وفديناه بذبح عظيم لفضيلة الشيخ صالح الجبري
منصور الفرشوطي
1433/12/02 - 2012/10/18 21:04PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وفديناه بذبح عظيم
فبشرناه بغلام حليم، أخيراً ولد الطفل الموعود لإبراهيم عليه السلام، واجتاز الطفل مرحلة الطفولة وأضحى غلاماً وهنا يقول القرآن (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) يعني أنه وصل إلى مرحلة من العمر يستطيع فيها السعي وبذل الجهد مع والده في مختلف أمور الحياة، وإعانته على أموره ، عند ذلك رأى إبراهيم ذلك المنام العجيب المحير، والذي يدل على بدء امتحان الهي كبير آخر لهذا النبي العظيم، فرأى في المنام أن الله يأمره بذبح ابنه الوحيد فنهض عليه السلام من نومه مرعوباً لأنه يعلم أنَّ ما يراه الأنبياء في نومهم هو حقيقة وليس من وساوس الشياطين، وقد تكررت رؤيته هذه ليلتين أخريين فكان هذا بمثابة تأكيد على ضرورة تنفيذ هذا الأمر فورا ولقد كان بإمكانه أن يذهب إلى إسماعيل عليه السلام وهو نائم فيذبحه تنفيذاً لأمر الله وينتهي الأمر لكنه ذهب إليه وأخبره بأمر المنام واستشاره في ذلك (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) إنه لم يرد أن ينفرد بالأمر بل حرص على أن يشرك ابنه فيه. وهذا تنبيه للآباء والأمهات أن يحرصوا على أن يشُركوا أبناءهم في أعمال الخير والأجر لذلك إذا أردت أن تتصدق فأعطي الصدقة لابنك و قل له أن يقوم بذلك وأن تحتسب الأجر ، حضرت خطبة أو محاضرة احضر أهلك وأبنائك معك ،تعلمت شيئاً من أمور دينك علمهم معك وهكذا (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) (الصافات102) بالطبع الولد الذي كان نسخة طبق الأصل من والده والذي تعلم خلال فترة عمره القصير الصبر والثبات والإيمان في مدرسة والده العظيمة، رحب بالأمر الإلهي بصدر واسع وطيبة نفس، وبصراحة واضحة (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات102) يا أبتِ أفعل ما تؤمر أدب جم رفيع وخلق نبيل كريم وطاعة وسمع لقد كان نعم الابن البار ، سمع وطاعة، سمع وطاعة ولو على روحه وحياته وانظروا أيها الأخوة إلى حالنا في هذه الأيام، كم نسمع عن ابن يضرب أباه، الابن اليوم يسب أباه، الابن اليوم يتهدد ويتوعد ويثور ويغضب ولا يعجبه شيء على الإطلاق. إسماعيل ينفذ أمر الرب والأب ولو على روحه، وبعض أولاد اليوم يعصون الرب والأب في أشياء صغيرة لا تضرهم ولا تفزعهم وإنما هي خير لهم لو فعلوها. تقول لولدك صل فينظر إليك بدهشة وتعجب وكأن الصلاة شيء غريب عنه تقول له ذاكر دروسك واجتهد فيلوي لك عنقه وينفعل.
