الرِّيَاءُ وَإِرَادَةُ الإِنْسَانِ بِعَمَلِهِ الدُّنْيَا؛ رُدَّ عَلَى صَاحِبِهِ وَكَانَ وَبَالًا عَلَيهِ.
كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ عَنْ أَوَّلِ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ؛ وَالحَدِيثُ فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ.
رَجُلٌ قَاتَلَ لِيُقَالَ جَرِيءٌ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ؛ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ قَارِئٌ، وَرَجُلٌ أَنْفَقَ فِي سُبُلِ الخَيرِ لِيُقَالَ جَوَادٌ؛ أَعْمَالٌ عَظِيْمَةٌ لَوْ كَانَتْ لِلَّهِ خَالِصَةً ؛ لَكِنَّهَا خَلَتْ مِنَ الإِخْلَاصِ؛ فَرُدَّتْ عَلَى أَصْحَابِهَا؛ وَسُحِبُوا إِلَى النَّارِ حَتَّى أُلْقُوا فِيْهَا عَلَى وُجُوهِمِ.
أَجَارَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ، وَرَزَقَنَا الإِخْلَاصَ فِي أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَمَا نَأْتِيْ وَمَا نَذَرُ.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية :
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ:
فَإِنَّ الشَّرْطَ الثَّانِيَ لِصَلَاحِ العَمَلِ وَقَبُولِهِ: المُتَابَعَةُ؛ بِأَنْ يَكُونَ العَمَلُ عَلَى وِفْقِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران 31 وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري ومسلم ، ولمسلم: ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، فَتَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) [ أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم وصححه الألباني. ]
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ أَقْوَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ وَأَفْعَالَهُ وَتَقْرِيْرَاتِهِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ سُنَّتِهِ، وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ بِبَيَانِ كُلِّ صَغِيْرَةٍ وَكَبِيْرَةٍ مِنْ هَذَا الدِّينِ.
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّـمَ عَنِ الصَّلَاةِ: ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ) رواه البخاري وَقَالَ فِي الحَجِّ: ( لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ) رواه مسلم
وبَيَّنَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَحْكَامَ الزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ، وَنَقَلَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ هَذَا الدِّينَ بِكُلِّ دِقَّةٍ، وَبَلَّغُوهُ لِلنَّاسِ، فَجَزَاهُمُ اللهُ خَيْرَ الجَزَاءِ.
وَلَمْ يَبْقَ عَلَى المُسْلمِ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ أُمُورَ دِينِهِ وَعِبَادَتِهِ لِيَعْبُدَ اللهَ عَلَى بَصِيْرَةٍ؛ ولْيَسْأَلْ أَهْلَ العِلْمِ عَمَّا لَا يَعْلَمْ؛ قَالَ تَعَالَى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } الأنبياء 7
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا العِلْمَ النَّافِعَ وَالعَمَلَ الصَّالِحَ وَالثَّبَاتَ عَلَى دِيْنِكَ حَتَّى نَلْقَاكَ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1666188272_وقفات مع سورة العصر ( الجزء الثاني ).pdf
1666188281_وقفات مع سورة العصر ( الجزء الثاني ).doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق