وقفات : في سبيلِ حياةِ خُطبةِ الجُمعة 1 !

رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/07/17 - 2013/05/27 05:18AM
أخي الخطيب : تخلّص من أسرِ الجمهور و من أسرِ نفسِك ! :

كثيرٌ من الأئِمّةِ بدلَ أن يقودَ الجمهورَ بموضوعاته الراقية المتميّزة التي تبني و تُعلي ، بدلَ أن يغيّرَ سلوكَهم وتصوّراتِهم نحو الأحسن والأفضل ؛ تجدُهُ تحكمُهُ شهواتُهم ، وترسُمُ لهُ طريقَهُ رغباتُهم و ميولاتُهم ، فلا يسعى إلاَّ لإرضائهم ، ولا يخطُبُ إلاّ فيما يُحقّقُ و يعمّقُ ولاءَهم . . !

هذا في الحقيقة : اغتيالٌ للخطيبِ والخُطبة و الخطابة ، يقضي على جميع ذلك ، ويقضي في الوقت ذاتِه على مشروع التغيير و الإصلاح ، لأنَّهُ حينئذٍ ليسَ الإمامُ أكثرَ من مرآةٍ تعكسُ الجمهورَ و مطالِبَه على خشبةِ المنبر ! .
و كثيرٌ من الخطباء يقعُ فريسةَ نوعٍ آخرَ من الأسر ، لا يقلُّ فظاعةً عن النوع الأوّل، إنَّها حالةُ " الخطيب الأسير لدى نفسِه ! " ، خطيبٌ أسيرٌ لدى ميولِهِ هو وشهواتِه ، لا يخطُبُ إلاّ فيما يُرضِي نفسَهُ لا ما يوافِقُ الحق ، ولا يطرَحُ إلاّ ما يتّفقُ مع ولائِهِ الصغيرِ لا ما يتّفقُ مع الولاءِ للإسلامِ الكبير ، خطيبٌ احتلَّ المنبرَ احتلالاً ، فهو موقعٌ بالنّسبة إليه للتعريف بالذّات ، وتصفيةِ الحسابات ، ورُبّما كانت الخطبةُ كلُّها في مشكلةٍ له خاصّة يفرضُها على النّاسِ شعورُهُ أو لا شعورُه !، لا في قضيّةٍ للأمّةِ تحتاجُها وتنتظرُ كلمةَ المنبَرِ فيها .

هذا النوعُ أحبَتي اغتيالٌ للخطيبِ والخُطبة و الخطابة ، يقضي على جميع ذلك ، ويقضي في الوقت ذاتِه على مشروع التغيير و الإصلاح المنشود والمنتظرِ من منبر الجمعة ، لأنَّهُ حينئذٍ ليسَ المنبر أكثرَ من مرآةٍ تعكسُ ذاتَ الخطيب ! .
والصحيحُ : أن تتخلّصَ من كلّ ذلكَ و تتّجهَ بنفسِك والجمهورِ نحو المعالي . . !
الصحيحُ أن تكونَ لكَ خُطّةٌ موضوعيّةٌ واقعيّةٌ صادِقة ترسُمُ بها معالمَ التميّز والارتقاء ، و تسلُكُ بها بنفسِك والنّاسِ سبيل الرّشاد ، كما يريدُهُ الإسلامُ العظيم لا كما يريدُهُ الجمهور ولا ذاتُ الإمام الخطيب !
ربّ يسّر و أعن يا مُعين !
المشاهدات 1781 | التعليقات 1

تطرق جليل لموضوع أصيل ، يعاني منه البعض
ولعله مرض من أمراض الدعوة إلى الله
فخطبة الجمعة لابد أن يكون لها تأثير واضح في نفوس المصلين المجتمعين مرة واحدة في الاسبوع فإن لم يخرجوا بآية أو بحديث أو بقول مأثور قد أثر في نفوسهم وحياتهم أو أحي الخطيب فيهم سنة أو أمات فيهم بدعة أو دلهم على عمل صالح ... وإلا فما فقد خسرنا خطبة ويوم واجتماع وتجمع لمصلين ينتظرون من يمدهم بعلمه الغزير وتكون المصيبة أكبر لو كان هذا الخطيب خطيب دائم للمسجد ودائم على خطاه في خطبه الباهته الخالية من أي تأثير او تغيير أو تعبير أو حتى تفكير ... فيكون بذلك خسرنا الكثير الكثير ..

بارك الله فيك شيخنا ..