(يا أبت افعل ما تؤمر) كان إسماعيل يعلم أن رؤيا الأنبياء حق لذلك لم يتردد ولم يقل لماذا تريد ذبحي وماذا فعلت وما هي جريمتي؟ ما هي إلا رؤيا لماذا لا تنتظر حتى يأتيك الأمر الصريح لم يقل ذلك بل هو التسليم الكامل لله (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) منتهى الأدب مع الله سبحانه وتعالى ومنتهى التواضع لم يقل ستجدني من الصابرين وإنما قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين لأنه مهما بلغ إيمان الإنسان فعليه ألا يغتر وألا يقول سأفعل أنا مؤمن أنا استطيع لا لا المؤمن شعاره يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين ولا أقل من ذلك لذا لا تغتر بعلمك ولا تغتر بإيمانك ولا تغتر بطاعتك، ولا تغتر بقدرتك وإنما كِل كُل ذلك لله رب العالمين (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) وبهذا الشكل اجتاز الأب وابنه هذه المرحلة وما بعدها من هذا الامتحان الصعب بانتصار كامل، ويوضح القرآن ذلك في جملة صغيرة ولكنها مليئة بالمعاني العظيمة فيقول تعالى (لَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) ما أروع التعبير القرآني عن حالتهما الإيمانية في هذا الشعور المعبر (لَمَّا أَسْلَمَا) إنها قمة الاستسلام لله والخضوع والعبودية له وتنفيذ أمره، هذا هو الإسلام في حقيقة وروحه وغايته، هذا هو الإسلام لله في بُعده العملي، وأثره الخارجي وغايته التربوية وينبع عن إسلامهما أن تل الأب ابنه للجبين ليتم الذبح (وتلَّه) صرعه وألقاه على الأرض. أسقطه على التراب. ماذا بقي بعد ذلك لقد استسلم المؤمنان النبيان الصابران، ونفَّذا أمر الله ، فها هو الابن على الأرض وجبينه نحو الأرض وهو في غاية الخضوع والعبودية والاستسلام لله، والصبر لأمره، والرضا بقضائه وها هو الأب الصابر المستسلم لله واقف فوقه يحمل سكينه ويكاد يهوي بها على عنق ابنه، لا يصرفه عن ذلك شيء، من التردد أو الشك أو التأخر.
أيها الإخوة :
لم يبق إلا لحظة ويتم الذبح، وهل الذبح الفعلي مقصود لذاته، كلا إن المقصود قد تحقق، وإن إبراهيم وإسماعيل قد حققا الرؤيا وصدقاها وقد أعلنا عمليا الإسلام والاستسلام لله.
وفي لحظة وقبل أن يُمر إبراهيم السكين على عنق إسماعيل ناداه الله، طالباً منه عدم الذبح لأن المقصود قد تحقق َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ) (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) كانت من قبل رؤيا نظرية في المنام تحتاج إلى تنفيذ تطبيق وتعبير ، وتعبيرها هو تحقيقها في الواقع وهذا هو تصديقها وقد فعلت أنت المطلوب (إِِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ) فقد نجح الامتحان والاختبار نجاحا باهرا فأعطاهم الله هذه الشهادة (إِِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ) فكان الجزاء (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) وذلك بأن فدى الله إسماعيل بذبح عظيم بأن قدم لإبراهيم كبشاً عظيماً كبيراً وطلب منه أن يذبحه فداء لإسماعيل لكن متى جاء الفداء ومتى قدم الله لإبراهيم البديل، لقد كان ذلك بعد الاستسلام والتصديق بعد التضحية والابتلاء بعد النجاح في الامتحان.
(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) وإحدى دلائل عظمة هذا الذبح هو اتساع نطاق هذه العملية سنة بعد سنة بمرور الزمن، وحاليا يذبح في كل عام الملايين من الأضحيات تيمناً بذلك الذِبح العظيم وإحياء لذلك العمل العظيم الذي قام به إبراهيم عليه السلام. (وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين). وتقرر هذه الأية الفائدة والعبرة المستفادة من حادثة الذبح فالله ترك هذه العبرة، وأبقاها موجودة مؤثرة، تؤثر في الآخرين القادمين من الأجيال اللاحقة (وعليه) على إبراهيم أي أبقينا الثناء الحسن الجميل على إبراهيم وجعلناه قدوة للمؤمنين القادمين من الآخرين سلام على إبراهيم نعم إن إبراهيم عليه السلام هو رمز عظيم من رموز التضحية في تاريخ الدين وفي تاريخ البشر أجمعين فحياة هذا النبي العظيم تضحية متصلة منذ كان يحطم الأصنام لا من أجل تحطيمها ولكن من أجل تحريك العقول وتفهيمها لأنه إن فهم العقل وتحرك الفكر، تكسر الصنم لا من الخارج وإنما من الداخل وهذا الأهم والأجل.
نعم بدأت سلسلة التضحيات منذ تلك السنوات المبكرة من حياة هذا النبي العظيم، حيث أُلقى في نار هائلة سماها أهلها الجحيم (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) (الصافات : 97 ) وتستمر التضحية بهجرة الوطن في سيبل العقيدة والدين، وهي تضحية من أجل التضحيات ولا يعلم قيمتها إلا من ذاق مثل مرارتها (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (العنكبوت : 26 ) وتأمل مهاجر إلى ربي ثم كانت تضحية جليلة أخرى: أن يهاجر بامرأته ورضيعها ليسكنها (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) (إبراهيم: 37) وما كان ثمة بيت ولا ساكن ولا زرع ولا ماء بذلك المكان وتخيل حجم التضحية تخيل الصحراء وقد أظلم المساء ونفد الزاد واستنزف الماء ولا جليس ولا أنيس إن الوحشة كفيلة بقتل تلك المرأة ووليدها فما بالك بخطر قطاع الطرق وما بالك بعقارب الصحراء وثعابينها فما بالك بنفاد الزاد؟ إنها تضحية لا مثيل لها ثم جاءت التضحية التي توجت مسلسل التضحيات والتي من أجلها وعلى سنتها قمنا نضحي بالأضاحي في سبيل الله ذلك أن هذا النبي الكريم جاءه إسماعيل وهو على حين بأس من الذرية وعلى كبر وشيخوخة فكان التعلق به عظيما وهذه خبره إنسانية بديهية معروفة، فلما بلغ الولد مبلغ النفع والاعتماد عليه وصار التعلق به أشد، لأن الحاجة إليه أشد، لمَّا كان ذلك ؟ حصل مالا يخطر ببالي ولا بالك.
إن هذه القصة أيتها الإخوة شاهد على أن الاختبار الإلهي للبشر جاد وطويل وأن الإيمان ليس لغوا على الألسنة ولكنه صبر وتسليم ورضا واستمع واقرأ واستمتع أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ* (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*َنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* ِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (الصافات : 101 -111).
اللهم سلمنا ولا تسَلمنا وامنحنا ولا تمتحنا اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
لما كانت الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة التي نتذكر فيها توحيد الله ونعمته علينا وطاعة أبينا إبراهيم لربه وفيها خير وبركة؟ كان لابد للمسلم أن يهتم بأمرها ويعظم شأنها.
وهي سنة مؤكدة ومشروعة على سبيل الاستحباب بعموم قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر : 2 ) وبقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام : 162 -163). وقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (الحج : 34 ) المنسك هو الذبح وإراقة الدم (ولكل أمة جعلنا منسكا) أي قربانا فيخبر تعالى أنه لم يزل ذبح المناسك وإراقة الدماء على اسم الله مشروعا لكل المسلمين.
ولقوله صلى الله عليه وسلم (ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من إهراقة الدم( أي من إهراق الدم) وإنها لتأتي يوم القيامة (أي هذه الأضحيات) بقرونها وأشعارها وأظفارها، وإن الدم يقع من الله عز بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها أنفساً) ولهذه العبادة مقصد أساسي وهو التقرب إلى الله عز وجل بإراقة دمها تعظيما وابتغاء لمرضاته وتقواه قال تعالى: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (الحج : 37 )
ومن أحكام الأضحية أن نُهي المضحي أن يأخذ شيئاً من شعره وأظافره حتى يذبح أضحيته وهذا خاص بالمضحي أما من أُشرك في الأضحية كأفراد أسرة المضحي فلا يلزمهم الإمساك عن أخذ شيء من الشعر والأظافر ومن أراد الأضحية ثم أخذ من شعره وأظافره فلا ينبغي له أن يعدل عن الأضحية بل يستمر في نيته ويستغفر الله عن مخالفته. ومن احتاج إلى أخذ شيء من ذلك لتضرره ببقائه كانكسار ظفر أو جرح عليه شعر يتعين أخذه فلا بأس ومن كان له أضحية ثم عزم على الحج فإنه لا يأخذ من شعره وظفره إذا أراد الإحرام لأن هذا سنة عند الحاجة. لكن إن كان متمتعاً قصَّر من شعره عند الانتهاء من عمرته لأن ذلك نسك وتجزئ الشاة عن الواحد وأهل بيته وعياله وتجزئ البدنه والبقرة عن سبعة.
وإن نوى بالأضحية أن يُدخل بها أهل بيته الأحياء منهم والأموات جاز ذلك ويقول عند ذبحها: اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني وعن آل بيتي ووقت الذبح من بعد صلاة العيد حتى نهاية اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. والأفضل أن يذبحها بيده فإن لم يفعل استحب له أن يحضر ذبحها. وللمضحي أن يأكل من أضحيته وأن يتصدق منها ويدخر أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم (كلوا واطعموا وادخروا) وإن أعطى ثلثا لبيته وثلثا لأقاربه وجيرانه وأصدقائه وثلثا للفقراء والمساكين جاز ذلك وإن دفعها كلها لأحد هذه الأثلاث الثلاث فلا حرج في ذلك ويجوز أن يعطى الكافر منها لفقره أو قرابته أو جواره أو تأليف قلبه كما أفتى بذلك ابن باز رحمه الله تعالى.
