وقفات مع حادثة الأحساء 14-1-1436هـ

شبيب القحطاني
1436/01/14 - 2014/11/07 07:47AM
[FONT="]الْخُطْبَةُ الْأُولَى:إنَّ الحمدُ للهِ،نَحْمَدُهُ،وَنَسْتَعِينُهُ،وَنَسْتَغْفِرُهُ،ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا،مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ،تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ،وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ،وَخَلِيلُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا أمَّا بَعْدُ:فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ حقَّ التَّقْوَى؛وَاِعْلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.عباد الله:لقد سمع العالم أجمع ما وقع من الاعتداء على الآمنين في الأحساء وما تبعه من الاعتداء على رجال الأمن وقتلهم.ولنا في ذلك وقفات:الوقفة الأولى:بداية الانحراف ونهايته:لقد حذرنا الله من الشيطان،وبيَّن لنا في كتابه أنه يسعى بكل ما أوتي من وسيلة لصرف الناس عن الحق،قال الله تعالى[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image001.gif[/IMG][FONT="]إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image002.gif[/IMG][FONT="]فبداية الانحراف فكرة تخالف أمر الله،ثم اعتقادها ونهايتها العمل بها،والدعوة إليها والولاء والبراء عليها،قال الله تعالى[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image001.gif[/IMG][FONT="]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image003.gif[/IMG][FONT="]وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image002.gif[/IMG][FONT="]وإن بداية الانحراف في باب السمع والطاعة لولاة الأمر والخروج عن منهج السلف أهل السنة والجماعة إلى منهج الخوارج هو الطعن في ولاة الأمر كما قال عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام نفاقاً:[/FONT][FONT="]ابدأوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا الناس وادعوهم إلى هذا الأمر.ونهايته حمل السلاح وسفك الدماء كما في البخاري ومسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَعَثَ عَلِىٌّ رضي الله عنه وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِى تُرْبَتِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِىُّ وَعَلْقَمَةُ بْنُ عُلاَثَةَ الْعَامِرِىُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِى كِلاَبٍ وَزَيْدُ الْخَيْرِ الطَّائِىُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِى نَبْهَانَ قَالَ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ فَقَالُوا أَتُعْطِى صَنَادِيدَ نَجْدٍ وَتَدَعُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لأَتَأَلَّفَهُمْ"[/FONT][FONT="]فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ.فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونِي"[/FONT][FONT="]قَالَ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فِى قَتْلِهِ يُرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"[/FONT][FONT="]الوقفة الثانية:عظم أمر المواثيق:قال الله تعالى[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image001.gif[/IMG][FONT="]وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image002.gif[/IMG][FONT="]وحذر رسول الله[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]من الغش والغدر والخيانة.