وفي رحيل الأيام مزدجر
د مراد باخريصة
1437/07/28 - 2016/05/05 16:00PM
وفي رحيل الأيام مزدجر
من عجائب هذا الزمان وغرائبه أن الأيام تمر فيه مر البرق والليالي تتابع فيه تتابع السهام فالسنة فيه كشهر والشهر كأسبوع والأسبوع كيوم أو بعض يوم
فياسبحان الله كيف يقلب الله الليل والنهار وكيف يداول بين الليالي والأيام وكيف يسيّر هذا الكون أجمع ويقلّب فيه بين الأحداث والوقائع ويقضي فيه مايريد بمشيئته وإرادته وحكمته
يقول الله: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور : 44] ويقول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران : 140].
إن في مرور الأيام وتعاقب الليالي معتبر وفي تسيير الحياة ومرور الأوقات والأعمار مزدجر ولكن لمن كان له قلب يعتبر وعقل يتعظ ويتذكر ونفس تنتهي وتزدجر
والسعيد من اتعظ بغيره وعلم أن هذه الأيام تأكل من عمره وأيقن أن عمره في هذه الحياة يتجه به إلى الله وما من ثانية تمر إلا وهي تقربه من قبره ولايدري المرء متى يحين أجله ويلقى ربه ولايشعر بنفسه إلا وقد انتقل إلى الدار الآخرة ورحل عن هذه الدنيا القصيرة الفانية فاعتبروا يا أولي الأبصار
يقول الله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام : 32]
ويقول: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس : 24].
لو نظر الواحد منا وتفكر في نفسه وتأمل في عمله ونظر في وقته لوجد أن الوقت يمر علينا ونحن إلا من رحم الله نعيش في بعد كبير عن الله وتيه عظيم عن لقاء الله وانهماك عظيم بالدنيا ومشاغلها ونسيان وذهول عن الموت والدار الآخرة
وتهنا وراء الملذات والشهوات والأفلام والقنوات وركنا إلى الدنيا وزخارفها وجعلناها في قلوبنا وجعلنا جلّ تفكيرنا فيها وصرنا والعياذ بالله عبيداً لها لهذا تهنا وضعنا وتخلى الله عنا ولم يبالي بنا في أي أودية الدنيا هلكنا
لأننا ضيعنا أنفسنا ونسينا الهدف من خلقنا وانشغلنا بالعاجلة على الباقية وآثرنا الفانية على الحياة السرمدية الدائمة
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 64] {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة 20: 21].
{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان : 27].
لابد أن يتأمل العاقل
للمزيد ..
من عجائب هذا الزمان وغرائبه أن الأيام تمر فيه مر البرق والليالي تتابع فيه تتابع السهام فالسنة فيه كشهر والشهر كأسبوع والأسبوع كيوم أو بعض يوم
فياسبحان الله كيف يقلب الله الليل والنهار وكيف يداول بين الليالي والأيام وكيف يسيّر هذا الكون أجمع ويقلّب فيه بين الأحداث والوقائع ويقضي فيه مايريد بمشيئته وإرادته وحكمته
يقول الله: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور : 44] ويقول: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران : 140].
إن في مرور الأيام وتعاقب الليالي معتبر وفي تسيير الحياة ومرور الأوقات والأعمار مزدجر ولكن لمن كان له قلب يعتبر وعقل يتعظ ويتذكر ونفس تنتهي وتزدجر
والسعيد من اتعظ بغيره وعلم أن هذه الأيام تأكل من عمره وأيقن أن عمره في هذه الحياة يتجه به إلى الله وما من ثانية تمر إلا وهي تقربه من قبره ولايدري المرء متى يحين أجله ويلقى ربه ولايشعر بنفسه إلا وقد انتقل إلى الدار الآخرة ورحل عن هذه الدنيا القصيرة الفانية فاعتبروا يا أولي الأبصار
يقول الله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام : 32]
ويقول: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس : 24].
لو نظر الواحد منا وتفكر في نفسه وتأمل في عمله ونظر في وقته لوجد أن الوقت يمر علينا ونحن إلا من رحم الله نعيش في بعد كبير عن الله وتيه عظيم عن لقاء الله وانهماك عظيم بالدنيا ومشاغلها ونسيان وذهول عن الموت والدار الآخرة
وتهنا وراء الملذات والشهوات والأفلام والقنوات وركنا إلى الدنيا وزخارفها وجعلناها في قلوبنا وجعلنا جلّ تفكيرنا فيها وصرنا والعياذ بالله عبيداً لها لهذا تهنا وضعنا وتخلى الله عنا ولم يبالي بنا في أي أودية الدنيا هلكنا
لأننا ضيعنا أنفسنا ونسينا الهدف من خلقنا وانشغلنا بالعاجلة على الباقية وآثرنا الفانية على الحياة السرمدية الدائمة
{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 64] {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} [القيامة 20: 21].
{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان : 27].
لابد أن يتأمل العاقل
للمزيد ..