واتفق العلماء على أنه لا يجوز بيع شيء من لحم الأضحية أو شحمها أو جلدها لقوله صلى الله عليه وسلم (من باع جلد أضحية فلا أضحية له) وليس له أن يعطي الجازر منها شيئاً كأجرة لكن إن تصدق عليه منها مع الأجرة فلا بأس) .
أما شروط الأضحية فأولاً: أن تبلغ السن المطلوبة وهي ستة أشهر في الضأن وسنة في المعز وفي البقر سنتان وفي الإبل خمس سنين.
ثانياً: السلامة من العيوب فلا تجزي العوراء ولا العرجاء ولا المريضة ولا الهزيلة ويكره ذبح المقطوعة القرن والأذن إلى آخره وعلى المسلم أن يختار أفضل الأنواع إن كانت إمكانياته تسمح بذلك وأن يحسن اختيار الأضحية وأن تكون بأحسن الألوان وأن تكون من ذكور الغنم وأن تكون بيضاء أو بياضها أكثر من سوادها وأن تكون قرناء لأن ذلك دليل القوة فهذا هو الأفضل وإلا فيجزئ ما خالف هذا.
أما علامات الخروف السليم والسمين في ظل انتشار الغش في أسواق الأغنام من بعض الباعة الذين يجتهدون أيما اجتهاد في عمليات الغش والتسمين الكاذب للخرفان وذلك باستعمال الأدوية والحقن والملح وغسل الخرفان واستخدام سوائل خاصة تنفش شعر الخروف وتظهره بصورة غير حقيقية ولمن يريد فهذه النصائح في كيفية اختيار الخروف الصحيح السليم:
1- العينان لامعتان 2- يجب أن يكون ظهر الخروف مستويا وعريضا وممتلئا باللحم فإذا وضعت يدك على ظهر الخروف السليم فإنك لن تشعر بعظامه أو عظمة الظهر وإنما تشعر أنك وضعت يدك على لحم 3- الصوف لامع ولا يتقصف بمجرد شده باليد 4- التأكد من عدم وجود أي دمامل أو خراريج حول الرقبة أو على سطح الجسم 5- التأكد من إقبال الخروف على الأكل وكثرة النشاط والحركة مما يدل على أنه سليم وغير مريض 6- عدم خروج أي إفرازات أو ارتشاحات من الأنف أو الفم. 7- رفع لية الخروف لمعرفة حجمها ويفضل الصغيرة أو المتوسطة بالنسبة لحجم الخروف مع التأكد من عدم وجود روث لين ملتصق في الألية، أو مؤخرة الخروج للدلالة على عدم وجود إسهال أو حالة مرضية. 8- تحديد عمر الخروف من خلال فحص القواطع أو الأسنان الموجودة في الفك السفلي.
مثال (العمر أقل من سنة تكون الأسنان لبنية ومتساوية وذات لون أبيض وبالتالي سيكون اللحم لذيذ الطعم وطرياً)
أما إذا كان للخروف سن مكسورة أو أكثر وبرزت مكان السن المكسورة سن كبيرة وعريضة أو اثنتان أو أربعة أو تغير لون الأسنان إلى البني أو الغامق، كان ذلك دليلاً على كبر عمر الخروف وبالتالي فهو أقل جودة في الطعم والأكل وبإمكانكم الاتجاه إلى شراء أنواع أخرى من الأغنام الأقل سعرا والامتناع عن شراء الأغنام الأغلى سعرا عونا لكم وتأديبا لهؤلاء الظلمة الذين يستغلون الناس ويدفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه وغير معقول، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، اللهم صلى على من بلغ البلاغ المبين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الأئمة البررة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم أمين.
خطيب جامع أم الخير بجدة
صالح محمد الجبري
3/12/1433هـ
المرفقات
وفديناه بذبح عظيم.doc
وفديناه بذبح عظيم.doc