وقفات مع الاختبارات الدراسية

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوة الإيمان والعقيدة .. مشهد يتكرر آخرَ كل فصل دراسي، أبناؤنا وبناتنا يدخلون قاعاتِ الامتحان. فبعد غدٍ، وما أدراك ما بعد غدٍ، يوم الامتحان، يوم يكرم فيه المرء أو يهان، يوم يعلم فيه المجتهد نتيجة جهده، كما يعلم فيه الكسول نتيجة كسله. وقد قيل: من جد وجد، ومن زرع حصد.

عباد الله .. هل الهدف من الدراسة هي مجرد تلك الشهادة لتعلق على الجدار؟ أم أن الهدف أن يفتخر المرء بأنه درس وتفوق؟ أم أن الهدف وظيفة مرموقة، وكرسي دوّار وثير؟

إن الواجب على كل أب أن يزرع في ابنه حب التفوق لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، لأنه مصدر إنتاج في الوطن الذي يعيشه، لأنه مشعل تستضيء به الأمة في علومها الدينية والدنيوية. فلا يكن هم الواحد منا من الآباء والطلاب مجرد تحصيل الدنيا ونيل أجرها ونعيمها.

يجب أن يتربى أبناؤنا على حمل هم المجتمع، بل الأمة كلها، منذ نعومة أظافرهم، ويعلموا أنهم بناة المجد، وهامة العز، والقوة المنتظرة، والحصن الحصين لهذه الأمة في شتى المجالات.

كيف نبني؟ وكيف نصنع؟ وكيف نخطط وننتج؟ وكيف نعلّم ونطبّب ونهندس؟!!

وإذا أدركنا أهمية التعلم والتحصيل، وربينا أبناءنا على ذلك وعلمناهم، فإننا نقدم للأمة عملاً جليلاً يسهم في نهضتها من جهة، وهو من جهة أخرى قربة وعبادة لمن احتسبه عند الله سبحانه وتعالى. وإن من العار على المسلم أن يعيش لوحده، متناسياً هموم أمته، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

أبنائي الطلاب .. لا تنسوا وصية محمد صلى الله عليه وسلم، خذوها بقوة، وصية نبوية عظيمة، يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان).

خذوا بأسباب النجاح والتوفيق، استذكروا واجتهدوا، فإن تعبتم اليوم فالراحة بعد أيام، عندما يحزن المفرطون لتفريطهم ، ويفرح الناجحون بنجاحهم.

وإذا درستم واجتهدتم وأخذتم بالأسباب النافعة، فاعلموا أن أعظم أسباب النجاح وأجمعها هو التعلق بالله، بأن تعلموا علم اليقين أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين، ثم التوكل على الله وتفويض الأمور كلها له سبحانه، فإن أذكى الناس لا غنى له عن ربه، ولهذا أوصى النبي ابنته فاطمة أن تقول: (يَا حَيّ يَا قَيُّوم بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلّه وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْن).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: من خادع الله يخدعه الله.

الغش في الامتحان خُلُق قبيح ، وتزوير ممقوت ، بل هو جريمة في حق المجتمع، لأننا نخرج طلاباً زوراً وبهتاناً، نخرج أطباء مزوَرين ومهندسين مزوَرين بل ومعلمين مزوَرين فيوسد الأمر إلى غير أهله، وينتشر الضعف في الأمة. فاستعن بالله أيها الطالب ، ولا تعجز ، وإياك والغش المحرم فإنه لا خير فيه ولا بركة. وعليك بتقوى الله عز وجل، فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن اتقى الله جعل له من أمره يسرًا، وآتاه خيرًا كثيرًا.

أسأل الله أن يوفق أبنائنا وبناتنا لكل خير وصلاح

أقول ما تسمعون ...

 

الحمد لله رب العالمين ...

معاشر المؤمنين ... أعرف أن كل واحد من الوالدين قد أجهد نفسه من أجل أبنائه، حتى كأنه هو الذي سيُمتحن بعد غدٍ وليس ابنُه. وما إن تدخل فترة الامتحان حتى تُعلِنَ الأسر حالة الطواريء في البيوت، فاللهو ليلة الامتحان مصيبة عظيمة، والنوم عن الامتحان جريمة لا تغتفر، ونحن لا نلوم الوالدين والأسرة على هذا الحرص.

أيها الأب .. تذكر أنك مسؤول عن أبنائك وبناتك، ليس فقط من أجل نجاحهم في امتحان الدنيا، بل أنت مسؤول عن نجاحِهم في الآخرة، ووقايتِهم من أن يكونوا وقوداً لنارٍ وقودها الناس والحجارة -أعاذنا الله جميعاً من ذلك.

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).

نسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويجعلنا من أهل اليمين، ويجعلنا من الفائزين المفلحين، إنه خير مسؤول، وأجود مأمول.

اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في امتحاناتهم، اللهم يسر لهم كل عسير، وافتح لهم كل مغلق، لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية فقد أمركم الله بذلك ...

المرفقات

1699602965_وقفات مع الاختبارات.pdf

1699602973_وقفات مع الاختبارات.docx

المشاهدات 364 | التعليقات 0