وَصَايَا مَعَ بَدْءِ العَامِ الدِّرَاسِيِّ الجَدِيدِ
مبارك العشوان 1
إنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْهِ، وَنَعُوْذُ بِهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبَادَ اللهِ: بَعْدَ غَدٍ هُوَ أَوَّلُ يَومٍ مِنَ العَامِ الدِّرَاسِيِّ الجَدِيدِ؛ جَعَلَهُ اللهُ عَامًا مُبَارَكًا؛ يُنْشَرُ فِيهِ الْعِلْمُ وَيُعْمَلُ بِهِ، وَيُزَالُ الجَهْلُ وَيُقْضَى عَلَيهِ.
وَلَعَلَّنَا نَتَذَاكَرُ شَيْئًا مِنْ فَضَائِلِ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُعَلِّمِينَ وَالمُتَعَلِّمِينَ، وَنَتَوَاصَى بِالجِدِّ وَالاِجْتِهَادِ فِي العَطَاءِ وَالطَّلَبِ.
قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ بِدِمَشْقَ، فَقَالَ مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي ؟ فَقَالَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَـــالَ أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ ؟ قَالَ لَا، قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ ؟ قَالَ لَا، قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
لِلْعِلْمِ مَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ وَشَرَفٌ عَظِيمٌ يَنْبَغِي أنْ يُدْرِكَهُ كُلُّ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمَةٍ، وَكُلُّ طَالِبٍ وَطَالِبَةٍ، وَكُلُّ وَلِيِّ أَمْرٍ.
تَعْلِيمُ النَّاسِ، وَرَفْعُ الجَهْلِ عَنْهُمْ؛ دَعْوَتُهُمْ لِلْخَيرِ، وَتَحْذِيرُهُمْ مِنَ الشَّرِ؛ هِيَ المُهِمَّةُ العُظْمَى الَّتِي قَامَ بِهَا رُسُلُ اللهِ، عَلَيهِمْ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ، وَهِيَ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَمَجَالٌ خَصْبٌ لِكَسْبِ الحَسَنَاتِ وَمُضَاعَفَتِهَا؛ يَقُولُ عَليهِ الصلاةُ والسَّلامُ: ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ ) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. وَقَالَ تَعَالَى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت33 وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: ( فَالمُعَلِّمُ مَأجُورٌ عَلَى نَفْسِ تَعْلِيمِهِ، سَوَاءً أَفَهِمَ المُتَعَلمُ أوْ لَمْ يَفْهَمْ؛ فَإِذَا فَهِمَ مَا علَّمَهُ، وَانْتَفَعَ بِهِ بِنَفْسِهِ أَوْ نَفَعَ بِهِ غَيْرَهُ؛ كَانَ الأَجْرُ جَارِيًا لِلْمُعَلِّمِ مَا دَامَ النَّفْعُ مُتَسَلْسِلًا مُتَّصِلًا. وَهَذِهِ تِجَارَةٌ بِمِثْلِهَا يَتَنَافَسُ المُتَنَافِسُونَ... الخ
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ إنَّهُ يَنْبَغِي لكُلِّ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمَةٍ وَقَائِدِ مَدْرَسَةٍ، وَوَكِيلٍ ومُرْشِدٍ لِلطُّلَّابِ: أنْ يُدْرِكُوا عِظَمَ مَا تَحَمَّلُوا مِنَ أمَانَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ، وَأَنَّهُمْ سَيُسْأَلُونَ عَنْهَا وَسيُحَاسَبُونَ.
