وَصِيَّةٌ ثَمِيْنَةٌ: ( لَا تَغْضَبْ )
مبارك العشوان 1
إنَّ الحَمْدَ لِلهِ... وَرَسُولُهُ: أمَّا بعدُ: فاتَّقُوا اللهَ ... مُسْلِمون.
عِبَادَ اللهِ: رَوَى البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: ( لاَ تَغْضَبْ ) فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: ( لاَ تَغْضَبْ ).
يَقُولُ الإِمَامُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أنَّ الغَضَبَ جِمَاعُ الشرِّ، وأنَّ التَّحَرُّزَ مِنهُ جِمَاعُ الخير.
وَلَمَّا قِيلَ لِابنِ المُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: اجْمَعْ لَنَا حُسْنَ الخُلُقِ في كَلِمَةٍ، قال: تَرْكُ الغَضَبِ.
هَذَهِ عِبَادَ اللهِ: وَصِيَّةٌ جَامِعَةٌ؛ كَرَّرَهَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَكَثُرَ فِي الشَّرْعِ التَّحْذِيرُ مِنَ الغَضَبِ؛ فَهُوَ مِنْ نَزَعَاتِ الشَّيْطَانِ، وَهُوَ سَبَبُ كَثِيرٍ مِنَ الشُّرُورِ؛ وَلِذَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الحَدِيثِ أنَّ السَّائِلَ قَالَ: ( فَتَأَمَّلْتُ فِي الغَضَبِ فَوَجَدْتُ تَرْكَهُ تَرْكَ الشَّرِّ كُلِّهِ ).
يَغْضَبُ الإِنْسَانُ فَيَرْفَعُ صَوتَهُ، وَيَسُبُّ وَيَشْتُمُ، وَلَرُبَّمَا دَعَا عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى وَلَدِهِ، وَعَلَى مَالِهِ، يَغْضَبُ؛ فيَظْلِمُ، وَيَمُدُّ يَدَهُ فَيَضْرِبُ، أوْ يَشْهَرُ سِلاحَهُ فَيَقْتُلُ، يَغْضَبُ الرَّجُلُ فَيُطَلِّقُ زَوْجَهُ، وَيَقْطَعُ رَحِمَهُ، ويُشَتِّتُ أُسْرَتَهُ، وَيُفْسِدُ عِلَاقَتَهُ بِالنَّاسِ، وَيَقْضِي عَلَى صِحَّتَهُ.
عبِاَدَ اللهِ: وَكَمَا ذَمَّ الشَّرْعُ الغَضَبَ؛ فَقَدْ مَدَحَ الكَاظِمِينَ لَهُ، فَقَالَ تَعَالَى يَصِفُ عِبَادَهُ: { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } الشورى 37 وَقَـالَ تَعَالَى: { وَأَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } آل عمران132ـ 134 ، قَالَ الشَّنْقِيْطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: وَقَدْ دَلَّتِ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى أنَّ كَظْمَ الغَيْطِ وَالعَفْوَ عَنِ النَّاسِ، مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَكَفَى بِذَلِكَ حَثَّاً عَلَى ذَلِكَ. وَدَلَّتْ أَيْضًا: عَلَى أنَّ ذَلِكَ مِنْ الإِحْسَانِ الَّذِي يُحِبُّ اللهُ المُتَّصِفِينَ بِهِ .أ هـ
وَفِي البُخَارِيِّ أَنَّ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ ). وَهَذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ كَانَتْ لَا تَزِيْدُهُ شِدَّةُ الجَهْلِ عَلَيهِ إِلَّا حِلْماً؛ يَقُولُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : كُنْتُ أَمْشِى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِىٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِىٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ ). أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
وَلَمَّا بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَوْلَ القَائِلِ: هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، شَقَّ عَلَيهِ ذَلِكَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، وَلَمْ يَزِدْ أنْ قَالَ: ( يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَر ) رواه البخاري ومسلم. يَصْبِرُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَيَعْفُو وَيَصْفَحُ؛ يَمْتَثِلُ أمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }الحجر 85 : { فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ } الزخرف 89
عِبَادَ اللهِ: مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ الغَضَبُ، وَالنَّاسُ فِيهِ يَتَفَاوَتُونَ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ العَسِيرِ عَلَى المَرْءِ أنْ لَا يَغْضَبَ، وَلَكِنَّ المُتَّقِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِاللهِ تَعَالَى تَذَكَّرُوا، وَإِذَا أُوقِفُوا عِنْدَ حُدُودِهِ تَعَالَى وَقَفُوا؛ فَهَذَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَقُولُ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَاللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ، فَقَالَ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ } وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ، فَوَ اللهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ؛ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ سُرْعَةَ الغَضَبِ وَيُعَانِي مِنْهُ أَشَدَّ المُعَانَاةِ، وَيُوقِعُهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الحَرَجِ حَتَّى كَرِهَهُ النَّاسُ وَضَاقُوا مِنْ مُجَالَسَتِهِ؛ حَتَّى زَوْجُهُ وَأَوْلَادُهُ وَأَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيهِ يَضِيْقُونَ بِوُجُودِهِ، وَيَفْرَحُونَ بِغَيْبَتِهِ وَخُرُوجِهِ؛ مِنَ النَّاسِ مَنْ عَلِمَ ابْتِلَاءَهُ بِهَذَا الدَّاءِ فَاسْتَسْلَمَ لَهُ وَلَمْ يَسْعَ يَوماً لِعِلَاجِهِ.
