وَقَفَاتٌ مَعَ أَعْظَمِ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ الكَرِيْمِ؛ ( الجُزْءُ الأَوَّلُ )

مبارك العشوان 1
1442/05/28 - 2021/01/12 23:33PM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَرَوَى البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: { اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ } ثُمَّ قَالَ لِي: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ، قَــــــالَ: { الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ } هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ.

هَذِهِ السُّورَةُ - عِبَادَ اللهِ -: هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ؛ وَأُمُّ الكِتَابِ، وَأُمُّ القُرْآنِ، والسَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرآنُ العَظِيمُ، وَالصَّلَاةُ، وَالحَمْدُ، وَالرُّقْيَةُ.

لِعِظَمِ هَذِهِ السُّورَةِ كَثُرَتْ أَسْمَاؤُهَا، وَلِعِظَمِهَا؛ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا، وَإِنَّهَا لَلسَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي ) أخرجه أحمد والترمذي والنسائي، وصححه الألباني.

وَلِعِظَمِهَا جَعَلَ الشَّرْعُ قِرَاءَتَهَا رُكْنًا لِثَانِي أرْكَانِ الإِسْلَامِ؛ فَـ ( لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ ) كَمَا فِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. 

يَقْرَؤُهَا المُصَلِّي فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ فَرَائِضِهِ وَنَوَافِلِهِ؛ فَيَقْرَؤُهَا سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً فِي الفَرَائِضِ، يَقْرَؤُهَا فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَفِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْاِسْتِسْقَاءِ وَفِي الْكُسُوفِ وَفِي صَلَاةِ الْجَنَائِزِ.

وَيَزِيْدُ فِي النَّوَافِلِ مَا شَاءَ اللهُ؛ فَالسُّنَنُ الرَّوَاتِبُ: ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَصَلَاةُ اللَّيْلِ، وَصَلَاةُ الضُّحَى، وَصَلَاةُ الاسْتِخَارَةِ وَغَيرُ ذَلِكَ؛ كُلُّ رَكْعَةٍ يُصَلِّيْهَا يَقْرَأُ فِيهَا فَاتِحَةَ الكِتَابِ.

وَبِهَذَا يَقْرَؤُهَا المُسْلِمُ فِي يَومِهِ وَلَيْلَتِهِ كَثِيرًا؛ وَلَا شَكَّ أنَّ هَذَا مِنْ عَظِيْمِ شَأْنِهَا وَرَفِيْعِ مَنْزِلَتِهَا. 

يَقْرَؤُهَا كُلُّ مُصَلٍّ سَوَاءً كَانَ إِمَامًا أوْ مَأمُومًا أوْ مُنْفَرِدًا؛ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، ثَلاَثًا غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ؟ فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: { الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } قَالَ: هَــذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

 

 الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فهَذِهِ السُّورَةُ ـ عِبَادَ اللهِ ـ : بَلِ القُرْآنُ كُلُّهُ هُدَىً لِلْمُؤْمِنِينَ؛ وَشِفَاءٌ لِأَمْرَاضِ القُلُوبِ وَأَمْرَاضِ الأَبْدَانِ؛: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }يونس57 يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ، شِفَاءٌ لَمَا فِي الصُّدُورِ مِنْ أَمرَاضِ الشَّهَوَاتِ الصَّادَّةِ عَنِ الْاِنْقِيَادِ لِلشَّرْعِ، وَأَمْرَاضِ الشُّبْهَاتِ الْقادِحَةِ فِي الْعِلْمِ الْيَقِينِيِّ، فَإِنَّ مَا فِيهِ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ، مِمَّا يَوْجِبُ لِلْعَبْدِ الرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ.... إِلَى أَنْ قَالَ: وَإذا صَحَّ الْقَلْبُ مِنْ مَرَضِهِ، وَرَفَلَ بِأَثْوَابِ الْعَافِيَةِ، تَبِعَتْهُ الْجَوَارِحُ كُلّهَا، فَإِنّهَا تَصْلُحُ بِصَلَاحِهِ، وَتَفْسُدُ بِفسَادِهِ. 

ويَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: ثُمَّ إِنَّ الْقَلْبَ يَعْرِضُ لَهُ مَرَضَانِ عَظِيمَانِ، إِنْ لَمْ يَتَدَارَكْهُمَا الْعَبْدُ تَرَامَيَا بِهِ إِلَى التَّلَفِ وَلَا بُدَّ، وَهُمَا الرِّيَاءُ، وَالْكِبْرُ، فَدَوَاءُ الرِّيَاءِ بـِ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وَدَوَاءُ الْكِبْرِ بـِ { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.  وَيَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ شِفَائِهَا لِلْأَبْدَانِ: وَقَدْ جَرَّبْتُ أَنَا مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِي وَفِي غَيْرِي أُمُورًا عَجِيبَةً، وَلَا سِيَّمَا مُدَّةَ الْمُقَامِ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَعْرِضُ لِي آلَامٌ مُزْعِجَةٌ، بِحَيْثُ تَكَادُ تَقْطَعُ الْحَرَكَةَ مِنِّي، وَذَلِكَ فِي أَثْنَاءِ الطَّوَافِ وَغَيْرِهِ، فَأُبَادِرُ إِلَى قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ، وَأَمْسَحُ بِهَا عَلَى مَحَلِّ الْأَلَمِ فَكَأَنَّهُ حَصَاةٌ تَسْقُطُ، جَرَّبْتُ ذَلِكَ مِرَارًا عَدِيدَةً، وَكُنْتُ آخُذُ قَدَحًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ الْفَاتِحَةَ مِرَارًا، فَأَشْرَبُهُ فَأَجِدُ بِهِ مِنَ النَّفْعِ وَالْقُوَّةِ مَا لَمْ أَعْهَدْ مِثْلَهُ فِي الدَّوَاءِ، وَالْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ بِحَسَبِ قُوَّةِ الْإِيمَانِ، وَصِحَّةِ الْيَقِينِ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ. الخ

الفَاتِحَةُ ـ عِبَادَ اللهِ ـ رُقْيَةٌ: كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ، إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ: { الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ } فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلى اللهُ عَلَيهِ وسَلمَ، فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ.) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

عِبَادَ اللهِ: عَالِجُوا بِالقُرْآنِ الكَرِيمِ أمْرَاضَ قُلُوبِكُمْ؛ فَفِيْهِ شِفَاؤُهَا، وَطَهَارَتُهَا، وَأُنْسُهَا وَسَعَادَتُهَا، عَالِجُوا بِهِ أمْرَاضَ أبْدَانِكُمْ، وَارْقُوا بِهِ أنْفُسَكُمْ، عَلَيْكُمْ بِسُورَةِ الفَاتِحَةِ: ( فَإِنَّهَا رُقْيَةٌ )

اِعْتَنُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - بِهَذِهِ السُّورَةِ العَظِيمَةِ؛ تَعَلَّمُوا قِرَاءَتَهَا الْقِرَاءَةَ الصَّحِيحَةَ، وَعَلِّمُوهَا مَنْ لَا يُجِيدُهَا، مِنَ أَوْلَادِكُمْ أَوْ آبَائِكُمْ وَأُمَّهَاتِكُمْ، أَوْ زَوْجَاتِكُمْ، عَلِّمُوهَا عُمَّالَكُمْ وَخَدَمَكُمْ.

 ثُمَّ احْرِصُوا عَلَى فَهْمِ مَعَانِيهَا؛ تَدَبَّرُوهَا، تَدَارَسُوهَا، وَاقْرَءُوا فِي تَفْسِيرِهَا؛ تَظْهَرْ لَكُمْ كُنُوزُهَا.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًــــا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

المرفقات

1610494393_1وقفات مع أعظم سورة في القرآن الكريم؛ الجزء الأول.pdf

المشاهدات 1325 | التعليقات 0