وطني .. كيف أحبه !؟ محمد صالح الشمراني (مقال رائع)
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1433/01/27 - 2011/12/22 08:53AM
وطني .. كيف أحبه !؟ محمد صالح الشمراني
ملتقى الخطباء: ساءلتُ نفسي كثيرا: "الوطن".. ما معناه؟ ولماذا عليّ أن أبادلَ "تراباً" مشاعري، وأن أفديه بنفسي؟ وفي مقابل ماذا؟لا يربطني بالوطن.. سوى والدي، ووالدتي، وعائلتي الصغيرة، وبعض الأصدقاء، وشيء من أريج الذكريات المتناثرة هنا وهناك !
أصولي جنوبية، ورأسي "دحدر" في جدة، وأجمل سني حياتي عشتها في الظهران. ولا أجدني أحن إلى ترابِ أيٍّ منها، إلا الظهران.. شيئا قليلا ! كنت أفكر؛ هل عليّ أن أحب تراب حائل، والقصيم، والأحساء، والرياض، وينبع؟ هل يجب علي أن أفديها، وأموت دونها؟ وماهو الثمن؟ لماذا عليّ أن أفدي تراب الوطن بحياتي، وبكل كياني، ووطني ربما سيبعني برخص التراب؟!
السعودي؛ قيمته رخيصة داخل "وطنه"، وتزداد رخصا إذا ارتحل "خارجه"! ولو وقع له مكروه في الغربة؛ فلن يخطر ببال أحد أن يحميه أو يمد له يد العون!
وطني؛ جوفه مُترع بـ "الذهب الأسود"، ومعظم ساكنيه يعيشون على رحمة الراتب الشهري، ثم ماذا؟ ثم.. عليهم أن يفدوا هذا "الوطن" بأرواحهم ..
ركبت مرة مع سائق ليموزين، استقال من "الجيش السعودي"، قال لي بالحرف: "لم أعرف طعم الحياة إلا بعد استقالتي، يا أخي ٣٠٠٠ ريال ما تأكّل عيش"
نفسي؛ صارت تتحوط من القاضي، والسجان، والأمير! أخشى أن أنصح وطني بصدق، بحب، فيُحكم علي بـ ٣٠ سنة، وأُتهم بتدبير انقلاب، أو زعزعة أمن! جسدي؛ يخشى يوم رحليه عن الدنيا أن تضيق به "ثلاجات الوطن"، فيحشروه في "ثلاجة خضروات"، وأُحرم حتى منها.. حتى من "مِيْتةٍ كريمة"! ابنتي ليان؛ لو احتاجت سريرا في مستشفى حكومي، وهي تلفظ أنفاس الموت أمامي، فأخشى أن يبخل عليها الوطن بسرير، كما فعل مع هديل، حمامة آل الحضيف!
ليان، ابنتي الوحيدة، أخشى حين تلتحق بـ"مدارس الوطن"، أن يتنكر لبراءتها، فتموت اختناقا، أو تضطر للبحث عن "ريمٍ" ترشدها نحو "نوافذ
الموت"! والدتي الكريمة؛ أبكي عليها كل ليلة، أخشى لو اعتقلوني، أن يهينها الوطن، أن يتجرأ عليها، و"يكسر" يدها، يكسرها وهو لا يبالي !
لو فكرتُ بإكمال دراستي العليا؛ فربما يسبب لي الوطن صدمة نفسية، ربما سأواجه ما واجهتْ "بسمة السناري"، رحمة الله عليها وبركاته
"كل مواطن سعودي"؛ لو أخذ نصيبه من "خيرات الوطن"؛ لكان يمتلك مسكنا خاصا، ورصيدا لا يقل عن مليون ريال، وحياة، وروحا كريمة!
الوطن.. ليس قصة حب سخيفة، حب من "طرف واحد"! بكل صراحة؛ إذا لم يبادلني وطني الحب؛ فما الذي يدفعني لحبه؟!
بعد أن تنكر لي الوطن، وأرخص من قيمتي؛ لا يغيظني شيء كما يغيظني برودة من يقول لي: "وطن لا نحبه لا نستحق العيش فيه" !
صدقوني، بأني تساءلت كثيرا كثيرا: "المواطن السعودي"؛ لو خطب وده "وطن آخر".. فما هو الشيء الذي سيتمسك به للبقاء، ورفض ذلك الإغراء؟!