أَلَا فَاعْلَمْ أَخِي المُسْلِمُ وَفَّقَكَ اللهُ أنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي السُّنَّةِ عِلَاجُ الغَضَبِ، وَأنَّ الإِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ أنَّ يَتَّصِفَ بِالحِلْمِ، وَأنْ يَكْظِمَ الغَيْظَ ، وَيَدْفَعَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ .
بَارَكَ اللهُ... أقُولُ مَا تَسْمَعُونَ...
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ ... أمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ عَلَى المُسْلِمِ أنْ يَسْعَى حَثِيثًا فِي امْتِثَالِ هَذِهِ الوَصِيَّةِ الثَّمِينَةِ: ( لَا تَغْضَبْ ).
وَإنَّ مِمَّا يُعِينُ عَلَى اجْتِنَابِ الغَضَبِ وَكَظْمِ الغَيْظِ ؛مَا ذَكَرَهُ الإِمَامُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ، حَيْثُ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ مَنْ غَضِبَ بِتَعَاطِي أسْبَابٍ تَدْفَعُ عَنْهُ الغَضَبَ، وَيَمْدَحُ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ عِنَدْ الغَضَبِ، فَعَنْ سُلَيْمَانَ بنِ صُرَدٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ ) . رواه البخاري. الِاسْتِعَاذَةُ: الالْتِجَاءُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَالاعْتِصَامُ بِهِ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ وَهِي مِنْ أنْفَعِ العِلَاجِ لِهَذَا الدَّاءِ.
وَمِنْ عِلَاجِ الغَضَبِ: السُّكُوتُ؛ وَهُوَ دَوَاءٌ عَظِيْمٌ لِلْغَضَبِ؛ لَأَنَّ الغَضْبَانَ يَصْدُرُ مِنْهُ فِي حَالِ غَضَبِهِ مِنَ القَولِ مَا يَنْدَمُ عَلَيهِ فِي حَالِ زَوَالِ غَضَبِهِ؛ مِنَ السِّبَابِ وَغَيرِهِ مِمَّا يَعْظُمُ ضَرَرُهُ، فَإِذَا سَكَتَ زَالَ هَذَا الشرُّ كُلُّهُ.
غَضِبَ يَوماً عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ فَقَالَ لَهُ ابنُهُ عَبدُ المَلِكِ رَحِمَهُمَا اللهُ: أنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَعَ مَا أعْطَاكَ اللهُ وَفَضَّلَكَ بِهِ؛ تَغْضَبُ هَذَا الغَضَبَ! فَقَالَ لَهُ أَوَمَا تَغْضَبُ يَا عَبْدَ المَلِك ِ؟! فَقَالَ لَهُ عَبْدُ المَلِكِ: وَمَا يُغْنِي عَنِّي سَعَةُ جَوفِي إذَا لَمْ أُرَدِّدْ فِيهِ الغَضَبَ حَتَّى لَا يَظْهَر .
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ اعْلَمُوا أنَّ الغَضَبَ المَذْمُومَ: مَا كَانَ لِغَيرِ اللهِ تَعَالَى؛ أمَّا مَا كَانَ لِلهِ تَعَالَى، وَلِحُرُمَاتِهِ وحُدُودِهِ، فَهُوَ مَحْمُودٌ وَمَمْدُوحٌ؛ قَالَ تَعَالَى: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ }الفتح 29 كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إذَا رَأَى أوْ سَمِعَ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ غَضِبَ لِذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ وَلَمْ يَسْكُتْ، قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الغَضَبِ وَالشِّدَةِ لِأَمْرِ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جـَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } التوبة 73
وَذَكَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَفِى الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ، وَقَالَتْ قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ ) وَذَكَرَ البُخَارِيُّ أيْضاً حَدِيثَ أبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّى لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا. فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ ) . وَذَكَرَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُـــوَ ( يُصَلِّى رَأَى في قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَحَكَّهَا بِيَدِهِ؛ فَتَغَيَّظَ ثُمَّ قَالَ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ في الصَّلاَةِ فَإِنَّ اللهَ حِيَالَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَتَنَخَّمَنَّ حِيَالَ وَجْهِهِ فِى الصَّلاَةِ ) .
فَاتَّقوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ، واسْعَوا فِي رِضَاه، وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَتِهِ، واتَّبِعُوا مَا جَاءَكُمْ بِهِ رسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ تَسْعَدُوا فِي دُنْيَاكُمْ وَأُخْرَاكُم.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا ... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ.... حَمِيدٌ مَجِيدٌ
اللهُمَّ أعِزَّ الإسْلَامَ ... اللهُمَّ أصْلِحْ أَئِمَّتَنَا...
عِبَادَ اللهِ: اذْكُرُوا اللهَ... مَا تَصْنَعُونَ.