: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } الأحزاب72
عَلَيْكُمْ لِأُمَّتِكُمْ وَمَنْ يَتَعَلَّمُونَ مِنْكُمْ حُقُوقًا عَظِيمَةً؛ فَقُومُوا بِهَا للَّهِ مُخْلِصِينَ، وَبِهِ تَعَالَى مُسْتَعِينِينَ، اللهَ اللهَ فِي بَذْلِ مَا يُصْلِحُ الطُّلَّابَ، قَدِّمُوا لَهُمُ العُلُومَ النَّافِعَةَ بِأَسْهَلِ طَرِيقٍ وَأَقْرَبِهِ لِلفَهْمِ، رَبُّوا طُلَّابَكُم وَأَدِّبُوهُمْ بِأَفْعَالِكُمْ قَبْلَ أقْوَالِكُمْ.
قُومُوا بِتَهْذِيبِ سُلُوكِ الطَّالِبِ وَخُلُقِهِ، وَصِيَانَةِ عَقْلِهِ وَدِينِهِ. لِيَخْرُجَ لِلمُجْتَمَعِ عَلَى أَيْدِيكُمْ صَالِحُونَ مُصْلِحُونَ نَافِعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ وَدِيْنِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ، يَخَافُونَ اللهَ وَيُرَاقِبُونَهُ قَبْلَ أنْ يُرَاقِبُوا مُدِيراً أوْ مَسْؤُولاً.
أيُّهَا المُعَلِّمُونَ المُرَبُونَ: يَقُولُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَن القُدْوةِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( فَبِأبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَ اللهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( إنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ في شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
اُرْفُقُوا بِطُلَّابِكُمْ؛ لَا تُثْقِلُوا عَلَيهِمْ؛ فَتَجْمَعُوا لَهُمُ الدَّرْسَينِ وَالثَّلاثَةِ، يَسِّرُوا لَهُمُ الْعِلْمَ، وَاعْرِضُوا لَهُمْ صِغَارَ المَسَائِلِ قَبْلَ كِبَارِهَا. لَا تَحْتَقِرُوهُمْ أوْ تَهْزَؤُوا بِهِمْ، أوْ تَسْخَرُوا مِنْ سُؤَالِ أَحَدِهِمْ، أوْ تُحْرِجُوهُ أمَامَ زُمَلَائِهِ.
اُرْفُقُوا بِهِمْ فِي تَرْبِيَتِهِمْ وَتَعْلِيمِهِمْ، ثُمَّ ارْفُقُوا كَذَلِكَ بِفُقَرَائِهِمْ، فَلَا تَطْلُبُوا مِنْهُمْ مَالَا حَاجَةَ لَهُ مُلِحَّةً، أوْ مَا يُمْكِنُ الِاسْتِغْناءُ عَنْهُ. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيْمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعْدُ:
فَاجْتَهِدُوا أيُّهَا الآبَاءُ وَلْتَجْتَهِدِ الأُمَّهَاتُ أنْ تَغْرِسُوا فِي قُلُوبِ أوْلَادِكُم حُبَّ العِلْمِ وَالعُلَمَاءِ، اغْرِسُوا فِي نُفُوسِهِمْ أنَّهُمْ يَذْهَبُونَ لِلْمَدْرَسَةِ لِتَحْصِيلِ العِلْمِ، وَرَفْعِ الجَهْلِ، وَخِدْمَةِ الدِّينِ، وَتَقْدِيمِ النَّفْعِ لِأَنفُسِهِمْ وَأهلِهِمْ ومُجْتَمَعِهِمْ؛ وَاعْلَمُوا أنَّ مِنَ الخَطَأِ أنْ يُرَبَّى الطَّالِبُ مُنْذُ صِغَرِهِ أنَّهُ يَدْرُسُ حتَّى يَكْبُرَ ويَحْصُلَ عَلَى وَظِيفَةٍ وَمَكَانَةٍ وَسَيَّارَةٍ وَبَيْتٍ وَزَوْجَةٍ... وَغَيْرِهَا، دُونَ أنْ يُذْكَرَ لَهُ الهَدَفُ الأَسَاسُ مِنَ الدِّرَاسَة.