ومن أعظم أمر المواثيق أن يفي المسلم لولي الأمر بالعهد الذي له كما قال تعالى[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image001.gif[/IMG][FONT="]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image002.gif[/IMG][FONT="]و[/FONT][FONT="]عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]قَالَ"مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"متفق عليه.ومن الخروج عليه الافتيات على ولي الأمر في أمر الجهاد في سبيل الله فإن أمر الجهاد موكول بولي الأمر كما في الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]قَالَ"إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ"وكذا إقامة الحدود والتعزيرات منوطة بالسلطان وليس لأحد من الرعية الافتيات عليه ومن الافتيات عليه في ذلك خروج عن طاعته.ومن الخروج عن طاعة السلطان حمل السلاح على معصوم الدم من المسلمين والمستأمنين والمعاهدين ففي الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]قَالَ"مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا"الوقفة الثالثة:عظم أمر نفوس المسلمين:لقد حدث جرم عظيم وهو قتل نفوس المسلمين من رجال الأمن وقد بت الوعيد العظيم،والتشنيع الشديد على فاعل ذلك،وجعلت الشريعة من الضروريات الخمس حفظ النفس،قال تعالى[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image001.gif[/IMG][FONT="]وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[/FONT][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image002.gif[/IMG][FONT="]قَالَ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ،مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرامًا"[/FONT][FONT="]رَوْاهُ الْبُخَارِيَّ،وَقَالَ اِبْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا"إِنَّ مِنْ وَرْطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا؛سَفْكَ الدَّمِ الْحَرامِ بِغَيْرِ حِلٍّ"رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ،وَيَقُولُ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللهُ أَنْ يَغْفِرَهُ؛إِلَّا الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا،أَوِ الرَّجُلُ يَقْتُلُ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا"[/FONT][FONT="]رَوْاهُ أَحَمْدُ،وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.وَقَتْلُ الْمُسْلِمِ،وَسَفْكُ دَمِهِ مِنْ عَظَائِمِ الْأُمُورِ.يَقُولُ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوالِ الدُّنْيَا"[/FONT][FONT="]رَوْاهُ النِّسَائِيَّ،وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،قَالَ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ،وَيَقُولُ"مَا أَطْيبَكِ!وَمَا أَطْيَبَ رِيحَكِ!مَا أَعْظَمَكِ،وَمَا أَعْظَمَ حُرْمَتَكِ!وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيدِهِ،لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ اللّهِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَتِكِ مَالُهُ وَدَمُهُ"رَوْاهُ اِبْنُ مَاجَه،وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]عِبَادَ اللَّهِ:لَقَدْ كَثُرَ الْقَتْلُ الظَّلُومُ الْغَشُومُ لِرِجَالِ الْأَمْنِ،الأَبريَاءِ مِنَ الْمُوَاطِنِينَ مِنْ قِبَلِ غُلَاةِ السَّنَّةِ،وَغُلَاةِ الرَّافِضَةِ؛الَّذِينَ اِسْتَهَانُوا بِالدِّمَاءِ مَعَ شِدَّةِ حُرْمَتِهَا،وَاسْتُغِلَّ هَذَا الْعَمَلُ مِنْ قِبَلِ أَعْدَاءِ الْأُمَّةِ فِي تَشْوِيهِ صُوَرَةِ الإِسلَامِ،وَتَصْوِيرِهِ لِلْعَالَمِ عَلَى أَنَّهُ دِينُ الْقَتْلِ،وَإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ،وَهُوَ مِنْ هَذِهِ الْجَرَائِمِ بَرَاءٌ.