وَقَفَاتٌ مَعَ حَدِيثِ: ( اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ.... )
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ االلهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلمَ: إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ، وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ، قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. وَفِي رِوَايَةٍ: ( فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ فِي لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الفِطْـرَةِ، وَإِنْ أَصـْبَحْتَ أَصَبْتَ أَجْرًا )
وَفِي لَفْظٍ: ( أَصَبْتَ خَيْرًا ).
جَاءَ هَذَا الحَدِيثُ - عِبَادَ اللهِ - بِجُمْلَةٍ مِنْ آدَابِ النَّومِ، وَجُمْلَةٍ مِنْ الدَّعَوَاتِ المُبَارَكَةِ. يَقُولُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: وَلَهُ فَوَائِدُ: مِنْهَا أَنْ يَبِيتَ عَلَى طَهَارَةٍ؛ لِئَلَّا يَبْغَتَهُ الْمَوْتُ؛ فَيَكُونُ عَلَى هَيْئَةٍ كَامِلَةٍ، وَيُؤْخَذُ مِنْهُ النَّدْبُ إِلَى الِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ بِطَهَارَةِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ أَوْلَى مِنْ طَهَارَةِ الْبَدَنِ.
وَمِنْ ذَلِكَ: النَّوْمُ عَلَى الشِّقِّ الأَيمَنِ.
وَثَبَتَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَضْعُ اليَدِ اليُمْنَى تَحْتَ الخَدِّ الأَيْمَنِ.
يَقُولُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحِبُّ التَّيَامُنَ، وَلِأَنَّهُ أَسْرَعُ إِلى الانْتِبَاهِ. ا هـ
وَمَنْ لَمْ يَعْتَدْ ذَلِكَ؛ فلْيُجَاهِدْ نَفْسَهُ؛ وَلْيَعْلَمْ أنَّهُ مَأجُورٌ عَلَى تَتَبُّعِهِ لِلسُّنَّةِ وَتَرْوِيضِ النَّفْسِ عَلَيهَا.
وَمِمَّا دَلَّ عَلَيهِ هَذَا الحَدِيثُ: النَّومُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى.
وَهُوَ عَلَامَةٌ عَلَى حَيَاةِ القَلْبِ وَسَلَامَتِهِ مِنَ الغَفْلَةِ، فَلَيْسَ غَافِلاً مَنْ يَسْتَيقِظُ فَيَفْتَتِحُ يَومَهُ بِذِكْرِ اللهِ، وَيُرِيدُ النَّومَ فَيَخْتِمُ يَومَهُ بِذِكْرِ اللهِ، وَيَتَعَارُّ مِنَ الليلِ فَيَذْكُرُ اللهَ.
النَّومُ عَلى ذِكْرِ اللهِ؛ امْتِثَالٌ لِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ، وَاقْتِدَاءٌ بِسُنَّتِهِ؛ وَهُوَ حِصْنٌ حَصِينٌ؛ مِنَ الشُّرُورِ.
عِبَادَ اللهِ: وَكَمَا جَاءَتِ السُّنَّةُ بِهَذَا الذِّكْرِ؛ فَقَدْ جَاءَتْ بِغَيرِهِ؛ وَهِيَ مَا يُعْرَفُ بِأذْكَارِ النَّومِ.
وَمِنْهَا: آيَةُ الكُرْسِيِّ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ.
وَمِنْهَا: قِرَاءَةُ سُورَةِ الإِخْلَاصِ وَالمُعَوِّذَتَينِ؛ يَنْفُثُ فِي يَدَيْهِ، وَيَمْسَحُ بِهِمْا جَسَدَهُ.
وَمِنْهَا: أنْ يُسَبِّحَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَيَحْمَدَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ وَيُكَبِّرَ أرْبَعاً وَثَلاثِينَ.
إِلَى غَيرِ ذَلِكَ مِنْ أَذْكَارِ النَّومِ؛ وَهِيَ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى مُيَسَّرَةٌ فِي كُتُبِ الأَذْكَارِ، وَفِي الجَوَّالَاتِ وَنَحْوِهَا.
