وطنٌ مؤمن آمن وافر النعم

حسين بن حمزة حسين
1446/03/15 - 2024/09/18 14:13PM
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً﴾، وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾. وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾، فينبغي علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النِعم الكثيرة نِعمَةُ الاسلام أولاً وَنِعمَةُ التَّوحيدِ والسُّنَّةِ وَ نِعمَةُ الأمْنُ وَالأَمَانُ وَ نِعمَةُ إقامة شَرْعَ الله، في ظل شريعة سمحة، وتحت قيادة حكيمة ولُحمة وطنية قويّة، وَلله الحمد وَالمنة، قال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )، وَقَالَ ﷺ:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ، وَمن النِعم التي نذكر بها الجميع، نِعمَةُ سِعة الرِّزقُ، وَالرَّخَاءُ، وَالصِّحَّةُ، وَالتَّعلِيمُ، وَالنِّظَامُ، والحياة الطيبة السهلة، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي نَرفُلُ فِي أَثوَابِهَا، وَنَتَقَلَّبُ فِي نَعِيمِهَا، مِمَّا يَستَوجِبُ الشُّكْرَ، قَالَ تَعَالَى:﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾. عِبَادَ اللَّهِ: شَعَائِرُ التَّوحيدِ وَالسُّنَّةِ في بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ قَائِمَةٌ وَظَاهِرَةٌ، فَلَيس فيهَا شِركًا ظَاهِرًا، وَلا قُبُورًا تُعْبَدُ من دون اللَّهُ، ولا أضرحة يُطاف بها، ولا أولياء يُدعون من دون الله، وَليس فيهاَ خُرَافاتٍ ولا بِدعًا ظَاهِرَةً، الصلاة في بِلاَدَنَا قَائِمَةٌ على أوقاتها، قَالَ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾، وهِيَ البِلادُ الوَحيدَةُ التي تُحَكِّمُ شَرْعَ الله في هذا الزمان بلا منافس، قبلة المسلمين ومهبط الوحي وفيها المشاعر المقدسة الحرمين الشريفين، فيها ولد وعاش النبي ﷺ وصحابته رضي الله عنهم أجمعين، عاش فيها كثير من التابعين وأئمة وأعلام المسلمين، فينبغي على كل مواطن ومقيم، بل كل مسلم رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا أن يُحب هذه البلاد الطيبة، وأن يحافظ على أمنها واستقرارها، فإن هَذِهِ البلاد أمانة في عنق كل مسلم، والحفاظ عليها مسؤوليتنا ومسؤولية جميع المسلمين، ولنحذر من أعدائنا والشائعات التي يبثونها دعاة الفتن، فالحسد والبغض قاتلهم، فإنهم يريدون لنا النار والدمار وانفلات الأمن، قتلهم الله بغيضهم، وجعل كيدهم في نحورهم، وأعاذنا من شرورهم...    أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...   الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:   الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. فَاتَّقُوا اللهَ-عِبَادَ اللهِ-وَحَافِظُوا عَلَى هَذِهِ النعم بشكر الله جل وعلى فإن النعم لا تدوم الا بالشكر، وَحَافِظُوا عَلَى أمن واستقرار هذا الوطن الغالي، وحَافِظُوا عَلَى لُحْمَةِ بِنَائِكُمْ، وَوَحْدَةِ صَفِّكُم، وَاجتِمَاعِ كَلِمَتكم، واعلموا أن من أهم استتباب الأمن بعد طاعة الله ورسوله، طاعة ولي الأمر التي أمر الله تعالى بها، فقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، عِبَادَ اللَّهِ: أذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المشاهدات 661 | التعليقات 0