فالْقَتْلُ فِي الإِسْلَامِ جَرِيمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الْجَرَائِمِ،وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يُبَرِّرُهَا مَهْمَا كَانَتْ الْاِدِّعَاءَاتُ وَالشِّعَارَاتُ؛لَأَنَّ النَّفَسَ عَزِيزَةٌ،خَلقَهَا اللهُ وَكَرَّمَهَا،فَلَا يَجُوزُ الْاِعْتِداءُ عَلَيهَا حَتَّى مِنْ صَاحِبِهَا نَفْسِهِ؛ فَهِيَ لَيْسَتْ مِلْكًا لَهُ،بَلْ هِي مِلْكٌ للهِ وَحْدَهُ سُبْحَانَه؛فَكَيْفَ بِمَنْ يَقَتُلُ مُسْلِمًا،وَيُبَاهِي بِجَرِيمَتِهِ، وَيَفْرَحُ بِهَا،وَيُجَاهِرُ اللهَ بِهَذِهِ الْمَعْصِيَةِ الَّتِي تَهِدُّ الْجِبَالَ؟!وَلَا يَرْدَعُهُ عَنْهُ دِينٌ،أَوْ قَانُونٌ،أَوْ عُرْفٌ،قَالَ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]"مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاِغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا"[/FONT][FONT="]رَوْاهُ أَبُو دَاودَ،وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.أَلَا فَلْنَتَّقِ اللهَ،وَلْنَحْذَرْ سَخَطَهُ وَعُقُوبَتَهُ؛بِحِفْظِ دِمَائِنَا،وَأَعْرَاضِنَا،وَأَمْوَالِنَا.وَعَلَى الْعُلَمَاءِ وَالْقَائِمِينَ عَلَى مَحَاضِنِ التَّرْبِيَةِ أَنْ يَقُومُوا بِدَوْرِهِمْ فِي عِلاَجِ كُلِّ اِنْحِرافٍ،وَمِنْ ذَلِكَ الْقَتْلُ وَإِزْهَاقُ الْأَرْوَاحِ وَنَشْرُ الْخَوْفِ،وَإِقْلَاقُ الْأَمْنِ وَالسِّكِينَةِ.وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُشَارِكَ فِي حِمَايَةِ الْمُجْتَمَعِ مِنْ هَذِهِ الْجَرَائِمِ،وَتَرْبِيَةِ الْأُمَّةِ عَلَى الإِيمَانِ،وَمُرَاقَبَةِ اللهِ،وَالْخَوْفِ مِنْهُ.عِبَادَ اللَّهِ:عُودُوا إِلَى اللهِ،وَاِلْتَزِمُوا دِيَنَهُ،وَحَكِّمُوا شَرْعَهُ،وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَتَّبِعُوا كُلَّ نَاعِقٍ تَحْتَ أَيِّ رَايَةٍ:ِزْبِيَّةٌ،أَوْ مَذْهَبِيَّةٌ،أَوْ مَنَاطِقِيَّةٌ،أَوْ دِينِيَّةٌ،تُخَالِفُ الدِّينَ الصَّحِيحَ،وَالشَّرْعَ الْقَوِيمَ،وَتَسْتَخْدِمُ الْعُنْفَ وَالْقَتْلَ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ،وَلَا تَغْتَرُّوا بِالشِّعَارَاتِ؛فَقَدْ رُفِعْتِ عَبْرَ التَّارِيخِ آلافُ الشِّعَارَاتِ وَالرَّايَاتِ؛وَسَقَطَتْ جَمِيعُهَا،وَبَقِيَ الإِسْلَامُ النَّاصِعُ الْوَاضِحُ،وَبَقِيَ الْحَقُّ وَأَهْلُّهُ.[/FONT][FONT="]فما أعظم جرم من استخف بالدم المعصوم المحرم،فسفكه بغير حق.أما من نقض شهادة التوحيد فأشرك بالله أو ارتد عن دين الإسلام أو قتل نفسا أو زنى وهو محصن أو خرج على جماعة المسلمين فيحل قتله ولكن الذي يقتله هو ولي أمر المسلمين كما تقدم وليس ذلك لأفراد الرعية فإن الافتيات عليه في ذلك خروج عليه ومفارقة للجماعة.[/FONT][FONT="]حَمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا،وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ،وَأَدَامَ عَلَيْنَا وَعَلَى المُسْلِمِينَ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية:الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه ونهجه،أما بعد:عباد الله:الوقفة الرابعة:خطر التسرع في التكفير:إن تكفير المسلم بغير بينة والتسرع فيه من دين الخوارج لما في ذلك من استحلال دماء المسلمين وقتلهم بغير حق،وقد ورد في النصوص التحذير من التسرع في التكفير،وتكفير المسلم بغير حق ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]قَالَ"إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا"وفيها أيضا عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ[/FONT][FONT="][IMG]file:///C:DOCUME~1ToshibaLOCALS~1Tempmsohtml11clip_image004.gif[/IMG][/FONT][FONT="]يَقُولُ"لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ"ففي هذين الحديثين تحذير لمن كفَّر مسلماً بغير حق،وأن تكفيره راجع عليه وهذا من باب الوعيد.