وَقَفَاتٌ مَعَ سُورَةِ العَصْرِ ( الجُزْءُ الأَوَّلُ )

مبارك العشوان 1
1444/03/17 - 2022/10/13 14:08PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى - أَيُّهَا النَّاسُ - وَأَطِيْعُوهُ، وَحَاذِرُوا غَضَبَهُ وَلَا تَعْصُوهُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }

عِبَادَ اللهِ: سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا جَلَّ وَعَلَا، وَجِيْزَةٌ أَلْفَاظُهَا، غَزِيْرَةٌ مَعَانِيْهَا، ثَلَاثُ آيَاتٍ؛ حَوَتِ الخَيْرَ كُلَّهُ، خَيْرَ الدُّنْيَا وَخَيْرَ الآخِرَةِ؛ حَتَّى قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ.

نَتَدَارَسُ اليَومَ شَيْئًا مِنْ فَوَائِدِ هَذِهِ السُّورَةِ، وَنَسْأَلُ اللهَ  تَعَالَى أَنْ يُعَلِّمَنَا مِنْ كِتَابِهِ مَا جَهِلْنَا، وَيُذَكِّرَنَا مِنْهُ مَا نُسِّيْنَا، وَيَرْزُقَنَا تِلَاوَتَهُ آنَاءَ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيْهِ عَنَّا، وَأَنْ يَجْعَلَ القُرْآنَ الكَرِيمَ رَبِيعًا لِقُلُوبِنَا وَنُورًا لِصُدُورِنَا وَجَلَاءً لِأَحْزَانِنَا.

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ:

{ وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

أَقْسَمَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هُنَا بِالْعَصْرِ؛ وَفِي مَوَاضِعَ أُخَرَ أَقْسَمَ بِغَيْرِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: { وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا، وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ، وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا، فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا، فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا } وَقَـــالَ تَعَالَى: { وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } وَقَالَ تَعَالَى: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وَطُورِ سِينِينَ، وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِيــنِ }. وَأَقْسَمَ جَلَّ وَعَلَا بِالنَّجْمِ إِذَا هَوَى،  وَبِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَبِيَومِ القِيَامَةِ.

وَقَسَمُ الخَالِقِ جَلَّ وَعَلَا بِبَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ كَثِيرٌ فِي القُرْآنِ الكَرِيْمِ؛ وَاللهُ جَلَّ وَعَلَا يُقْسِمُ بِمَا شَاءَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ.

أمَّا المَخْلُوقُ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُقْسِمَ إِلَّا بِخَالِقِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛

وَقَدْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَحْلِفُ بِأَبِيْهِ فَقَالَ: ( أَلَا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْلِفَ بِوَالِدَيْهِ، وَلَا بِأَوْلَادِهِ، لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْلِفَ بِالذِّمَّةِ أَوْ بِالأَمَانَةِ، أَوْ بِالشَّرَفِ أَوْ بِالكَعْبَةِ، أَوْ بِالنَّبِيِّ أَوْ بِجَاهِ النَّبِيِّ أَوْ بِجَاهِ وَلِيٍّ، أَوْ بِحَيَاةِ فُلَانٍ؛ فَكُلُّ هَذَا حَلِفٌ بِغَيْرِ اللهِ.

فَلْنَحْذَرْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - الحَلِفَ بِغَيْرِ اللهِ، أَيًّا كَانَ المَحْلُوفُ بِهِ، وَلْنَتَوَاصَ بِالحَذَرِ مِنْهُ، وَلْنُنْكِرْ عَلَى مَنْ يَفْعَلُهُ.

حَتَّى مَنْ تَعَوَّدَ عَلَيهِ فِي صِغَرِهِ؛ وَأَصْبَحَ  يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ؛ عَلَيهِ أَنْ يُجَاهِدَ نَفْسَهُ؛ وَيَحْفَظَ لِسَانَهُ؛ وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَسْتَسْلِمَ، وَيَحْتَجَّ بِأنَّهُ تَعَوَّدَ عَلَيهِ، وَأَنَّهُ لَا يَقْصُدُ التَّعْظِيمَ؛ بَلْ عَلَيهِ أَنْ يَتَّبِعَ الحَقَّ، وَيَنْقَادَ لَهُ، وَيُجَاهِدَ نَفْسَهُ عَلَيهِ؛ وَلْيُبْشِرْ بِعَونِ اللهِ تَعَالَى مَنِ اسْتَعَانَ بِهِ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ:

عِبَادَ اللهِ: أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِالعَصْرِ، وَالعَصْرُ هُوَ الوَقْتُ وَالزَّمَانُ وَالدَّهْرُ كُلُّهُ؛ لَيْلُهُ وَنَهَارُهُ وَصُبْحُهُ وَمَسَاؤُهُ.