مَعَاشِرَ الْأَوْلِيَاءِ: اللهَ اللهَ فِي حُقُوقِ المُعَلِّمِينَ وَالمُعَلِّمَاتِ، رَبُّوا أَوْلَادَكُمْ عَلَى حُبِّهِمْ وَإِجْلَالِهِمْ وَتَوقِيرِهِمْ وَاحْتِرَامِهِمْ وَالصَّبْرِ عَلَى قَسْوَتِهِمْ.
تَابِعُوا أَوْلَادَكُمْ فِي دُرُوسِهِمْ، وَاسْأَلُوا عَنْ أَحْوَالِهِمْ أوَّلًا بِأوَّلٍ، مَنْ يُجَالِسُونَ وَمَنْ يُصَاحِبُونَ.
لَا تَتَسَاهَلْ أَخِي وَلِيَّ الأمْرِ بالسَّائِقِينَ وَخَلْوَتِهِمْ بِبَنَاتِكَ.
لَا تَتَسَاهَلْ بِأَمْرِ الحِجَابِ، لِتَلْتَزِمِ البِنْتُ حِجَابَهَا مِنْ خُرُوجِهَا إِلَى عَوْدَتِهَا؛ فَلَكَمْ جَرَّ التَّسَاهُلُ بِالحِجَابِ مِنْ وَيْلَاتٍ وَمَصَائِبَ؛ مِنَ السَّائِقِينَ أَوْ مِنَ المُعَاكِسِينَ.
ثُمَّ هَذِهِ وَصِيَّةٌ لِلطُّلَابِ وَفَّقَهُمُ اللهُ وَأَعَانَهُمْ وَسَدَّدَهُمْ:
اِبْدَأُوا عَامَكُمْ بِالجِدِّ، وَاحْرِصُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ عَلَى تَحْصِيلِ الْعِلْمِ النَّافِعِ، وَابْذُلُوا غَايَةَ الجُهْدِ لِرُسُوخِهِ، اجْتَهِدُوا أوَّلًا بِأَوَّلٍ، وَرَاجِعُوا مَا تَعَلَّمْتُمْ لِيَثْبُتَ، اذْهَبُوا لِمَدَارِسِكُم رَاغِبِينَ مُحِبِّينَ لِلْعِلْمِ وَأهْلِهِ، وَالتَّزُوُدِ مِنْهُ، لِتَكُنْ هِمَمُكُمْ عَالِيَةً، وَلَا تَرْضَوا مِنَ العِلْمِ بِالقَلِيلِ، وَتَفْرَحُوا بِمَا يُحْذَفُ عَنْكُمْ مِنَ الدُّرُوسِ.
ثُمَّ تَحَلَّوا وَفَّقَكُمُ اللهُ بِالأَخْلَاقِ الكَرِيمَةِ، وَتَجَنَّبُوا الرَّذَائِلَ، وَاحْذَرُوا جُلَسَاءَ السُّوءِ.
عِبَادَ اللهِ: أَيُّهَا الْأَغنِيَاءُ، يَا مَنْ وَسَّعَ اللهُ لَكُمْ فِي الرِّزْقِ، تَفَقَّدُوا الفُقَرَاءَ وَالمُحْتَاجِينَ، وَتَلَمَّسُوا حَوَائِجَهُمْ، أشْفِقُوا عَلَى فَقِيرٍ لَا يَدْرِي أَيُوَاجِهُ غَلَاءَ المَعِيْشَةِ، أَمِ المُسْتَلْزَمَاتِ الدِّرَاسِيَّةِ؛ وَقَدْ يَكُونُ عِنْدَهُ عَدَدٌ مِنَ الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ، فَرِّجُوا ـ فَرَّجَ اللهُ عَنْكُمْ ـ كُرْبَةَ مَكْرُوبٍ وَوَسِّعُوا عَلى مُحْتَاجٍ، وَاعْلَمُوا أنَّ : ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) هَكَذَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِه.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيْكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.