وقفات إيمانية مع فيروس كورونا عافانا الله منه

أسامة كمال ساحلي
1441/06/06 - 2020/01/31 03:49AM

أيها الأحبة في الله: نحن أمة ولله الحمد نؤمن بالقضاء والقدر، وأن الله قدر مقادير العباد قبل أن يخلقهم، أن القلم جرى بما أمره ربه، وأن الصحف قد جفت بما قدره الله "ولو أنفق العبد مثل أحد ذهبا فلن يتقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره" كما قال صلى الله عليه وسلم، وإن مما قضاه الله وأمضاه ظهور مرض خفي خطير صار حديث الناس، وسبب قلقا وخوفا عند كثير منهم، أعني مرض (كورونا) نسأل الله العافية منه.

وإن من عادة الناس عموما أنهم إذا نزلت بهم نازلة عامة تمس أمنهم واستقرارهم وتجاراتهم سيطرت -ولابد- على تفكيرهم، وشُغلت بذكرها ألسنتهم، وصارت حديث مجالسهم، فمن قائل فيها بالكذب المحض أو بالتخرص والتخمين، وما أضرهم، ومن ناقل لكل ما يسمع من قيل وقال، وما أكثرهم، وأما الذين ينهجون المنهج القويم، ويسلكون في مثل هذه المزالق الطريق الأمثل والصراط المستقيم، فما أقلهم، وما أحسن هديهم وأدبهم وسمتهم.

ولله در الإمام القدوة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى إذ قال وقد استحضر أحوال الناس عموما ناصحا لبعض إخوانه: "يا أخي، عليك بسبل الهدى وإن قل السالكون، وإياك وسبل الردى وإن كثر الهالكون"

فتذكيرا للنفس والإخوان  والذكرى تنفع المؤمنين" وبراءة للذمة "ولتستبين سبيل المجرمين"ولعلي أقف معكم حول هذا المرض بعض الوقفات:

الوقفة الأولى: أن نعلم أن الطواعين والأوبئة كانت ولا تزال تقع في الناس ولله في \الك كمال الحكمة والتدبير, فقد  عرفها الناس منذ القدم وذكرها العلماء في التاريخ وتكلموا عن أحكامها الشرعية, وقد عدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك من أشراط الساعة, فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: "اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ...". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: "المُوتَانُ هُوَ المَوْتُ الْكَثِيرِ الْوُقُوعِ، وَشَبَّهَهُ بِقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الْغَنَمَ لَا يُلْبِثُهَا إِلَى أَنْ تَمُوتَ. وَقِيلَ: هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي الصَّدْرِ. وَكَثِيرٌ مِنَ الْأَوْبِئَةِ تُؤَثِّرُ فِي الرِّئَةِ، وَتَحْبِسُ النَّفَسَ، حَتَّى يَمُوتَ المَوْبُوءُ".

الوقفة الأولى: أن نعلم عباد الله  أن الْأَوْبِئَة وَالطَّوَاعِين إما أن تكون ابْتِلَاءً وامتحانا مِنَ اللهِ تَعَالَى أوَعُقُوبَةً معجلة في الدنيا قبل الآخرة ومما لا نشك فيه أن هذا الفيروس ما هو إلا جند من جنود الله وعذاب وعقوبة معجلة لهذه الدول الشيوعية الملحدة التي لا تؤمن بالله ربا ولا معبودا، وهو عذاب كذالك على ما تفعله هذه الدول بإخواننا المسلمينَ في الإغور وغيرهم.

فَإِنْ أَصَابَتْ مُؤْمِنِينَ قَائِمِينَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى فَهُوَ ابْتِلَاءٌ، فَإِنْ صَبَرُوا وَاحْتَسَبُوا أُجِرُوا أَجْرًا عَظِيمًا.فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

الوقفة الثانية: أن الله جل وعلا أخبر أن ما يحصل للعباد من محن وكوارث ومصائب، فبما كسبت أيديهم، قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). وجلى الله هذا الأمر في آية يغفل كثير منا عن تدبرها والتامل فيها (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون).