وَقَسَمُ اللهِ تَعَالَى بِالعَصْرِ دَلِيْلٌ عَلَى عِظَمِهِ وَمَنْزِلَتِهِ.

وَقْتُكَ أَيُّهَا المُسْلِمُ هُوَ حَيَاتُكَ؛ حِفْظُكَ لَهُ حِفْظٌ لِحَيَاتِكَ، وَتَفْرِيْطُكَ فِيْهِ وَتَضْيِيْعُهُ تَضْيِيْعٌ لِحَيَاتِكَ.

وَقْتُكَ هُوَ مَا يَنْبَغِي أَنْ تَغْتَنِمَهُ وَتَهْتَمَّ غَايَةَ الِاهْتِمَامِ بِهِ؛ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛: ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: وَذَكَرَ مِنْهَا: ( شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ،... وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ) رواه النسائي وصححه الألباني.

وَفِي الحَدِيثِ الآخَرِ: ( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ ... ) الخ  رواه الترمذي وصححه الألباني.

وَفْرَةُ الوَقْتِ لَدَيْكَ؛ نِعْمَةٌ مِنَ أَجَلِّ النِّعَمِ، وَلِذَا جَاءَ فِي الحَدِيث: ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري.

حَيَاةُ المُسْلِمِ العَاقِلِ حَيَاةُ جِدٍّ، حَيَاةُ عَمَلٍ وَنَشَاطٍ، لَا غَفْلَةَ فِيْهَا وَلَا ضَيَاعَ؛ كُلمَّا فَرَغَ مِنْ عَمَلٍ شَرَعَ فِي آخَرَ، قَالَ تَعَالَى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } الشرح 7   

يَقُولُ الشَّنْقِيْطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: لَمْ تَتْرُكْ لِلْمُسْلِمِ فَرَاغًا فِي وَقْتِهِ، لِأنَّهُ إِمَّا فِي عَمَلٍ لِلدُّنْيَا، وَإِمَّا فِي عَمَلٍ لِلآخِرَةِ.

وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَكُوْنَ سَبَهْلَلَا، لَا فِي عَمَلِ دُنْيا وَلَا دِيْن.

حَرِيٌّ بِكَ أَخِي المُسْلِمُ أَنْ تَسْتَغِلَّ وَقْتَكَ فِيْمَا يُقَرِّبُكَ إِلَى رَبِّكَ، الحَيَاةُ أَيَّامٌ وَلَيَالٍ وَسَيُسْألُ عَنْهَا كُلُّ أَحَدٍ؛ وَلِهَذَا حَرِصَ السَّلَفُ رَحِمَهُمُ اللهُ عَلَى أَوْقَاتِهِمْ أَشَدَّ الحِرْصِ، حَتَّى قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: أَدْرَكْتُ أَقْوامًا كَانَ أحَدُهُمْ أَشَحَّ عَلَى عُمُرِهِ مِنْهُ عَلَى دِرْهَمِهِ، وَقَالَ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيءٍ نَدَمِي عَلَى يَومٍ غَرَبتْ شَمْسُهُ، نَقَصَ فِيْهِ أَجَلِي وَلَمْ يَزْدَدْ فِيْهِ عَمَلِي. 

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِحِفْظِ أَوْقَاتِنَا، فِيْمَا يُقَرِّبُنَا إِلَيكَ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

المرفقات

1665659263_وقفات مع سورة العصر ( الجزء الأول ).pdf

1665659296_وقفات مع سورة العصر ( الجزء الأول ).doc

المشاهدات 1352 | التعليقات 2

هذه الخطبة الأولى من ثلاث خطب عن سورة العصر وسيتم تنزيل الخطب التالية في حينها إن شاء الله تعالى


جزاك الله خيرا