وقفات : في سبيلِ حياةِ خُطبةِ الجُمعة 5 !

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/07/19 - 2013/05/29 08:44AM
الإسلام بناءٌ عظيم . . يحتاجُ إلى بنّاءٍ ماهِر .. !
أخي الخطيب : أعظمُ مهارَةٍ يمكنُ أن ينجحَ فيها الخطيبُ أو يفشَل هي :
تخطيطُ صورة الإسلام العظيم في أذهان الجمهور ، و تربيتهم على تمثُّلها في أنفسِهم ومنهج حياتِهم شيئًا فشيئًا .
أحبّتي في الله : لا يوجَدُ بناءٌ أعظمَ ولا أشمَل ولا أجملَ من الإسلام : [font="]]صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدون [font="][[/font] ( البقرة : 138 ) . [/font]
الإسلامُ - أحبّتي - عقيدةٌ حيّةٌ راسخة ( منظومة )، وشريعةٌ جميلةٌ كاملة ( منظومة )، وقِيمٌ وأخلاقٌ رائعة ( منظومة ) ، ومنهجُ حياةٍ للكبير والصغير ، والذكر والأنثى ، والحاكم والمحكوم ، و الفرد والمجتمع والأمّة ، منهجٌ هو جواب الوحي عن كلّ سؤالٍ خاصٍّ بالحياة البشريّة . . !
هذه صورة الإسلام العظيم الشّامِل !
و لكن : أينَ المهندِسُ الماهِرُ البارعُ الذي يُحسنُ رسمَ هذه الصورة و تشكيلِها في أذهان النّاس و تصوّراتِهم ، و إبرازِها من بعيدٍ لأبصارِهم و بصائِرِهم ، ثمّ حملِهم بتدرّجٍ ورفق على الدُّخول في السّلم كافّةً و الاصطباغ به في الحياةِ شيئًا فشيئًا !
قليلٌ .. من قليلٍ . . من قليل .. !
لماذا ؟ : لأنّها مهارَةٌ تحتاجُ إلى فهمٍ صحيحٍ . . و إخلاصٍ طاهرٍ . . و عزمٍ في الحياةِ لا يلينُ ولا يستكين .. !
أتقِن هذه المهارَةَ أخي فهمًا وعلمًا ، ثمّ حدّث النّاسَ عمّا تشاء في الجمعة . . فسوف يضعون كلّ شيءٍ في مكانِه وميزانِه من بناءِ الإسلام العظيم :
حدّثهم : عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله . .
عن حقيقة شهادةِ أنّ محمّدًا رسول الله . .
عن إقام الصلاة و كيفيتها . .
عن إيتاء الزكاة و كيفيتها . .
عن غضّ البصر .. وعفّة الفرج . .
عن برّ الوالدين . . وصلة الأرحام . .
عن السّواك و إعفاء اللحية و إحفاءِ الشّارب . .
عن الحجاب و ستر العورة . .
عن حقوق الله ورسوله و ولاة الأمور و الوالدين و الأبناء والزوجين و الجار .
عن واجبات ولاة الأمور و الوالدين والأبناء و الزوجين و الجار . .
حدّثهم بما شئت في إطار الإسلام العظيم . . وانتزعهُ من مكانه في الصورة العامّة الشاملة للإسلام . .

افعل وسوفَ ترى كيفَ يضعونَ كلّ شيءٍ في مكانِه وميزانِه ، لأنّهم يستمعونَ لمهندسٍ بارِعٍ و بنّاءٍ ماهر . .
ربّ يسّر و أعِن يا معين !
المشاهدات 1678 | التعليقات 0