وَقَفَاتٌ مَعَ آياتٍ مِنْ سُورَةِ ق

مبارك العشوان 1
1442/07/13 - 2021/02/25 03:46AM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَلَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كِتَابَهُ هِدَايَةً لِلنَّاسِ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ، وَيَعْمَلُوا بِأَحْكَامِهِ، وَيَتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِهِ؛ وَإِنَّ أَبْلَغَ مَوْعِظَةٍ مَوْعِظَةُ القُرْآنِ؛ وَأَعْظَمَ ذِكْرَى الذِّكْرَى بِالقُرْآنِ؛ وَمِنْ مَوَاعِظِ القُرْآنِ تِلْكَ السُّورَةُ العَظِيْمَةُ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِهَا يَومَ الجُمُعَةِ، وَلَعَلَّنَا نَقِفُ هَذِهِ الجُمُعَةَ عَلَى آيَاتٍ مِنْ هَذِهِ السُّورَةَ؛ سُورَةَ ( ق ) أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ: { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ، وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ، لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ، وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ، أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ، الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ، قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ، قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ، مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيـــظٍ ،مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ، ادْخُلُــوهَا بِسَــلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }. ق 19ـ 35

عِبَادَ اللهِ: إِنَّهُ لَا مَفَرَّ مِنَ المَوتِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ } الجمعة 8  

ثُمَّ إِذَا حَضَرَ المَوتُ فَإِنَّ لَهُ سَكْرَاتٍ يَجِدُهَا المُحْتَضَرُ؛ حَتَّى أَكْرَمُ خَلْقِ اللهِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ؛ تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: ( فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ...) رواه البخاري. 

وَتَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ تَمَثَّلْتُ بِهَذَا البَيْتِ:  لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَى 

                         إذَا حَشْرَجَتْ يَوماً وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِنْ قُولِي:

{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }

عِبَادَ اللهِ: وَلَا يَنْتَهِي الْأَمْرُ بِالمَوتِ وَسَكْرَتِهِ؛ بَلْ بَعْدَهُ القَبْرُ؛ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، مَنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَمَنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ.

يَقُولُ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ؛ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ... فَقَالَ مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا، قَالَ فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، قَالُوا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ تَعَوَّذوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ تَعَوَّذوا بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالُوا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ تَعَوَّذوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالُوا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) رواه مسلم.   

ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ } يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ويُبَعْثَرُ مَا فِي القُبُورِ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ، وَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِيْنَ، وَيُسْألُونَ عَنِ القَلِيْلِ وَالكَثِيْرِ، وَتُنْصَبُ المَوَازِيْنُ، وَتَتَطَايُرُ الصُّحُفُ، وَيَأْخُذُ كُلٌّ كِتَابَهُ: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا }الانشقاق 7 - 12

يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، وَأَوَّلُّ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ: نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

يَمُرُّ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ؛ أَوَّلُهُمْ كَالْبَرْقِ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ؛ وَنَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ؛ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا، وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ.

تَجِيءُ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ يَسُوقُهَا، وَشَاهِدٌ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِأَعْمَالِهَا؛ فَلَا تَسْتَطِيْعُ أَنْ تُمَانِعَ، وَلَا أَنْ تُنْكِرَ.

نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ:  فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ }.  يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ) رواه البخاري ومسلم.

ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ، ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }.

هَيَّأَ اللهُ تَعَالَى جَنَّتَهُ، وَأَعَدَّهَا وَأَدْنَاهَا لِعِبَادِهِ المُتَّقِيْنَ، يُقَالُ لَهُمْ عَلَى وَجْهِ التَّهْنِئَةِ: { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيـــظٍ }. هَذِهِ الجَنَّةُ وَمَا فِيْهَا؛ مِمَّا تَشْتَهِيْهِ الْأَنفُسُ، وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ، هِيَ الَّتِي وَعَدَ اللهُ كُلَّ أَوَّابٍ حَفِيْظٍ، كُلَّ رَجَّاعٍ إِلَى اللهِ فِي جَمِيْعِ الأَوْقَاتِ مِنْ جَمِيْعِ الذُّنُوبِ، كُلَّ مُحَافِظٍ عَلَى أَوَامِرِ اللهِ مُمْتَثِلٍ لَهَا، كُلَّ مُجْتَنِبٍ لِنَوَاهِيْهِ مُبْتَعِدٍ عَنْهَا، يَخْشَى رَبَّهُ بِالغَيْبِ وَيَخَافُهُ، كُلَّ ذَا قَلْبٍ مُنِيْبٍ سَلِيمٍ خَاضِع.

 يُقَالُ لَهُمْ: { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ } يَقُولُ قَتَادَةُ: سَلِمُوا مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ مَـلَائِكَةُ اللَّهِ.  يَخْلُدُ أَهْلُ الجَنَّةِ فِيْهَا؛ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَدًا، وَلَا يَظْعَنُونَ أَبَدًا، وَلَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلَا، { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا }الفرقان 16

مَهْمَا طَلَبُوا أُعْطُوا، وَمَهْمَا تَمَنَّوا أَدْرَكُوا، { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  } الزخرف 71 وَيَقُولُ جَلَّ وَعَــــلَا:{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }. وَيَقُولُ تَعَالَى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسـْنَى وَزِيَادَةٌ }يونس  26 وَيَقُولُ تَعَالَى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }القيامة 22 ـ 23  

يَرَى المُؤمِنُونَ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ، فيَنْعَمُونَ بِأَعْظَمِ نَعِيمٍ  وَيَسْعَدُونَ أَعْظَمَ سَعَادَةٍ.

صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ، قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ؛ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم.

فَالَّلهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءِ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.

عِبَادَ اللهِ: اِجْتَهِدُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - فِيْمَا يُرْضِي اللهَ جَلَّ وَعَلَا فَأَطِيْعُوهُ، وَاحْذَرُوا سَخَطَهُ وَلَا تَعْصُوهُ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالجَنَّةَ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيْحِ الدَّجَّالِ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى خَاتَمِ المُرْسَلِيْنَ وَالمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1614224761_وَقَفَاتٌ مَعَ آياتٍ مِنْ سُورَةِ ق.pdf

المشاهدات 1318 | التعليقات 0