فالكفر حكم شرعي يطلق على من أتى ناقضاً من نواقض الإسلام وهو حق لله تعالى لا يجوز لكل أحد أن يطلقه إلا وفق ضوابطه وشروطه التي أوضحها أهل العلم في كتب الفقه في أحكام المرتد،ولا ينبغي الخوض في ذلك بل الواجب الرجوع إلى أهل العلم الراسخين في ذلك.[/FONT][FONT="]الوقفة الخامسة:إِنَّ أَمْنَ المُسْلِمِينَ وَاسْتِقْرَارَهُمْ مُسْتَهْدَفٌ مِنْ قِبَلِ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ لِإِثَارَةِ الْفِتَنِ وَالِاضْطِرَابَاتِ فِي أَوْسَاطِهِمْ،وَالسَّيْطَرَةِ الْكَامِلَةِ عَلَى بُلْدَانِهِمْ،وَنَهْبِ خَيْرَاتِهِمْ،وَوَقْفِ زَحْفِ الْإِسْلَامِ الَّذِي بَاتَتْ شَعَائِرُهُ تَنْتَشِرُ فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنْ أَرْجَاءِ المَعْمُورَةِ.وَإِنَّ أَعْظَمَ مَا يَخْدُمُ الْأَعْدَاءَ المُسْتَعْمِرِينَ فِي مَآرِبِهِمْ إِحْدَاثُ الِاضْطِرَابِ وَالْفَوْضَى فِي أَوْسَاطِ المُسْلِمِينَ،وَالمُجَازَفَةُ بِأَمْنِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ،وَاسْتِرْخَاصُ دِمَائِهِمْ.هَذَا يَعُودُ وَبَالُهُ عَلَى الْجَمِيعِ،وَلَا يَخْتَصُّ بِأَحَدٍ دُونَ أَحَدٍ.وَإِذَا ضَاعَ الْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ مِنْ بَلَدٍ،وَحَلَّ فِيهَا الْخَوْفُ وَالْفَوْضَى فَمِنَ الْعَسِيرِ جِدًّا إِرْجَاعُ الْأَمْرِ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ،وَقَدْ تَسْتَمِرُّ حَالُ الْفَوْضَى سَنَوَاتٍ أَوْ عُقُودًا تَفْنَى فِيهَا أَجْيَالٌ،وَيَهْرَمُ خِلَالَهَا شُبَّانٌ.فَالْأَمْنُ وَالِاسْتِقْرَارُ لَا يُجَازِفُ بِهِمَا إِلَّا مَجْنُونٌ،وَلَا يَسْتَهِينُ بِأَمْرِهِمَا إِلَّا أَحْمَقُ مَخْذُولٌ،وَلَا يَسْعَى لِتَجْرِيبِ ضِدِّهِمَا إِلَّا جَاهِلٌ مَغْرُورٌ.وَاسْتِهْدَافُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْآمِنِينَ فِي الْإِحْسَاءِ،وَإِطْلَاقُ النَّارِ عَلَيْهِمْ بِشَكْلٍ عَشْوَائِيٍّ دُونَ تَمْيِيزٍ،لِيُقْتَلَ مِنْهُمْ مَنْ يُقْتَلُ،وَيُجْرَحُ مَنْ يُجْرَحُ،لَيْسَ مِنْ دِينِ اللَّـهِ تَعَالَى فِي شَيْءٍ،وَهَذَا مِنْ مَكْرِ الْأَعْدَاءِ بِأَيْدِي بَعْضِ الْجَهَلَةِ الْأَغْرَارِ الذِّينَ رَكِبُوا مَوْجَاتِ الغُلُّوِ وَالعُنْفِ؛لِإِثَارَةِ الْفِتْنَةِ بَيْنَ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مِنَ المُسْلِمِينَ،وَلَوْ ثَارَتْ فَلَنْ تَكُونَ فِي صَالِحِ أَحَدٍ إِلَّا الْأَعْدَاءَ المُتَرَبِّصِينَ الَّذِين يُذْكُونَ نِيرَانَ الْفِتْنَةِ وَيَنْفُخُونَ فِيهَا؛لِرَفْعِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ مِنْ بِلَادِ المُسْلِمِينَ،وَإِحْلَالِ الْخَوْفِ وَالْفَوْضَى فِيهَا؛لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ فِي اسْتِعْمَارِ بِلَادِ المُسْلِمِينَ.حَمَى اللهُ تَعَالَى بِلَادَنَا وَبِلَادَ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ،وَأَدَامَ عَلَيْنَا وَعَلَى المُسْلِمِينَ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ،إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
المرفقات

583.doc

584.doc

المشاهدات 3111 | التعليقات 3

ملف مرفق

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/8/8/0/وقفات%20مع%20حادثة%20الأحساء%2014-1-1436هـ.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/8/8/0/وقفات%20مع%20حادثة%20الأحساء%2014-1-1436هـ.doc


جزاك الله خير وبارك فيك وحفظ الله بلادنا الغالية آمنه مطمئنة ودحر كيد الكائدين


آمين وشاكرا مرورك أخي الكريم وتعليقك