وَقَدْ دَلَّتِ السُّنَّةُ عَلَى أَنَّ الْفَوَاحِشَ وَالْبَغْيَ سَبَبَانِ لِلْوَبَاءِ، فَفِي الْحَدِيثِ: «لم تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: مَا ظَهَرَ الْبَغْيُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ المُوتَانُ والمُوتَانُ هُوَ الوباء الذي يعم الناس فيهلكهم.

إن هذا الحدث مؤشر يجب الوقوف معه وأن نكون من أولي الألباب الذين يتعظون ويعتبرون بما يصيبهم، فما أكثر العبر وما أقل المعتبر، قال عز وجل (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون).

وَفِي عَصْرِنَا هَذَا ظَهَرَتْ أَوْبِئَةٌ مَا كَانَتْ تُعْرَفُ مِنْ قَبْلُ؛ حكمة وتدبيرا من الله تعالى وَيَأْذَنُ اللهُ تَعَالَى بهداية الخلق لعلاجها وأخذ اللقاح اللازم لها وكأن هذه إشارات وإنذارات من الله لعباده أن ينتبهوا ويتيقظوا، ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

الوقفة الثالثة: أن يعلم المؤمن أن العدوى بالمرض ثابتة، كما قال صلى الله عليه وسلم في البخاري: (فر من المجذوم كما تفر من الأسد)، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: (لا يوردن ممرض على مصح)

وأما قوله صلى الله عليه وسلم (لا عدوى) فهو نفي للعدوى التي يعتقدها أهل الجاهلية فأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يعتقدون أَنَّ الْأَوْبِئَةَ تُعْدِي بِطَبْعِهَا وقوتها لا بإذن الله جل في علاه، وَالواقع أَنَّهَا إِنَّمَا تُعْدِي بِقَدَرِ اللهِ تَعَالَى، وَلِذَا قَدْ تَتَخَلَّفُ الْعَدْوَى فَيدخل صحيح عَلَى من به مرض معدي وَلَا يَتَأَثَّرُ. وفي المقابل قد يَحْتَاطُ صَحِيحٌ لنفسه فَيَبْتَعِدُ عَنْ كُلِّ أَسْبَابِ العدوى فَتُصِيبُهُ الْعَدْوَى بإذن الله.

ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الطاعون: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) متفق عليه سبحان الله العظيم والله إن هذا الحديث لتتجلى فيه دلائل النبوة حيث أن هذه الدول العظمى التي استشرى فيها الوباء لم تتجاوز وصية الصادق المصدوق أعني بذالك الإجراء الذي باشرته هذه الدول بما يسمى بالحجر الصحي حيث منعت هذه الدول سكان تلك المدن من الدخول وأوقفت الرحلات داخل الوطن وخارجه هذا الحجر الصحي قد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا ليتجلى قول الله تعالى"سنريهم آياتنا في الآفاق  وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"

وَلمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ فِي الشَّامِ وَكَانَ عُمَرُ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْهَا فلما سمع به رَجَعَ بِالنَّاسِ، فعوتب وقيل له: أتفر من قدر الله؟ فقال رضي الله عنه: «نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ تَعَالَى». ثم جاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وكان غائبا، فحدثهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه قال: “إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها ، و إذا وقع بأرض و أنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه” ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ فحَمِدَ اللهَ تَعَالَى أَنَّهُ وَافَقَ السُّنَّةَ. كيف لا وهو المحدث الملهم.

وَيُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ وَمِنْ فِعْلِ عُمَرَ رضي الله عنه: وجوب الأخذ بالأسباب، وعَدَمُ إِلْقَاءِ النَّفْسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَأَنَّ أَخْذَ اللِّقَاحَاتِ، ولبس الكمامات، وَعَمَلَ الْوِقَايَةِ مِنَ الْوَبَاءِ، وَعَدَمَ مُخَالَطَةِ المَرْضَى، ونحوها من الأسباب؛ لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ على الله.

الوقفة الرابعة: ونحن أمام هذا المرض الذي أخاف الدول والمنظمات الصحية والأفراد، نوصي كل مسلم ومسلمة بالاعتصام بالله والتوكل عليه وتفويض الأمر إليه والرضا بقضائه.

(ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يهد قلبه) (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة). ومن وصيا المصطفى "واعلم أن ما أصابك لم يكن لخطأك..." فالواجب على كلّ مسلم أن يفوض أمره إلى الله راجيًا طامعًا معتمدًا متوكِّلاً ، لا يرجو عافيته وسلامتَه إلَّا من ربِّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فلا تزيدُه الأحداثُ ولا يزيدُه حلول المصاب إلا التجاءً واعتصامًا بالله (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).

الوقفة الخامسة: إنّ الواجب على كلِّ مسلم أن يحفظ اللهَ -جلّ وعلا- بحفْظِ طاعته، قال صلى الله عليه وسلم في وصيّته لابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما : «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» ؛ فالمحافظة على أوامر الله امتثالًا للمأمور وتركًا للمحظور سببٌ لوقاية العبْد وسلامته وحفْظِ الله جلّ وعلا له في دنياه وأخراه ،

وعَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَتُوبُوا إِلَى اللهِ تَعَالَى وَيُنِيبُوا إِلَيْهِ، فَيَتْرُكُوا ظُلْمَ أَنْفُسِهِمْ بِالمَعَاصِي وَالْفَوَاحِشِ، وَظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِالِاعْتِدَاءِ وَأَكْلِ الْحُقُوقِ؛ فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ.

علينا عباد الله بمحاسبة أنفسنا ومراجعتها، ولننظر إلى هذه المعاصي المنتشرة، شرك بالله واقامة للزردات والوعدات التي يعظم فيها غير الله تعالى وسب للعلي الكبير، تضييع الصلوات، وأكل للربا والحرام، وقطيعة للأرحام، وإطلاق للبصر في الحرام، تبرج وسفور....، فلنسارع عباد الله بإصلاح أنفسنا بالتوبة النصوح. ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.... {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}.

الوقفة السادسة:. التحصن بذكر الله تبارك وتعالى, فيحرص الإنسان على أذكار الصباح والمساء, قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيء) رواه الترمذي وصححه الألباني

وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه) متفق عليه، أي كفتاه من كل آفة وشر.

وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب رضي الله عنه قل، قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: (قل هو الله أحد) و(المعوذتين) حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود بسند حسن

عباد الله: إذا نزلت مثل هذه المصائب وأصيب من أصيب، حينها.. يعرف المؤمن قيمة العافية، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألها ربه صباح مساء فعن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود بسند صحيح

الخطبة الثانية:

الوقفة السابعة. وعلى المسلم أن يضبط نفسه ويلجمها فلا يكون مذياعا لكل ما ينقل ويقال  فالحذر الحذر من التسرع في نشر الأخبار, وإشاعة الإشاعات, ونقل الرسائل التي تصلك دون التثبت منها, فكثير من تلك الرسائل والأخبار كذب لا أصل له, ولها أثر في بث الرعب في قلوب الناس.

والعاقل اللبيب لا يتكلم في شيء إلا إذا تثبَّت من صحته؛ فإذا ثبت لديه ذلك نَظَرَ في جدوى نشره؛ فإن كان في نشره حفز للخير، واجتماعٌ عليه نَشَره ، وإن كان خلاف ذلك أعرض عنه وطواه. وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.

وفي الأخير عباد الله : هذه مصيبة أقلقت الناس وأقضت مضاجعهم ولكن كثيرا منا ربما هو مصاب بمصيبة أعظم منها وهو لا يشعر فإنَّ أعظم المصائب المصيبة في الدين ، فهي الخسران الذي لا ربح معه والحرمان الذي لا طمع معه، فإذا ذكر المسلم ذلك عند مصابه في صحته أو ماله حمد الله على سلامة دينه، روى البيهقي في شعب الإيمان عن شريح القاضي رحمه الله أنه قال : « إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي , وأحمده إذ رزقني الصبر عليها , وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب , وأحمده إذ لم يجعلها في ديني» . فنسأل الله أن يتولانا أجمعين بحفظه، وأن يمنَّ علينا بالعفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلينا ومالنا إنه سميع قريب مجيب.

المشاهدات 12589 | التعليقات 1

الخطبة مستفادة من مقال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله وعليها إضافات مهمة