انتهى وطبعا؛ لإخلاء المسئولية، ليس بالضرورة أن ما كتبته يعبر عن وجهة نظري الرسمية
ملتقى الخطباء: ساءلتُ نفسي كثيرا: "الوطن".. ما معناه؟ ولماذا عليّ أن أبادلَ "تراباً" مشاعري، وأن أفديه بنفسي؟ وفي مقابل ماذا؟لا يربطني بالوطن.. سوى والدي، ووالدتي، وعائلتي الصغيرة، وبعض الأصدقاء، وشيء من أريج الذكريات المتناثرة هنا وهناك !
أصولي جنوبية، ورأسي "دحدر" في جدة، وأجمل سني حياتي عشتها في الظهران. ولا أجدني أحن إلى ترابِ أيٍّ منها، إلا الظهران.. شيئا قليلا ! كنت أفكر؛ هل عليّ أن أحب تراب حائل، والقصيم، والأحساء، والرياض، وينبع؟ هل يجب علي أن أفديها، وأموت دونها؟ وماهو الثمن؟ لماذا عليّ أن أفدي تراب الوطن بحياتي، وبكل كياني، ووطني ربما سيبعني برخص التراب؟!
السعودي؛ قيمته رخيصة داخل "وطنه"، وتزداد رخصا إذا ارتحل "خارجه"! ولو وقع له مكروه في الغربة؛ فلن يخطر ببال أحد أن يحميه أو يمد له يد العون!
وطني؛ جوفه مُترع بـ "الذهب الأسود"، ومعظم ساكنيه يعيشون على رحمة الراتب الشهري، ثم ماذا؟ ثم.. عليهم أن يفدوا هذا "الوطن" بأرواحهم ..
ركبت مرة مع سائق ليموزين، استقال من "الجيش السعودي"، قال لي بالحرف: "لم أعرف طعم الحياة إلا بعد استقالتي، يا أخي ٣٠٠٠ ريال ما تأكّل عيش"
نفسي؛ صارت تتحوط من القاضي، والسجان، والأمير! أخشى أن أنصح وطني بصدق، بحب، فيُحكم علي بـ ٣٠ سنة، وأُتهم بتدبير انقلاب، أو زعزعة أمن! جسدي؛ يخشى يوم رحليه عن الدنيا أن تضيق به "ثلاجات الوطن"، فيحشروه في "ثلاجة خضروات"، وأُحرم حتى منها.. حتى من "مِيْتةٍ كريمة"! ابنتي ليان؛ لو احتاجت سريرا في مستشفى حكومي، وهي تلفظ أنفاس الموت أمامي، فأخشى أن يبخل عليها الوطن بسرير، كما فعل مع هديل، حمامة آل الحضيف!
ليان، ابنتي الوحيدة، أخشى حين تلتحق بـ"مدارس الوطن"، أن يتنكر لبراءتها، فتموت اختناقا، أو تضطر للبحث عن "ريمٍ" ترشدها نحو "نوافذ
الموت"! والدتي الكريمة؛ أبكي عليها كل ليلة، أخشى لو اعتقلوني، أن يهينها الوطن، أن يتجرأ عليها، و"يكسر" يدها، يكسرها وهو لا يبالي !
لو فكرتُ بإكمال دراستي العليا؛ فربما يسبب لي الوطن صدمة نفسية، ربما سأواجه ما واجهتْ "بسمة السناري"، رحمة الله عليها وبركاته
"كل مواطن سعودي"؛ لو أخذ نصيبه من "خيرات الوطن"؛ لكان يمتلك مسكنا خاصا، ورصيدا لا يقل عن مليون ريال، وحياة، وروحا كريمة!
الوطن.. ليس قصة حب سخيفة، حب من "طرف واحد"! بكل صراحة؛ إذا لم يبادلني وطني الحب؛ فما الذي يدفعني لحبه؟!
بعد أن تنكر لي الوطن، وأرخص من قيمتي؛ لا يغيظني شيء كما يغيظني برودة من يقول لي: "وطن لا نحبه لا نستحق العيش فيه" !
صدقوني، بأني تساءلت كثيرا كثيرا: "المواطن السعودي"؛ لو خطب وده "وطن آخر".. فما هو الشيء الذي سيتمسك به للبقاء، ورفض ذلك الإغراء؟!
انتهى وطبعا؛ لإخلاء المسئولية، ليس بالضرورة أن ما كتبته يعبر عن وجهة نظري الرسمية