فَلْنَحْفَظْ هَذِهِ الأذْكَارَ، وَلْنُحَافِظْ عَلَيهَا، وَلْنُعَلِّمْهَا أَولَادَنَا وَمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِنَا.
عِبَادَ اللهِ: تَأَمَّلُوا هَذَا الذِّكْرِ، وَاسْتَحْضِرُوا مَا تَضَمَّنَهُ مِنْ مَعَانٍ جَلِيلَةٍ؛ وَدَعَوَاتٍ عَظِيمَةٍ، تَأَمَّلُوا مَا فِيهِ مِنْ تَمَامِ الانْقِيَادِ لِلهِ، وَصِدْقَ التَّوَكُّلِ، وَكَمَالَ الاعْتِمَادِ عَلَيهِ.
( اللهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ) وفي رواية: ( أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ) اسْتَسْلَمْتُ لَكَ، وَجَعَلْتُ نَفْسِي مُنْقَادَةً لَكَ، تَابِعَةً لِحُكْمِكَ؛ إِذْ لَا قُدْرَةَ لِي عَلَى تَدْبِيرِهَا وَلَا عَلَى جَلْبِ مَا يَنْفَعُهَا إِلَيْهَا وَلَا دَفْعِ مَا يَضُرُّهَا عَنْهَا.
( وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ) تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فِي أَمْرِي كُلِّهِ.
وَلْيُبْشِرْ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ، وَفَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَيهِ: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }الطلاق 3 قَالَ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أيْ: فِي أمْرِ دِيْنِهِ وَدُنَيَاهُ، بِأنْ يَعْتَمِدَ عَلَى اللهِ فِي جَلْبِ مَا يَنْفَعُهُ، وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ، وَيَثِقَ بِهِ فِي تَسْهِيلِ ذَلَكَ { فَهُوَ حَسْبُهُ } أيْ: كَافِيهِ الأمْرَ الذِي تَوَكَّلَ عَلَيهِ بِهِ، وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ فِي كَفَالَةِ الغَنِيِّ القَوِيِّ العَزِيزِ الرَّحِيمِ، فَهُوَ أقْرَبُ إِلَى العَبْدِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ...الخ
فَوِّضْ أَمْرَكَ إِلَى اللهِ، وَتَوَكَّلْ حَقَّ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ؛ وَخُذْ بِالأَسْبَابِ الَّتِي شَرَعَ اللهُ؛ وَلَا تَقْلَقْ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مُسْتَقْبَلِكَ، لَا تَقْلَقْ عَلَى رِزْقِكَ؛ فَمَا كَتَبَ اللهُ لَكَ سَتَأْخُذَهُ لَا مَحَالَةَ؛ لَا مَانِعَ لِمَا أعْطَاكَ اللهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَكَ، وَلَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } هود 6
عِبَادَ اللهِ: وَفِعْلُ الْأَسْبَابِ لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ؛ بَلْ إنَّهُ طَاعَةٌ لِلهِ وَامْتِثَالٌ لِأَمْرِهِ؛ { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } الملك 15 يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: أَيْ: فَسَافِرُوا حَيْثُ شِئْتُمْ مِنْ أَقْطَارِهَا، وَتَرَدَّدُوا فِي أَقَالِيمِهَا وَأَرْجَائِهَا فِي أَنْوَاعِ الْمَكَاسِبِ وَالتِّجَارَاتِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ سَعْيَكُمْ لَا يُجْدِي عَلَيْكُمْ شَيْئًا، إِلَّا أَنْ يُيَسِّرَهُ االلهُ لَكُمْ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ:
فَفِي هَذَا الذِّكْرِ العَظِيمِ: ( وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ) اعْتَمَدْتُ فِي أُمُورِي عَلَيْكَ لِتُعِينَنِي عَلَى مَا يَنْفَعُنِي.
( رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ) طَمَعًا فِي ثَوَابِكَ وَخَوفاً مِنْ عِقَابِكَ.
وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ عَلَيهِ المُؤمَنُ، يَعْبُدُ رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا مَحَبَّةً لَهُ، وَتَعظِيمًا، وَخَوفاً، وَرَجَاءً؛ قَالَ تَعَالَى: { وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا }الأعراف 56 { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90
لَا بُدَّ أنْ يُجْمَعَ بَينَ الخَوفِ والرَّجَاءِ؛ خَوفٌ لَا يُقَنِّطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَرَجَاءٌ لَا يُؤَمِّنُ مِنْ عَذَابَ اللهِ.
وَفِي هَذَا الذِّكْرِ العَظِيمِ: ( لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ )
لَيْسَ لِلعَبْدِ مَلَاذٌ وَلَا مَفَرٌّ وَلَا مَهْرَبٌ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَى اللهِ.
قَالَ تَعَالَى: { كَلَّا لَا وَزَرَ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ }القيامة 11- 12 وَقَالَ تَعَالَى: { فَفِرُّوا إِلَى اللهِ } يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ الفِرَارُ إِلَيهِ، أيْ: الفِرَارُ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، إِلَى مَا يُحِبُّهُ، ظاهرًا وَبَاطِنًا، فِرَارٌ مِنَ الجَهْلِ إلَى العِلْمِ، وَمِنَ الكُفْرِ إِلَى الإِيمَانِ، وَمِنَ المَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ، وَمِنَ الغَفْلَةِ إِلَى ذِكْرِ اللهِ، فَمَنْ اسْتَكْمَلَ هَذِهِ الأُمُورَ، فَقَدْ اسْتَكْمَلَ الدِّينَ كُلَّهُ وَقَدْ زَالَ عَنهُ المَرْهُوبُ، وَحَصَلَ لَهُ، نِهَايَةُ المُرَادِ وَالمَطْلُوبُ، وَسَمَّى اللهُ الرُّجُوعَ إليهِ، فِرَاراً، لِأَنَّ فِي الرُّجُوعِ لِغَيرِهِ، أنْوَاعُ المَخَاوفِ وَالمَكَارِهِ، وَفِي الرُّجُوعِ إِليهِ، أنواعُ المَحَابِّ وَالأَمْنِ، وَالسُّرُورِ وَالسَّعَادَةِ وَالفَوزِ، فَيَفِرُّ العَبْدُ مِنْ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، إِلَى قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، وَكُلُّ مَنْ خِفْتَ مِنْهُ فَرَرَتَ مِنْهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَإِنَّهُ بِحَسَبِ الخَوفِ مِنْهُ، يَكُونُ الفِرَارُ إِلَيهِ.
وَفِي خَتْمِ هَذَا الذِّكْرِ العَظِيمِ ( آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ )
صَدَّقْتُ وَأَقْرَرْتُ بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ؛ أنَّهُ وَحْيٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى وتَنْزيلٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَأنَّهُ مُشْتَمِلٌ عَلَى الحَقِّ وَالهُدَى.
وَصَدَّقْتُ كَذَلِكَ وَأَقْرَرْتُ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ؛ وَأنَّ اللهَ تَعَالَى أرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، وَأنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، آمَنْتُ بِهِ وَبِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، أُطِيعُهُ فِيمَا أَمَرَ وَأصَدِّقُهُ فِيمَا أخْبَرَ، وَأجْتَنِبُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ وَلَا أعْبُدَ اللهَ إلَّا بِمَا شَرَعَ.
ألَا فَاحْرِصُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ؛ الأَذْكَارَ المُطْلَقَةَ وَالأَذْكَارَ المُقَيَّدَةَ؛ وَتَأَمَّلُوا هَذِهِ الأَذْكَارَ وَتَفَهَّمُوا مَعَانِيهَا.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى خَاتَمِ المُرْسَلِيْنَ وَالمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1671047825_1444 وَقَفَاتٌ مَعَ حَدِيثِ اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ.pdf
1671047841_1444 وَقَفَاتٌ مَعَ حَدِيثِ اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ.docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق